تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كشف الغطاء عن مسألة مسح الوجه بعد الدعاء ؛ لأبي عمر نادر بن وهبي الناطور القَنِّيريِّ الأردنِّيِّ



أهــل الحـديث
11-07-2012, 03:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم








كَــشـْفُ الغِــطَـــــــاءِ

عنْ مَسْأَلَةِ مَسْحِ الوَجْهِ بَعْدَ الدُّعَاءِ



تَأْلِيفُ
أَبِي عُمَرَ نَادِرِ بْنِ وَهْبِي النَّاطُورِ القَنِّيرِيِّ الأُرْدُنِّيِّ































بِسْــمِ اللَّـــهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيــمِ

وَبِهِ نَسْتَعِينُ


المُقَدِّمَـةُ


الحَمَدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ ، وَخَاتمِ النَّبِيِّينَ ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ ، وَصَحْبِهِ ، وَمَنِ اقْتَفَى أَثَرَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .

وَبَعْـدُ :

فَهَذِهِ رِسَالَةٌ لَطِيفَةٌ ؛ أُبَيِّنُ فِيهَا حُكْمَ مَسْحِ الوَجْهِ عَقِبَ الدُّعَاءِ ، وَقَدْ جَمَعْتُ فِيهَا الأَحَادِيثَ وَالآثَارَ الوَارِدَةَ فِي ذَلِكَ ، وَتَكَلَّمْتُ عَلَى أَسَانِيدِهَا _ قَبُولاً وَرَدّاً _ ، وَحَرِصْتُ أَنْ أَلْتَزِمَ فِي ذَلِكَ مِيزَانَ النَّقْدِ الحَدِيثِيِّ ، وَالَّذِي تَمَيَّزَتْ بِهِ الأُمَّةُ المُحَمَّدِيَّةُ عَنْ غَيْرِهَا مِنَ الأُمَمِ ، وَاعْتُبِرَ خَصِيصَةً مِنْ خَصَائِصِهَا ، وَذَيَّلْتُهَا بِذِكْرِ بَعْضِ أَقْوَالِ العُلَمَاءِ فِي المَسْأَلَةِ ، وَوَسَمْتُهَا بِـ : " كَشْفِ الغِطَاءِ عنْ مَسْأَلَةِ مَسْحِ الوَجْهِ بَعْدَ الدُّعَاءِ "، فَإِنْ وُفِّقْتُ فِي ذَلِكَ ؛ فَهُوَ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ إِيَّايَ ، وَإِنْ كَانَ غيرَ ذَلِكَ ؛ فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ كُلِّ زَلَلٍ وَخَطَلٍ .
وَاللَّهَ أَسْأَلُ أَنْ يَجْعَلَ عَمَلِي _ هَذَا _ خَالِصاً لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ ، وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيلُ .




كَتَبَهُ : أَبُو عُمَرَ نَادِرُ بْنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn1) ، ثُمَّ الأُرْدُنِّيُّ

السَّبت : 9 صفر 1429 هـ



16 شباط 2008 م
الزَّرْقَاءُ _ الأُرْدُنُّ














المَبْحَثُ الأَوَّلُ

الأَحَادِيثُ المَرْفُوعَةُ الوَارِدَةُ فِي مَسْحِ الوَجْهِ بَعْدَ الدُّعَاءِ

1 _ حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ الخطَّابِ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ : أَخْرَجَهُ عَبْدُ ابْنُ حُمَيْدٍ فِـي " مُسْنَـدِهِ " (رقم : 39 _ منتخب ) ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِـي " سُنَنِـهِ " (رقم : 3386) _ وَاللَّفْظُ لَـهُ _ ، وَالحَاكِـمُ فِـي " المُسْتَدْرَكِ " (1/719 _ رقم : 1967) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : الذَّهَبِيُّ فِي "سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ " (16/67) و " تَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ "(3/885 _ 886) _ ، وَالبَزَّارُ فِي " مُسْنَدِهِ " (1/243 _ رقم: 129) ، وَأبُو بَكْرٍ الخَلاَّلُ _ كَمَا في " العِلَلِ المُتَنَاهِيَةِ " (2/840 _ رقم: 1406) ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي " المُعْجَمِ الأَوْسَطِ " (7/124 _ رقم : 7053) ، وَ " الدُّعَاءِ " (رقم : 212) و (رقم : 213) ، وَأَبُو سَعِيدٍ النَّقَّاشُ فِي " فَوَائِدِ العِرَاقِيِّينَ " (رقم: 27) ، وَأَبُو الفَضْلِ الزُّهْرِيُّ فِي " حَدِيثِـهِ " (رقم : 475) ، وَابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (20/49) مِنْ طُرُقٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى الجُهَنِيِّ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الجُمَحِيِّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ ؛ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يَحُطَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ .
وَجَاءَ لَفْظُهُ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ : " كَانَ إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ فِي الدُّعَـاءِ لَمْ يَرُدَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ " .
وَجَاءَ لَفْظُهُ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ فِي " الأَوْسَطِ " عَلَى الشَّكِّ : " أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَدَّ ، أَوْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ " ، وَأَمَّا فِي " الدُّعَاءِ " فِي المَوْضِعِ الأَوَّلِ فَجَاءَ لَفْظُهُ هَكَذَا : " كَانَ إِذَا دَعَا رَفَعَ بَاطِنَ كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَلاَ يَرُدُّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ " ، وَأَمَّا فِي المَوْضِعِ الثَّانِي فَلَفْظُهُ : " مَا مَدَّ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ يَدَيْهِ فِي دُعَاءٍ قَطُّ فَقَبَضَهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهََهُ " .
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ لاَ نعرفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى ، وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ ، وَهُوَ قَلِيلُ الحَدِيثِ ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ النَّاسُ " .
هَكَذَا جَاءَ فِي النُّسْخَةِ المَطْبُوعَةِ مِنْ " سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ " ، وَالصَّوَابُ أَنَّ التِّرْمِذِيَّ قَالَ : " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ " دُونَ قَوْلِهِ : " صَحِيحٌ " ، قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ في " الأَذْكَارِ " (ص : 917) وَ " المجْمُوعِ " (3/501) : " وَأَمَّا قَوْلُ عَبْدِ الحَقِّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى _ : إِنَّ التِّرْمِذِيَّ قَالَ : إِنَّهُ حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، فَلَيْسَ فِي النُّسَخِ المُعْتَمَدَةِ مِنَ التِّرْمِذِيِّ أَنَّهُ صَحِيحٌ ، بَلْ قَالَ : حَدِيثٌ غَرِيبٌ " .
أَقُولُ : وَكَذَا جَاءَ فِي " تُحْفَةِ الأَشْرَافِ " (8/59) لِلْمِزِّيِّ .
وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ : " لاَ يُرْوَى هَذَا الحَدِيثُ عَنْ عُمَرَ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، تَفَرَّدَ بِهِ حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الجُهَنِيُّ " .
وَقَالَ البَزَّارُ : " وَهَذَا الحَدِيثُ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ حَنْظَلَةَ حمَّادُ بْنُ عِيسَى ، وَهُوَ لَيِّنُ الحَدِيثِ ، وَإِنَّمَا ضُعِّفُ حَدِيثُهُ بِهَذَا الحَدِيثِ ، وَلَمْ نَجِدْ بُدّاً مِنْ إِخْرَاجِهِ ، إِذْ كَانَ لاَ يُرْوَى عنِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ ، أَوْ مِنْ وَجْهٍ دُونَهُ " .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ مَدَارُهُ عَلَى حَمَّادِ بْنِ عِيسَى الجُهَنِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ : " فَذَاكَرْنَا بِهَذَا يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ ؛ فَقَالَ : مَا سَمِعْنَا مِنْ أَحَدٍ ، إِلاَّ أَنَّ حَمَّادَ بْنَ عِيسَى رَوَاهُ ، وَهُوَ شَيْخٌ صَالِحٌ " ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " السِّيَرِ " (4/467) : " تَفَرَّدَ بِهِ حَمَّادٌ ، وَفِيهِ لِينٌ " ، وَقَالَ _ أَيْضاً _ (16/67) : " أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ ، فَلَمْ يُصِبْ ، حَمَّادٌ ضَعِيفٌ " ، وَقَالَ فِي " تَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ " (3/886) : " أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ فِي المُسْتَدْرَكِ ، وَمَا هُوَ بِالثَّابِتِ ؛ لأَنَّهُمْ ضَعَّفُوا حَمَّاداً " ، وَذَكَرَ النَّوَوِيُّ فِي " الأَذْكَارِ " (ص : 398) أَنَّ فِي إِسْنَادِهِ ضَعْفاً ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي " العِلَلِ المُتَنَاهِيَةِ " (2/840) ، وَالعِرَاقِيُّ فِي " تَخْرِيجِ الإِحْيَاءِ " (1/305) ، وَقَالَ السُّيُوطِيُّ فِي " فَضِّ الوِعَاءِ " (ص : 52) : " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيـحِ ، سِوَى حَمَّادٍ ، وَهُوَ شَيْخٌ صَالِحٌ ، ضَعِيفُ الحديثِ " .

2 _ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ_ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ : أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي " سُنَنِهِ " (رقم : 1181 و 3866) _ وَاللَّفْظُ لَهُ _ ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ فِـي " صَلاَةِ الوِتْرِ " (رقم : 74) ، وَابْنُ عَدِيٍّ فِـي " الكَامِلِ " (4/51) ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي " المَجْرُوحِينَ " (1/368) ، وَابْنُ الجَوْزِيِّ فِي " العِلَلِ المُتَنَاهِيَةِ " (2/840 _ رقم : 1407) مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ قَالَ : قَالَ رَسُولُ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " إِذَا دَعَوْتَ اللَّهَ فَادْعُ بِبُطُـونِ كَفَّيْكَ ، وَلاَ تَدْعُ بِظُهُورِهِمَا ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَامْسَحْ بِهِمَا وَجْهَكَ " .
وَجَاءَ لَفْظُهُ عِنْـدَ ابْنِ عَدِيٍّ : " إِذَا سَأَلْتُـمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ بِبُطُـونِ أَكُفِّكُمْ ، وَامْسَحُوا بِهِا وُجُوهَكُمْ " .
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ المُنْذِرِ فِي " الأَوْسَطِ " (رقم :2677) فَقَالَ : حَدَّثُونَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ ؛ قَالَ : حَدَّثَنَـا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ الأَصَمُّ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَسَّانَ ، بِهِ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَهُ الحَاكِمُ فِي " المُسْتَدْرَكِ " (1/719 _ رقم : 1968) مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ هُبَيْرَةَ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّـاسٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا _ ؛ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _: " إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ ، وَلاَ تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا ، وَامْسَحُوا بِهَا وُجُوهَكُمْ " .
أَقُولُ : هَكَذَا جَاءَ عِنْـدَ الحَاكِمِ : " صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ " بَدَلاً مِنْ : " صَالِحِ بْنِ حَسَّانَ " ، فَلَعَلَّهُ تَحْرِيفٌ ، فَإِنَّ الحَدِيثَ مَعْرُوفٌ بِصَالِحِ بْنِ حَسَّانَ _ وَهُـوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ _ لاَ صَالِحِ ابْنِ حَيَّانَ ، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/250) عَزَاهُ لِلْحَاكِمِ ، وَذَكَرَ أَنَّهُ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ حَسَّانَ ، وَلَكِنْ يُشْكِـلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ الحَافِظَ الذَّهَبِيَّ أَخْرَجَهُ فِي " تَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ " (2/616) مِنْ طَرِيقِ الحَاكِمِ ، فَجَاءَ عِنْـدَهُ : صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ ، كَمَا هُوَ فِي نُسْخَـةِ " المُسْتَدْرَكِ " المَطْبُوعَةِ ، ثُمَّ أَكَّدَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ عَقِبَهُ : " أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ ، وَصَالِحٌ وَاهٍ ، قَالَ البُخَارِيُّ : فِيهِ نَظَرٌ " ، فَإِنَّ البُخَارِيَّ قَالَ هَـذَا القَوْلَ فِي : صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ ، لاَ فِي : صَالِحِ بْنِ حَسَّـانَ ، فَالظَّاهِـرُ أَنَّ التَّحْرِيفَ مَوْجُـودٌ فِي النُّسَـخِ القَدِيمَةِ مِـنَ " المُسْتَدْرَكِ " ، وَصَالِحُ بْنُ حَسَّانَ ضَعْفُهُ شَدِيدٌ ، فَهُوَ مَتْرُوكٌ ، وَقَدْ شَدَّدَ ابْنُ حِبَّانَ القَوْلَ فِيهِ ؛ فَقَالَ : " وَكَانَ مِمَّنْ يَرْوِي المَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ ، حَتَّى إِذَا سَمِعَهَا مَنِ الحَدِيثُ صِنَاعَتُهُ شَهِدَ لَهَا بِالوَضْعِ " .
فَحَاصِلُ الأَمْرِ؛ أَنَّ الإِسْنَادَ ضَعِيفٌ جِدّاً ، وَقَدْ سَأَلَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ أَبَاهُ فِي " العِلَلِ " ( 2/351 _ رقم :2572) عَنْ هَـذَا الحَدِيثِ ؛ فَقَالَ : " هَـذَا حَدِيثٌ مُنْكَـرٌ " ، وَالحَدِيثُ ضَعَّفَهُ ابْنُ الجَـوْزِيِّ فِي " العِلَلِ المُتَنَاهِيَةِ " ، وَأَشَارَ النَّوَوِيُّ فِي " الأَذْكَارِ " (ص :398) أَنَّ فِي إِسْنَادِهِ ضَعْفاً .
وَقَدْ تَابَعَ صَالِحَ بْنَ حَسَّانَ عَلَيْهِ : عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ ، وَرَاوٍ مُبْهَمٌ .
أَمَّا مُتَابَعَـةُ عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ فَأَخْرَجَهَا : إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ فِي " مُسْنَدِهِ "_ كَمَا فِي " نَصْبِ الرَّايَةِ " لِلزَّيْلَعِيِّ (3/43) _ ، وَمِنْ طَرِيقِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ فِي " صَلاَةِ الوِتْرِ " (رقم :75) ؛ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، نَحْوَهُ .
أَقُولُ : هَذِهِ مُتَابَعَةٌ ضَعِيفَةٌ جِدّاً _ أَيْضاً _ ؛ فَعِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ هُوَ: المَدَنِيُّ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، مُنْكَرُ الحَدِيثِ .
أَمَّا مُتَابَعَةُ الرَّاوِي المُبْهَمِ : فَأَخْرَجَهَا أَبُو دَاوُدَ فِي " سُنَنِهِ " (رقم : 1485) _ وَمِنْ طَرِيقِـهِ : البَيْهَقِيُّ فِي " السُّنَنِ الكُبْرَى " (2/212 _ رقم : 2969) ، وَ " الدَّعَـوَاتِ الكَبِيرِ " (رقم : 172) _ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيْمَنَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ ، بِهِ نَحْوَهُ .
قَالَ أَبُو دَاوُدَ : " رُوِيَ هَذَا الحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ كُلُّهَا وَاهِيَةٌ ، وَهَذَا الطَّرِيقُ أَمْثَلُهَا ، وَهُوَ ضَعِيفٌ _ أَيْضاً _ .
أَقُولُ : وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِدّاً ، مُسَلْسَلٌ بِالمَجَاهِيلِ ؛ عَبْدُ المَلِكِ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيْمَنَ مَجْهُولٌ ، وَشَيْخُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَـاقَ مَجْهُولُ الحَالِ ، وَشَيْخُهُ المُبْهَمُ مَجْهُولٌ _ أَيْضاً _ ، وَحَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ لاَ يَزْدَادُ بِهَذِهِ المُتَابَعَاتِ إِلاَّ ضَعْفاً .

3 _ حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ سَعِيـدٍ الكِنْدِيِّ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ : أَخْرَجَـهُأَحْمَدُ فِي " المُسْنَدِ " (4/221_ رقم : 17972) ،وَأَبُو دَاوُدَ فِي " سُنَنِهِ " (رقم: 1492) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : البَيْهَقِيُّ فِي " الدَّعَوَاتِ الكَبِيرِ " (رقم :173) _ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي " المُعْجَمِ الكَبِيرِ " (22/241 _ رقم :631) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " (رقم :6012) مِنْ طَرِيقِ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيـدَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ كَانَ إِذَا دَعَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ ابْنُ لَهِيعَةَ سَيِّءُ الحِفْظِ ، تَغَيَّرَ حَالُهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ ، قَالَ الزَّيْلَعِـيُّ فِي " نَصْبِ الرَّايَةِ " : " وَهُـوَ مَعْلُولٌ بِابْـنِ لَهِيعَةَ " ، وَشَيْخُهُ حَفْصُ بْنُ هَاشِمٍ مَجْهُولٌ ، وَالحَدِيثُ لَهُ عِلَّةٌ قَلَّ مَنْ تَنَبَّهَ لَهَا ، وَهِيَ الاضْطِرَابُ ، وَقَدْ أَشَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ _ عَقِبَ الحَدِيثِ _ إِلَيْهَا بِقَوْلِهِ : " وَقَدْ خَالَفُوا قُتَيْبَةَ في إِسْنَادِ هَذَا الحَدِيثِ ، وأَبِي حَسِبَ قُتَيْبَةَ وَهِمَ فِيهِ ، يَقُولُونَ: عَنْ خَلاَّدِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ " ، فَقَدِ اخْتُلِفَ فِي إِسْنَادِ هَذَا الحَدِيثِ وَمَتْنِهِ عَلَى ابْنِ لَهِيعَةَ ، فَرَوَاُه قُتَيْبَةُ ابْنُ سَعِيدٍ _ وَهُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ _ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ كَمَا ذُكِرَ آنِفاً ، وَخَالَفَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ لَهِيعَةَ :
أ _ فَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي " المُعْجَمِ الكَبِيرِ " (7/141 _ رقم : 6625) _ وَاللَّفْظُ لَهُ _ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " (رقم :3063) مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الحَرَّانِيِّ _ وَهُوَ ثِقَةٌ _ ، وَتَمَّامٌ الرَّازِيُّ فِي " الفَوَائِدِ " (2/183) مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ هَاشِـمٍ البَيْرُوتِيِّ _ وَهُوَ صَدُوقٌ _ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " (رقم : 3063) مِنْ طَرِيقِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ الحِمْصِيِّ _ وَهُوَ ثِقَةٌ _ ، كُلُّهُمْ عَنْ حَفْصِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، يَذْكُرُ أَنَّ خَلاَّدَ بْنَ السَّائِبِ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ كَانَ إِذَا دَعَا رَفَعَ رَاحَتَيْهِ إِلَى وَجْهِهِ .
وَجَاءَ لَفْظُهُ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ وَتَمَّامٍ : كَانَ إِذَا دَعَا جَعَلَ رَاحَتَيْهِ إِلَى وَجْهِهِ .
وَذَكَرَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَـرٍ فِي " التَّهْذِيبِ " (2/361) أَنَّ رِشْدِينَ ابْنَ سَعْدٍ _ وَهُوَ ضَعِيفٌ _ رَوَاهُ _ أَيْضاً _ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ حَفْصِ ابْنِ هَاشِمٍ ، بِهِ . وَلَمْ أَقِفْ عَلَى رِوَايَتِهِ هَذِهِ .
ب _ وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ _ وَهُوَ صَدُوقٌ ، فِي حَدِيثِهِ اضْطِرَابٌ _ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، وَلَمْ يَقُلْ : عَنْ أَبِيهِ . ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " عَقِبَ الحَدِيثِ (رقم :3063) .
أَقُولُ : وَهَذَا مِنْ أَوْهَامِ مُوسَى بْنِ دَاوُدَ .
ج _ وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ فِي " مُسْنَدِهِ " (4/56 _ رقم : 16612 و 16613) قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ _ وَهُوَ صَدُوقٌ _ ؛ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ حِبَّـانَ بْنِ وَاسِعٍ ، عَنْ خَلاَّدِ بْنِ السَّائِبِ الأَنْصَارِيِّ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ كَانَ إِذَا دَعَـا جَعَلَ بَاطِنَ كَفَّيْهِ إِلَى وَجْهِهِ .

وَجَاءَ لَفْظُهُ فِي المَوْضِعِ الثَّانِي : كَانَ إِذَا سَأَلَ جَعَـلَ بَاطِنَ كَفَّيْهِ إِلَيْهِ ، وَإِذَا اسْتَعَاذَ جَعَلَ ظَاهِرَهُمَا إِلَيْهِ .
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ " (2/361) _ مُعَقِّباً عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ _ : " أَظُنُّ الغَلَطَ فِيهِ مِنَ ابْنِ لَهِيعَةَ ؛ لأَنَّ يَحْيَى بْنَ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِيْنِيَّ مِنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِهِ ، وَقَدْ حَفِظَ عَنْهُ: حِبَّانَ بْنَ وَاسِعٍ ، وَأَمَّا حَفْصُ بْنُ هَاشِمٍ ؛ فَلَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ التَّوَارِيخِ ، وَلاَ ذَكَرَ أَحَدٌ أَنَّ لابْنِ عُتْبَةَ ابْناً يُسَمَّى : حَفْصاً " .
د _ وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي " الآحَادِ وَالمَثَانِي " (5/54 _ رقم : 2590) مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ _ وَهُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ _ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ ، أَنَّ خَلاَّدَ بْنَ السَّائِبِ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ كَانَ إِذَا دَعَا جَعَلَ رَاحَتَيْهِ إِلَى وَجْهِهِ .
فَالحَاصِلُ ؛ أَنَّ هَذَا الاضْطِرَابَ الوَاقِعُ فِي رِوَايَاتِ الحَدِيثِ مَرَدُّهَا إِلَى ابْنِ لَهِيعَةَ ؛ لِسُوءِ حِفْظِهِ ، وَتَغَيُّرِ حَالِهِ ، كَمَا أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ فِي رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيِّ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَهَـذِهِ العِلَّةُ خَفِيَتْ عَلَى الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ عِنْدَ تَخْرِيجِـهِ لِلْحَدِيثِ فِي كِتَابِهِ : " إِرْوَاءِ الغَلِيلِ " (2/178 _ 179) .

4 _ مُعْضَلُ الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ : أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي " الدُّعَاءِ " (رقم: 214) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الكَشِّيُّ ، حَدَّثَنَا القَعْنَبيُّ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _قَالَ : " إِذَا رَفَعَ أَحَدُكُمْ يَدَيْهِ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ فِيهِمَـا بَرَكَةً وَرَحْمَةً ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ فلْيَمْسَحْ بِهِمَا وَجْهَهُ " .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ مُنْكَرٌ مُعْضَلٌ ؛ آفَتُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ ، وَهُوَ : القُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ ، وَيُعْرَفُ بِالخُوزِيِّ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، مُنْكَرُ الحَدِيثِ ، وَالوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثِقَةٌ ، إِلاَّ أَنَّهُ أَعْضَلَ الحَدِيثَ ، قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " أَمَالِيهِ " _ كَمَا فِي " فَضِّ الوِعَاءِ " لِلسُّيُوطِيِّ (ص : 64) _ : " الوَلِيـدُ فِي طَبَقَةِ مَنْ سَمِعَ مِنَ الصَّحَابَةِ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ _ ، لَكِنْ لَمْ أَرَ لَهُ رِوَايَةً عَنْ صَحَابِيٍّ ، فَيَكُونُ هَذَا الإِسْنَادُ مُعْضَلاً " .
5 _ مُرْسَلُ الزُّهْرِيِّ : أَخْرَجَـهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي " المُصَنَّفِ " (2/247 _ رقم : 3234) و (3/123 _ رقم : 5003) عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ؛ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ صَدْرِهِ فِي الدُّعَاءِ ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ .
وَجَاءَ لَفْظُهُ فِي المَوْضِعِ الثَّانِي : يَرْفَعُ يَدَيْهِ بِحَذَاءِ صَدْرِهِ إِذَا دَعَا .
أَقُولُ : وَهَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ ، أَوْ مُعْضَلٌ ؛ لأَنَّ الزُّهْرِيَّ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ ، فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَخَذَهُ عَنْ غَيْرِ صَحَابِيٍّ .

تَنْبيهٌ : قَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ فِي " إِرْوَاءِ الغَلِيلِ " (2/ 182) : " جَاءَ فِي ( شَرْحِ ثُلاَثِيَّـاتِ مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ) لِلسَّفَارِينِيِّ (1/655) مَا نَصُّهُ: وَفِي ( صَحِيحِ البُخَارِيِّ ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَـاءِ لَمْ يَرُدَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ . قُلْتُ _ أَيِ الأَلْبَانِيُّ _ : فَهَذَا وَهْمٌ مِنْهُ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ ، فَلَيْسَ الحَـدِيثُ عَنْ أَنَسٍ عِنْدَ البُخَـارِيِّ ، وَلاَ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَـابِ الكُتُبِ السِّتَّةِ " .
نَخْلُصُ مِمَّا سَبَقَ ؛ أَنَّ جَمِيعَ الأَحَادِيثِ المَرْفُوعَـةِ الوَارِدَةِ فِي مَسْحِ الوَجْهِ بَعْدَ الدُّعَاءِ ضَعِيفةٌ ، وَهِيَ مِنَ النَّوعِ الَّذِي لاَ يَنْجَبِرُ بِتَعَدُّدِ الطُّرُقِ وَالشَّوَاهِدِ ؛ لِشِدَّةِ ضَعْفِهَا ، غَيْرَ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ ، فَهُوَ أَخَفُّهَا ضَعْفاً ، أَمَّـا قَـوْلُ الحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ فِي " بُلُوغِ المَرَامِ " (4/219 _ سُبُلُ السَّلاَمِ ) بَعْدَ إِيرَادِهِ لحَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ : " وَلَهُ شَوَاهِـدُ مِنْهَا : عِنْـدَ أَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَغَيْرِهِ ، وَمَجْمُوعُهَـا يَقْضِي بِأَنَّهُ حَدِيثٌ حَسَنٌ " ، وَكَذَلِكَ قَـْولُ السُّيُوطِيِّ فِي " فَضِّ الوِعَاءِ " (ص: 52) : " وَلِحَدِيثِهِ هَذَا شَوَاهِدُ ، فَهُوَ حَسَنٌ " ، فَمَرْدُودٌ ِبمَا وَضَّحْنَاهُ وَفَصَّلْنَاهُ سَابِقاً ، وَقَدْ تَابَعَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِينَ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ فِي كِتَابِهِ " مُصْطَلَحِ الحَدِيثِ " (ص : 15) ، حَيْثُ مَثَّلَ لِلْحَدِيثِ الحَسَنِ لِغَيْرِهِ _ وَهُوَ الضَّعِيفُ إِذَا تَعَدَّدَتْ طُرُقُهُ عَلَى وَجْـهٍ يَجْبُرُ بَعْضُهَا بَعْضاً _ بِحَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ ، مُسْتَنِداً فِي ذَلِكَ عَلَى قَوْلِ الحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ السَّابِقِ .

















المَبْحَثُ الثَّانِي

الآثَارُ الوَارِدَةُ فِي مَسْحِ الوَجْهِ بَعْدَ الدُّعَاءِ

1 _ أَثَرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ : أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي " المُصَنَّفِ " (2/252 _ رقم: 3256) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ؛ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَبْسُطُ يَدَيْهِ مَعَ العَاصِ ، وَذَكَرُوا أَنَّ مَنْ مَضَى كَانُوا يَدْعُونَ ، ثُمَّ يَرُدُّونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ ؛ لِيَرُدُّوا الدُّعَاءَ وَالبَرَكَةَ .
أَقُولُ : هَذَا أَثَرٌ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ ؛ لانْقِطَاعِهِ بَيْنَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَهُوَ : الأَنْصَارِيُّ ، وَبَيْنَ ابْنِ عُمَرَ ، وَابْنُ جُرَيْجٍ مُدَلِّسٌ وَحْشُ التَّدْلِيسِ لاَ يُدَلِّسُ إِلاَّ عَنْ مَجْرُوحٍ ، وَقَدْ عَنْعَنَهُ .
2 _ أَثَرُ الحَسَنِ بْنِ أَبِي الحَسَنِ البَصْرِيِّ : أَخْرَجَهُ الفِرْيَابِيُّ _ كَمَا في " فَضِّ الوِعَاءِ " (ص : 101) _ قَالَ : حَدَّثَنَـا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، أَخْبَرَنَا المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ؛ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا كَعْبٍ _ صَاحِبَ الحَرِيرِ _ يَدْعُو رَافِعاً يَدَيْهِ ، فَإِذَا فَرَغَ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَنْ رَأَيْتَ يَفْعَلُ هَذَا ؟ ، قَالَ : الحَسَنُ بْنُ أَبِي الحَسَنِ .
أَقُولُ : وَهَذَا سَنَدٌ صَحِيحٌ ؛ وَأَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الحَرِيرِ هُوَ : عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ عُبَيْدٍ الأَزْدِيُّ ، وَهُوَ ثِقَةٌ .
3 _ أَثَرُ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ البَصْرِيِّ : قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي " المُصَنَّفِ "
عَقِبَ أَثَرِ ابْنِ عُمَرَ _ السَّابِق _ (2/252 _ رقم : 3256) : رَأَيْتُ _ أَنَا _ مَعْمَراً يَدْعُو بِيَدَيْهِ عِنْدَ صَدْرِهِ ، ثُمَّ يَرُدُّ يَدَيْهِ فَيَمْسَحُ وَجْهَهُ .
وَقَالَ عَقِبَ حَدِيثِ الزُهْرِيِّ _ السَّابِقِ _ فِي المَوْضِعِ الأَوَّلِ (رقم : 3234) : وَرُبَّمَا رَأَيْتُ مَعْمَراً يَفْعَلُهُ ، وَأَنَا أَفْعَلُهُ .
وَقَالَ عَقِبَ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ _ السَّابِقِ أَيْضـاً _ فِي المَوْضِعِ الثَّانِي (رقم :5003) : وَرَأَيْتُ مَعْمَراً يَفْعَلُهُ ، قُلْنَا لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ : أَتَرْفَعُ يَدَيْكَ إِذَا دَعَوْتَ فِي الوِتْرِ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، فِي آخِرِهِ قَلِيلاً .
أَقُولُ : وَهَذَا أَثَرٌ صَحِيحٌ .

فَحَاصِلُ الأَمْرِ ؛ أَنَّ مَسْحَ الوَجْهِ بَعْدَ الدُّعَاءِ لَمْ يَثْبُتْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ صَحَابةِ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ رُضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وَإِنَّمَا ثَبَتَ فِعْلُهُ عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ مِنَ التَّابِعِينَ ، وَعَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ .







المَبْحَثُ الثَّالِثُ
أَقْوَالُ العُلَمَـاءِ فِي المَسْأَلَـةِ

1 _ سُئِلَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ عَنِ الرَّجُلِ يَمْسَحُ بِكَفَّيْهِ وَجْهَهُ عِنْدَ الدُّعَاءِ ؟ ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ ؛ وَقَالَ : مَا عَلِمْتُ (2) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn2) .
2 _ وَسُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ المُبَارَكِ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ عَنِ الرَّجُلِ يَبْسُطُ يَدَيْهِ فيَدْعُو ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ ؟ ؛ فَقَالَ : كَرِهَ ذَلِكَ سُفْيَانُ (3) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn3) .
وَأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ فِي " السُّنَنِ الكُبْرَى " (2/212 _ رقم :2970) قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الجَرَّاحِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَاسَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الكَرِيمِ السُّكَّرِيُّ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ ، أَخْبَرَنِي عَلِيٌّ البَاشَانِيُّ ؛ قَالَ : سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ _ يَعْنِي : ابْنَ المُبَارَكِ _ عَنِ الَّذِي إِذَا دَعَا مَسَحَ وَجْهَهُ ؟ ، قَالَ : لَمْ أَجِدْ لَهُ ثبتاً ، قَالَ عَلِيٌّ : وَلَمْ أَرَهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ ، قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْنُتُ بَعْدَ الرُّكُـوعِ فِي الوْتْرِ ، وَكَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ (4) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn4) .
2 _ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ : " وَرَأَيْتُ إِسْحَاقَ يَسْتَحْسِـنُ العَمَلَ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ " (5) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn5) .
3 _ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ _ أَيْضاً _ : " حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ _ وَسُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ إِذَا فَرَغَ فِي الوِتْرِ ؟ _ فَقَالَ : لَمْ أسْمَعْ فِيهِ بِشَيْءٍ ، وَرَأَيْتُ أَحْمَدَ لاَ يَفْعَلُهُ " (6) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn6) .
وَقَالَ مُهَنَّا : " سُئِلَ أَحْمَدُ عَنِ الرَّجُلِ يَقْنُتُ فِي بَيْتِهِ ؛ أَيُعْجِبُكَ يَجْهَرُ بِالدُّعَاءِ فِي القُنُوتِ ، أَوْ يُسِرُّهُ ؟ ، قَالَ : يُسِرُّهُ ، وَذَلِكَ أَنَّ الإِمَامَ إِنَّمَا يَجْهَرُ لِيُؤَمِّنَ المَأْمُومُ " .
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَـدَ بْنِ حَنْبَلٍ : " قُلْتُ لأَبِي : يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ ؟ ، قَالَ : أَرْجُو أَنْ لاَ يَكُونَ بِهِ بَأْسٌ ، وَكَانَ الحَسَنُ إِذَا دَعَـا مَسَحَ وَجْهَهُ " (7) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn7) .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ _ أَيْضاً _ : " سُئِلَ أَبِي عَنْ رَفْعِ الأَيْدِي فِي القُنُوتِ وَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ ؟ ، قَالَ : لاَ بَأْسَ ؛ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : وَلَمْ أَرَ أَبِي يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ " .
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ _ مُعَقِّباً عَلَى ذَلِكَ _ : " فَقَدْ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي ذَلِكَ ، وَجَعَلَهُ بِمَنْزِلَةِ مَسْحِ الوَجْـهِ فِي غَيْرِ الصَّلاَةِ ؛ لأَنَّهُ عَمَلٌ قَلِيـلٌ ،
وَمَنْسُوبٌ إِلَى الطَّاعَةِ ، وَاخْتِيَارُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ تَرْكُهُ " (8) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn8) .
4 _ وَجَاءَ عَنِ ابْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ أَنَّهُ نَهَى عَنْهُ ؛ وَقَالَ : " لاَ يَفْعَلُهُ إِلاَّ جَاهِلٌ " (9) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn9) ، وَقَالَ ابْنُ الجَزَرِيِّ : " وَرَأَيْتُ بَعْضَ عُلَمَائِنَا _ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ _ فِي فَتَاوَاهُ أَنْكَرَ مَسْحَ الوَجْهِ بِاليَدَيْنِ عُقَيْبَ الدُّعَـاءِ ؛ وَلاَ شَكَّ _ عِنْـدِي _ أَنَّهُ لَمْ يَقِفْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الأَحَـادِيثِ ، واللَّهُ أَعْلَمُ " (10) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn10) .
أَقُولُ : بَلْ يُحْتَمَلُ أَنَّهُ اطَّلَعَ عَلَيْهَا ، وَلَكِنَّهَا لَمْ تَثْبُتْ لَدَيْهِ ، وَهَذَا هُوَ الأَوْلَى فِي حَقِّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ .
5 _ وَقَاَل البَيْهَقِيُّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ فِي مَعْرِضِ كَلاَمِهِ عَنْ مَسْحِ الوَجْهِ بَعْدَ دُعَاءِ القُنُوتِ : " فَأَمَّا مَسْحُ اليَدَيْنِ بِالوَجْهِ عِنْدَ الفَرَاغِ مِنَ الدُّعَاءِ ؛ فَلَسْتُ أَحْفَظُهُ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ فِي دُعَاءِ القُنُوتِ ، وَإِنْ كَانَ يُرْوَى عَنْ بَعْضِهِمْ فِي الدُّعَاءِ خَارِجَ الصَّلاَةِ ، وَقَدْ رُوِيَ فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ حَدِيثٌ فِيهِ ضَعْفٌ ، وَهُوَ مُسْتَعْمَلٌ عِنْدَ بَعْضِهِمِ خَارِجَ الصَّلاَةِ ، وَأَمَّا فِي الصَّلاَةِ ؛ فَهُوَ عَمَلٌ لَمْ يَثْبُتْ بِخَبَرٍ صَحِيحٍ ، وَلاَ أَثَرٍ ثَابِتٍ ، وَلاَ قِيَاسٍ ، فَالأَوْلَى أَنْ لاَ يَفْعَلَهُ ، وَيَقْتَصِرَ عَلَى مَا فَعَلَهُ السَّلَفُ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ _ مِنْ رَفْعِ اليَدَيْنِ دُونَ مَسْحِهِمَا بِالوَجْهِ فِي الصَّلاَةِ ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ " (11) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn11).
6 _ وَقَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ : " وَأَمَّا مَسْـحُ الوَجْهِ بِاليَدَيْنِ بَعْدَ الفَرَاغِ مِنَ الدُّعَاءِ _ أَيْ : دُعَاءِ القُنُوتِ _ ؛ فَإِنْ قُلْنَا : لاَ يَرْفَعُ اليَدَيْنِ ؛ لَمْ يُشْرَعِ المَسْحُ بِلاَ خِلاَفٍ ، وَإِنْ قُلْنَا : يَرْفَعُ ؛ فَوَجْهَانِ :
أَشْهَرُهُمَا : أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ ، وَمِمَّنْ قَطَعَ بِهِ : القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ ، وَالشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيُّ ، وَابْنُ الصَّبَّاغِ ، وَالمُتَوَلِّي ، وَالشَّيْخُ نَصْرٌ فِي كُتُبِهِ ، وَالغَزَّالِيُّ ، وَصَاحِبُ ( البَيَانِ ) .
وَالثَّانِي : لاَ يَمْسَحُ ، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ ، صَحَّحَـهُ : البَيْهَقِيُّ ، وَالرَّافِعِيُّ ، وَآخَرُونَ مِنَ المُحَقِّقِينَ ، ... ، وَلَهُ _ أَيِ : البَيْهَقِيِّ _ رِسَالَـةٌ مَشْهُورَةٌ كَتَبَهَا إِلَى الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيِّ أَنْكَرَ عَلَيْهِ فِيهَا أَشْيَاءَ مِنْ جُمْلَتِهَا مَسْحَهُ وَجْهَهُ بَعْدَ القُنُوتِ ، وَبَسَطَ الكَلاَمَ فِي ذَلِكَ ، ... ، وَالحَاصِلُ ؛ لأَصْحَابِنَا ثَلاَثةُ أَوْجُهٍ :
الصَّحِيحُ : يُسْتَحَبُّ رَفْعُ يَدَيْهِ دُونَ مَسْحِ الوَجْهِ .
وَالثَّانِي : لاَ يُسْتَحَبَّانِ .
وَالثَّالِثُ : يُسْتَحَبَّانِ .
وَأَمَّا غَيْرُ الوَجْهِ _ مِنَ الصَّدْرِ وَغَيْرِهِ _ فَاتَّفَقَ أَصْحَابُنَا عَلَى أَنَّهُ لاَ يُسْتَحَبُّ ، بَلْ قَالَ ابْنُ الصَّبَّاغِ وَغَيْرُهُ : هُوَ مَكْرُوهٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ " (12) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn12) .
7 _ وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ : " وَأَمَّا رَفْعُ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ : فَقَدْ جَاءَ فِيهِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ صَحِيحَةٌ ، وَأَمَّا مَسْحُهُ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ فَلَيْسَ فِيهِ إِلاَّ حَدِيثٌ ، أَوْ حَدِيثَانِ ، لاَ يَقُومُ بِهِمَا حُجَّةٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ " (13) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn13) .

وَالَّذِي أَدِينُ اللَّهَ بِهِ : أَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ فِي مَسْحِ الوَجْهِ بَعْدَ الدُّعَـاءِ _ سَوَاءٌ أَكَانَ ذَلِكَ فِي دَاخِلِ الصَّلاَةِ أَمْ فِي خَارِجِهَا _ حَدِيثٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _، وَلاَ أَثَرٌ عَنْ صَحَابَتِهِ الكِرَامِ ، وَإِنَّمَا ثَبَتَ ذَلِكَ عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ مِنَ التَّابِعِينَ ، وَمَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ ، وَقَدْ قَالَ عَامِرُ ابْنُ شَرَاحِيلَ الشَّعْبِيُّ _ وَهُوَ مِنَ التَّابِعِينَ _ : " مَا حَدَّثُوكَ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _؛ فَخُـذْ بِهِ ، وَمَا قَالُوا بِرَأْيِهِمْ ؛ فَبُلْ عَلَيْهِ " (14) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn14) ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ _ وَهُوَ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ _ : " العِلْمُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّـدٍ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _، وَمَا لَمْ يَجِىءْ عَنْ أَصْحَـابِ مُحَمَّدٍ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _فَلَيْسَ بِعِلْمٍ "(15) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn15) ، قَالَ أَبُو شَامَةَ المَقْدِسِيُّ _ مُفَسِّراً قَوْلَهُ _ : " يَعْنِي: مَا لَمْ يَجِىءْ أَصْلُهُ مِنْهُمْ " (16) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn16) .
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ : " سَمِعْتُ أَبَا عَبْـدِ اللَّهِ _ أَيْ : أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ _ يُسْأَلُ : إِذَا جَـاءَ الشَّيْءُ عَنِ الرَّجُلِ مِنَ التَّابِعِينَ ، لاَ يُوجَـدُ فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْـهِ وَسَلَّمَ _، يَلْزَمُ الرَّجُلَ أَنْ يَأْخُـذَ بِهِ ؟ ، قَالَ : لاَ " (17) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn17) .
وَبِمَا أَنَّ الدُّعَاءَ عِبَادَةٌ كَمَا فِي الحَدِيثِ : " الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ "(18) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn18) ، وَالأَصْلُ فِي العِبَادَةِ أَنَّهَا تَوْقِيفِيَّةٌ ، فَكُلُّ مَا يَتَعَلَّقُ بِهَا تَوْقِيفِيٌّ _ أَيْضاً _ ، فَالأَوْلَى بِالمُسْلِمِ أَنْ يَلْتَزِمَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _فِي ذَلِكَ ، وَلاَ يَتَعَدَّاهَا .
وَقَدْ سُئِلَتِ اللَّجْنَةُ الدَّائِمَةُ لِلْبُحُوثِ العِلْمِيَّةِ وَالإِفْتَاءِ فِي المَمْلَكَةِ السُّعُودِيَّةِ عَنْ هَذِهِ المَسْأَلَةِ ، فَأَجَابَتْ بِضَعْفِ الأَحَادِيثِ الوَارِدَةِ فِيهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : " وَإِذَا كَانَ الدُّعَاءُ عِبَادَةً مَشْرُوعَةً ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي مَسْحِ الوَجْهِ بِالكَفَّيْنِ _ عَقِبَهُ _ سُنَّةٌ قَوْلِيَّةٌ وَلاَ عَمَلِيَّـةٌ ، بَلْ رُوِيَ ذَلِكَ مِنْ طُرُقٍ ضَعِيفَةٍ ، فَمَسْحُ الوَجْهِ بِهِمَا بَعْدَ الدُّعَاءِ غَيْرُ مَشْرُوعٍ ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ " (19 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn19)) .
وَمِنْ أَعْجَبِ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِمَسْأَلَةِ مَسْحِ الوَجْهِ ؛ أَنَّ الإِمَامَ ابْنَ الجَزَرِيِّ فِي كِتَابِهِ " النَّشْرِ " (20) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn20) ذَكَرَ آدَابَ الدُّعَاءِ ، وَمِنْ ضِمْنِهَا مَسْحُ الوَجْهِ ، وَاسْتَدَلَّ لَهَـا بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، وَعُمَرَ ابْنِ الخَطَّابِ ، وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ _ رُضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ _ ، وَاسْتَشْهَـدَ لَهَا بِرُؤْيَا مَنَامِيَّةٍ ؛ فَقَالَ : " وَرَأَيْتُ _ أَنَا _ النَّبِيَّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ فِي شِدَّةٍ نَزَلَتْ بِي وَبِالمُسْلِمِينَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ ؛ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ لِي وَلِلْمُسْلِمِينَ ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَدَعَا ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ " .
أَقُولُ : وَمَتَى كَانَ يُسْتَفَادُ مِنَ الرُّؤَى أَحْكَاماً شَرْعِيَّةً ؟! .



_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى _



(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref1) قَنِّيرُ : قَرْيَةٌ بِفِلَسْطِينَ ، تَقَعُ جُنُوبَ مَدِينَةِ حَيْفَا .

(2) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref2)" صَلاَةُ الوِتْرِ " لمحمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيِّ (رقم: 75) ، وَمُخْتَصَرُهُ لِلْمَقْرِيزِيِّ (ص: 152) .

(3) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref3) المَصْدَرَيْنِ السَّابِقَيْنِ .

(4) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref4) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحَافِظُ _ شَيْخُ البَيْهَقِيِّ _ هُوَ الحَاكِمُ ، وَأَبُو بَكْرٍ الجَرَّاحِيُّ هُوَ : مَحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الجَرَّاحِ , وَصَفَهُ الحَاكِمُ بِالعَدْلِ فِي مَوَاضِعَ مِنَ " المُسْتَدْرَكِ " انْظُرْ حَدِيثَ رَقَمْ : (727 و 5497) ، وَعَبْدُ الكَرِيمِ السُّكَّرِيُّ هُـوَ : عَبْدُ الكَرِيمِ بْنُ أَبِي عَبْدِ الكَرِيمِ السُّكَّرِيُّ = = المَرْوَزِيُّ السَّرَخْسِيُّ الزَّاهِدُ _ كَمَا فِي تَرْجَمَةِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ فِي " تَهْذِيبِ الكَمَالِ " لِلْمِزِّيِّ (31/129) _ ، وَوَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ ثِقَةٌ ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِ السَّنَدِ لَمْ أَعْثُرْ عَلَى تَرَاجِمِهِمْ .

(5) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref5) " صَلاَةُ الوِتْرِ " (رقم : 75) ، وَمُخْتَصَرُهُ (ص : 152) .

(6) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref6) المَصْدَرَيْنِ السَّابِقَيْنِ .

(7) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref7) " بَدَائِعُ الفَوَائِدِ " لابْنِ القَيِّمِ (4/921) .

(8) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref8) المَصْدَرُ السَّابِقُ (4/922) .

(9) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref9) " فَيْضُ القَدِيرِ " (1/344) ، و" مُغْنِي المُحْتَاجِ " لِلشِّرْبِينِيِّ (1/165) .

(10) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref10) " النَّشْرُ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/345) .

(11) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref11) " السُّنَنُ الكُبْرَى " (2/212) .

(12) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref12) " المَجْمُوعُ " (3/500 _ 501) مُخْتَصَراً .

(13) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref13)" مَجْمُوعُ الفَتَاوَى " (22/ 405 _ كجك ) .

(14) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref14) أَثَرٌ صَحِيحٌ ؛ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي " المُصَنَّفِ " (11/256 _ رقم :20476) _ وَمِنْ طَرِيقِـهِ : ابْنُ عَبْدِ البَرِّ فِي " جَامِعِ بَيَانِ العِلْمِ وَفَضْلِهِ " (2/32) _ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، وَالثَّوْرِيُّ ، عَنْ ابْنِ أَبْجَرٍ ؛ قَالَ : قَالَ الشَّعْبِيُّ : ... ، فَذَكَرَهُ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَابْنُ أَبْجَرٍ هُوَ : عَبْدُ المَلِكِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ أَبْجَرٍ ، وَهُوَ ثِقَةٌ ، وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ _ وَهُـوَ ثِقَةٌ أَيْضاً _ ، أَخْرَجَهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي " الطَّبَقَاتِ الكُبْرَى " (6/251) قَالَ : أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ؛ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي السَّفَرِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : ... ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ .
وَقَدْ وَقَفْتُ لَهُ عَلَى لَفْظٍ آخَرَ عِنْدَ أَبِي شَامَةَ فِي " مُخْتَصَرِ المُؤَمّلِ " (ص :44) ، غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَعْثُرْ عَلَى إِسْنَادِهِ ، أَلاَ وَهُوَ : إِذَا جَاءَكَ الخَبَرُ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ؛ فَضَعْهُ عَلَى رَأْسِكَ ، وَإِذَا جَاءَكَ عَنِ التَّابِعِينَ ؛ فَاضْرِبْ بِهِ أَقْفِيَتَهُمْ .

(15) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref15)أَثَرٌ حَسَنٌ ؛ أَخْرَجَهُ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ فِي " جَامِعِ بَيَانِ العِلْمِ وَفَضْلِهِ " (2/29) قَالَ : حَدَّثَنِي قَاسِمٌ ؛ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الخُشَنِيُّ ؛ قَالَ : حَدَّثَنَا المُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ ؛ قَالَ : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ؛ قَالَ : سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ : ... ، فَذَكَرَهُ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، غَيْرَ المُسَيَّبِ بْنِ وَاضِحٍ ، فَهُوَ صَدُوقٌ يُخْطِىءُ كَثِيراً ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ تُوبِعَ عَلَيْهِ ، تَابَعَهُ : مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ ، وَهُوَ صَدُوقٌ ، أَخْرَجَهُ ابنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (35/201) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الوَلِيدِ ، بِهِ .

(16) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref16)" مُخْتَصَرُ المُؤَمّلِ فِي الرَّدِّ إِلَى الأَمْرِ الأَوَّلِ " (ص : 44) .

(17) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref17) " المُسَوَّدَةُ " لِلآلِ تَيْمِيَّةَ (ص : 304) .

(18) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref18) حَدِيثٌ صَحِيـحٌ ؛ أَخْرَجَهُ أَحْمَـدُ فِي " المُسْنَدِ " (4/267 _ رقم : 18378) و (4/271 _ رقم :18410 و 18415) و (4/276 _ رقم : 18455 و 18459) ، وَالبُخَارِيُّ فِي " الأَدَبِ المُفْرَدِ " (رقم :714) ، وَأَبُو دَاوُدَ فِي " سُنَنِهِ " (رقم :1479) ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي " سُنَنِهِ " (رقم : 2969 و 3247 و 3372) _ وَاللَّفْظُ لَـهُ _ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي " السُّنَنِ الكُبْرَى " (رقم :11464) ، وَابْنُ مَاجَهْ فِي " سُنَنِهِ " (رقم :3828) ، وَابْنُ حِبَّـانَ فِي " صَحِيحِـهِ " (3/172 _ رقم :890) ، وَالحَاكِمُ فِي " المُسْتَدْرَكِ " (1/667 _ رقم :1802) ، وَغَيْرُهُمْ ، مِنْ طُرُقٍ عَنْ ذَرٍّ الهَمْدَانِيِّ ، عَنْ يُسَيْعٍ الحَضْرَمِيِّ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ؛ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ يَقُـولُ : " الدُّعَاءُ هُـوَ العِبَادَةُ ، ثُمَّ قَـرَأَ : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُـونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [ غافر : 60 ] " .
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ " .
وَقَالَ الحَاكِمُ : " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " .
أَقُولُ : وَهُوَ كَمَا قَالاَ .

(19) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref19) السُّؤَالُ الثَّانِي مِنَ الفَتْوَى رَقَمْ : (2370) .

(20) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftnref20) (2/345) .