تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مبكراً.. أهلاً رمضان للشيخ توفيق الصائغ منقول



أهــل الحـديث
13-07-2012, 05:07 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


من يُصدّق أن الفاصل الذي يحول بيننا وبين الموسم الأجلّ رمضان = هلال ليس إلاّ؟!
شعبان ثم.. رمضان، ما أسرع الأيام!!
نعم شهر فقط هي الحاجز الزمني بيننا وبين الشهر الكريم..
اعتدنا أن نستعدّ متأخرين، وأن نُحاول إدراك ما يمكن إدراكه مستعجلين.. ما ضرنا لو بدأنا بالتأهب الروحي، وبالاستعداد العبادي من الآن..!!؟؟
رمضان.. ما أعظم الشوق إليه، على أن هذا الشوق لا يختلف من شخص لشخص؛ أعني أن الذين شهدوا خمسين أو ستين رمضان لم يدب الملل إلى نفوسهم ولم تنطفئ جذوة الشوق في صدورهم، بل لا يزيدهم مرّ السنين إلا شوقاً ولهفة، وحباً والتياعاً.
سرّ الأسرار رمضان، شهر الديانة والصيانة والعبادة والتقوى.. روحانية عامّة، وشعائر قائمة، وذكر وصيام، وبذل وقيام.
من الآن لا بد وأن نصطلح مع القرآن الكريم كخطوة أولى، وأقترح كما هي العادة أن نبدأ بقراءة القرآن مضموماً إليه التفسير، قراءة فهم وتدبر، قراءة معانٍ لا حروف..
القرآن باب كل خير، وساحة كل بِر (((كتاب أنزلناه إليك مباركاً)))، (((مبارك فاتبعوه واتقوا)))، وحسب القارئ والعامل والمتدبر أنه يعيش مع الله وفي الله وعند بابه وعلى رِحابه فيستحق عندها أن يكون من أهل الله، أنعِم به من لقب وشرف ونسب.
من اليوم نُشرع المصاحف في البيوت، ونتغنى بالقرآن، ونُسابق الزمن، نضم المصحف ونبكي ونعتذر عن الهجر، ونتوب من القطيعة، ونستغفر الله.
من اليوم نُجدد الصِلة، ونبرم العهد (((إن العهد كان مسئولاً))).
كيف عشنا في عِزلة عنه وهو الروح؟ (((وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا)))؟!! بل كيف صحت منا الأرواح والأجساد وهو الشفاء: (((وشفاء لما في الصدور)))، (((قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء)))؟!
كيف لم نشعر بالظلام في غيابنا عنه وهو النور: (((قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)))؟
من اليوم لا بد أن يكون للقرآن وقت لا نخرمه، وساعة لا يُزاحمه فيها غيره، حتى إذا جاء رمضان فإذا القلوب بالقرآن ندية، وبالآي لينة طرية، عندها فقط يمكن أن نكون، أو نحاول أن نكون، كما أراد الله لنا أن نكون (((هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان))).