المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ قهوة الثلاثاء - 35 ] - قصة سعادة المعلم الدستوري !



االزعيم الهلالي
11-07-2012, 03:41 PM
http://faculty.ksu.edu.sa/m_salem98/DocLib/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B3%D9%85%D9%84%D8%A9.gif



جميعنا تابع المعركة السياسية التي تدور بين الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي من جهة والمحكمة الدستورية من جهة أخرى عطفا على قرار الأخيرة في تاريخ سابق بحل مجلس الشعب المصري وصدور قرار رئاسي مؤخرا بعودة الحياة لهذا المجلس الذي تم تعيين اعضاؤه ممثلين عن الشعب المصري في وقت سابق ،،،


عادة في الدول ذات الطابع الديمقراطي او التي تريد ان تتبنى النهج الديمقراطي كما هو في المشهد المصري بعد الثورة الأخيرة .. هكذا صدامات بين القوى السياسية او الهيئات التنظيمية تعد أمرا طبيعيا وظاهرة صحية في الحياة السياسية والاجتماعية خاصة اذا ما تمكنت الدولة بكافة قطاعاتها مع الوقت من اكتساب الخبرات والمهارات والمعرفة التي تمكنها من صناعة منظومة لأحتواء وجهات النظر المتعددة والمختلفة في قالب مشترك يعود بالفائدة على الوطن والمواطن ،،،


لست هنا للحديث عن اسباب حل مجلس الشعب المصري بالرغم ان المحكمة الدستورية التي قامت بحله مؤخرا ساهمت في وضع ملامح شخصية هذا المجلس ! .. كما لن اتحدث عن مبررات حل مجلس بأكمله لمجرد وجود مخالفات في بعض الدوائر لا تتجاوز ثلث المجلس وفق ادعاء المحكمة الدستورية ! .. كما لن ابحث عن سبب تهرب المحكمة الدستورية عن اصدار بيان واضح حول طبيعة هذه المخالفات والاعضاء الذين تورطوا فيها بالرغم من المطالبات العدة في هذا الجانب من الهيئات والمنظمات المعنية ! .. ولن اتطرق عن السبب الذي التزمت فيه المحكمة الدستورية الصمت خلال شهور الماضية وانتظرت حتى لحظة حسم الملف الرئاسي لطرح هذه المشكلة امام الرئيس الجديد المنتخب ! .. ولن أحلل العلاقة السببية بين طلب مجلس الشعب اعادة النظر في شرعية ترشح أحمد شفيق لرئاسة الجمهورية وهو احد قادة الرموز الذين قامت ضدهم الثورة وقرار حل المجلس بعد ذلك ! .. بل سأكتفي ان اتناول لغة الخطاب التي تحدث بها رئيس المحكمة الدستوية في تناوله لقرار رئيس الجمهورية بعودة الحياة للمجلس .. تلك اللغة التي لم تكن لائقة ان تصدر من شخص في مكانة رجل يتقلد أعلى منصب قضائي بالبلاد والتي أجدها لا تختلف كثيرا عن لغة القذافي في وقت سابق وبشار الأسد في وقت لاحق .. وهو يهدد ويتوعد ويستهزء ويغمز ويلمز ولم يبقى سوى ان يرفع ( المطوى ) ويلوح بها امام الحاضرين وهو يهتف عاليا : سعادتي المعلم الدستوري باشا على سن ورمح !



كنت استمع لذلك الخطاب والحالة التي اراد ان يجسدها المتحدث وانا ابحث في ذاكرتي الصغيرة عن اين كانت هذه المحكمة التي قررت ان ترتدي رداء الواعظين من مشاهدات عدة كان وقعها مؤلما على الشعب المصري كقضية الغاز المصري الذي كان يباع بلا ثمن للكيان الصهيوني بينما شريحة واسعة من المصريين لا يجدونه ! .. وقضية السفينة المصرية التي غرقت في البحر الأحمر وصدور قرار تبرئة المعنيين بالحادث لكونهم اعضاء في الحزب الحاكم سابقا ! .. وأين هذه المحكمة من اغلاق مصانع القطاع العام او بيعها وتشريد مئات الآلاف من الأسر المصرية التي كانت تسترزق من تلك المصانع التي كان يعملون بها وهي ملك لهم ووطنهم ! .. أين هذه المحكمة من قصص الأسرى المصريين في سجون الكيان الصهيوني وقتلهم دونما ثمن ! .. أين هذه المحكمة من ثلاثين عاما قضاها الرئيس المصري السابق وهو يزور الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والنقابية دونما لفت نظر ! .. اين هذه المحكمة من المناطق العشوائية التي لا تليق أن يحيى الحيوان بها وانتم بكرامة ! .. اين هذه المحكمة من اسقاط الطائرة المصرية بصواريخ امريكية فوق المحيط الاطلنطي دونما مجرد اعتذار ! .. أين هذه المحكمة والعدو الصهيوني يعلن الحرب في قلب القاهرة على اهلنا في غزة وتغلق امامهم سبل الفرار بارواحهم دونما ان ترمش اعينهم امام بشاعة تلك الجريمة ! .. أين هذه المحكمة من الظلم والعدوان والاستعباد والسرقة والتحقير التي كانت تمارس في حق الشعب المصري من رموز النظام السابق ! .. أين هم من ضباط مخابرات الكيان الصهيوني الذين يتم القبض عليهم وتلسيمهم بصدر رحب لدولتهم دون حتى قرصة أذن ! .. أين هم من تلك الأراضي التي بيعت بالمجان بينما فتى وفتاه لا يجدون غرفة وحمام وانتم بكرامة يستظلون بها ويمنحون فرصتهم الشرعية في تكوين أسرة ! .. أين وأين واين .. ولن تكتفي مجلدات عدة عن تلك التجاوزات والمظالم والمحكمة الدستورية تأخذ دور المشاهدة !


لقد كانت لغة كريهه جدا تلك التي استمعت اليها .. لغة مليئة بالكذب وتجاوز حقائق ومآسي وجرائم كانوا شاهدين عليها دون ان يحركوا ساكنا ! .. ويبدو لي أنهم شعروا ان خطوات اصلاح اي نظام يبدأ بأصلاح هيئته القضائية لذلك كانت لغتهم تعكس مستوى الخوف ان تطالهم المسائلة على تجاوزاتهم السابقة .. وان الثورة المصرية اذا ما كانت قد ازاحت وجه من أوجه الفساد فأنه حان لها ان تنظر نحو من منح اولئك الفاسدين شرعية اعمالهم ،،،


كل التوفيق لمصر ورجالاتها وشعبها .. سعيد جدا باللقاء الذي سيجمع اليوم القيادة السعودية بنظيرتها المصرية .. ومتألم جدا للعمل الأرهابي الذي حدث اليوم في اكاديمية الشرطة بصنعاء .. ونسأل الله ان يرحم شهداؤنا .. ويعين الوطن وقيادته ورجالاته على اجتثاث تلك العقول التي امتلئت جهلا وجورا وعدوانا .. تلك العقول التي لا ترى سوى القتل والتدمير بدعوى التدين .. والله يأمرنا بالعدل والأحسان وايتاء ذو القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ،،،




ودمتـم في خيـر