المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرقان في بيان ما يثبت ما لا يثبت من آداب ختم القرآن ، لأبي عمر نادر بن وهبي النَّاطور القَنِّيريِّ الأُردنِّيِّ



أهــل الحـديث
11-07-2012, 12:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الفُـرْقَــانُ

فِي بَيَانِ مَا يَثْبُتُ وَمَا لاَ يَثْبُتُ مِنْ آدَابِ خَتْمِ القُرْآنِ



تَأْلِيفُ
أَبي عُمَرَ نادِرِ بْنِ وَهْبي النَّاطُورِ القَنِّيرِيِّ الأُرْدُنِّيِّ
غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلِلْمُسْلِمِينَ













بِـسْــــمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِـيــــمِ



وَبِهِ نَسْتَعِيـنُ

المُقَـدِّمَـةُ

الحَمْـدُ لِلَّهِ الَّذِي نَزَّلَ الفُرْقَانِ عَلَى عَبْدِهِ ؛ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى نَبِيِّهِ الَّذِي أُرْسِـلَ للنَّاسِ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ، وَدَاعِياً إِلى اللَّهِ _ بِإِذْنِهِ _ وَسِرَاجاً مُنِيراً ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ المُتَّخِذِينَ لسُنَّتِهِ وَهَدْيِهِ نَهْجاً وسَبِيلاً .
أَمَّا بَعْـدُ :
فَإِنَّ آدَابَ خَتْمِ القُرْآنِ مِنَ المَسَائِلِ الَّتي بَحَثَتْهَا كُتُبٌ عَدِيدَةٌ؛ كَكُتُبِ : عُلُومِ القُرْآنِ ، وَالحَدِيثِ ، وَالفِقْهِ ، وَالأَدْعِيَةِ وَالأَذْكَارِ، غَيْرَ أَنَّ مُصَنِّفِيهَا جَمَعُـوا فِيهَا الغَثَّ وَالسَّمِينَ ، وَالصِّدْقَ وَالمَيْنَ (1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn1) ، وَلَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالسَّقِيمِ ، وَاسْتَحبُّوا أُمُوراً _ فِي هَذَا البَابِ _ اسْتِحْبَاباً مُؤَكَّداً، بِنَاءً عَلَى أَدِلَّةٍ لاَ تَثْبُتُ عَنْ صَاحِبِ الشَّرعِ الحَنِيفِ _ عَلَيْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلاَمُهُ _ ، فَأَلْزَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِآدَابٍ لَمْ يَأْذَنْ بِهَا اللَّهُ _ تَعَالَى _ ، وَلاَ رَسُولُهُ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ .
وَالاسْتِحْبَابُ إِنَّمَـا يُتَلَقَّى مِنَ الشَّارِعِ ، فَمَا لَمْ يَشْرَعْهُ لاَ يَكُونُ مُسْتَحَبّاً ، وَالاسْتِحْبَابُ لاَ يَثْبُتُ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ ، بَلْهَ المَوْضُوعِ ؛ لأَنَّ الاسْتِحْبَـابَ حُكْمٌ شَرْعِـيٌ ، فَلاَ يَثْبُتُ إِلاَّ بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ صَحِيـحٍ ، وَالأَحَادِيثُ الَّتي تُرْوَى في هَذَا البَابِ _ وَهُوَ آدَابُ خَتْمِ القُرْآنِ _ ، هِيَ مِنَ الأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ الوَاهِيَةِ ، بَلِ المَوْضُوعَةِ ، وَلَمْ يَثْبُتْ مِنْهَا غَيْرُ ثَلاَثَةِ آدَابٍ (2) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn2) ، كَمَا سَيَأْتِي .
يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ : " ولَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ الشَّيْءُ وَاجِباً أَوْ مُسْتَحَبّاً بحَدِيثٍ ضَعِيفٍ ، وَمَنْ قَالَ هَذَا ؛ فَقَدْ خَالَفَ الإِجْمَاعَ " (3) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn3) .
وَقَالَ _ أَيْضاً _ : " قَوْلُ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : إِذَا جَاءَ الْحَلاَلُ وَالحَرَامُ شَدَّدْنَا فِي الأَسَانِيـدِ ، وَإِذَا جَـاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الأَسَانِيدِ .
وَكَذَلِكَ مَا عَلَيْهِ العُلَمَاءُ مِنَ العَمَـلِ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِـلِ الأَعْمَالِ ؛ لَيْسَ مَعْنَاهُ إِثْبَاتُ الاسْتِحْبَابِ بِالحَدِيثِ الَّذِي لاَ يُحْتَجُّ بِهِ ؛ فَإِنَّ الاسْتِحْبَابَ حُكْمٌ شَرْعِيٌّ ، فَلاَ يَثْبُتُ إِلاَّ بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ ، وَمَنْ أَخْبَرَ عَنِ اللَّهِ أَنَّهُ يُحِبُّ عَمَلاً مِنَ الأَعْمَالِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ شَرْعِيٍّ ؛ فَقَدْ شَرَعَ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ، كَمَا لَوْ أَثْبَتَ الإِيجَابَ أَوِ التَّحْرِيمَ ، وَلِهَذَا يَخْتَلِفُ العُلَمَاءُ فِي الاسْتِحْبَابِ كَمَا يَخْتَلِفُوا فِي غَيْرِهِ ، بَلْ هُوَ أَصْلُ الدِّينِ المَشْرُوعِ .
وَإنَّمَا مُرَادُهُمْ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ العَمَلُ مِمَّا قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ مِمَّا يُحبُّهُ اللَّهُ ، أَوْ مِمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ بِنَصٍّ ، أَوْ إِجْمَاعٍ ؛ كَتِلاَوَةِ القُرآنِ ، وَالتَّسْبِيحِ ، وَالدُّعَاءِ ، وَالصَّدَقَةِ ، وَالعِتْقِ ، وَالإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ ، وَكَرَاهَةِ الكَذِبِ ، وَالخِيَانَةِ ، وَنحوِ ذَلِكَ .
فَإِذَا رُوِيَ حَدِيثٌ فِي فَضْلِ بَعْضِ الأَعْمَالِ المُسْتَحَبَّةِ وَثَوَابِهَا ، وَكَرَاهَةِ بَعْضِ الأَعْمَالِ وَعِقَابِهَا ، فَمَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالعِقَابِ وَأَنْوَاعُهُ إِذَا رُوِيَ فِيهَا حَدِيثٌ لاَ نَعْلَمُ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ ؛ جَازَتْ رِوَايَتُهُ وَالعَمَلُ بِهِ ، بِمَعْنَى : أَنَّ النَّفْسَ تَرْجُو ذَلِكَ الثَّوَابَ ، أَوْ تَخَافُ ذَلِكَ العِقَابَ ، كَرَجُلٍ يَعْلَمُ أَنَّ التِّجَارَةَ تَرْبَحُ ، لَكِنْ بَلَغَهُ أنَّهَـا تَرْبَحُ رِبْحاً كَثِيراً ، فَهَذَا إِنْ صَدَّقَ نَفَعَهُ ، وَإِنْ كَذَّبَ لَمْ يضرُّهُ " (4) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn4) .
وَإِنْ كَانَ يُعْذَرُ البَعْضُ مِنْهُمْ فِي إِيرَادِهِ لِلأَحَادِيثِ الضَّعَيفَةِ أَنَّهُ رَوَاهَا مُسْنَدَةً ، فَإِنَّهُ قَدْ قِيلَ : مَنْ أَسْنَدَ فَقَدْ أَحَالَكَ ، وَلَكِنْ لاَ يُعْـذَرُ البَعْضُ الآخَرُ الَّذِي قَامَ بِإِيرَادِ هَذِهِ الأَحَادِيثِ مَحْذُوفَةَ الأَسَانِيدِ ، لَيْسَ لَهَا خُطُمٌ وَلاَ أَزِمَّةٌ ، وَسَكَتَ عَلَى ضَعْفِهَا دُونَ تَنْبِيهٍ وَلاَ بَيَانٍ .
لِذَا ؛ رَأَيْتُ الحَاجَةَ مُلِحَّةً لِمِثْلِ هَذَا الكِتَابِ ، وَالَّذِي نَمِيزُ فِيهِ الصَّحِيحَ مِنَ السَّقِيمِ ، وَالثَّابِتَ مِنْ غَيْرِ الثَّابِتِ مِنْ آدَابِ الخَتْمِ ؛ لِمَا لَهَا مِنْ تَعَلُّقٍ بِكِتَابِ اللَّهِ العَزِيزِ ، الَّذِي يُتْلَى آنَاءَ اللَّيْلِ ، وَآنَاءَ النَّهَارِ ، وَيَحْرِصُ المُسْلِمُونَ عَلَى المُدَاوَمَةِ عَلَى خَتْمِهِ ؛ طَلَباً لِلأَجِرِ وَالثَّوَابِ .
وَوَسَمْتُهُ بِـ : الفُرْقَانِ فِي بَيَانِ مَا يَثْبُتُ وَمَا لاَ يَثْبُتُ مِنْ آدَابِ خَتْمِ القُرْآنِ ، سَائِلاً المَوْلَى _ عَزَّ وَجَلَّ _ أَنْ يَجْعَـلَ عَمَلِي _ هَذَا _ خَالِصاً لَوَجْهِهِ الكَرِيمِ ، وَأَنْ يَجْعَلَهُ ذُخْراً لِي يَوْمَ الدِّينِ ، يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ ، إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِهِ قَارِئَهُ وَالنَّاظِرَ فِيهِ ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيْهِ ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ .



كَتَبَهُ : أَبُو عُمَرَ نَادِرُ بْنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ(5) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn5) , ثُمَّ الأُرْدُنِّيُّ

يوم السَّبت : 23 صفر 1429 هـ



الموافق : 1 آذار 2008 م
الزَّرْقَاءُ _ الأُرْدُنُّ












آدَابُ

خَـتْـمِ القُـرْآنِ الكَـرِيــمِ










































المَبْحَثُ الأَوَّلُ

مَا ثَـبَــتَ مِنْ آدَابِ خَتْــمِ الـقُـــرْآنِ



1 _ خَتْمُ القُرْآنِ في كُلِّ سَبْعَةِ أيَّامٍ : فَيُسْتَحَبُّ لِلْقَارِىءِ أَنْ يَخْتِمَهُ في هَذِهِ المُدَّةِ ؛ لِتَكُونَ لَهُ خَتْمَةٌ فِي كُلِّ أُسْبُوعٍ ؛ وَذَلِكَ لِمَا جَـاءَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ : أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأةً ذَاتَ حَسَبٍ ، فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ (6) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn6)، فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا ؛ فَتَقُولُ : نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ ، لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشاً ، وَلَمْ يُفتِّشْ لَنَا كَنَفاً مُنْذُ أَتَيْنَـاهُ ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _؛ فَقَالَ : " الْقَنِي بِهِ " ، فَلَقِيتُهُ بَعْدُ ؛ فَقَالَ : " كَيْفَ تَصُومُ ؟ " ، قُلْتُ : أَصُومُ كُلَّ يَوْمٍ ، قَالَ : " وَكَيْفَ تَخْتِمُ ؟ " ، قُلْتُ : كُلَّ لَيْلَةٍ ، قَالَ: " صُمْ في كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةً ، وَاقْرَإِ القُرْآنَ في كُلِّ شَهْرٍ "، قَالَ : قُلْتُ : أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : " صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِـي الجُمُعَةِ " ، قَالَ : قُلْتُ : أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، قَـالَ : " أَفْطِرْ يَوْمَيْنِ ، وَصُمْ يَوْماً "، قَالَ : قُلْتُ : أُطيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : " صُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ صَوْمَ دَاوُدَ ، صِيَامَ يَوْمٍ ، وَإِفْطَارَ يَوْمٍ ، وَاقْرَأْ فِي كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ مَرَّةً " ، فَلَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ؛ وَذَاكَ أَنِّي كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ ، فَكَانَ يَقْرَأُ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ السُّبْعَ مِنَ القُرْآنِ بِالنَّهَارِ ، والَّذِي يَقْرَؤُهُ يَعْرِضُهُ مِنَ النَّهَارِ ؛ لِيَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَقَوَّى أَفْطَرَ أيَّاماً ، وَأَحْصَى ، وَصَامَ مِثْلَهُنَّ ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتْرُكَ شَيْئاً فَارَقَ النَّبيَّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _عَلَيْهِ(7) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn7) .
وفي رِوَايَةٍ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " اقْرَإِ القُرْآنَ فِي شَهْرٍ " ، قُلْتُ : إِنِّي أَجِدُ قُـوَّةً ، حَتَّى قَالَ : " فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلاَ تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ " (8) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn8) .
وَإِذَا قَرَأَهُ فِي ثَلاَثٍ فَحَسَنٌ ؛ لِمَا جَاءَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو _ أَيْضاً _ ، عَنِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _أَنَّهُ قَالَ : " صُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاَثَـةَ أَيَّامٍ " ، قَالَ : أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، فَمَا زَالَ حَتَّى قَالَ : " صُمْ يَوْماً ، وَأَفْطِرْ يَوْماً " ، فَقَالَ : " اقْرإِ القُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ " ، قَالَ : إِنِّي أُطِِيقُ أَكْثَرَ ، فَمَا زَالَ حَتَّى قَالَ : " فِي ثَلاَثٍ " (9) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn9) ، وَكَذَلِكَ مَا جَاءَ عَنْهُ _ أَيْضاً _ أنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _: " لَمْ يَفْقَهْ مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ "(10) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn10) ، وَجَاءَ عَنْ عَائِشَةَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا _ أَنَّهَا قَالَتْ : وَلاَ أَعْلَمُ نَبِيَ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ قَرَأَ القُرْآنَ _ كُلَّهُ _ فِي لَيْلَةٍ (11) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn11) .
وَأَمَّا الحَدِيثُ الَّذِي تَقُولُ فِيهِ عَائِشَةُ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا _ : كَانَ رَسُـولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ لاَ يخْتِمُ القُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ (12) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn12)، وَالَّذِي أَوْرَدَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ سَاكِتاً عَلَيْهِ فِي " فَتْحِ البَارِي " (13) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn13) ، فَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ، لاَ يُحْتَجُّ بِهِ .
أَقُولُ : وَلاَ مُنَافَاةَ بَيْنِ رِوَايَةِ التَّثْلِيثِ وَرِوَايَةِ التَّسْبِيعِ ، فَقَدَ قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ : " وَأَمَّا رِوَايَةُ مَنْ رَوَى : ( مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ لَمْ يَفْقَهْ ) فَلاَ تُنَافِي رِوَايَةَ التَّسْبِيعِ ، فِإِنَّ هَذَا لَيْسَ أَمْراً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَلاَ فِيهِ أَنَّهُ جَعَلَ قِرَاءَتَهُ في ثَلاَثٍ _ دَائِماً _ سُنَّةً مَشْرُوعَةً ، وَإِنَّما فِيهِ الإِخْبَارُ بِأَنَّ مَنْ قَرَأَهُ في أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ لَمْ يَفْقَهْ ، وَمَفْهُومُهُ مَفْهُومُ العَدَدِ ، وَهُوَ مَفْهُومٌ صَحِيحٌ ، أَنَّ مَنْ قَرَأَهُ فِي ثَلاَثٍ فَصَاعِداً فَحُكْمُهُ نَقِيضُ ذَلِكَ ، وَالتَّنَاقُضُ يَكُونُ بِالمُخَالفَةِ ، وَلَوْ مِنْ بَعْضِ الوُجُوهِ .
فَإِذَا كَانَ مَنْ يَقْرَؤُهُ في ثَلاَثٍ _ أَحْيَاناً _ قَدْ يَفْقَهُهُ ؛ حَصَلَ مَقْصُودُ الحَدِيثِ ، وَلاَ يَلْزَمُ إِذَا شُرِعَ فِعْلُ ذَلِكَ _ أَحْيَاناً _ لِبَعْضِ النَّاسِ أَنْ تَكُونَ المُدَاوَمَةُ عَلَى ذَلِكَ مُسْتَحَبَّةً ، وَلِهَذَا لَمْ يُعْلَمْ فِي الصَّحَابَةِ عَلَى عَهْدِهِ مَنْ دَاوَمَ عَلَى ذَلِكَ _ أَعْنِي : عَلَى قِرَاءَتِهِ دَائِماً _ فِيمَا دُونَ السَّبْعِ ، وَلِهَذَا كَانَ الإِمَامُ أَحْمَدُ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ يَقْرَؤُهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ " (14) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn14) .
وَقَدْ كَرِهَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلفِ قِرَاءةَ القُرْآنِ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ ، كَمَا هُوَ مَذْهَبُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ (15) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn15)، وَأَبِي عُبَيْدٍ ، وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ ، وغَيْرِهِمْ مِنَ الخَلَفِ _ أَيْضاً _ (16) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn16) .
وَقَـدْ تَرَخَّصَ جَمَاعَاتٌ مِنَ السَّلَفِ في تِلاَوَةِ القُرْآنِ فِي أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ ؛ مِنْهُمْ : أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّـانَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ ، وَسَعِيـدُ بنُ جُبَيْرٍ ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ النَّخَعِـيُّ(17) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn17) ، قَالَ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ : " فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ مِنَ الصَّحِيحِ عَنِ السَّلَفِ مَحْمُولٌ إِمَّا عَلَى أَنَّهُ مَا بَلَغَهُمْ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ مِمَّا تَقَـدَّمَ ، أَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْهَمُـونَ وَيَتَفَكَّرُونَ فِيمَا يَقْرَؤُونَهُ مَعَ هَذِهِ السُّرْعَةِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ " (18) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn18) .
وَرُوِيَ عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ : " أَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ مُقَدَّرٍ ، وَهُوَ عَلَى حَسَبِ مَا يَجِدُ مِنَ النَّشَاطِ وَالقُوَّةِ ؛ لأَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَخْتِمُهُ فِي لَيْلَةٍ "(19) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn19) ، وَنَحْوُهُ مَا جَاءَ عَنِ النَّوَوِيِّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ حَيْثُ قَالَ : " وَالاخْتِيَارُ أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلاَفِ الأَشْخَاصِ ، فَمَنْ كَانَ يَظْهَرُ لَهُ بِدَقِيقِ الفِكْرِ لَطَائِفُ وَمَعَارِفُ ؛ فَلْيَقْتَصِرْ عَلَى قَدْرِ مَا يَحْصُلُ لَهُ كَمَالُ فَهْمِ مَا يَقْرَؤُهُ ، وَكَذَا مَنْ كَانَ مَشْغُولاً بِنَشْرِ العِلْمِ ، أَوْ غَيْرِهِ مِنْ مُهِمَّاتِ الدِّينِ وَمَصَالِحِ المُسْلِمِينَ العَامَّةِ ؛ فَلْيَقْتَصِرْ عَلَى قَدْرٍ لاَ يَحْصُلُ بِسَبَبِهِ إِخْلاَلٌ بِمَا هُوَ مُرْصَدٌ لَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ هَؤُلاءِ المَذْكُورِينَ ؛ فَلْيَسْتَكْثِرْ مَا أَمْكَنَهُ مِنْ غَيْرِ خُرُوجٍ إِلَى حَدِّ المَلَلِ وَالهَذْرَمَةِ(20) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn20) " (21) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn21) .
وَقَالَ الزَّرْكَشِيُّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ : " وَالمُخْتَارُ _ وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ المُحَقِّقِينَ _ أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَلِفُ بِحَالِ الشَّخْصِ فِي النَّشَاطِ ، وَالضَّعْفِ ، وَالتَّدَبُّرِ ، وَالغَفْلةِ ؛ لأَنَّهُ رُوِيَ عَنْ عُثْمَـانَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ [ أَنَّهُ ] كَانَ يَخْتِمُهُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ " (22) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn22) .
2 _ جَمْعُ الأَهْلِ وَالوَلَدِ وَالأَصْدِقَاءِ عِنْدَ خَتْمِ القُرْآنِ : لَمْ يَأْتِ فِي ذَلِكَ خَبَرٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _، وَإِنَّما جَاءَ عَمَّنْ دُونَهُ ، فَأَمَّا جَمْعُ الأَهْلِ وَالوَلَدِ ؛ فَقَـدْ ثَبَتَ فِعْلُهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَتَمَ القُرْآنَ جَمَعَ وَلَـدَهُ وَأَهْلَ بَيْتِهِ فَدَعَا لَهُمْ (23) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn23) .
وَمَذْهَبُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ يُعْتَبَرُ حُجَّةً عِنْدَ القَائِلِينَ بِحُجِّيَةِ قَوْلِ الصَّحَابِيِّ وَرَأْيِهِ إِذَا لَمْ يُخَالِفْـهُ غَيْرُهُ ، وَهِيَ مَسْأَلَةٌ خِلاَفِيَّةٌ يُرْجَعُ لِلتَّوَسُّعِ فِيهِا إِلَى كُتُبِ الأُصُولِ .
وأمَّا اجْتِمَاعُ الأَصْدِقَاءِ والأَصْحَابِ ؛ فَثَابِتٌ مِنْ فِعْلِ التَّابِعِينَ ، فَقَدْ جَاءَ عَنِ الحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ أَنَّهُ قَالَ : " أَرْسَلَ مُجَاهِدٌ وَعَبْدَةُ بنُ أَبِي لُبَابَةَ ؛ قَالاَ : إِنَّا أَرْسَلْنَـا إِلَيْكَ نُرِيدُ أَنْ نَخْتِمَ القُرْآنَ ، وَكَانَ يُقَالُ : إِنَّ الدُّعَـاءَ يُسْتَجَابُ عِنْـدَ خَتْمِ القُرْآنِ ، فَلَمَّا فَرَغُـوا مِنْ خَتْمِ القُرْآنِ دَعَـوْا بِدَعَوَاتٍ " (24) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn24) .
قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ : " يُسْتَحَبُّ حُضُورُ مَجْلِسِ الخَتْمِ اسْتِحْبَاباً مُتَأَكِّداً ، فَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ أَمَرَ الحُيَّضَ بِالخُرُوجِ يَوْمَ العِيدِ ؛ لِيَشْهَدْنَ الخَيْرَ ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ ،... " (25) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn25)، وَذَكَرَ الآثَارَ الَّتِي سُقْنَاهَا آنِفاً .
3 _ الدُّعَاءُ عُقَيْبَ الخَتْمِ : لِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَثَرِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ السَّابِقِ ، وَيُقَالُ فِي الأَخْذِ بِهِ مَا قِيلَ فِي الأَدَبِ السَّابِقِ ، وَقَدْ أَخَذَ بِهِ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى _ ، فَنَصَّ عَلَى الدُّعَاءِ عُقَيْبَ الخَتْمَةِ ؛ فَقَالَ _ فِي رِوَايَةِ أَبِي الحَارِثِ _ : " كَانَ أَنَسٌ إِذَا خَتَمَ القُرْآنَ جَمَعَ أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ " ، وَقَالَ _ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى _ وَقَـدْ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَخْتِمُ القُرْآنَ فَيَجْتَمِعُ إِلَيْـهِ قَوْمٌ فَيَدْعُونَ ؛ قَالَ : " نَعَمْ ، رَأَيْتُ مَعْمَراً يفْعَلُهُ إِذَا خَتَـمَ " ، وَقَالَ _ فِي رِوَايَةِ حَرْبٍ _ : " اسْتَحِبُّ إِذَا خَتَمَ الرَّجُلُ القُرْآنَ أَنْ يَجْمَعَ أَهْلَهُ ويَدْعُوَ " (26) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn26) .
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ : " كَانَ أَبِي يَخْتِمُ مِنْ جُمُعَةٍ إِلَى جُمُعَةٍ ، فَإِذَا خَتَمَ يَدْعُو وَنُؤَمِّنُ " (27) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn27) .
وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ : " وَرُوِيَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنَ السَّلَفِ : ( عِنْدَ كُلِّ خَتْمَةٍ دَعْوَةٌ مُجَابَةٌ )(28) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn28) ، فَإِذَا دَعَا الرَّجُلُ عُقَيْبَ الخَتْمِ لِنَفْسِهِ ، وَلِوَالِدَيْهِ ، وَلِمَشَايِخِهِ ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، كَانَ هَذَا مِنَ الجِنْسِ المَشْرُوعِ " (29) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn29) .
أَمَّا الإِمَامُ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ فَقَدْ سُئِلَ عَنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ فَيَخْتِمُهُ ، ثُمَّ يَدْعُو ؟ ، فَقَالَ : " مَا سَمِعْتُ أَنَّهُ يَدْعُو عِنْدَ خَتْمِ القُرْآنِ ، وَمَا هُوَ مِنْ عَمَلِ النَّاسِ " (30) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn30) .
وَيَنْبَغِي لِلدَّاعِي أنْ يُلِحَّ فِي الدُّعَاءِ ، وَيَدْعُوَ بِالأُمُورِ المُهِمَّةِ ، وَيَخْتَارَ الدَّعَوَاتِ الجَامِعَةَ ، ويَفْتَتِحَ دُعَـاءَهُ وَيَخْتَتِمَهُ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِِ _ عَزَّ وَجَلَّ _ ، وَالصَّلاَةِ عَلَى نَبِيِّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، وَأَمَّا مَسْحُ الوَجْهِ بَعْدَ الدُّعَاءِ ؛ فَلاَ يَثْبُتُ فِيهِ شَيْءٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، فَالأَحَادِيثُ الوَارِدَةُ فِي ذَلِكَ وَاهِيَةٌ (31) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn31) ، وَإِنَّمَا ثَبَتَ فِعْلُهُ عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ مِنَ التَّابِعِينَ (32) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn32) ، وَعَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِـدٍ البَصْرِيِّ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ (33) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn33) ، وَسُئِلَ الإِمَامُ مَالِكٌ عَنِ الرَّجُلِ يَمْسَحُ بِكَفَّيْـهِ وَجْهَهُ عِنْدَ الدُّعَاءِ ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَقَالَ : " مَا عَلِمْتُ " (34) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn34)، وَقَدْ نَهَى عَنْهُ ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ وَقَالَ : لاَ يَفْعَلُهُ إِلاَّ جَاهِلٌ " (35) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn35) ، وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ : " وَأَمَّا مَسْحُهُ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ فَلَيْسَ عَنْهُ فِيهِ إِلاَّ حَدِيثٌ ، أَوْ حَدِيثَانِ، لاَ يَقُومُ بِهِمَا حُجَّةٌ " (36) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn36) .
وَأمَّـا مَا وَرَدَ مِنْ أَحَادِيثَ مَرْفُوعَةٍ عَنِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _فِي الدُّعَاءِ عَقِبَ الخَتْمِ ؛ فَلاَ يَصِحُّ مِنْهَا شَيْءٌ ، فَهِيَ : ( إِمَّا ضَعِيفَةٌ ، أَوْ مُنْكَرَةٌ ، أَوْ مَوْضُوعَةٌ ) ، وَإِلَيْكَهَا مُفَصَّلَةً :

الحَدِيثُ الأَوَّلُ : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " إِنَّ لِصَاحِبِ القُرْآنِ عِنْـدَ كُلِّ خَتْمَةٍ : دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً ، وَشَجَرَةً فِي الجنَّةِ ، لَوْ أَنَّ غُرَابـاً طَارَ مِنْ أَصْلِهَا لَمْ يَنْتَهِ إِلَى فَرْعِهَـا حَتَّى يُدْرِكَهُ الهَرَمُ " (37) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn37) .
الحَدِيثُ الثَّاني : عَنْعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ قَالَ : قَالَ النَّبِـيُّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " مَنِ اسْتَمَعَ حَرْفـاً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ _ أَوْ قَرَأَهُ نَظَراً _ ؛ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنَةً ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ سَيِّئَةٌ ، وَرُفِعَتْ لَهُ دَرَجَةٌ ، وَمَنْ قَرَأَ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ طَاهِراً ؛ كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، ومُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سيِّئاتٍ ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ ، ومَنْ قَرَأَ حَرْفاً منْ كِتَابِ اللَّهِ فِي صَلاَةٍ قَاعِداً ؛ كُتِبَ لَهُ خَمْسُونَ حَسَنَةً ، ومُحِيَتْ عَنْهُ خَمْسُونَ سَيِّئةً ، وَرُفِعَ لَهُ خَمْسُونَ دَرَجَةً ، وَمَنْ قَرَأَ حَرْفاً مِنْ كِتَـابِ اللَّهِ فِي صَلاَةٍ قَائِماً ؛ كُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سيِّئَةٍ ، وَرُفِعَ لَهُ مِائَةُ دَرَجَةٍ ، وَمَنْ قَرَأَ خَتْمَةً ؛ كُتِبَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ دَعْـوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ ، مُعَجَّلَةٌ أَوْ مُؤَخَّرَةٌ " ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا العَبَّاسِ ، إِنْ كَانَ رَجُلٌ لَمْ يَتَعلَّمْ إِلاَّ سُورَةً أَوْ سُورَتَيْنِ ؟ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _؛ فَقَالَ : " خَتَمَهُ مِنْ حَيْثُ عَلِمَهُ ، خَتَمَهُ مِنْ حَيْثُ عَلِمَهُ " (38) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn38) .
الحَدِيثُ الثَّالِثُ : عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " مَنْ قَـرَأَ القُرْآنَ _ أَوْ قَالَ : مَنْ جَمَعَ _ كَانَتْ لَهُ _ عِنْد اللَّهِ _ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ ، إِنْ شَاءَ عَجَّلَهَا لَهُ فِي الدُّنْيَا ، وَإِنْ شَاءَ أَخَّرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ " (39) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn39) .
أَقُولُ : لَيْسَ فِيلَفْظِ الحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الدَّعْوَةَ المُسْتَجَابَةَ تَكُونُ عَقِبَ الخَتْمِ ، وَلَوْلاَ إِيرَادُ الشَّيْخِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو زَيْدٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ هَـذَا الحَدِيثَ فِي كِتَابِهِ : " مَرْوِيَّاتِ دُعَاءِ خَتْمِ القُرْآنِ " مَا أَوْرَدتُهُ ، ويُشْبِهُهُ مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " خَيْرُكُمْ مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ وَأَقْرَأَهُ ، إِنَّ لِحَامِلِ القُرْآنِ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً يَدْعُو بِهَا فَيُسْتَجَابُ لَهُ " (40) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn40) .
الحَدِيثُ الرَّابِعُ : عَنِ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " مَنْ صَلَّى صَلاَةَ فَرِيضَةٍ ؛ فَلَهُ دَعْـوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ ، وَمَنْ خَتَمَ القُرْآنَ ؛ فَلَهُ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ " (41) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn41) .
الحَدِيثُ الخَامِسُ : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ وَحَمَدَ الرَّبَّ ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، وَيَسْتَغْفِرُ رَبَّهُ ؛ فَقَدْ طَلَبَ الخَيْرَ مَكَانَهُ " (42) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn42) .
الحَدِيثُ السَّادِسُ : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ إِذَا خَتَمَ القُرْآنَ دَعَا قَائِماً (43) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn43).
الحَدِيثُ السَّابِعُ : ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ حُسَينٍ عَنِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَتَمَ القُرْآنَ ؛ حَمِدَ اللَّهَ بِمَحَامِدَ _ وَهُوَ قَائِمٌ _ ، ثُمَّ يَقُولُ : " الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، وَ ( الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنَّورَ ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) [ الأنعام : 1 ] ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَكَذَبَ العَادِلُونَ بِاللَّهِ ، وَضَلُّوا ضَلاَلاً بَعِيداً ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَكَذَبَ المُشْرِكُونَ بِاللَّهِ مِنَ العَرَبِ ، وَالمَجُوسِ ، وَاليَهُودِ ، وَالنَّصَارَى ، وَالصَّابِئِينَ ، وَمَنِ ادَّعَى لِلَّهِ وَلَداً ، أَوْ صَاحِبَةً ، أَوْ نِدّاً ، أَوْ شَبِيهاً ، أَوْ مِثْلاً ، أَوْ سَمِيّاً ، أَوْ عِدْلاً ، فَأَنْتَ رَبُّنَا ، أَعْظَمُ مِنْ أَنْ تَتَّخِذَ شَرِيكاً فِيمَا خَلَقْتَ ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً ، ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ) [ الإسراء : 111 ] ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، و (الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا ، قَيِّماً ) قَرَأَهَا إِلَى قَوْلِهِ: ( إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبـاً ) [ الكهف : 1 _ 5 ] ، (الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ ومَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الحَمْدُ فِي الأَخِرَةِ وَهُـوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ ، يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ) الآيَةَ [ سبأ : 1 و 2 ] ، وَ ( الحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَـوَاتِ وَالأَرْضِ ) الآيَتَيْنِ [ فاطر : 1 و 2 ] ، وَ ( الحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ اللَّذِينَ اصْطَفَى ءَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ) [ النَّمل : 59 ] ، بَلِ اللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ، وَأَحْكَمُ ، وَأَكْرَمُ ، وَأَجَلُّ ، وَأَعْظَمُ ممَّا يُشْرِكُونَ ، وَالحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ، صَدَقَ اللَّهُ ، وبَلَّغَتْ رُسُلُهُ ، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى جَمِيعِ المَلاَئِكَةِ وَالمُرْسَلِينَ ، وَارْحَمْ عِبَادَكَ المُؤْمِنِينَ ، مِنْ أَهْـلِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَاخْتِمْ لَنَا بِخَيْرٍ ، وَافْتَحْ لَنَا بِخَيْرٍ ، وَبَارِكْ لَنَا فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَانْفَعْنَا بِالآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ ، رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " ، ثُمَّ إِذَا افْتَتَحَ القُرْآنَ قَالَ مِثْلَ هَذَا ، وَلَكِنْ لَيْسَ أَحَدٌ يُطِيقُ مَا كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ يُطِيقُ (44) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn44) .
الحَدِيثُ الثَّامِنُ : عَنْ أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ ، عَنِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَرَأَ : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) افْتَتَحَ مِنَ الحَمْدِ ، ثُمَّ قَرَأَ البَقَرةَ إِلَى : ( وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ) ، ثُمَّ دَعَا بِدُعَاءِ الخَتْمِ ، ثُمَّ قَامَ (45) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn45) .
الحَدِيثُ التَّاسِعُ : عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ؛ قَالَ : قَرَأْتُ القُرْآنَ _ كُلَّهُ فِي المَسْجِدِ الجَامِعِ بِالكُوفَةِ _ عَلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ ، فَلَمَّا بَلَغْتُ الحَوَامِيمَ ؛ قَالَ : يَا زِرُّ ، قَدْ بَلَغْتَ عَرَائِسَ القُرْآنِ ، فَلَمَّا بَلَغْتُ رَأْسَ العِشْرِينَ مِنْ : ( حم عسق ) ( وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ ) [ الشُّورى : 22 ] بَكَى حَتَّى ارْتَفَعَ نَحِيبُهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ؛ وَقَالَ : يَا زِرُّ ، أَمِّنْ عَلَى دُعَائِي ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِخْبَاتَ المُخْبِتِينَ ، وَإِخْلاَصَ المُؤْمِنِينَ ، وَمُرَافَقَةَ الأَبْرَارِ ، وَاسْتِحْقَاقَ حَقَائقِ الإِيمَان ِ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثمٍ ، وَوُجُوبَ رَحْمَتِكَ ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا زِرُّ ، إِذَا خَتَمْتَ فَادْعُ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ ؛ فَإِنَّ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ أَمَرَنِي أَنْ أَدْعُوَ بِهِنَّ عِنْدَ خَتْمِ القُرْآنِ (46) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn46) .
الحَدِيثُ العَاشِرُ : عَنْ أَبِي أُمَامَةَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " إِذَا خَتَمَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتِي فِي قَبْرِي " (47) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn47) .
الحَدِيثُ الحَادِي عَشَرَ: عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ ؛ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ_ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _يَقُولُ عِنْدَ خَتْمِ القُرْآنِ : " اللَّهُمَّ ارْحَمْنِـي بِالقُرْآنِ ، وَاجْعَلْهُ لِي إِمَاماً وَنُوراً وَهُدىً وَرَحْمَةً ، اللَّهُمَّ ذَكِّرْنِي مِنْهُ مَـا نُسِّيتُ ، وَعَلِّمْنِي مِنْهُ مَا جَهِلْتُ ، وَارْزُقْنِي تِلاَوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ ، وَاجْعَلْهُ لِي حُجَّةً يَا رَبَّ العَالَمِينَ " (48) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn48) .
أَقُولُ : هَذَا آخِرُ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَحَادِيثَ مَرْفُوعَةٍ لِلرَّسُولِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، وَوَقَفْتُ عَلَى أَثَرٍ مَوْقُوفٍ عَلَى عَبْـدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ وَهُوَ ضَعِيفٌ أَيْضاً _ يَقُولُ فِيـهِ : " مَنْ خَتَمَ القُرْآنَ ؛ فَلَهُ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ ، فَكَـانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا خَتَمَ القُرْآنَ جَمَعَ أهْلَهُ فَدَعَا ، وَأَمَّنُوا عَلَى دُعَائِهِ (49) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn49) .
تَنْبيـهٌ : دُعَـاءُ خَتْـمِ القُرْآنِ المَنْسُـوبُ لِشَيْخِ الإِسْـلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ ، وَالَّذِي يُطْبـعُ فِي أُخْرَيَـاتِ بَعْـضِ المَصَاحِـفِ لاَ تَصِـحُّ نِسْبَتُـهُ إِلَيْـهِ ، نَبَّـهَ عَلَـى ذَلِكَ الشَّيْـخُ الأَلْبَـانِيُّ (50) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn50)، وَالشَّيْـخُ ابْنُ عُثَيْمِينَ (51) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn51) ، وَالشَّيْخُ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو زَيْدٍ (52) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn52) _ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى _ .
أَقُولُ : هَذَا مَا ثَبَتَ مِنْ آدَابِ خَتْمِ القُرْآنِ ، أَمَّا الآدَابُ الأُخْرَى وَالَّتِي تَتَابَعَ عَلَى ذِكْرِهَا كُلُّ مَنْ صَنَّفَ في عُلُومِ القُرْآنِ وَآدَابِ حَمَلَتِهِ فَلاَ يَثْبُتُ مِنْهَا شَيْءٌ ، وَسَيَأْتِي تَفْصِيلُهَا فِي المَبْحَثِ الثَّانِي .



المَبْحَثُ الثَّـانِي



مَا لَمْ يَثْبُتْ مِنْ آدَابِ خَتْمِ القُرْآنِ

1 _ اسْتِحْبَابُ صِيَامِ يَوْمِ الخَتْمِ ، إِلاَّ أَنْ يُصَادِفَ يَوْماً نَهَى الشَّرْعُ عَنْ صِيَامِهِ : جَاءَ ذَلِكَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ ؛ وَهُمْ : طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ ، وَالمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ ، وَلَمْ يَأْتِ فِيهِ شَيْءٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، وَلاَ عَنْ صَحَابَتِهِ الكِرَامِ .
2 _ اسْتِحْبَابُ إِذَا فَرَغَ مِنَ الخَتْمَةِ أَنْ يَشْرَعَ في أُخْرَى عَقِبَ الخَتْمَةِ ، بِقِرَاءَةِ سُورَةِ الفَاتِحَةِ ، وَخَمْسِ آيَاتٍ مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ قَبْلَ الشُّرُوعِ فِي دُعَاءِ الخَتْمِ : يَسْتَدِلُّونَ عَلَى ذَلِكَ بحَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _أَنَّهُ كَـانَ إِذَا قَرَأَ : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) افْتَتَحَ مِنَ الحَمْـدِ ، ثُمَّ قَرَأَ مِنَ البَقَرَةِ إِلَى : ( وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) ، ثُمَّ دَعَا بِدُعَاءِ الخَتْمَةِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي المَبْحَثِ الأَوَّلِ ، وَبَيَّنَّا أَنَّهُ ضَعِيفٌ جِدّاً .
وَيَسْتَدِلُّونَ _ أَيْضاً _ بحَدِيثِ : " الحَالِّ المُرْتَحِلِ " (53) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn53) ، وَهُوَ حَدِيثٌ لاَ يَصِحُّ الاسْتِدْلاَلُ بِهِ ؛ لِنَكَارَتِهِ وَضَعْفِهِ .
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: يُؤْخَذُ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ ، فَنَقُولُ: الجَوَابُ عَنْ ذَلِكَ مِنْ وَجْهَيْنِ :
الأَوَّلُ : لَيْسَ المُرَادُ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي اصْطِلاَحِ السَّلَفِ هُوَ الضَّعِيفُ فِي اصْطِلاَحِ المُتَأَخِّرِينَ ، بَلْ مَا يُسَمِّيهِ المُتأخِّرُونَ حَسَناً قَدْ يُسَمِّيهِ المُتَقَدِّمُونَ ضَعِيفاً .
يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ مُوَضِّحاً ذَلِكَ : " وَمَنْ نَقَلَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ كَانَ يَحْتَجُّ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ الَّذِي لَيْسَ بصَحِيحٍ وَلاَ حَسَنٍ فَقَدْ غَلِطَ عَلَيْهِ ، وَلَكِنْ كَانَ فِي عُرْفِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَمَنْ قَبْلَهُ مِنَ العُلَمَـاءِ أَنَّ الحَدِيثَ يَنْقَسِمُ إِلَى نَوْعَيْنِ : صَحِيحٍ وَضَعِيفٍ ، وَالضَّعِيفُ عِنْدَهُمْ يَنْقَسِمُ إِلَى : ضَعِيفٍ مَتْرُوكٍ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ ، وَإِلَى ضَعِيفٍ حَسَنٍ ، كَمَا أَنَّ ضَعْفَ الإِنْسَانِ بِالمَرَضِ يَنْقَسِمُ إِلَى : مَرَضٍ مَخُـوفٍ يَمْنَعُ مِنَ التَّبرُّعِ مِنْ رَأْسِ المَالِ ، وَإِلى ضَعْفٍ خَفِيفٍ لاَ يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ .
وَأَوَّلُ مَنْ عُرِفَ أَنَّه قَسَّمَ الحَدِيثَ ثَلاَثةَ أَقْسَامٍ : صَحِيحٌ ، وَحَسَنٌ ، وَضَعِيفٌ ، هُوَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ فِي " جَامِعِهِ " ، وَالحَسَنُ عِنْدَهُ : مَا تَعَدَّدَتْ طُرُقُهُ ، وَلَمْ يَكُنْ فِي رُوَاتِهِ مُتَّهَمٌ ، وَلَيْسَ بِشَاذٍّ ، فَهَذَا الحَدِيثُ وَأَمْثَالُهُ يُسَمِّيهِ أَحْمَدُ ضَعِيفاً ، وَيُحْتَجُّ بِهِ ، وَلِهَذَا مَثَّلَ أَحْمَدُ الحَدِيثَ الضَّعِيفَ الَّذِي يُحْتَجُّ بِهِ بحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، وَحَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ الهَجَرِيِّ ، وَنَحْوِهِمَا " (54) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn54) .
وَقَالَ تِلْمِيذُهُ ابْنُ القَيِّمِ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ وَهُوَ يَشْرَحُ الأَصْلَ الرَّابِعَ مِنْ أُصُولِ فَتَاوَى الإِمَامِ أَحْمَدَ : " الأَخْذُ بِالمُرْسَلِ وَالحَدِيثِ الضَّعِيفِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي البَابِ شَيْءٌ يَدْفَعُهُ ، وَهُوَ الَّذِي رَجَّحَهُ عَلَى القِيَاسِ ، وَلَيْسَ المُرَادُ بِالضَّعِيفِ عِنْدَهُ البَاطِلَ وَلاَ المُنْكَرَ ، وَلاَ مَا فِي رِوَايَتِهِ مُتَّهَمٌ ، بِحَيْثُ لاَ يَسُوغُ الذِّهَابُ إِلَيْهِ ، فَالعَمَلُ بِهِ ، بَلِ الحَدِيثُ الضَّعِيفُ عِنْدَهُ قَسِيمُ الصَّحِيحِ ، وَقِسْمٌ مِنْ أَقْسَامِ الحَسَنِ ، وَلَمْ يَكُنْ يُقَسَّمُ الحَدِيثُ إِلَى صَحِيحٍ وَحَسَنٍ ، وَضَعِيفٍ ، بَلْ إِلَى صَحِيحٍ وَضَعِيفٍ ، وَلِلضَّعِيفِ عِنْدَهُ مَرَاتِبٌ ، فَإِذَا لَمْ يَجِدْ فِي البَابِ أَثَراً يَدْفَعُهُ وَلاَ قَوْلَ صَاحِبٍ ، وَلاَ إِجْمَاعَ عَلَى خِلاَفِهِ ، كَانَ العَمَلُ بِهِ عِنْدَهُ أَوْلَى مِنَ القِيَاسِ ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ إِلاَّ وَهُوَ مُوَافِقُهُ عَلَى هَذَا الأَصْلِ مِنْ حَيْثُ الجُمْلَةِ ؛ فَإِنَّهُ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ وَقَدْ قَدَّمَ الحَدِيثَ الضَّعِيفَ عَلَى القِيَاسِ " (55) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn55) .
الثَّانِي :كَلاَمٌ نَفِيسٌ لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ ، يَصْلُحُ أنْ يَكُونَ قَاعِدَةً فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ _ سَبَقَ أَنِ اجْتَزَأْنَا بَعْضَهُ فِي المُقَدِّمَةِ _ ؛ يَقُولُ فِيهِ : " قَوْلُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : إِذَا جَاءَ الحَلاَلُ وَالحَرَامُ شَدَّدْنَا فِي الأَسَانِيدِ ، وَإِذَا جَاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الأَسَانِيدِ ، لَيْسَ مَعْنَاهُ إِثْبَاتُ الاسْتِحْبَابِ بِالحَدِيثِ الَّذِي لاَ يُحْتَجُّ بِهِ ؛ فَإِنَّ الاسْتِحْبَابَ حُكْمٌ شَرْعِيٌّ ، فَلاَ يَثْبُتُ إِلاَّ بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ ، وَمَنْ أَخْبَرَ عَنِ اللَّهِ أَنَّهُ يُحِبُ عَمَلاً مِنَ الأَعْمَـالِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ شَرْعِيٍّ ؛ فَقَدْ شَرَعَ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ، كَمَا لَوْ أَثْبَتَ الإِيجَابَ أَوِ التَّحْرِيمَ ، وَلِهَذَا يَخْتَلِفُ العُلَمَاءُ فِي الاسْتِحْبَابِ كَمَا يَخْتَلِفُونَ فِي غَيْرِهِ ، بَلْ هُوَ أَصْلُ الدِّينِ المَشْرُوعِ .
وَإنَّمَا مُرَادُهُمْ بِذَلِكَ : أَنْ يَكُونَ العَمَلُ ممَّا قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ ممَّا يُحِبُّهُ اللَّهُ ، أَوْ ممَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ ، بِنَصٍّ ، أَوْ إِجْمَـاعٍ ،كَـ : ( تِلاَوَةِ القُرْآنِ ، وَالتَّسْبِيـحِ ، وَالدُعَاءِ ، وَالصَّدَقَةِ ، وَالعِتْقِ ، وَالإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ ، وَكَرَاهَةِ الكَذِبِ ، وَالخِيَانَةِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ ) ، فَإِذَا رُوِيَ حَدِيثٌ فِي فَضْلِ بَعْضِ الأَعْمَالِ المُسْتَحَبَّةِ وَثَوَابِهَا ، وَكَرَاهَةِ بَعْضِ الأَعْمَالِ وَعِقَابِهَا ، فَمَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالعِقَـابِ وَأَنْوَاعُهُ ؛ إِذَا رُوِيَ فِيهَا حَدِيثٌ لاَ نَعْلَمُ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ ؛ جَازَتْ رِوَايَتُهُ وَالعَمَلُ بِهِ ، بِمَعْنَى : أَنَّ النَّفْسَ تَرْجُو ذَلِكَ الثَّوَابَ ، أَوْ تَخَافُ ذَلِكَ العِقَابَ ، كَرَجُلٍ يَعْلَمُ أَنَّ التِّجَارَةَ تَرْبَحُ ، لَكِنْ بَلَغَهُ أَنَّهَا تَرْبَحُ رِبْحاً كَثِيراً ، فَهَذَا إِنْ صَدَّقَ ؛ نَفَعَهُ ، وَإِنْ كَذَّبَ ؛ لَمْ يَضُرَّهُ ، وَمِثَالُ ذَلِكَ : التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ بِالإِسْرَائِيلِيَّاتِ ، وَالمَنَامَاتِ ، وَكَلِمَاتِ السَّلَفِ ، وَالعُلَمَاءِ ، وَوَقَائِعِ العُلَمَاءِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لاَ يَجُوزُ بِمُجَرَّدِهِ إِثْبَاتُ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ ، لاَ اسْتِحْبَاباً ، وَلاَ غَيْرَهُ ، وَلَكِنْ يَجُوزُ أَنْ يُذْكَرَ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ، وَالتَّرْجِيَةِ وَالتَّخْوِيفِ .
فَمَا عُلِمَ حُسْنُهُ أَوْ قُبْحُهُ بِأَدِلِّةِ الشَّرْعِ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَنْفَـعُ وَلاَ يَضُرُّ ، وَسَوَاءٌ كَانَ في نَفْسِ الأَمْرِ حَقّاً ، أَوْ بَاطِلاً ، فَمَا عُلِمَ أَنَّهُ بَاطِلٌ مَوْضُوعٌ ؛ لَمْ يَجُزِ الالتِفَـاتُ إِلَيْهِ ؛ فَإِنَّ الكَذِبَ لاَ يُفِيـدُ شَيْئاً ، وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ صَحِيحٌ ؛ أُثْبِتَتْ بِهِ الأَحْكَامُ ، وَإِذَا احْتَمَلَ الأَمْرَيْنِ: رُوِيَ لإِمْكَانِ صِدْقِهِ ، وَلِعَدَمِ المَضَرَّةِ فِي كَذِبِهِ ، وَأَحْمَدُ إِنَّمَا قَالَ : إِذَا جَاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الأَسَانِيدِ ، وَمَعْنَاهُ : أَنَّا نَرْوِي فِي ذَلِكَ بِالأَسَانِيدِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحَدِّثُوهَا مِنَ الثِّقَاتِ الَّذِينَ يُحْتَجُّ بِهِمْ .
وَكَذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ : يُعْمَلُ بِهَا فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ ، إِنَّمَا العَمَلُ بِهَا العَمَلُ بِمَا فِيهَا مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ؛ مِثْل : التِّـلاَوَةِ ، وَالذِّكْرِ ، وَالاجْتِنَابِ لِمَا كُرِهَ فِيهَا مِنَ الأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ ، وَنَظِيرُ هَذَا : قَوْلُ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _فِي الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ البُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو : ( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً ؛ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّـارِ )(56) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn56) ، مَعَ قَوْلِـهِ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ : ( إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْـلُ الكِتَابِ ؛ فَلاَ تُصَدِّقُوهُمْ ، وَلاَ تُكَذِّبُوهُمْ )(57) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn57) ؛ فَإِنَّهُ رَخَّصَ فِي الحَدِيثِ عَنْهُمْ ، وَمَعَ هَذَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ ، فَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي التَّحْدِيثِ _ المُطْلَقِ _ عَنْهُمْ فَائِدَةٌ لَمَا رَخَّصَ فِيهِ ، وَأَمَرَ بِهِ ، وَلَوْ جَازَ تَصْدِيقُهُمْ بمُجَرَّدِ الإِخْبَارِ ؛ لَمَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ ؛ فَالنُّفُوسُ تَنْتَفِعُ بِمَا تَظُنُّ صِدْقَهُ فِي مَوَاضِعَ .
فَإِذَا تَضَمَّنَتْ أَحَادِيثُ الفَضَائِلِ الضَّعِيفَةِ تَقْدِيراً أَوْ تَحْدِيداً ؛ مِثْلَ : صَلاَةٍ في وَقْتٍ مُعَيَّنٍ ، بِقِرَاءَةٍ مُعَيَّنَةٍ ، أَوْ عَلَى صِفَةٍ مُعَيَّنَةٍ ؛ لَمْ يَجُزْ ذَلِكَ ؛ لأَنَّ اسْتِحْبَابَ هَذَا الوَصْفِ المُعَيَّنِ لَمْ يَثْبُتْ بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ ، بِخِلاَفِ مَا لَوْ رُوِيَ فِيهِ : ( مَنْ دَخَـلَ السُّوقَ فَقَالَ : لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ؛ كَـانَ لَهُ كَذَا وَكَذَا ) ؛ فَإِنَّ ذِكْرَ اللَّهِ فِي السُّوقِ مُسْتَحَبٌّ ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ بَيْنَ الغَافِلِينَ ، كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ المَعْرُوفِ : ( ذَاكِرُ اللَّهِ فِي الغَافِلِينَ ؛ كَالشَّجَرَةِ الخَضْرَاءِ بَيْنَ الشَّجَرِ اليَابِسِ ) (58) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn58)، فَأَمَّا تَقْدِيرُ الثَّوَابِ المَرْوِيِّ فِيهِ فَلاَ يَضُرُّ ثُبُوتُهُ ، وَلاَ عَدَمُ ثُبُوتِهِ ، وَفِي مِثْلِهِ جَـاءَ الحِدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ : ( مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ شَيْءٌ فِيهِ فَضْلٌ ، فَعَمِلَ بِهِ رَجَاءَ ذَلِكَ الفَضْلِ ؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ ) (59) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn59) .
فَالحَاصِلُ ؛ أَنَّ هَذَا البَابَ يُرْوَى وَيُعْمَلُ بِهِ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ، لاَ فِي الاسْتِحْبَابِ ، ثُمَّ اعْتِقَادُ مُوجِبِهِ _ وَهُوَ مَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالعِقَابِ _ يَتَوَقَّفُ عَلَى الدَّلِيلِ الشَّرْعِيِّ " (60) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn60) .
وَقَالَ _ أَيْضاً _ : " وَلاَ يَجُوزُ أَنْ يُعْتَمَدَ فِي الشَّرِيعَةِ عَلَى الأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ الَّتِي لَيْسَتْ صَحِيحَةً وَلاَ حَسَنَةً ، لَكِنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَغَيْرَهُ مِنَ العُلَمَاءِ جَوَّزُوا أَنْ يُرْوَى فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ مَا لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهُ ثَابِتٌ إِذَا لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهُ كَذِبٌ ، وَذَلِكَ أَنَّ العَمَلَ إِذَا عُلِمَ أَنَّهُ مَشْرُوعٌ بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ ، وَرُوِيَ في فَضْلِهِ حَدِيثٌ لاَ يُعْلَمُ أَنَّهُ كَذِبٌ ؛ جَازَ أَنْ يَكُونَ الثَّوَابُ حَقّاً ، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ أَنَّهُ يَجُـوزُ أَنْ يُجْعَلَ الشَّيْءُ وَاجِباً أَوْ مُسْتَحَبّاً بحَدِيثٍ ضَعِيفٍ ، وَمَنْ قَالَ هَذَا فَقَدْ خَالَفَ الإِجْمَاعَ " (61) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn61) .
أَقُولُ : لِذَا ؛ اشْتَرَطَ أَئِمَّةُ الحَدِيثِ شُرُوطاً لِلْعَمَلِ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ _ هِيَ خُلاَصَةُ الوَجْهَيْنِ السَّابِقَيْنِ _ ، أَلاَ وَهِيَ :
أ _ أَنْ يَكُونَ الضَّعَفُ فِيهِ غَيْرَ شَدِيدٍ ، فَيَخْرُجُ مِنْهُ مَنِ انْفَرَدَ مِنَ الكَذَّابِينَ ، وَالمُتَّهَمِينَ بِالكَذِبِ ، وَالَّذِينَ فَحُشَ غَلَطُهُمْ فِي الرِّوَايَةِ .
ب _ أَنْ يَنْدَرِجَ تَحْتَ أَصْلٍ مَعْمُولٍ بِهِ .
ج _ أَنْ لاَ يُعْتَقَدَ _ عِنْدَ العَمَلِ بِهِ _ ثُبُوتُهُ ، بَلْ يُعْتَقَدَ الاحْتِيَاطُ .

وَالحَدِيثُ الَّّذِي نَحْنُ بِصَدَدِهِ شَدِيدُ الضَّعْفِ ، لِـذَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ :
" سَأَلْتُ أَحْمَدَ _ يَعْنِي : ابْنَ حَنْبَلٍ _ : إِذَا قَرَأَ : ( قُـلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) يَقْرَأُ مِنَ البَقَرَةِ شَيْئاً ؟ ، قَالَ : لاَ " ، قَالَ الإِمَامُ ابْنُ قُدَامَةَ _ مُعَقِّباً عَلَى ذَلِكَ _ : " فَلَمْ يَسْتَحِبَّ أَنْ يَصِلَ خَتْمَةً بِقِرَاءَةِ شَيْءٍ ، لَعَلَّهُ لَمْ يَثْبُتْ فِيهِ عِنْدَهُ أَثَرٌ صَحِيحٌ يَصِيرُ إِلَيْهِ " (62) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn62) ، وَقَالَ الإِمَامُ ابْنُ القَيِّمِ _ عِنْدَ ذِكْرِهِ لحَدِيثِ : " الحَالِّ المُرْتَحِلِ " _ : " وَفَهِمَ بَعْضُهُمْ مِنْ هَذَا : أَنَّهُ إِذَا فَرَغَ مِنْ خَتْمِ القُرْآنِ قَرَأَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ، وَثَلاَثَ آيَاتٍ مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ ؛ لأَنَّهُ حَلَّ بِالفَرَاغِ ، وَارْتَحَلَ بِالشُّرُوعِ ، وَهَذَا لَمْ يَفْعَلْهُ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَلاَ التَّابِعِينَ ، وَلاَ اسْتَحَبَّهُ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ ، وَالمُرَادُ بِالحَدِيثِ : الَّذِي كُلَّمَا حَلَّ مِنْ غَزَاةٍ ارْتَحَلَ فِي أُخْرَى ، أَوْ كُلَّمَا حَلَّ مِنْ عَمَلٍ ارْتَحَلَ إِلَى غَيْرِهِ تَكْمِيلاً لَهُ كَمَا كَمَلَ الأَوَّلُ ، وَأَمَّا هَذَا الَّذِي يَفْعَلُهُ بَعْضُ القُرَّاءِ ؛ فَلَيْسَ مُرَادُ الحَدِيثِ قَطْعاً ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ ، وَقَدْ جَاءَ تَفْسِيرُ الحَدِيثِ مُتَّصِلاً بِهِ : ( أَنْ يَضْرِبَ مِنْ أَوَّلِ القُرْآنِ إِلَى آخِرِهِ ، كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ ) ، وَهَذَا لَهُ مَعْنَيَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ كُلَّمَا حَلَّ مِنْ سُورَةٍ أَوْ جُزْءٍ ارْتَحَلَ فِي غَيْرِهِ ، وَالثَّانِي : أَنَّهُ كُلَّمَا حَلَّ مِنْ خَتْمَةٍ ارْتَحَلَ فِي أُخْرَى " (63) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn63) .
أَقُولُ : الظَّاهِرُ مِنْ كَلاَمِ ابْنِ القَيِّمِ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ أَنَّهُ بَعْدَ أَنْ وَجَّهَ مَعْنَى الحَدِيثِ وَقَفَ عَلَى مَعْنَاهُ مُتَّصِلاً بِنَفْسِ الحَدِيثِ ، وَكَانَ الأَوْلَى بِهِ أَنْ لاَ يَتَعَنَّى هَذِهِ المُعَانَاةَ لِتَوْجِيهِهِ لَوْ أَنَّهُ فَتَّشَ فِي إِسْنَادِهِ .
3 _ اسْتِحْبَابُ أَنْ يَكُونَ الخَتْمُ فِي الصَّلاَةِ إِذَا كَانَ القَارِئُ لِلْقُرْآنِ مُنْفَرِداً : ذَكَرَ ذَلِكَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ(64) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn64) _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ ، وَلَمْ يَأْتِ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _، وَإنَّمَا اسْتَفَادَ النَّوَوِيُّ ذَلِكَ مِنْ حَالِ بَعْضِ السَّلَفِ فِي الخَتْمِ .
4 _ اسْتِحْبَابُ أَنْ يَكُونَ الخَتْمُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ ، أَوْ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ(65) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn65) : وَهَذَا لَمْ يَثْبُتْ عَنِ الرَّسُولِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _، وَلاَ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ _ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ _ ، وَإِنَّمَا جَاءَ فِي أَثَرٍ صَحِيحٍ مِنْ قَوْلِ الأَعْمَشِ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ .
5 _ اسْتِحْبَابُ خَتْمِهِ فِي الشِّتَاءِ أَوَّلَ اللَّيْـلِ ، وَفِي الصَّيْفِ أَوَّلَ
النَّهَارِ : وَهَذَا لَمْ أَجِـدْ لَهُ مُسْتَنَداً إِلاَّ مَا نُقِلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المُبَارَكِ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ حَيْثُ قَالَ : " إِذَا كَانَ الشِّتاءُ فَاخْتِـمِ القُرْآنَ فِي أَوَّلِ اللَّيـْلِ ، وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ فَاخْتِمْهُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ " (66) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn66)، وَهَذَا الأَثَرُ لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى إِسْنَادٍ .
6_ اسْتِحْبَابُ التَّكْبِيرِ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الضُّحَى ، أَوْ عَقِبَهَا إِلَى آخِرِ القُرْآنِ : وَهُوَ أَمْرٌ لَمْ يَثْبُتْ فِعْلُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _، وَلاَ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَإنَّمَا ثَبَتَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِـينَ ، كَمَا هُوَ مُفَصَّـلٌ فِي الحَاشِيَـةِ (67) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn67) ، لَـذَا ؛ قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّـةَ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ : " وَالتَّكْبِيرُ المَأْثُورُ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ لَيْسَ هُوَ مُسْنَداً عَنِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _، وَلَمْ يُسْنِدْهُ أَحَدٌ إِلَى النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _إِلاَّ البَزِّيُّ ، وَخَالَفَ بِذَلِكَ سَائِرَ مَنْ نَقَلَهُ ؛ فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا نَقَلُوهُ اخْتِيَـاراً مِمَّنْ هُوَ دُونَ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _، وَانْفَرَدَ هُوَ بِرَفْعِهِ ، وَضَعَّفَهُ نَقَلَةُ أَهْلِ العِلْمِ بِالحَدِيثِ وَالرِّجَالِ مِنْ عُلَمَاءِ القِرَاءَةِ ، وَعُلَمَاءِ الحَدِيثِ ، كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ العُلَمَاءِ " (68) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn68) .
وَسُئِلَ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ أَيْضاً عَنْ جَمَاعَةٍ اجْتَمَعُوا فِي خَتْمَةٍ وَهُمْ يَقْرَؤُونَ لِعَاصِمٍ وَأَبِي عَمْرٍو ، فَإِذَا وَصَلُوا إِلَى سُورَةِ الضُّحَى لَمْ يُهَلِّلُوا ، وَلَمْ يُكَبِّرُوا إِلَى آخِرِ الخَتْمَةِ ، فَفِعْلُهُمْ ذَلِكَ هُوَ الأَفْضَلُ ، أَمْ لاَ ؟ ، وَهَلِ الحَدِيثُ الَّذِي وَرَدَ فِي التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ صَحِيحٌ بِالتَّوَاتُرِ ، أَمْ لاَ ؟ .
فَأَجَابَ : " الحَمْدُ لِلَّهِ ، نَعَمْ إِذَا قَرَؤُوا بِغَيْرِ حَرْفِ ابْنِ كَثِيرٍ كَانَ تَرْكُهُ لِذَلِكَ هُوَ الأَفْضَلُ ، بَلِ المَشْرُوعُ المَسْنُونُ ، فَإِنَّ هَؤُلاَءِ الأَئِمَّةَ مِنَ القُرَّاءِ لَمْ يَكُونُوا يُكَبِّرُونَ لاَ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ ، وَلاَ فِي أَوَاخِرِهَا .
فَإِنْ جَازَ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ : إِنَّ ابْنَ كَثِيرٍ نَقَلَ التَّكْبِيرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ؛ جَازَ لِغَيْرِهِ أَنْ يَقُولَ : إِنَّ هَؤُلاَءِ نَقَلُوا تَرْكَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _، إِذْ مِنَ المُمْتَنِعِ أَنْ تَكُونَ قِرَاءَةُ الجُمْهُورِ الَّتِي نَقْلُهَا أَكْثَرُ مِنْ قِرَاءَةِ ابْنِ كَثِيرٍ قَدْ أَضَاعُوا فِيهَا مَا أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _، فَإِنَّ أَهْلَ التَّوَاتُرِ لاَ يَجُوزُ عَلَيْهِمْ كِتْمَانُ مَا تَتَوَفَّرُ الهِمَمُ وَالدَّوَاعِي إِلَى نَقْلِهِ ، فَمَنْ جَوَّزَ عَلَى جَمَاهِيرِ القُرَّاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ أَقْرَأَهُمْ بِتَكْبِيرٍ زَائِدٍ ، فَعَصَوْا لأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، وَتَرَكُوا مَا أَمَرَهُمْ بِهِ ، اسْتَحَقَّ العُقُوبَةَ البَلِيغَةَ الَّتِي تَرْدَعُهُ وَأَمْثَالُهُ عَنْ مِثْلِ ذَلِكَ .
وَأَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ البَسْمَلَةُ ؛ فَإِنَّ مِنَ القُرَّاءِ مَنْ يَفْصِلُ بِهَا ، وَمِنْهُمْ مَنْ لاَ يَفْصِلُ بِهَا ، وَهِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي المَصَاحِفِ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَقُرَؤُونَ بِحَرْفِ مَنْ لاَ يُبَسْمِلُ لاَ يُبَسْمِلُونَ ، وَلِهَذَا لاَ يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ تَرْكَ البَسْمَلَةِ إِخْوَانُهُمْ مِنَ القُرَّاءِ الَّذِينَ يُبَسْمِلُونَ ، فَكَيْفَ يُنْكَرُ تَرْكُ التَّكْبِيرِ عَلَى مَنْ يَقْرَأُ قِرَاءَةَ الجُمْهُورِ ؟ ، وَلَيْسَ التَّكْبِيرُ مَكْتُوباً فِي المَصَاحِفِ ، وَلَيْسَ هُوَ فِي القُرْآنِ بِاتِّفَاقِ المُسْلِمِينَ ، وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ التَّكْبِيرَ مِنَ القُرْآنِ فَإِنَّهُ يُسْتَتَابُ ، فَإِنْ تَابَ وَإِلاَّ قُتِلَ .
بِخِلاَفِ البَسْمَلَةِ ؛ فَإِنَّهَـا مِنَ القُرْآنِ حَيْثُ كُتِبَتْ فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَحْمَدَ المَنْصُوصُ عَنْهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ عِنْدَ المُحَقِّقِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ ، وغَيْرِهِمْ مِنَ الأَئِمَّةِ ، لَكِنَّ مَذْهَبَ أَبِي حَنِيفَـةَ وَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِمَا أَنَّهَا مِنَ القُرْآنِ حَيْثُ كُتِبَتِ البَسْمَلَةُ ، وَلَيْسَتْ مِنَ السُّورَةِ ، وَمَذْهَبُ مَالِكٍ لَيْسَتْ مِنَ القُرْآنِ إِلاَّ فِي سُورَةِ النَّمْلِ ، وَهُوَ قَوْلٌ فِي مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَحْمَدَ .
وَمَعَ هَذَا فَالنِّزَاعُ فِيهَا مِنْ مَسَائِلِ الاجْتِهَادِ ، فَمَنْ قَالَ : هِيَ مِنَ القُرْآنِ حَيْثُ كُتِبَتْ ، أَوْ قَـالَ : لَيْسَتْ هِيَ مِنَ القُرْآنِ إِلاَّ فِي سُـورَةِ النَّمْلِ ، كَانَ قَوْلُهُ مِنَ الأَقْوَالِ الَّتِي سَاغَ فِيهَا الاجْتِهَادُ .
وَأَمَّا التَّكْبِيرُ ؛ فَمَنْ قَالَ : إِنَّهُ مِنَ القُرْآنِ ؛ فَإِنَّهُ ضَالٌّ بِاتِّفَاقِ الأَئِمَّةِ ، وَالوَاجِبُ أَنْ يُسْتَتَابَ ، فَإِنْ تَابَ وَإِلاَّ قُتِلَ ، فَكَيْفَ مَعَ هَذَا يُنْكَرُ عَلَى مَنْ تَرَكَـهُ ؟! ، وَمَنْ جَعَلَ تَارِكَ التَّكْبِيرِ مُبْتَدِعـاً ، أَوْ مُخَالِفاً لِلسُّنَّـةِ ، أَوْ عَاصِياً ؛ فَإِنَّهُ إِلَى الكُفْرِ أَقْرَبُ مِنْهُ إِلَى الإِسْلاَمِ ، وَالوَاجِبُ عُقُوبَتُهُ ، بَلْ إِنْ أَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ بَعْدَ وُضُوحِ الحُجَّةِ وجَبَ قَتْلُهُ .
وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ النَّبِيَّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ أَمَرَ بِالتَّكْبِيرِ لِبَعْضِ مَنْ أَقْرَأَهُ ، كَانَ غَايَةُ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِهِ ، أَوِ اسْتِحْبَابِهِ ؛ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ وَاجِباً لَمَا أَهْمَلَهُ جُمْهُورُ القُرَّاءِ ، وَلَمْ يَتَّفِقْ أَئِمَّةُ المُسْلِمِينَ عَلَى عَدَمِ وُجُوبِهِ ، وَلَمْ يَنْقُلْ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ أَنَّ التَّكْبِيرَ وَاجِبٌ ، وَإِنَّمَا غَايَةُ مَنْ يَقْرَأُ بِحَرْفِ ابْنِ كَثِيرٍ أَنْ يَقُولَ : أَنَّهُ مُسْتَحَبٌّ ، وَهَذَا خِلاَفُ البَسْمَلَةِ ؛ فَإِنَّ قِرَاءَتَهَا وَاجِبَةٌ عِنْدَ مَنْ يَجْعَلُهَا مِنَ القُرْآنِ ، وَمَعَ هَذَا ؛ فَالقُرَّاءُ يُسَوِّغُونَ تَرْكَ قِرَاءَتِهَا لِمَنْ لَمْ يَرَ الفَصْلَ بِهَا ، فَكَيْفَ لاَ يَسُوغُ تَرْكُ التَّكْبِيرِ لِمَنْ لَيْسَ دَاخِلاً فِي قِرَاءَتِهِ .
وَأَمَّا مَا يَدَّعِيهِ بَعْضُ القُرَّاءِ مِنَ التَّوَاتُرِ فِي جُزْئِيَّاتِ الأُمُورِ فَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعُ تَفْصِيلِهِ " (69) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn69) .
7 _ تَكْرَارُ سُورَةِ الإِخْلاَصِ عِنْدَ الخَتْمِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ: وَهَذَا لَمْ أَجِدْ لَهُ مُسْتَنَداً ، لِـذَا ؛ نَصَّ الإِمَامُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ عَلَى مَنْعِهِ(70) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn70) ، وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ : " وَسَنُبَيِّنُ _ إِنْ شَاءَ اللَّهُ _ أَنَّهُ إِذَا كَانَتْ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ ، لَمْ يَلْزَمْ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهَا أَفْضَلُ مِنَ الفَاتِحَةِ ، وَلاَ أَنَّهَا يُكْتَفَى بِتِلاَوَتِهَا ثَلاَثُ مَرَّاتٍ عَنْ تِلاَوَةِ القُرْآنِ ، بَلْ قَدْ كَرِهَ السَّلَفُ أَنْ تُقْرَأَ _ إِذَا قُرِىءَ القُرْآنُ كُلُّهُ _ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً كَمَا كُتِبَتْ فِي المُصْحَفِ ؛ فَإِنَّ القُرْآنَ يُقْرَأُ كَمَا كُتِبَ فِي المُصْحَفِ ، لاَ يُزَادُ عَلَى ذَلِكَ ، وَلاَ يُنْقَصُ مِنْهُ ، ... ، فَالمَقْصُودُ أَنَّ مِنَ السُّنَّةِ فِي القُرْآنِ أَنْ يُقْرأَ كَمَا فِي المَصَاحِفِ ، وَلَكِنْ إِذَا قُرِئَتْ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) مُفْرَدَةً تُقْرَأُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، وَأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، وَمَنْ قَرَأَهَا فَلَهُ مِنَ الأَجْرِ مَا يَعْدِلُ ثُلُثَ أَجْرِ القُرْآنِ ، لَكِنْ عَدْلُ الشَّيْءِ _ بِالفَتْحِ _ يَكُونُ مِنْ غَيْرِ جِنْسِهِ " (71) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn71) .
وَقَالَ ابْنُ الجَزَرِيِّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ : " وَأَمَّا مَا يَعْتَمِدُهُ بَعْضُ القُرَّاءِ مِنْ تَكْرَارِ قِرَاءَةِ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) عِنْدَ الخَتْمِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ؛ فَهُوَ شَيْءٌ لَمْ نَقْرَأْ بِهِ ، وَلاَ أَعْلَمُ أَحَداً نَصَّ عَلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِنَا القُرَّاءِ وَلاَ الفُقَهَاءِ سِوَى أَبِي الفَخْرِ حَامِدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَسْنُويَه القَزْوِينِيِّ في كِتَابِهِ " حِلْيَةِ القُرَّاءِ " ، فَإِنَّهُ قَالَ فِيهِ مَا نَصُّهُ : وَالقُرَّاءُ كُلُّهُمْ قَرَؤُوا سُورَةَ الإِخْلاَصِ مَرَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ الهَرَوَانِيِّ عَنِ الأَعْشَى ، فَإِنَّهُ أَخَـذَ بِإِعَادَتِهَا ثَلاَث دُفُعَـاتٍ ، وَالمَأْثُورُ دُفْعَةٌ وَاحِدَةٌ . انتهى
قُلْتُ _ القَائِلُ هُوَ ابْنُ الجَزَرِيِّ _ : وَالهَرَوَانِيُّ _ هَذَا _ هُوَ بِفَتْحِ الهَاءِ وَالرَّاءِ ، وَهُوَ القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحُسَيْنِ الجُعْفِيُّ الحَنَفِيُّ الكُوفِيُّ ، كَانَ فَقِيهاً كَبِيراً ، قَالَ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ : كَانَ مَنْ عَاصَرَهُ بِالكُوفَةِ يَقُولُ : لَمْ يَكُنْ بِالكُوفَةِ مِنْ زَمَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ إِلَى وَقْتِهِ أَحَدٌ أَفْقَهُ مِنْهُ . انْتَهَى ، وَقَرَأَ بِرِوَايَةِ الأَعْشَى عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ قِرَاءَتِهِ بِهَا عَلَى أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الحَسَـنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكِسَائِيِّ الكُوفِيِّ ، صَاحِبِ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ صَاحِبِ الأَعْشَى .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ اخْتِيَاراً مِنَ الهَرَوَانِيِّ ؛ فَإِنَّ هَذَا لَمْ يُعْرَفْ فِي رِوَايَةِ الأَعْشَى ، وَلاَ ذَكَرَهُ أَحَدٌ مِنَ عُلَمَائِنَا عَنْهُ ، بَلِ الَّذِينَ قَرَؤُوا بِرِوَايَةِ الأَعْشَى عَلَى الهَرَوَانِـيِّ _ هَذَا _ كَـ : ( أَبِي عَلِيٍّ البَغْـدَاِديِّ صَاحِبِ " الرَّوْضَةِ " ، وَأَبِي عَلِيٍّ غُـلاَمِ الهَرَّاسِ شَيْخِ أَبِي العِزِّ ، وَكَالشَّرْمَقَانِيِّ ، وَالعَطَّارِ شَيْخَيِ ابْنِ [ سِوَارٍ ] (72) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn72) ، وَكَأَبِي الفَضْلِ الخُزَاعِيِّ ) لَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ ذَلِكَ عَنِ الهَرَوَانِيِّ ، وَلَوْ ثَبَتَ عِنْدَهُمْ رِوَايَةٌ لَذَكَرُوهُ بِلاَ شَكٍّ ، فَلِذَلِكَ قُلْنَا إِنَّهُ يَكُونُ اخْتِيَاراً مِنْهُ ، وَالرَّجُلُ ، كَانَ فَقِيهاً عَالِماً ، أَهْلاً لِلاخْتِيَارِ ، فَلَعَلَّهُ رَأَى ذَلِكَ ، وَقَدْ صَارَ العَمَلُ عَلَى هَذَا فِي أَكْثَرِ البِلاَدِ عِنْدَ الخَتْمِ فِي غَيْرِ الرِّوَايَاتِ ، وَالصَّوَابُ مَا عَلَيْهِ السَّلَفُ ؛ لِئَلاَّ يُعْتَقَدَ أَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ ، وَلِهَذَا نَصَّ أَئِمَّةُ الحَنَابِلَةِ عَلَى أَنَّهُ لاَ يُكَرِّرُ سُورَةَ الصَّمَدِ ، وَقَالُـوا : وَعَنْهُ _ يُعْنُونَ : عَنْ أَحْمَدَ _ لاَ يَجُوزُ ، وَاللَّهُ المُوَفِّقُ " (73) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn73) .

_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالى _









(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref1) المَيْنُ : الكَذِبُ .

(2) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref2)مَعَ الأَخْـذِ بِعَيْنِ الاعْتِبَارِ أَنَّ اثْنَيْنِ مِنْهَا لَمْ يَثْبُتْ عَنِ النَّبيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، وَإِنَّمَا ثَبَتَ عَنْ أَحَدِ الصَّحَابَةِ ، وَهُوَ : أنسُ بنُ مالكٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ .

(3) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref3)" مَجْمُوعُ الفَتَاوَى " (1/251) .

(4) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref4) " مَجْمُوعُ الفَتَاوَى " (18/65 _ 66) .

(5) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref5) قَنِّيرُ : قَرْيَةٌ بِفِلَسْطِينَ , تَقَعُ جُنُوبَ مَدِينَةِ حَيْفَا .

(6) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref6) الكَنَّةُ : هِيَ زَوْجُ الوَلَدِ .

(7) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref7)حَدِيثٌ صَحِيحٌ ؛ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ في " صَحِيحِهِ " (رقم :1978 _ مختصراً _ ، و 5052 _ مطوَّلاً ) _ واللَّفظُ لهُ _ ، وَالنَّسَائِيُّ في " السُّنَنِ الكُبْرَى " (رقم : 2696 و 2697 و 2698 و 8066 _ مختصراً ) مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو ، بِهِ .

(8) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref8)رِوَايَةٌ صَحِيحَةٌ ؛ أَخْرَجَهَا البُخَارِيُّ في " صَحِيحِهِ " (رقم : 5054) _ واللَّفظُ لهُ _ ، وَمُسْلِمٌ في " صَحِيحِهِ " (رقم : 1159 _ مطوّّلاً ) ، وأبو دَاوُدَ في " سُنَنِهِ " (رقم :1388) منْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو ، بِهِ .

(9) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref9)أَخْرَجَـهُ البُخَارِيُّ في " صَحِيحِهِ " (رقم : 1978) ، وَقَدْ تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْهِ في الحَاشِيَةِ ( رقم : 7 ) مِنْ هَذِهِ الصَّفْحَةِ .

(10) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref10)حَدِيثٌ صَحِيحٌ ؛ أَخْرَجَهُ أبو دَاوُدَ في " سُنَنِهِ " (رقم :1390 و 1394) ، والتِّرْمِذِيُّ في " سُنَنِهِ " (رقم :2949) _ واللَّفظُ لهُ _ ، والنَّسَائِيُّ في " السُّنَنِ الكُبْرَى " (رقم : 8067) ، وابنُ مَاجَهْ في " السُّنَنِ " (رقم :1347) ، وغيرُهُمْ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ ، عَنْ يزيدَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ الشِّخِّيرِ ، عَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو ، بِهِ .
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ " ، وَهُوَ كَمَا قَالَ ، فَإِنْ قَالَ قَاِئلٌ : إنَّ قَتَادَةَ مُدَلِّسٌ وَقَدْ عَنْعَنَ فِيهِ ، فَنَقُولُ : قَدْ أَمِنَّا تَدْلِيسَهُ بِمَجِيئِهِ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ عنهُ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ والنَّسائيِّ وابنِ مَاجَهْ ، وشُعْبَةُ مَعْرُوفٌ عنهُ أنَّهُ كَانَ يُوقِفُ قَتَادَةَ عَلَى السَّمَاعِ .

(11) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref11)حَدِيثٌ صَحِيحٌ ؛ أَخْرَجَـهُ أحمدُ في " المُسْنَدِ " (6/53 _ رقم :24314) ، وَمُسْلِـمٌ في " صَحِيحِهِ " (رقم :746) ، والنَّسائيُّ في " الصُّغْرَى " (رقم :1601 و 1641 و 2182 و 2348) ، و " الكُبْرَى " ( رقـم : 425 و 1335 و 2492 و 2657) ، وابنُ مَاجَهْ في " سُنَنِهِ " (رقم: 1348) مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ سَعْدِ بنِ هِشَامٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، بِهِ .

(12) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref12)حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ؛ أَخْرَجَهُ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ في " فَضَائِلِ القُرْآنِ " (رقم :230) _ واللَّفظُ لهُ _ ، وابنُ سَعْدٍ في " الطَّبَقَاتِ الكُبْرَى " (1/376)كِلاَهُمَا عَنْ يُوسُفَ بنِ الغَرِقِ، عَنِ الطَّيِّبِ بنِ سَلْمَانَ ؛ قالَ : حدَّثتنا عَمْرَةُ أنَّها سمعتْ عائشةَ تقولُ : ... ، فَذَكَرَتْهُ .
وَجَاءَ لَفْظُهُ عندَ ابنِ سَعْدٍ : كَانَ لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ في أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ .
قَالَ الحافظُ ابنُ كَثِيرٍ في " تَفْسِيرِهِ " (1/80): " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدّاً ، وَفِيهِ ضَعْفٌ ".
أَقُولُ: هَذَا إِسْنَادٌ مُنْكَرٌ ؛ يُوسُفُ بنُ الغَرِقِ مُنْكَرُ الحَدِيثِ ، والطَّيِّبُ بنُ سَلْمَانَ ضعَّفَهُ الدَّارَقُطْنيُّ _ كَمَا في " سُؤَالاَتِ البَرْقَانِيِّ " (رقم :243) _ ، وَلَيْسَ هُوَ بذاكَ المشهورِ .

(13) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref13) " فَتْحُ البَارِي " (9/97) .

(14) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref14) " مَجْمُوعُ الفَتَاوَى " (13/407) .

(15) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref15)كَمَا فِي " المُغْنِي " لابْنِ قُدَامَةَ (1/839) .

(16) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref16)كَمَا فِي " تَفْسِيرِ ابْنِ كَثِيرٍ " (1/80) .

(17) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref17)انْظُرِ الرِّوَايَـاتِ عَنْهُمْ فِي ذَلِكَ فِي " تَفْسِيرِ ابْنِ كَثِيرٍ " (1/80 _ 81) ، وَقَدْ صَحَّـحَ أَسَانِيدَهَا الحافظُ ابنُ كَثِيرٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ .

(18) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref18)" تَفْسِيرُ ابْنِ كَثِيرٍ " (1/81) .

(19) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref19) " المُغْنِي " لابْنِ قُدَامَةَ (1/839) .

(20) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref20)الهَذْرَمَةُ : سُرْعَةُ الكَلاَمِ وَالقِرَاءَةِ , وَهُوَ هُذَارِمٌ وَهُذَارِمَةٌ _ بِضَمِّهِمَا _ .

(21) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref21)" التِّبْيَانُ فِي آدَابِ حَمَلَةِ القُرْآنِ " (ص :28) ، وَ " الأَذْكَارِ " (ص :239) .

(22) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref22) " البُرْهَانُ فِي عُلُومِ القُرْآنِ " (1/471) .

(23) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref23)أَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ في " مُسْنَدِهِ " (رقم : 3474) _ واللَّفظُ لهُ _ ، وَسَعِيدُ بنُ مَنْصُورٍ في التَّفسيرِ من " السُّنَنِ " (رقم:27) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : البيهقيُّ في " شُعَبِ الإيمانِ " (2/368 _ رقم: 2070) _ ، والفِرْيَابيُّ في " فَضَائِلِ القُرْآنِ " (رقم:74) ، والطَّبرانيُّ في " المُعْجَمِ الكَبِيرِ " (1/242 _ رقم :674) مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ _ وَهُوَ صَدُوقٌ _ ، والفِرْيَابِيُّ في " فَضَائِلِ القُرْآنِ " (رقم :75) ، وَأَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بْنُ سَلاَّمٍ في " فَضَائِلِ القُرْآنِ " (رقم :88) مِنْ طَرِيقِ هَمَّامِ بنِ يَحْيَى _ وَهُوَ ثقةٌ _ ، كِلاَهُمَا عَنْ ثَابِتٍ ؛ قَالَ : كَانَ أَنَسٌ إِذَا خَتَمَ القُرْآنَ جَمَعَ وَلَدَهُ وَأَهْلَ بَيْتِهِ فَدَعَا لَهُمْ .
تَنْبيهٌ : سَقَطَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ مِنْ إِسْنَادِ البَيْهَقِيِّ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، وخَالَفَ صالحُ بنُ بشيرٍ المُرِّيُّ كُلاًّ مِنْ جعفرِ بنِ سُلَيْمَـانَ ، وهمَّامِ بنِ يَحْيَى في لَفْظِهِ ، فَأَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ في " المُسْنَدِ " (رقم :3473) ، وابنُ الضُّرَيْسِ في " فَضَائِلِ القُرْآنِ " (رقم :76) مِنْ طَرِيقِهِ ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ ؛ قَالَ : كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِذَا أَشْفَى عَلَى خَتْمِ القُرْآنِ بِاللَّيْلِ بَقَّى مِنْهُ شَيْئاً حَتَّى يُصْبِحَ فَيَجْمَعُ أَهْلَهُ فَيَخْتِمُهُ مَعَهُمْ .
وَصَالحٌ المُرِّيُّ _هَذَا _ ضعَّفَهُ عليُّ بنُ المدينيِّ جِدّاً ، وَقَالَ ابنُ معينٍ : " كَانَ قَاصّاً ، وكَانَ كُلُّ حديثٍ يُحدِّثُ بِهِ عَنْ ثَابِتٍ باطلاً " ، وقالَ البُخاريُّ : " مُنْكرُ الحديثِ " ، وقالَ عمرُو ابنُ عليٍّ الفَلاَّسُ : " ضَعِيفُ الحَدِيثِ ، يُحدِّثُ بأحاديثَ مَنَاكِيرَ عنْ قومٍ ثقاتٍ ؛ مِثْلِ : ... ، وثَابِتٍ وَقَتَادَةَ ، وَكَانَ رَجُلاً صَالحاً ، وَكَانَ يَهِمُ في الحَدِيثِ " ، وقالَ صالحُ بنُ محمَّدٍ: " كَانَ يَقُصُّ ، وليسَ هُوَ شيئاً في الحَدِيثِ ، يَرْوِي أحاديثَ مناكيرَ عَنْ ثابتٍ البُنَانيِّ ، وَعَنْ الجُريريِّ ، وَعَنْ سُلَيْمانَ التَّيْمِيِّ ، أحاديثَ لا تُعْرَفُ " ، وَقَدْ أَطَلْتُ الكَلاَمَ عَلَى صالحٍ المُرِّيِّ _ هَذَا _ لأنَّهُ هُوَ رَاوِي حَدِيثِ : " الحَالِّ المُرْتَحِلِ " الآتِي ذِكْرُهُ ، فَرِوَايَتُهُ هَـذِهِ مُنْكَرَةٌ ، وَقَدْ وَهِمَ فِيهَا .
وَتَابَعَ ثَابِتاً البُنَانيَّ عَلَيْهِ : قَتَادَةُ بنُ دِعَامَةَ ، أَخْرَجَهُ ابنُ أبي شيبةَ في " المُصَنَّفِ " (6/128 _ رقم : 30038) ، وأَبُو بَكْرٍ الأنْبَارِيُّ _ كَمَا في " تَفْسِيرِ القُرْطُبيِّ " (1/60) _ ، والفِرْيَابيُّ في " فَضَائِلِ القُرْآنِ " (رقم : 76 و 77) _ واللَّفظُ لهُ _ مِنْ طَرِيقِ وَكِيعِ بنِ الجرَّاحِ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَتَمَ القُرْآنَ جَمَعَ أَهْلَهُ ، قَالَ مِسْعَرٌ : أُرَاهُ قَالَ : دَعَا .
وَتَابَعَ عبدُ اللَّهِ بنُ المُبَارَكِ في " الزُّهْدِ " (رقم:809) وَكِيعاً عَلَيْهِ ، فَرَوَاهُ عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ أنَّهُ جَمَعَ أَهْلَهُ ، يَعْنِي : عِنْدَ الخَتْمِ .
أَقُولُ : وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الأثرُ مِنْ وَجْـهٍ آخَرَ عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعاً _ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ _ : أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ في " الحِلْيَةِ " (7/260) ، والبيهقيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " (2/368 _ رقم: 2071) مِنْ طَرِيقِ محمَّدِ بنِ مُوسَى الدُّولاَبِيِّ ، حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ _ الفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ _ ، حدَّثنا مِسْعَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ؛ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ إِذَا خَتَمَ جَمَعَ أَهْلَهُ وَدَعَا .
وَهَذِهِ رِوَايَةٌ مُنْكَرَةٌ ، والعِلَّةُ فِيهَا لَيْسَتْ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ الفَضْلِ بنِ دُكَيْنٍ ، فَهُوَ ثقةٌ ثَبْتٌ مِنْ شُيُوخِ البُخَاريِّ ، وإنَّمَا هِيَ مِمَّنْ دُونَهُ ، فَمُحَمَّدُ بنُ مُوسَى الدُّولاَبِيُّ لاَ يُدْرَى مَنْ هُـوَ ، وَقَدْ أَشَـارَ أَبُو نُعَيْمٍ أحمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ _ صَاحِبُ الحِلْيَةِ _ إلى ضَعْفِ هَـذِهِ الرِّوايةِ بقولِـهِ : " غريبٌ مِنْ حَدِيثِ مِسْعَرٍ " ، وَقَالَ البَيْهَقِيُّ _ عَقِبَها _ :" رَفْعُهُ وَهْمٌ ، وَفِي إِسْنَادِهِ مجاهيلُ ، والصَّحيحُ رِوَايةُ ابنِ المباركِ عنْ مِسْعَرٍ مَوْقُوفاً عَلَى أَنَسِ بنِ مالكٍ " .

(24) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref24)أَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ في " مُسْنَدِهِ " (رقم :3482) ، والفِرْيَابيُّ في " فَضَائِلِ القُرْآنِ " (رقم:81 و 82) ، والبيهقيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " (2/368 _ رقم :2072 و 2073) _ واللَّفظُ لهُ _ مِنْ طَرِيقِ شُعْبةَ ، عَنِ الحَكَمِ ، بِهِ .
وَلَمْ يَذْكُرِ الدَّارِمِيُّ عَبْدَةَ بنَ أَبِي لُبَابَةَ ، واكْتَفَى بِذِكْرِ مُجَاهِدٍ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَقَدْ تَابَعَ شُعبةَ عَلَيْهِ : مَنْصُورُ بنُ المعتمرِ _ وَهُوَ ثقةٌ ثبتٌ _ ، أَخْرَجَهُ ابنُ أَبِي شَيْبَةَ في " المُصَنَّفِ " (6/128 _ رقم : 30040) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابنُ الضُّرَيْسِ في " فَضَائِلِ القُرْآنِ " ( رقم :82) _ ، وأَبُو بَكْرٍ الأنْبَارِيُّ _ كَمَا في " تَفْسِيرِ القُرْطُبِيِّ " (1/60) _ ، وابنُ الضُّرَيْسِ في " فَضَائِلِ القُرْآنِ " (رقم:79) ، والفِرْيَابِيُّ في " فَضَائِلِ القُرْآنِ " (رقم :79 و 80 و 85) مِنْ طَرِيقِ مَنْصُورٍ ، عنِ الحكمِ ، بِهِ نحوه .

(25) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref25) " التِّبْيَانُ فِي آدَابِ حَمَلَةِ القُرْآنِ " ( ص : 75 ) .

(26) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref26)انْظُرْ أَقْوَالَ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ _ هَذِهِ _ فِي : "جَلاَءِ الأَفْهَامِ " لابْنِ القَيِّمِ ( ص : 402 ) ، و " المُغْنِي " لابْنِ قُدَامَةَ (1/839) .

(27) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref27) " سِيرَةُ الإِمَامِ أَحْمَدَ " لابْنِهِ صَالِحٍ ( ص : 112 ) ، و " مَنَاقِبُ الإِمَامِ أَحْمَدَ " لابْنِ الجَوْزِيِّ ( ص : 451 ) ، و " سِيَرُ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ " لِلذَّهَبِيِّ (11/276) .

(28) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref28) سَيَأْتِي تَخْرِيجُهُ .

(29) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref29) " مَجْمُوعُ الفَتَاوَى " (24/322) .

(30) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref30) " المُسْتَخْرَجَةُ " _ كَمَا في " المَدْخَلِ " (2/299) لابْنِ الحَاجِّ _ .

(31) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref31) انْظُرْهَا فِي كِتَابِنَا : " كَشْفِ الغِطَاءِ عَنْ مَسْأَلَةِ مَسْحِ الوَجْهِ بَعْدَ الدُّعَاءِ " .

(32) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref32) أَخْرَجَهُ الفِرْيَابِيُّ _ كَمَا في كِتَابِ " فَضِّ الوِعَاءِ " لِلسُّيُوطِيِّ (ص :101) _ قَالَ : حدَّثنا إسحاقُ بنُ رَاهَوَيْهِ ، أخبرنا المعتمرُ بنُ سُلَيْمَانَ ؛ قالَ : رأيتُ أبا كعبٍ _ صَاحِبَ الحَرِيرِ _ يَدْعُو رَافِعاً يَدَيْهِ ، فَإِذَا فَرَغَ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ رَأَيْتَ يَفْعَلُ هَذَا ؟ ، قَالَ : الحَسَنَ بْنَ أَبِي الحَسَنِ .
أَقُولُ : وَهَذَا سَنَدٌ صَحِيحٌ ؛ وَأَبُو كَعْبٍ _ صَاحِبُ الحَرِيرِ _ هُوَ : عبدُ ربِّهِ بنُ عُبيدٍ الأَزْدِيُّ ، وَهُوَ ثقةٌ .

(33) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref33)قَالَ الإِمَامُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ في " المُصَنَّفِ " (2/247) و (2/252) و (3/123) : رَأَيْتُ _ أَنَا _ مَعْمَراً يَدْعُو بِيَدَيْهِ عِنْدَ صَدْرِهِ ، ثمَّ يَرُدُّ يَدَيْهِ فَيَمْسَحُ وَجْهَهُ .

(34) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref34)" صَلاَةُ الوِتْرِ " لمحمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيِّ (رقم :75) ، ومُخْتَصَرُهُ لِلْمَقْرِيزِيِّ (ص: 152) .

(35) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref35)" مُغْنِي المُحْتَاجِ " للشِّرْبِينِيِّ (1/165) .

(36) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref36) " مَجْمُوعُ الفَتَاوَى " .

(37) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref37) لَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَاِلكٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ طَرِيقَانِ :
الأَوَّلُ : أَخْرَجَهُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " (2/374 _ رقم :2087) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابنُ الجَـزَرِيِّ في " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/337 _ 338) _ ، والخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ في " تَارِيخِ بَغْدَادَ " (9/390) _ وَمِنْ طَرِيقِـهِ : ابنُ الجَوْزِيِّ في " العِلَلِ المُتَنَاهِيَةِ " (1/115 _ رقم :156) _ ، وابنُ الجَزَرِيِّ في " النَّشْرِ " (2/338) مِنْ طَرِيقِ أَبِي عِصْمَةَ ، حدَّثنا يزيدُ الرَّقَاشِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ ، بِهِ .
وَلَمْ يَذْكِرِ البَيْهَقِيُّ عِبَارَةَ : " لَوْ أَنَّ غُرَاباً ... إلخ " ، وَجَاءَ لَفْظُهُ عِنْدَ ابنِ الجَزَرِيِّ هَكَذَا : " لِصَاحِبِ القُرْآنِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابةٌ عِنْدَ خَتْمِهِ " .
أَقُولُ : هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ ؛ تفرَّدَ بِهِ أبو عِصْمَةَ ، وَاسْمُهُ : نُوحُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ ، كَذَّبُوهُ في الحَدِيثِ ، وَيَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ هُوَ : يزيدُ بنُ أَبَانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، قَالَ عَنْهُ ابنُ حِبَّانَ : " وَكَانَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ ، مِنَ البَكَّائِينَ بِاللَّيْلِ فِي الخَلَوَاتِ ، وَالقَائِمِينَ بِالحَقَائِقِ فِي السَّبرَاتِ ، مِمَّنْ غَفَلَ عنْ صِنَاعَةِ الحَدِيثِ وَحِفْظِهَا ، وَاشْتَغَلَ بِالعِبَادَةِ وَأَسْبَابِهَا ، حتَّى كَانَ يَقْلِبُ كَلاَمَ الحَسَنِ فَيَجْعَلُهُ عنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ ، فَلَمَّا كَثُرَ في رِوَايَتِهِ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَغَيْرِهِ مِنَ الثِّقَاتِ بَطَلَ الاحْتِجَاجُ بِهِ ، فَلاَ تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ إِلاَّ عَلَى سَبِيلِ التَّعَجُّبِ " .
والحَدِيثُ قالَ عَنْهُ ابنُ الجَوْزِيِّ : " هَذَا حَدِيثٌ لاَ يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ " .
الثَّاني : أَخْرَجَهُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " (2/374 _ رقم :2086) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابنُ الجَـزَرِيِّ في " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/337) _ واللَّفظُ لهُ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ في " الحِلْيَـةِ " (7/260) ، وَأَبُو الفَرَجِ الإِسْفَرَايِيـنِيُّ في " جُزْءِ أَحَـادِيثَ يَغْنَمِ بْنِ سَالِمٍ " (27/1) _ كَمَا في " السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ " للشَّيخِ الأَلْبَانِيِّ (3/369 _ رقم :1224) _ ، وابنُ الشَّجَرِيِّ في " أَمَالِيهِ " (1/84) ، والتُّجِيـبِيُّ في " بَرْنَامَجِهِ " (ص : 28) ، والدَّيْلَمِيُّ في " مُسْنَدِ الفُرْدُوسِ " (رقم :4121) ، وابنُ عَسَاكِرَ في " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (14/271) مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بنِ هَاشِمٍ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ قَالَ : " مَعَ كُلِّ خَتْمَةٍ دَعْوَةٌ مُسْتجَابَةٌ " .
وَجَاءَ لَفْظُهُ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ ، وابنِ الشَّجَرِيِّ ، وابنِ عَسَاكِرَ : " عِنْدَ كُلِّ خَتْمَةٍ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ " .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ : " لاَ أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ مِسْعَرٍ غَيْرُ يَحْيَى بنِ هَاشِمٍ " .
قَالَ البَيْهَقِيُّ : " فِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ " .
قُلْتُ : بَلْ هُوَ مَوْضُوعٌ _ أيضاً _ ؛ فَإِنَّ يحيى بنَ هَاشِمٍ هُوَ : السِّمْسَارُ أَبُو زَكَرِيَّا ، كَذَّبَهُ ابنُ مَعِينٍ ، وَقَالَ النَّسَائِـيُّ وَغَيْرُهُ : " مَتْرُوكٌ " ، وَقَالَ ابنُ عَدِيٍّ : " يَضَعُ الحَدِيثَ وَيَسْرِقُهُ " ، وَقَالَ العُقَيْلِيُّ : " كَانَ يَضَعُ الحَدِيثَ عَلَى الثِّقاتِ " ، وَقَالَ ابنُ حِبَّانَ : " كَانَ ممَّنْ يَضَعُ الحَدِيثَ عَلَى الثِّقَـاتِ ، وَيَرْوِي عَنِ الأَثْبَـاتِ الأَشْيَاءَ المُعْضِلاَتِ " ، وَقَالَ _ أَيْضاً _ : " وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ قَالَ : ( عِنْدَ كُلِّ خَتْمَةٍ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ ) ، إِنَّمَا هُوَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ عَنْ أَنَسٍ ، لَيْسَ مِنْ حَدِيثِ قَتَـادَةَ ، وَلاَ مِسْعَرٍ " ، أَقُولُ : وَالظَّاهرُ أنَّ هَذَا الحَدِيثَ مِمَّا سَرَقَـهُ يحيى بنُ هَاشِمٍ مِنْ أَبِي عِصْمَةَ نُوحِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ ، وَرَكَّبَ لَهُ هَذَا الإِسْنَادَ ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ .

(38) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref38) أَخْرَجَهُ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ " (2/387) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " (2/373 _ رقم:2085) ، وَمِنْ طَرِيقِ البَيْهَقِيِّ : ابنُ الجَزَرِيِّ في " النَّشْرِ في القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/338) _ مِنْ طَرِيقِ عليِّ بنِ حَرْبٍ ، حدَّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ بنِ حَكِيمٍ ، حدَّثنا عَمْرُو بنُ قَيْسٍ المُلاَئِيُّ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابنِ عبَّاسٍ قَالَ : ... ، فَذَكَرَهُ .
وَجَاءَ عِنْدَ البَيْهَقِيِّ وابنِ الجَزَرِيِّ : " حَفْصُ بنُ عَمْرٍو " بَدَلاً مِنْ : " حَفْصِ بنِ عُمَرَ ".
أَقُولُ : هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ؛ آفتُهُ حَفْصُ بنُ عُمَرَ بنِ حَكِيمٍ ، فَقَدْ قَالَ عَنْهُ ابنُ عَدِيٍّ : " حدَّثَ عَنْ عَمْرِو بنِ قَيْسٍ المُلاَئِيِّ ، عَنْ عطاءٍ ، عَنِ ابنِ عبَّاسٍ أَحَادِيثَ بَوَاطِيلَ " ، ثمَّ ذَكَرَ هَذَا الحَدِيثَ ، وَذَكَرَ أَحَادِيثَ أُخْرَى بِهَذَا الإِسْنَادِ ، ثمَّ قَالَ : " وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ مَنَاكِيرُ ، لاَ يَرْوِيهَا إِلاَّ حَفْصُ بنُ عُمَرَ بنِ حَكِيمٍ هَذَا ، وَهُوَ مجهولٌ " ، وَقَالَ ابنُ حِبَّانَ : " يَرْوِي عَنْ عَمْرِو بنِ قَيْسٍ المُلاَئِيِّ المناكيرَ الكثيرةَ ، الَّتي كَأنَّهُ عَمْرُو بنُ قَيْسٍ آخَرَ ، وَلَعَلَّهُ كَتَبَ عَنْ عُمَرَ ابنِ قَيْسٍ _ سَنْدَل _ ، عَنْ عَطَاءٍ أشياءَ أَقْلَبَهَا عَلَى عَمْرِو بنِ قَيْسٍ المُلاَئِيِّ ، عَنْ عطاءٍ ، أَوْ أُقْلِبَتْ لَهُ ، لاَ يجوزُ الاحْتِجَاجُ بخبرِهِ " ، وَبِهِ أَعَلَّ البَيْهَقِيُّ الحَدِيثَ ؛ فَقَالَ : " تفرَّدَ بِهِ حَفْصُ ابنُ عَمْرٍو ، وَهُوَ مجهولٌ " .

(39) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref39) أَخْرَجَهُ ابنُ عَدِيٍّ في " الكَامِلِ " (6/437 _ 438) ، والطَّبَرَانِيُّ في " المُعْجَمِ الأَوْسَطِ " (6/355 _ رقم : 6606) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابنُ الجَزَرِيِّ في " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/337) _ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ المُحَارِبِيِّ ، عَنْ مُقاتلِ بنِ دوالَ دُوزَ [ وَجَاءَ في " الكَامِلِ " : مقاتلُ بنُ دواز ، وَهُوَ تحريفٌ ] ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بنِ سَعْدٍ ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ ، بِهِ .
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ : " لَمْ يروِ هَذَا الحَدِيثَ عَنْ جابرٍ إلاَّ شُرَحْبِيلُ ، وَلاَ رَوَاهُ عَنْ شُرَحْبِيـلَ إلاَّ مقاتلُ بنُ دوالَ دُوزَ ، تفرَّدَ بِهِ المُحَارِبِيُّ ، وَلَمْ يُسْنِدْ مقاتلٌ غيرَ هَذَا الحَدِيثِ " .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ شُرَحْبِيلُ بنُ سعدٍ ، هُوَ : أَبُو سَعْـدٍ المَدَنِيُّ ، ضَعِيفٌ يَصْلُحُ للاعْتِبَارِ ، فَقَـدْ قَالَ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ فِيهِ : " لَيْسَ بِثِقَـةٍ " ، وَقَالَ ابنُ مَعِينٍ : " لَيْسَ بِشَيْءٍ ، ضَعِيفٌ " ، وَقَالَ مَرَّةً : " ضَعِيفٌ يُكْتَبُ حَدِيثُـهُ " ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ : " ضَعِيفٌ " ، وَقَالَ ابنُ أَبِي ذِئْبٍ : " وَكَانَ مُتَّهَماً " ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : " ضَعِيفُ الحَدِيثِ " ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : " فِيهِ لِينٌ " ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : " ضَعِيفٌ يُعْتَبَرُ بِهِ " ، وَقَالَ ابنُ عَدِيٍّ : " لَهُ أَحَادِيثُ ، وَلَيْسَتْ بِالكَثِيرَةِ ، وَفِي عَامَّةِ مَا يَرْوِيهِ إِنْكَارٌ " ، وَالغَرِيبُ مِنَ الحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ _ مَعَ كُلِّ هَذِهِ الأَقْوَالِ فِي تَضْعِيفِهِ _ حَيْثُ اكْتَفَى بِقَوْلِهِ عَنْهُ في " التَّقْرِيبِ " : " صَدُوقٌ ، اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ " !! ، أَمَّا مقاتلُ بنُ دوالَ دُوزَ فَقَدْ ؛ قَالَ عَنْهُ الذَّهَبِيُّ في " المِيزَانِ " (4/172) : " هَذَا في عِدَادِ مَنْ يُجْهَلُ حَالُهُ ، وَقِيلَ : هُوَ ابنُ حَيَّانَ " ، وَذَكَرَ هَذَا الحَدِيثَ في تَرْجَمَتِهِ ، ثمَّ أَعَادَهُ في تَرْجَمَةِ مُقَاتِلِ بنِ سُلَيْمَانَ ، وَقَالَ الحَافِظُ المِزِّيُّ في " تَهْذِيبِ الكَمَالِ " (28/430) في تَرْجَمَةِ مُقَاتِلِ بنِ حَيَّانَ : " وَهُوَ : ابنُ دوالَ دُوز ، وَمَعْنَاهُ بِالفَارِسِيَّةِ : الخَرَّازُ ، ويُقَالُ : إنَّمَا ذَلِكَ مُقَاتِلُ بنُ سُلَيْمَانَ " ، وَذَكَرَ في تَرْجَمَةِ مُقَاتِلِ بنِ سُلَيْمَانَ (28/434) أنَّ البُخَارِيَّ حَكَى أَنَّ المُحَارِبِيَّ رَوَى عَنْ مُقَاتِلِ بنِ سُلَيْمَانَ ، فَسَمَّى أَبَاهُ : جوال دُوز ، وَأَنَّ عِيسَى بنَ يُونُسَ وَافَقَهُ ، لكنَّهُ قَالَ : " دوال " بدلاً مِنْ : " جوال " .
أَقُولُ : وَممَّا يُرجِّحُ أنَّه مُقَاتِلُ بنُ حَيَّانَ أنَّ عَبْدَ الجبَّارِ الخَوْلاَنِيَّ أَخْرَجَ الحَدِيثَ في " تَارِيخِ دَارِيَّا " (رقم :102) ، فَصَرَّحَ بِاسْمِهِ ؛ فَقَالَ : حدَّثنا أَبُو الوليدِ هِشَامُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هِشَامٍ ، حدَّثنا العَبَّاسُ بنُ الوَلِيدِ ، حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبٍ ، أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي الجَونِ العَنْسِيُّ ، حدَّثنا مُقَاتِلُ بنُ حَيَّانَ الخُرَاسَانِيُّ ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بنِ سَعْدٍ ، عَنْ جَابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ قَالَ : " مَنْ جَمَعَ القُرْآنَ ؛ فَإِنَّ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً ، إِنْ شَاءَ عَجَّلَهَا لَهُ فِي الدُّنْيَا ، وَإِنْ شَاءَ ذَخَرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ " .
وَسَوَاءٌ كَانَ الحَدِيثُ عَنْ مُقَاتِلِ بنِ حَيَّانَ ، أَوْ عَنْ مُقَاتِلِ بنِ سُلَيْمَانَ ، فَالحَدِيثُ ضَعِيفٌ بِسَبَبِ شُرَحْبِيلَ بنِ سَعْدٍ .

(40) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref40)حَدِيثٌ ضَعِيفٌ جِدّاً ؛ أَخْرَجَهُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " (2/405 _ رقم :2212) مِنْ طَرِيقِ عليِّ بنِ أبي طَالِبٍ البَزَّارِ ، حدَّثنا مُوسَى بنُ عميرٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، بِهِ .
أَقُولُ : مُوسَى بنُ عُمَيْرٍ هُوَ : أَبُو هَارُونَ القُرَشِيُّ الكُوفِيُّ ، مَتْرُوكُ الحَدِيثِ ، وَقَدْ كَذَّبَهُ أَبُو حَاتِمٍ .

(41) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref41) حَدِيثٌ مُنْكَرٌ مُنْقَطِعٌ ؛ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ في " المُعْجَمِ الكَبِيرِ " (18/259 _ رقم :647) مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بنِ إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيِّ ، حدَّثنا عَبْدُ الحَمِيدِ بنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ العِرْبَاضِ بنِ سَارِيَةَ ، بِهِ .
أَقُولُ : عَبْدُ الحَمِيدِ بنُ سُلَيْمَانَ هُوَ : الخُزَاعِيُّ الضَّرِيرُ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، قَالَ ابنُ المَدِينِيِّ : " لَيْسَ بِشَيْءٍ ، رَوَى عَنْ أَبِي حَازِمٍ أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً " ، وَبِهِ أَعَلَّ الهَيْثَمِيُّ الحَدِيثَ في " مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ " (7/355 _ رقم :11712) ، وَأَبُو حَازِمٍ اسْمُهُ : سَلَمَةُ بنُ دِينَارٍ ، وَهُوَ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ العِرْبَاضِ بنِ سَارِيَةَ ، فَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ في " تَارِيخِهِ " (1/440) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابنُ عَسَاكِرَ في " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (22/24) _ قَالَ : حدَّثنا يحيى ابنُ صَالِحٍ _ هُوَ الوُحَاظِيُّ _ قَالَ : قُلْتُ لابنِ أَبِي حَازِمٍ : أَبُوكَ سَمِعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ؟ ، فَقَالَ : مَنْ حَدَّثكَ أَنَّ أَبِي سَمِعَ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ غَيْرَ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ فَقَدْ كَذَبَ ".
أَقُولُ : وَهَذِهِ حِكَايةٌ صَحِيحَةٌ .

(42) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref42) حَدِيثٌ ضَعِيفٌ جِدّاً مَعَ انْقِطَاعِهِ ؛ أَخْرَجَهُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " (2/373 _ رقم:2084) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابنُ الجَـزَرِيِّ في " النَّشْرِ " (2/344) _ مِنْ طَرِيقِ بِشْرِ بنِ مُعَاذٍ ، حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ دِينَارٍ ، حدَّثنا أَبَانُ ، عَنِ الحَسَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، بِهِ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ مُسَلْسَلٌ بِالعِلَلِ :
الأُولَى : مُحَمَّدُ بنُ دِينَارٍ هُوَ : الأَزْدِيُّ ، أَبُو بَكْرٍ البَصْرِيُّ ، وَهُوَ صَدُوقٌ ، غَيْرَ أَنَّهُ سَيِّءُ الحِفْظِ .
الثَّانِيَةُ : أَبَانُ هُوَ : ابنُ أَبِي عَيَّاشٍ ، مَتْرُوكُ الحَدِيثِ .
الثَّالِثَةُ : الانْقِطَاعُ ؛ فَإِنَّ الحَسَنَ _ وَهُوَ : البَصْرِيُّ _ لَمْ يَصِحَّ سَمَاعُهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ _ عَلَى التَّحْقِيقِ _ ، وَهُوَ قَوْلُ الجُمْهُورِ .

(43) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref43) حَدِيثٌ ضَعِيفٌ جِدّاً ؛ أَخْرَجَهُ أَبُو الفَرَجِ بنُ الجَوْزِيِّ في " الوَفَا فِي فَضَائِلِ المُصْطَفَى " _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابنُ الجَزَرِيِّ في " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/346) _ مِنْ طَرِيقِ عُمَرَ بنِ إِبْرَاهِيمَ الكَتَّانِيِّ ، أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ _ غُنْدَرٌ _ ، حدّثنا إِبْرَاهِيمُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَيُّوبَ ، حدَّثنا الحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ [ جَاءَ فِي الأَصْلِ : شُرَيْح ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ ] ، حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، بِهِ .
قَالَ ابنُ الجَـزَرِيِّ : " وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ ؛ إِذْ في سَنَـدِهِ الحَارِثُ بنُ سُرَيْجٍ ، أَبُو عُمَرَ النّقالُ _ بالنُّونِ _ ، قَالَ يحيى بنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ ، [وَ] تَكَلَّمَ فِيهِ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ " .
أَقُولُ : بَلْ هُوَ ضَعِيفٌ جِدّاً ؛ إِبْرَاهِيمُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَيُّوبَ هُوَ : إِبْرَاهِيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ محمَّدِ بنِ أَيُّوبَ المُخَرِّمِيُّ ، قَالَ فِيـهِ الإِسْمَاعِيلِيُّ : " صَدُوقٌ " ، لكنَّ الدَّارَقُطْنِيَّ قَالَ فِيـهِ : " لَيْسَ بِثِقَةٍ ، حَدَّثَ عَنْ قَوْمٍ ثِقَاتٍ بِأَحَادِيثَ بَاطِلَةٍ " ، وَالحَارِثُ بنُ سُرَيْجٍ هُوَ : أَبُو عُمَرَ النَّقَّالُ البَغْدَادِيُّ ، قَالَ ابنُ مَعِينٍ : " لَيْسَ بِشَيْءٍ " ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ : " لَيْسَ بِثِقَةٍ " ، وَقَالَ مُوسَى بنُ هَارُونَ : " مُتَّهَمٌ في الحَدِيثِ " ، وَقَالَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ : " كَتَبَ عَنْهُ أَبُو زُرْعَةَ ، وَتَرَكَ حَدِيثَهُ ، وامْتَنَعَ أَنْ يُحَدِّثَنَا عَنْهُ " ، وَقَالَ ابنُ عَدِيٍّ : " ضَعِيفٌ ، يَسْرِقُ الحَدِيثَ " ، ومحمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ _ غُنْدَرٌ _ شَيْخُ الكَتَّانِيِّ هُوَ : أَبُو الطَّيِّبِ محمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ دُرَّانَ البَغْدَادِيُّ ، ويُعْرفُ بغُنْدَرٍ ، وَهُوَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ البَصْرِيِّ _ غُنْدَرٍ _ رَبِيبِ شُعْبَةَ .
وَالحَدِيثُ عَزَاهُ _ أيضاً _ السُّيُوطِيُّ في " الدُّرِّ المَنْثُورِ " (8/698) لابنِ مَرْدَوَيْهِ ، وَذَكَرَ الشَّيخُ بَكْرُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو زَيْدٍ _ رحمهُ اللَّهُ _ في كِتَابِهِ : " مَرْوِيَّاتِ دُعَاءِ خَتْمِ القُرْآنِ " (ص: 32) أَنَّ الغَافِقِيَّ ذَكَرَهُ في " فَضَائِلِ القُرْآنِ " وَلَمْ يَذْكُرْ مخرجَهُ .

(44) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref44)حَدِيثٌ مُرْسَلٌ ، ضَعِيفٌ جِدّاً .
أَخْرَجَهُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " (2/372 _ رقم : 2082) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابنُ الجَزَرِيِّ فِي " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/346) _ مِنْ طَرِيقِ أحمدَ بنِ نَجْدَةَ القُرَشِيِّ ، حدَّثنا أحمدُ بنُ يُونُسَ ، حدَّثنا عَمْرُو بنُ شَمِرٍ [ جَاءَ في الأَصْلِ : سمرة ، وَهُوَ تحريفٌ صَوَّبْنَاهُ مِنَ " النَّشْرِ " ] ، عَنْ جَابِرٍ الجُعْفِيِّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ؛ قَالَ : كَانَ عليُّ بنُ حُسَيْنٍ يَذْكُرُ عَنِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، بِهِ .
أَقُولُ : عَمْرُو بنُ شَمِرٍ هُوَ : الجُعْفِيُّ ، يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، مُنْكَرُ الحَدِيثِ جِدّاً ، وَشَيْخُهُ جَابِرٌ الجُعْفِيُّ هُوَ : ابنُ يَزِيدَ بن الحَـارِثِ الكُوفِيُّ ، يُكْنَى أَبَا عبدِ اللَّهِ _ أيضاً _ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .

(45) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref45)حَدِيثٌ ضَعِيفٌ جِدّاً ؛ أَخْرَجَـهُ أَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيُّ فِي " مُفْرَدَتِهِ لابنِ كَثِيرٍ " _ كَمَا فِي " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/329 _ 330) _ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ محمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ محمَّدِ بنِ حَسَكَا ، ومحمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ عَلِيٍّ ، وَأَبِي الشَّيخِ الأَصْبَهَانِيِّ عَبْدِ اللَّهِ بنِ محمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ حَيَّانَ ، وَأَبِي بَكْرٍ محمَّدِ بنِ مُوسَى بنِ محمَّدِ الزَّيْنَبِيِّ ، كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي خُبَيْبٍ العبَّاسِ بنِ أحمدَ البِرْتِيِّ ، حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ فُلَيْحٍ ، حدَّثنا عَبْدُ المَلِكِ ابنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ سَعْوَةَ ، عَنْ خَالِهِ وهبِ بنِ زَمْعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ زمعةَ بنِ صالحٍ ، عَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ كثيرٍ ، عنْ دِرْبَاسٍ مَوْلَى ابنِ عبَّاسٍ ، وَعَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابنْ عبَّاسٍ ، عَنْ أُبيِّ بنِ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، وَقَرَأَ أُبيُّ بنُ كَعْبٍ عَلَى النَِّبيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، وَأنَّهُ كَانَ ... ، فَذَكَرَهُ .
وَخَالَفَ أَبُو القَاسِمِ بنُ النَّخَّاسِ ، وَأَبُو بَكْرٍ أحمدُ بنُ نَصْرٍ الشَّذائيُّ أَصْحَابَ البِرْتِيِّ فِيهِ ، فَرَوَيَاهُ عَنْ أَبِي خُبَيْبٍ البِرْتِيِّ ، عَنِ ابنِ فُلَيْحٍ ، عَنِ ابنِ سَعْوَةَ ، عَنْ خَالِهِ وَهْبِ بنِ زَمْعَةَ ، عَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ كَثِيرٍ ، عَنْ دِرْبَاسٍ وَحْدَهُ ، عَنِ ابنِ عبَّاسٍ ، بِهِ نحوه ، فَلَمْ يَذْكُرَا وَالِـدَ وَهْبِ بنِ زَمْعَةَ ، وَلَمْ يَقْرِنَا مَعَ دِرْبَاسٍ مُجَاهِداً : أَخْرَجَهُ أَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانيُّ في " مُفْرَدَتِهِ لابنِ كَثِيرٍ " _ كَمَا في " النَّشْرِ " (2/331) _ .
وَوَافَقَهُمَا عَلَى ذَلِكَ : أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُمَرَ بنِ محمَّدِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ : أَخْرَجَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ _ كَمَا في " النَّشْرِ " (2/328 _ 329) _ ، وَأَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيُّ في " مُفْرَدَتِهِ لابنِ كَثِيرٍ " _ كَمَا في " النَّشْرِ " أَيْضاً (2/331) _ .
وَخَالَفَ أَبُو الفَضْلِ جَعْفَرُ بنُ دَرَسْتَوَيْهِ أَبَا خُبَيْبٍ البِرْتِيَّ فِيهِ ؛ فَقَالَ : عَنْ دِرْبَاسٍ مَوْلَى ابنِ عبَّاسٍ ، أَوْ عَنْ مُجَاهِدٍ _ هَكَذَا عَلَى الشَّكِّ _ : أَخْرَجَهُ أَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيُّ في " مُفْرَدَتِهِ لابنِ كَثِيرٍ " _ كَمَا فِي " النَّشْرِ " (2/330) _ مِنْ طَرِيقِهِ ، عَـنْ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ فُلَيْحٍ ، بِهِ ، نحوه .
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: " حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، لاَ نعرفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ " .
أَقُولُ : بَلْ هُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ جِدّاً ؛ لِعِدَّةِ أُمُورٍ :
الأَوَّلُ : عبدُ الملكِ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ سَعْوَةَ لَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُ ، فَهُوَ مَجْهُولٌ .
الثَّاني : خَالُهُ وَهْبُ بنُ زَمْعَةَ بنِ صالحٍ ، لَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُ _ أيضاً _ .
الثَّالِثُ : زَمْعَةُ بنُ صَالِحٍ _ وَالِدُ وَهْبٍ _ هُوَ : اليَمَانِيُّ الجَنَدِيُّ ، ضَعِيفٌ ، وَقَالَ ابنُ حِبَّانَ فِيهِ : " كَانَ رَجُلاً صَالِحاً ، يَهِمُ وَلاَ يَعْلَمُ ، وَيُخْطِىءُ وَلاَ يَفْهَمُ ، حتَّى غَلَبَ في حَدِيثِهِ المناكيرُ الَّتي يَرْوِيهَا عَنِ المَشَاهِيرِ ، كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ _ يَعْنِي : ابنَ مَهْدِيٍّ _ يُحَدِّثُ عَنْهُ ، ثمَّ تَرَكَهُ " .
الرَّابِعُ : دِرْبَاسٌ مَوْلَى ابنِ عبَّاسٍ لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ .
وَهَذَا الحَدِيثُ مِمَّا فَاتَ الشَّيْخَ بَكْرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو زَيْدٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ فِي كِتَابِهِ : " مَرْوِيَّاتِ دُعَاءِ خَتْمِ القُرْآنِ " .

(46) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref46)حَدِيثٌ ضَعِيفٌ ؛ ذَكَرَهُ ابنُ الجَزَرِيِّ فِي " التَّمْهِيدِ فِي عِلْمِ التَّجْوِيدِ " (ص : 223) _ مُعَلَّقاً _ عَنْ عَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُودِ ، عَنْ زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ ، بِهِ .
وَعَزَاهُ السُّيُوطِيُّ في " الدُّرِّ المَنْثُورِ " (7/344 _ 345) ، و " جَمْعِ الجَوَامِعِ " _ كَمَا في " كَنْزِ العُمَّالِ " (2/469 _ رقم :4221) لِلْمُتَّقي الهِنْدِيِّ _ لابنِ النَّجَّارِ فِي " تَارِيخِهِ " ، وَجَاءَ في " الدُّرِّ المَنْثُورِ " : " رَزِينِ بنِ حُصَيْنٍ " بَدَلاً مِنْ : " زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ " وَهُوَ تَحْرِيفٌ .
أَقُولُ : هَذَا الحَدِيثُ ضَعِيفٌ بِسَبَبِ تَعْلِيقِهِ ، فَإِنِّي لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ مَوْصُولاً ، وعَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُودِ هُوَ : عَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ ، وَهُوَ صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ .

(47) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref47)حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ ؛ أَخْرَجَـهُ الحَاكِمُ فِي " تَارِيخِهِ " ، وَمِنْ طَرِيقِهِ : الدَّيْلَمِيُّ _ كَمَـا في " فَيْضِ القَدِيرِ " لِلْمُنَاوِيِّ (1/333 _ رقم :571) _ .
وذَكَرَ الفَتَّنيُّ في " تَذْكِرَةِ المَوْضُوعَاتِ " (ص : 556) أنَّ فِي إِسْنَادِهِ أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ الجُوَيْبَارِيَّ ، وَهُوَ أَحَدُ المشْهُورِينَ بِالكَذِبِ والوَضْعِ .

(48) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref48)حَدِيثٌ مُعْضَلٌ ضَعِيفٌ ؛ أَخْرَجَهُ أَبُو مَنْصُورٍ المُظَفَّرُ بنُ الحُسَيْنِ الأَرْجَانِيُّ فِي " فَضَائِلِ القُرْآنِ " ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الضَّحَّاكِ فِي " الشَّمَائِلِ " _ كَمَا فِي " تَخْرِيجِ أَحَادِيثِ الإِحْيَاءِ " لِلْعِرَاقِيِّ (1/226) ، و " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " لابنِ الجَزَرِيِّ (2/345 _ 346) _ مِنْ طَرِيقِ أَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيِّ ، مِنْ رِوَايَةِ أَبِي سُلَيْمَانَ دَاوُدَ بنِ قَيْسٍ ، بِهِ .
قَالَ ابنُ الجَزَرِيِّ : "حَدِيثٌ مُعْضَلٌ ؛ لأنَّ دَاوُدَ بنَ قَيْسٍ _ هَذَا _ هُوَ: الفَرَّاءُ ، الدَّبَّاغُ ، المَدَنِيُّ ، مِنْ تَابِعِي التَّابِعِينَ ، يَرْوِي عَنْ نَافِعِ بنِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ ، وَإِبْرَاهِيمَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ حُنَيْنٍ ، رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بنُ سَعِيـدٍ القطَّانُ ، وعَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ القَعْنَبِيُّ ، وَكَانَ ثِقَةً ، صَالحاً ، عَابِداً ، مِنْ أَقْرَانِ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ ، خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ " .
وَعَزَاهُ الزَّرْكَشِيُّ فِي " البُرْهَانِ فِي عُلُومِ القُرْآنِ " (1/475) لِلْبَيْهَقِيِّ في " دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ " ، و " شُعَبِ الإِيمَانِ " ، وَلَمْ أَعْثُرْ عَلَيْهِ فِي الكِتَابَيْنِ .

(49) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref49)أَخْرَجَهُ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ فِي " فَضَائِلِ القُرْآنِ " (رقم : 87) ، وابنُ الضُّرَيْسِ فِي " فَضَائِلِ القُرْآنِ " (رقم : 74) مِنْ طَرِيقِ هُشَيْمِ بنِ بَشِيرٍ ، عَنِ العَوَّامِ بنِ حَوْشَبٍ ؛ قَالَ : أَحْسَبُهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ ، بِهِ .
وعَزَاهُ ابنُ الجَزَرِيِّ فِي " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/339 _ 340) لأَبِي بَكْرِ بنِ أَبِي دَاوُدَ فِي " فَضَائِلِ القُرْآنِ " .
أَقُولُ : هَذَا أَثَرٌ ضَعِيفٌ ؛ هُشَيْمُ بنُ بَشِيرٍ مَشْهُورٌ بِالتَّدْلِيسِ ، وَقَدْ عَنْعَنَهُ ، وَإبْرَاهِيمُ هُوَ : ابنُ يَزِيدَ التَّيْمِيُّ لَمْ أَجِـدْ مَنْ نَصَّ عَلَى سَمَاعِهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ ، أَوْ أنَّهُ لَقِيَهُ ، لِذَا لَمْ يُذْكَرْ فِي تَلاَمِيذِهِ ، وَالأَثَرُ حَكَمَ عَلَيْهِ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ بِالانْقِطَاعِ ، نَقَلَ ذَلِكَ عَنْهُ الشَّيْخُ بَكْرُ ابنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو زَيْدٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ فِي كِتَابِهِ : " مَرْوِيَّاتِ دُعَاءِ خَتْمِ القُرْآنِ " (ص :27) .

(50) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref50) قَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ فِي " السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ " (13/315 _ رقم : 6135) : " إِنَّ الدُّعَاءَ المَطْبُوعَ فِي آخِرِ بَعْضِ المَصَاحِفِ المَطْبُوعَةِ في تُرْكِيَّا وَغَيْرِهَا تَحْتَ عِنْوَانِ : ( دُعَاءُ خَتْمِ القُرْآنِ ) ، والَّذِي يُنْسَبُ لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابنِ تَيْمِيَّةَ _ رَحمَهُ اللَّهُ تَعَالَى _ ؛ فَهُوَ مِمَّا لاَ نَعْلَمُ لَهُ أَصْلاً عَنِ ابنِ تَيْمِيَّةَ ، أَوْ غَيْرِهِ مِنَ عُلَمَاءِ الإِسْلاَمِ ، وَمَا كُنْتُ أُحُبُّ أَنْ يُلْحَقَ بِآخِرِ المُصْحَفِ الَّذِي قَامَ بِطَبْعِهِ المَكْتَبُ الإِسْلاَمِيُّ في بَيْرُوتَ ، سَنَةَ ( 1386هـ ) عَلَى نَفَقَةِ الشَّيْخِ أَحْمَدَ بنِ عليِّ بنِ عَبْدِ اللَّهِ آلِ ثَانِي _ رحمهُ اللَّهُ _ ، وَإِنْ كَانَ قَدْ صُدِّرَ بِعِبَارَةِ : ( المَنْسُوبُ لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابنِ تَيْمِيَّةَ ) ؛ فَإِنَّهَا لاَ تُعْطِي أَنَّ النِّسْبَةَ إِلَيْهِ لاَ تَصِحُّ فِيمَا يَفْهَمُ عَامَّةُ النَّاسِ ، وَقَدْ أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ .
وَمَا لاَ شَكَّ فِيهِ ؛ أَنَّ الْتِزَامَ دُعَاءٍ مُعَيَّنٍ بَعْدَ خَتْمِ القُرْآنِ مِنَ البِدَعِ الَّتِي لاَ تَجُوزُ ؛ لِعُمُومِ الأَدِلَّةِ ، كَقَوْلِهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : ( كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٍ ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ في النَّارِ ) ، وَهُوَ مِنَ البِدَعِ الَّتِي يُسَمِّيهَا الإِمَامُ الشَّاطِبِيُّ بِـ ( البِدْعَةِ الإِضَافِيَّةِ ) ، وَشَيْخُ الإِسْلاَمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ مِنْ أَبْعَدِ النَّاسِ عَنْ أَنْ يَأْتِيَ بِمِثْلِ هَذِهِ البِدْعَةِ ، كَيْفَ وَهُوَ كَانَ لَهُ الفَضْلُ الأَوَّلُ _ فِي زَمَانِهِ وَفِيمَا بَعْدَهُ _ بِإِحْيَاءِ السُّنَنِ ، وَإِمَاتَةِ البِدَعِ ؟ ، جَزَاهُ اللَّهُ خَيْراً ، والحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ " .

(51) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref51) قَالَ الشَّيْخُ ابنُ عُثَيْمِينَ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ فِي " الفَتَاوَى " لَهُ (14/226) : " لَيْسَ فِي السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ دُعَاءٌ خَاصٌّ بَعْدَ خَتْـمِ القُرْآنِ الكَرِيمِ ، وَلاَ حَتَّى عَنْ أَصْحَـابِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، أَوِ الأَئِمَّةِ المَشْهُورِينَ ، وَمِنْ أَشْهَرِ مَا يُنْسَبُ فِي هَذَا البَابِ الدُّعَاءُ المَكْتُوبُ فِي آخِرِ كَثِيرٍ مِنَ المَصَاحِفِ ، مَنْسُوباً لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابنِ تَيْمِيَّةَ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ ، وَلاَ أَصْلَ لَهُ " .

(52) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref52) قَالَ الشَّيْخُ بَكْرُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو زَيْدٍ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ فِي " مَرْوِيَّاتِ دُعَاءِ خَتْمِ القُرْآنِ " (ص :11) : " وَمِنَ المُؤَلَّفَاتِ فِي صِيَغِ دُعَاءِ خَتْمِ القُرْآنِ : الدُّعَاءُ المَنْسُوبُ إِلَى شَيْخِ الإِسْلاَمِ ابنِ تَيْمِيَّةَ _ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى _ ، وَالَّذِي اسْتَمَرَّ زَمَناً يُطْبَعُ فِي أُخْرَيَاتِ المَصَاحِفِ الشَّرِيفَةِ ، وَهَذَا مَا لَمْ تُثْبَتْ نِسْبتُهُ إِلَيْهِ ، وَلاَ يُعْرَفُ مَنْ نَسَبَهُ إِلَيْهِ ، وَلَعَلَّ حَذْفُهُ مِنَ الطَّبَعَاتِ الأَخِيرَةِ لِلْمُصْحَفِ الشَّرِيفِ لِذَلِكَ ، أَوْ لِهَذَا ، وَلِعَدَمِ تَرْتِيبِ دُعَاءٍ مِنَ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، لِخَتْمِ القُرْآنِ ، وَتَجْرِيداً لِكِتَابِ اللَّهِ _ تَعَالَى _ وَكَلاَمِهِ مِمَّا لَيْسَ مِنْهُ ، هَذَا مَعَ مَا فِيهَا مِنْ بَعْضِ أَلْفَاظٍ هِيَ مَحَلُّ نَظَرٍ ، واللَّهُ أَعْلَمُ " .

(53) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref53) حَدِيثٌ ضَعِيفٌ جِدّاً مَعَ نَكَارَتِهِ .
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي " سُنَنِهِ " (رقم :2948) قَالَ : حدَّثنا نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَـا الهَيْثَمُ بنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ صَالحٍ المُرِّيِّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بنِ أَوْفَى ، عَنِ ابنِ عبَّاسٍ ؛ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " الحَالُّ المُرْتَحِلُ " ، قَالَ : وَمَا الحَالُّ المُرْتَحِلُ ؟ ، قَالَ : " الَّذِي يَضْرِبُ مِنْ أَوَّلِ القُرْآنِ إِلَى آخِرِهِ ، كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ " .
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، لاَ نعرفُهُ مِنْ حَدِيثِ ابنِ عبَّاسٍ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ ، وَإِسْنَادُهُ لَيْسَ بِالقَوِيِّ " .
أَقُولُ : هَكَـذَا رَوَاهُ الهَيْثَمُ بنُ الرَّبِيعِ مَوْصُولاً عَنِ ابنِ عبَّاسٍ ، والهَيْثَمُ بنُ الرَّبِيعِ ضَعِيفٌ ، وَتَابَعَهُ عَلَيْهِ : إِبْرَاهِيمُ بنُ الفَضْلِ بنِ أَبي سُوَيْدٍ ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ ، وعَمْرُو بنُ عَاصِمٍ الكِلاَبيُّ ، وعَمْرُو بنُ مَرْزُوقٍ البَاهِلِيُّ ، ويعقوبُ بنُ إسحاقَ الحَضْرَمِيُّ .
أمَّا مُتَابَعَةُ إِبْرَاهِيمَ بنِ الفَضْلِ بنِ أبي سُوَيْـدٍ _ قَالَ عَنْهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ : " مَقْبُولٌ " ، أَيْ : عِنْدَ المتابعةِ ، وإلاَّ فَهُوَ ليِّنٌ _: فَأَخْرَجَهَا محمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ فِي " قِيَامِ رَمَضَـانَ " (رقم :53) ، والطَّبَرَانِيُّ في " المُعْجَمِ الكَبِيرِ " (12/168 _ رقم :12783) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : أَبُو نُعَيْمٍ في " الحِلْيَةِ " (2/260) ، والمِزِّيُّ في " تَهْذِيبِ الكَمَالِ " (30/385) _ ، وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي نُعَيْمٍ : أَخْرَجَهَا الذَّهَبِيُّ فِي " سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ " (4/516) ، وابنُ الجَزَرِيِّ في " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/333) _ ، وَأَبُو الحَسَنِ طَاهِرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ غَلْبُونَ الحَلَبِيُّ _ كَمَا في " النَّشْرِ " (2/332) .
وأمَّا مُتَابَعَةُ زَيْدِ بنِ الحُبَابِ _ وَهُوَ صَدُوقٌ كَثِيرُ الخَطَإِ _ : فَأَخْرَجَهَا الحَاكِمُ في " المُسْتَدْرَكِ " (1/757 _ رقم :2089) ، والبَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " (2/348 _ رقم: 2001) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابنُ الجَزَرِيِّ في " النَّشْرِ " (2/332) _ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ في " الحِلْيَةِ " (6/174) ، والرَّامَهُرْمُزِيُّ في " أَمْثَالِ الحَدِيثِ " (رقم :85) ، وَأَبُو الفَضْلِ الرَّازِيُّ في " فَضَائِلِ القُرْآنِ وَتِلاَوَتِهِ " (ص : 15) ، وَأَبُو الشَّيْخِ بنُ حَيَّانَ فِي " فَضَائِلِ الأَعْمَالِ " _ كَمَا في " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/333) _ ، وابنُ الجَزَرِيِّ فِي " النَّشْرِ " (2/332) .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ _ عَقِبَهُ _ : " غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ ، لم يَرْوِهِ عَنْهُ _ فِيمَا أُرَى _ إِلاَّ صَالِحٌ " .
وأمَّا مُتَابَعَةُ عَمْرِو بنِ عَاصِمٍ الكِلاَبيِّ _ وَهُوَ صَدُوقٌ في حِفْظِهِ شَيْءٌ _ : فَأَخْرَجَهَا الحَاكِمُ في " المُسْتَدْرَكِ " (1/757 _ رقم:2088) ، والبَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " (2/367 _رقم : 2069) .
وأمَّا مُتَابَعَةُ عَمْرِو بنِ مَرْزُوقٍ البَاهِلِيِّ _ وَهُوَ ثقةٌ لَهُ أَوْهَامٌ _ : فَأَخْرَجَهَا : الحَاكِمُ في " المُسْتَدْرَكِ " (1/757 _ رقم :2089) .
وأمَّا مُتَابَعَةُ يَعْقُوبَ بنِ إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيِّ _ وَهُوَ صَدُوقٌ _ : فَأَشَارَ إِلَيْهَا أَبُو نُعَيْمٍ في " الحِلْيَةِ " (2/260) عَقِبَ رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بنِ أَبِي سُوَيْدٍ آنِفَة الذِّكْرِ، وَلَمْ أَقِفْ عَلَيْهَا .
وَخَالَفَهُمْ فِي وَصْلِهِ مَنْ هُمْ أَضْبَطُ مِنْهُمْ وَأَوْثَقُ ، فَرَوَوْهُ عَنْ زُرَارَةَ بنِ أَوْفَى عَنِ النَّبِـيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ مُرْسَلاً ، وَهُوَ الصَّوَابُ .
فَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ فِي " سُنَنِهِ " (رقم :2948/ب) مِنْ طَرِيقِ مُسْلِمِ بنِ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ المُرِّيُّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بنِ أَوْفَى ، عَنِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، نَحْوَهُ ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ : عَنِ ابنِ عبَّاسٍ .
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : " وَهَذَا عِنْدِي أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ نَصْرِ بنِ عليٍّ ، عَنِ الهَيْثَمِ بنِ الرَّبِيعِ " .
أَقُولُ : وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيمَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ ، وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَى إِرْسَالِهِ :
1_ إِسْحَاقُ بنُ عِيسَى بنِ نَجِيحٍ _ وَهُوَ صَدُوقٌ _ : أَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ فِي " مُسْنَدِهِ " (2/560 _ رقم :3476) .
2 _ الحَجَّاجُ بنُ المِنْهَالِ _ وَهُوَ ثِقَةٌ _ : أَخْرَجَهُ أَبُو الفَضْلِ الرَّازِيُّ فِي " فَضَائِلِ القُرْآنِ وَتِلاَوَتِهِ " (ص :15) .
3_ أَبُو النَّضْرِ هِاشِمُ بنُ القَاسِمِ _ وَهُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ _ : أَخْرَجَهُ الحَارِثُ المُحَاسِبِيُّ فِي " فَهْمِ القُرْآنِ وَمَعَانِيهِ " (ص :300) .
4 _ عبدُ اللَّهِ بنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيُّ _ وَهُوَ ثِقَةٌ _ : أَخْرَجَهُ الحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ _ كَمَا فِي " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/333) _ .
وَأَمَّا قَوْلُ الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ _ رحمهُ اللَّهُ _ في " السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ " (4/315 _ رقم : 1834) : " فَالمَوْصُولُ أَصَحُّ " ، فَهُوَ خَطأٌ لِمَا وَضَّحْنَاهُ آنِفاً .
وَجَاءَ لَفْظُ الحَدِيثِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ : " صَاحِبُ القُرْآنِ ، يَضْرِبُ في أَوَّلِهِ حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَهُ ، وَيَضْرِبُ فِي آخِرِهِ حَتَّى يَبْلُغَ أَوَّلَهُ ، كُلَّمَا أَحَلَّ ارْتَحَلَ " .
أَقُولُ : وَهُوَ مَعَ إِرْسَالِهِ فِيهِ نَكَارَةٌ ؛ لأنَّ مَدَارَهُ عَلَى صَالحٍ المُرِّيِّ ، وَهُوَ صَالحُ بنُ بَشِيرٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الكَلاَمُ عَلَيْهِ ، وَبيَّنَّا أنَّهُ ضَعِيفٌ مُنْكَرُ الحَدِيثِ ، وَهُوَ يَرْوِي عَنْ قَتَـادَةَ أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ ، أَرَى أَنَّ هَذَا مِنْهَا ، وَلَمْ يُتَابِعْهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ .
وَالحَدِيثُ ضَعَّفَهُ الحافظُ أَبُو شَامَةَ _ كَمَا في " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/333) _ .
تَنْبـيهٌ : ذَكَرَ ابنُ الجَزَرِيِّ في " النَّشْرِ " (2/ 334) أنَّ أَبَا عَمْرٍو الدَّانِيُّ رَوَى الحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بنِ شُعَيْبٍ الكَيْسَانِيِّ [ جَاءَ في الأَصْلِ : سُلَيْمَانَ بنِ سَعِيدٍ الكِسَائِيِّ ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ ] ، حدَّثنا الخَصِيبُ [ جَاءَ فِي الأَصْلِ : الحصيب ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ ] بنُ نَاصِحٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بنِ أَوْفَى ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ؛ أنَّ رَجُلاً قَامَ إِلى النَّبيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلى اللَّهِ تَعَالى ؟ ، ... ، فَذَكَرَ نحوَهُ .
أَقُولُ : هَذِهِ الرِّوَايةُ مَعْلُولَةٌ بِأُمُورٍ :
الأَوَّلُ : أنَّ ابنَ الجَزَرِيِّ أَوْرَدَ هَذِهِ الرِّوَايَةَ مُعَلَّقَةً ، فَحَذَفَ إِسْنَادَهَا مِنْ أَبِي عَمْرٍو الدَّانِيِّ إِلَى سُلَيْمَانَ بنِ شُعَيْبٍ .
الثَّاني : الخَصِيبُ بنُ نَاصِحٍ لَمْ يَذْكُرُوا في تَرْجَمَتِهِ أنَّ قَتَادَةَ مِنْ شُيُوخِهِ ، وَذَكَرُوا صَالحاً المُرِّيَّ ، فَلَعَلَّهُ سَقَطَ مِنَ الإِسْنَادِ .
الثَّالِثُ : الخَصِيبُ بنُ نَاصِحٍ وَإِنْ كَانَ صَدُوقاً ؛ إِلاَّ أَنَّ ابنَ حِبَّانَ ذَكَرَ في " الثِّقَاتِ " أنَّهُ رُبَّمَا أَخْطَأَ ، فَلَعَلَّ هَذَا مِنْ أَخْطَائِهِ ، وَاللَّهُ أعلمُ .
وَقَدْ وَقَفْتُ لِلْحَدِيثِ عَلَى شَوَاهِدَ لاَ يَزْدَادُ بِهَا إِلاَّ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ :
الشَّاهِدُ الأَوَّلُ : حَدِيثُ أَبِـي هُرَيْرَةَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْـهُ _ : أَخْرَجَـهُ الحَاكِـمُ فِـي " المُسْتَدْرَكِ " (1/758 _ رقم :2090) مِنْ طَرِيقِ مِقْدَامِ بنِ دَاوُدَ بنِ تَلِيدٍ الرُّعَيْنيِّ ، حدَّثنا خَالِدُ بنُ نِزَارٍ، حدَّثني اللَّيْثُ ابنُ سَعْدٍ ، حدَّثني مَالِكُ بنُ أَنَسٍ ، عَنِ ابنِ شِهَابٍ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ قَالَ : قَامَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ ؟ _ أَوْ أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلى اللَّهِ ؟ _ ، قَالَ : " الحَالُّ المُرْتَحِلُ ، الَّذِي يَفْتَحُ القُرْآنَ وَيَخْتِمُـهُ ، صَاحِبُ القُرْآنِ ، يَضْرِبُ مِنْ أوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ ، وَمِنْ آخِرِهِ إِلَى أَوَّلِهِ ، كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ " .
أَقُولُ : هَذَا شَاهِدٌ ضَعِيفٌ جِدّاً _ إِنْ لَمْ يَكُنْ مَوْضُوعاً _ ؛ المِقْدَامُ بنُ دَاوُدَ قَالَ فِيهِ النَّسَائِيُّ : " لَيْسَ بِثِقَةٍ " ، وَقَالَ ابنُ أَبي حَاتِمٍ وابنُ يُونُسَ : " تَكَلَّمُوا فِيهِ " ، بَلْ قَالَ الذَّهَبِيُّ في " تَلْخِيصِ المُسْتَدْرَكِ " _ مُعَقِّباً عَلَى الحَدِيثِ _ : " لَمْ يَتَكَلَّمْ عَلَيْهِ الحَاكِمُ ، وَهُوَ مَوْضُوعٌ عَلَى سَنَدِ الصَّحِيحَيْنِ ، وَمِقْدَامٌ مُتَكَلَّمٌ فِيهِ ، والآفَةُ مِنْهُ " ، قَالَ بُرْهَانُ الدِّينِ الحَلَبيُّ _ مُعقِّباً عَلَى كَلاَمِهِ في " الكَشْفِ الحَثِيثِ " (ص : 428) _ : " فَقَوْلُهُ : ( وَالآفَةُ مِنْهُ ) يحتملُ أنَّهُ وَضَعَهُ ، واللَّهُ أَعْلَمُ " .
الشَّاهِدُ الثَّانِي : حَدِيثُ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ : ذَكَرَهُ الحَافِـظُ الذَّهَبِيُّ في " مِيزَانِ الاعْتِدَالِ " (1/316) _ مُعَلَّقاً وَلَمْ يَذْكُرْ مَنْ خَرَّجَهُ _ مِنْ طَرِيقِ عَامِرِ بنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ بِشْرِ بنِ الحُسَيْنِ، عَنِ الزُّبيرِ ، عَنْ أَنَسٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ ؛ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ قَالَ : " خَيْرُ الأَعْمَـالِ الحَلُّ وَالرِّحْلَةُ " ، قِيلَ : وَمَا الحَلُّ وَالرِّحْلـةُ ، قَالَ : " افْتِتَاحُ القُرْآنِ وَخَتْمُهُ " .
أَقُولُ : هَذَا شَاهِدٌ مَوْضُوعٌ ؛ بِشْرُ بنُ الحُسَيْنِ هُوَ : أَبُو محمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ ، قَالَ فِيهِ البُخَارِيُّ : " فِيهِ نَظَرٌ " ، وَقَالَ ابنُ أَبِي حَاتمٍ : " سُئِلَ أَبي عَنْ بِشْرِ بنِ الحُسَيْنِ الأَصْبَهَانيِّ ؟ ، فَقَالَ : لاَ أَعْرِفُهُ ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّهُ بِبَغْدَادَ قَوْمٌ يُحَدِّثُونَ عَنْ محمَّدِ بنِ زِيَادِ بنِ زبار ، عَنْ بِشْرِ بنِ الحُسَيْنِ ، عَنِ الزُّبيرِ بنِ عَدِيٍّ ، عَنْ أَنَسٍ نحوَ عِشْرِينَ حَدِيثاً مُسْنَدَةً ؟ ، فَقَالَ : هِيَ أَحَادِيثُ مَوْضُوعةٌ ، ليسَ يُعْرفُ للزُّبيرِ عَنْ أنسٍ عَنِ النَّبيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ إِلاَّ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ ، أَوْ خمسةُ أَحَادِيثَ " ، وَقَالَ ابنُ حِبَّانَ : " يَرْوِي عَنِ الزُّبيرِ بنِ عَدِيٍّ بنُسْخَةٍ مَوْضُوعةٍ ، مَا لِكَثِيرِ حَدِيثٍ مِنْهَا أَصْلٌ ، يَرْوِيهَا عَنِ الزُّبيرِ ، عَنْ أَنَسٍ شَبِيهاً بِمِائَةٍ وَخَمْسِينَ حَدِيثاً ، مَسَانِيد كُلّها ، وَإنَّمَا سَمِعَ الزُّبيرُ مِنْ أَنَسٍ حَدِيثاً وَاحِداً : ( لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرُّ مِنْهُ ) " ، وَضَعَّفَهُ ابنُ عَدِيٍّ ، وَذَكَرَهُ العُقَيْلِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ .
وَالعَجَبُ مِنَ الإِمَامِ النَّوَوِيِّ حَيْثُ ذَكَرَ هَذَا الحَدِيثَ في كِتَابِهِ " الأَذْكَارِ " (ص:244) سَاكِتاً عَلَيْهِ ، وَمُسْتَشْهِداً بِهِ ، مَعَ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ ، وَلَمْ يَعْزُهُ لأَحَدٍ !! ، وَهَـذَا مِنْ تَسَاهُلِهِ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَعَفَا عَنْهُ .
الشَّاهِدُ الثَّالِثُ : مُرْسَلُ زَيْدِ بنِ أَسْلمَ _ مِنَ التَّابِعِينَ _ : أَخْرَجَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ _ كَمَا في " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/333 _ 334) _ ؛ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ ابنُ محمَّدٍ الرَّبَعِيُّ ، حدَّثنا عليُّ بنُ مَسْرُورٍ ، حدَّثنا أحمدُ بنُ أبي سُلَيْمَانَ ، حدَّثنا سُحْنُونُ بنُ سَعِيدٍ ، حدَّثنـا عَبْدُ اللَّهِ بنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي ابنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ هِشَامِ بنِ سَعْـدٍ ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ ؛ أَنَّ رَسُـولَ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ سُئِـلَ : أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَـلُ ؟ ، فَقَالَ : " الحَالُّ المُرْتَحِلُ " . قَالَ ابنُ وَهْبٍ : وَسَمِعْتُ أَبَا عَفَّانٍ المَدَنِيَّ يَقُولُ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، يَقُولُ : هَذَا خَاتِمُ القُرْآنِ وفَاتحُهُ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ ؛ هِشَامُ بنُ سَعْدٍ هُوَ : المَدَنِيُّ ، وَهُوَ صَدُوقٌ فِيهِ لِينٌ وَضَعْفٌ ، لَكِنَّهُ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ فِي زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ كَمَا قَالَ أَبُو دَاوُدَ ، وابنُ لَهِيعَةَ وَإِنْ كَانَ سَاءَ حِفْظُهُ وتغيَّرَ ، إِلاَّ أنَّ الرَّاوِي عَنْهُ _ هُنَا _ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ وَهْبٍ ، وَهُوَ ممَّنْ سَمِعَ مِنْهُ قَدِيماً ، وبقيَّةُ رِجَالِ السَّندِ ثِقَاتٌ ، مِنْ عُلَمَاءِ المَالِكِيَّةِ ، وَالحَدِيثُ مُعَلٌّ بِالإِرْسَالِ ، وَهُوَ لاَ يَتَقَوَّى بِمُرْسَلِ زُرَارَةَ بنِ أَوْفَى ؛ لِنَكَارَتِهِ ، وَلأَنَّ زَيْدَ بنَ أَسْلَمَ يَشْتَرِكُ مَعَ زُرَارَةَ فِي بَعْضِ شُيُوخِهِ ، فيُحْتَمَلُ أنَّهُ أَخَذَ الحَدِيثَ عَنْ نَفْسِ الشَّيْخِ .
وَأَمَّا رِوَايَةُ أَبِي عَفَّانَ المَدَنِيِّ _ وَهِيَ الشَّاهِدُ الرَّابِعُ _ فَهِيَ مُعْضَلَةٌ ، وَضَعِيفَةٌ جِـدّاً ؛ فَأَبُو عَفَّانَ المَدَنِيُّ اسْمُهُ : عُثْمَانُ بنُ خَاِلدٍ الأُمَوِيُّ العُثْمَانيُّ ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الحَدِيثِ ، وَقَدْ أَعْضَلَهُ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ .
الشَّاهِدُ الخَامِسُ : رِوَايَةٌ مُعْضَلةٌ لِلْحَدِيثِ : أَخْرَجَهَـا عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُبَارَكِ في " الزُّهْدِ " (رقم:800) قَالَ : أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بنُ رَافِعٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ ؟ ، قَالَ : " الحَالُّ المُرْتَحِلُ " ، قَالَ : قِيلَ لَهُ : مَا الحَالَّ المُرْتَحِلُ ؟ ، قَالَ : " الخَاتِمُ المُفْتَتِحُ " .
أَقُولُ : هَذِهِ رِوَايَةٌ مَعْلُولَةٌ مِنْ عِدِّةِ وُجُوهٍ :
الأَوَّلُ : إِسْمَاعِيلُ بنُ رَافعٍ هُوَ : الأَنْصَارِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، مُنْكَرُ الحَدِيثِ .
الثَّانِي : جَهَالَةُ الرَّجُلِ الإِسْكَنْدَرَانِيِّ .
الثَّالِثُ : الإِعْضَالُ .
أَقُولُ : وقَدِ ادَّعَى الحَافِظُ أَبُو شَامَةَ _ كَمَا في " النَّشْرِ في القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/333) _ أنَّ تَفْسِيرَ الحَالِّ والمُرْتَحِـلِ الوَارِدَ في الحَدِيثِ مُدْرَجٌ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ ، ولَمْ أَرَ مَنْ سَبَقَهُ إِلَى ذَلِكَ ، وَقَدْ أَتَيْتُ عَلَى رِوَايَاتِ الحَدِيثِ _ كُلِّهَا _ فَلْمْ أَظْفَرْ بِمَا يُشِيرُ إِلَى ذَلِكَ ، وَقَدْ رَدَّ ابنُ الجَزَرِيِّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ هَذِهِ الدَّعْوَى بِقَوْلِهِ : " فَلاَ نَعْلَمُ أَحَداً صَرَّحَ بِإِدْرَاجِهِ في الحَدِيثِ ، بَلِ الرُّوَاةُ لِهَذَا الحَدِيثِ بَيْنَ مَنْ صَرَّحَ بأنَّهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَسَّرَهُ بِهِ _ كَمَا في أكثرِ الرِّوَايَاتِ _ ، وَبَيْنَ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى رِوَايَةِ بعضِ الحَدِيثِ فَلَمْ يَذْكُرْ تَفْسِيرَهُ ، وَلاَ مُنافَاةَ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ ، فَتُحْمَلُ رِوَايَةُ تَفْسِيرِهِ عَلَى رِوَايةِ مَنْ لَمْ يُفسِّرْهُ ، وَيَجُوزُ الاقْتِصَارُ عَلَى رِوَايَةِ بَعْضِ الحَدِيثِ إِذَا لَمْ يُخَلَّ بِالمَعْنَى ، وَهَذَا ممَّا لاَ خِلاَفَ عِنْدَهُمْ فِيهِ ، وَلاَ يَلْزَمُ الإِدْرَاجُ في الرِّوَايَةِ الأُخْرَى " .
حَاصِلُ الأَمْرِ: أَنَّ الحَدِيثَ وَاهٍ جِدّاً ، وَطُرُقَهُ لاَ يَجْبُرُ بَعْضُهَا بَعْضاً ، أَمَّا قَوْلُ ابنِ الجَزَرِيِّ فِي " النَّشْرِ " (2/335) : " فَدَلَّ مَا ذَكَرْنَاهُ وَقَدَّمْنَاهُ مِنَ الرِّوَايَاتِ وَالطُّرُقِ وَالمُتَابَعَـاتِ عَلَى قُوَّةِ هَذَا الحَدِيثِ ، وتَرَقِّيهِ عَنْ دَرَجَةِ أَنْ يَكُونَ ضَعِيفاً ، إِذْ ذَاكَ ممَّا يُقَوِّي بَعْضُهُ بَعْضاً ، ويُؤَيِّدُ بَعْضُهُ بَعْضاً " ، فَهُوَ مَرْدُودٌ عَلَيْهِ بما قَدَّمْنَاهُ مِنْ تَفْصِيلٍ وَبَيَانٍ ، وَلِلَّهِ الحَمْدُ عَلَى مَا وَفَّقَ .

(54) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref54)" مَجْمُوعُ الفَتَاوَى " (1/251 _ 252) .

(55) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref55) " إِعْلاَمُ المُوَقِّعِينَ " (1/31 _ 32) ، يَقُولُ شَيْخُنَا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ الجُدَيْعُ _ حَفِظَهُ اللَّهُ _ فِي تَحْقِيقِهِ لِكِتَابِ " المُقْنِعِ فِي عُلُومِ الحَدِيثِ " لابنِ المُلَقِّنِ (1/106 _ الحاشية ) مُعَلِّقاً عَلَى كَلاَمِ ابنِ تَيْمِيَّةَ وابنِ القَيِّمِ : " فَهَذَا التَّحْقِيقُ النَّفِيسُ هُوَ المُرَادُ فِي قَوْلِ الإِمَامِ أَحْمَدَ المَذْكُورِ ، وَإِطْلاَقُ القَوْلِ بجَوَازِ العَمَلِ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ في فَضَائِلِ الأَعْمَالِ مَذْهَبٌ في غَايَةِ الخُطُورَةِ لِمَنْ سَلَكَهُ بَعْدَ أَنِ اسْتَقرَّ اصْطِلاَحُ الحَدِيثِ الضَّعِيفِ ، إِذْ مَعْنَاهُ : إِثْبَاتُ الاسْتِحْبَابِ بحَدِيثٍ غَيْرِ صَحِيحٍ وَلاَ حَسَنٍ ، وَهُوَ إِضَافَةُ تَعَبُّدٍ إِلَى الشَّارعِ لَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ " .

(56) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref56) " صَحِيحُ البُخَارِيِّ " (رقم :3274 _ البُغا ) .

(57) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref57) لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ بِهَـذَا اللَّفْظِ ، وَوَقَفْتُ عَلَى لَفْظٍ قَرِيبٍ مِنْهُ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي " المُسْنَدِ " (4/136 _ رقم : 17264) ، وعَبْدُ الرَّزَّاقِ في " المُصَنَّفِ " (6/111 _ رقم :10160) و (10/314 _ رقم :19214) و (11/109 _ رقم :20059) ، وأبو دَاوُدَ في " سُنَنِهِ " (رقم :3644) ، وابنُ حِبَّانَ في " صَحِيحِهِ " (14/151 _ رقم :6257) ، وغيرُهُمْ مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ ابنِ أَبي نملةَ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أبيهِ أنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ مُرَّ بجَنَازَةٍ فَقَالَ : يَا محمَّدُ ، هَلْ تَتَكَلَّمُ هَذِهِ الجَنَازَةُ ؟ ، فَقَالَ النَّبيُّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " اللَّهُ أَعْلَمُ " ، قَالَ اليَهُودِيُّ : إِنَّهَا تَتَكَلَّمُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الكِتَابِ فَلاَ تُصَدِّقُوهُمْ وَلاَ تُكَذِّبُوهُمْ ، وَقُولُوا : آمَنَّا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ؛ فَإِنْ كَانَ بِاطِـلاً لَمْ تُصَدِّقُوهُ ، وَإِنْ كَانَ حَقّاً لَمْ تُكَذِّبُوهُ " .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ ابنُ أَبِي نَمْلَةَ الأَنْصَارِيُّ اسْمُهُ : نَمْلَةُ ، وَهُوَ مَجْهُولُ الحَالِ ، ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ " (5/485) ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ جَعَلَ الأَصْلَ فِي كُلِّ رَاوٍ لَمْ يَقِفْ فِي رِوَايَتِهِ عَلَى مَا يُطْعَنُ فِيهِ لأَجْلِهِ اللَّحَاقَ بِالثِّقَاتِ ، وَإِنْ كَانَ لاَ يَدْرِي مَنْ يَكُونُ ذَلِكَ الرَّاوِي.
وَقَوْلُ الرَّسُولِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " مَا حَدَّثَكُمْ أَهْـلُ الكِتَابِ ... الخ " لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ في " صَحِيحِهِ " (رقم: 4215 و 6928 و 7103 _ البُغا ) بلفظِ : " لاَ تُصَدِّقُوا أَهْلَ الكِتَابِ ، وَلاَ تُكَذِّبُوهُمْ ، و ( قُولُوا ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إلَيْنَا ... )الآيَةَ [ البقرة : 136 ] " .

(58) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref58) حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ؛ أَخْرَجَهُ الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ فِي " جُزْئِهِ " (رقم : 45) ، _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : أَبُو سُلَيْمَانَ الخَطَّابِيُّ فِي " غَرِيبِ الحَدِيثِ " (1/77) ، وابنُ عَدِيٍّ في " الكَامِلِ " (5/91) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ في " الحِلْيَةِ " (6/181) ، والبَيْهَقِيُّ فِي " شُعَبِ الإِيمَانِ " (1/411 _ رقم :565) _ قَالَ : حدَّثنا يَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ ؛ قَالَ : سَمِعْتُ عِمْرَانَ بنَ مُسْلِمٍ ، وعبَّادَ بنَ كَثِيرٍ ، يُحدِّثانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ ؛ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " ذَاكِرُ اللَّهِ فِي الغَافِلِينَ مَثَلُ الَّذِي يُقَاتِلُ عَنِ الفَارِّينَ ، وَذَاكِرُ اللَّهِ في الغَافِلِينَ مَثَلُ الشَّجَرَةِ الخَضْرَاءِ فِي وَسَطِ الشَّجَرِ الَّذِي قَدْ تَحَاتَّ وَرَقُهُ مِنَ الصَّرِيدِ _ قَالَ يَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ : يَعْنِي بِالصَّرِيدِ البَرْدَ الشَّدِيدَ _ ، وَذَاكِرُ اللَّهِ فِي الغَافِلِينَ ... " فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ .
وَجَاءَ عِنْدَ البَيْهَقِيِّ: " الضَّرِيبُ " بَدَلاً مِنْ : " الصَّرِيدِ " ، وَذَكَرَ الخَطَّابيُّ أَنَّ : " الصَّرِيدَ " وَهْمٌ .
وَجَاءَ لفظُهُ عِنْدَ ابنِ عَدِيٍّ : " وَسَطِ الشَّجَرِ الحَـاتِّ فِي الصَّرِيرِ _ قَالَ يَحْيَى : الصَّرِيرُ : البَرْدُ الشَّدِيدُ _ " .
وَلَمْ يَقْرِنْ أَبُو نُعَيْمٍ عبَّادَ بنَ كَثِيرٍ فِي رِوَايَتِهِ مَعَ عِمْرَانَ بنِ مُسْلِمٍ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ مُنْكَرٌ ؛ مَدَارُهُ عَلَى يَحْيَى بنِ سُليمٍ الطَّائِفِيِّ ، وَهُوَ صَدُوقٌ مِنْ رِجَالِ الجَمَاعَةِ ، إِلاَّ أنَّهُ سَيِّءُ الحِفْظِ ، وَقَدْ تفرَّدَ بِهِ وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ ، وعِمْرَانُ بنُ مُسْلِمٍ هُوَ : القَصِيرُ ، كَمَا جَاءَ التَّصريحُ بِهِ في رِوَايَةِ أَبِي نُعَيْمٍ ، وَهُوَ صَدُوقٌ ، إِلاَّ أَنَّ في رِوَايةِ يَحْيَى بنِ سُليمٍ عَنْهُ بَعْضَ المَنَاكِيرِ ، قَالَ ابنُ حِبَّانَ في " المَجْرُوحِينَ " : " فَأَمَّا رِوَايةُ أَهْلِ بَلَدِهِ عَنْهُ فَمُسْتَقِيمَةٌ ، تُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ ، وَأَمَّا مَا رَوَاهُ عَنْهُ القُرْبَى مِثْلُ : سُوَيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ ، وَيَحْيَى بنِ سُلَيْمٍ ، وَذَوِيهِمَا ؛ فَفَيهِ مَنَاكِيرُ كَثِيرَةٌ ، فَلَسْتُ أَدْرِي أَكَانَ يُدْخَلُ عَلَيْهِ فَيُجِيبُ ، أَمْ تَغَيَّرَ حَتَّى حُمِلَ عَنْهُ هَذِهِ المَنَاكِيرُ ، عَلَى أنَّ يَحْيَى بنَ سُلَيْمٍ ، وَسُوَيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيزِ _ جَمِيعاً _ يُكْثِرَانِ الوَهْمَ وَالخَطَأَ عَلَيْهِ " ، وَأَمَّا قَرِينُهُ وَهُوَ : عبَّادُ بنُ كَثِيرٍ ؛ فَالظَّاهِرُ أنَّهُ الرَّمْلِيُّ الفِلَسْطِينِيُّ ، فَقَدْ ذُكِرَ فِي تَرْجَمَتِهِ أَنَّهُ يَرْوِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ دِينَارٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَتَابَعَ الحَسَنَ بنَ عَرَفَةَ عَلَيْهِ كُلٌّ مِنْ : زَيْدِ بنِ الحَرِيشِ ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَزِيدَ الأَدَمِيِّ .
أَمَّا مُتَابَعَةُ زَيْدِ بنِ الحَرِيشِ : فَأَخْرَجَهَا أَبُو سُلَيْمَانَ الخَطَّابِيُّ فِي " غَرِيبِ الحَدِيثِ " (1/78) مِنْ طَرِيقِهِ ، عَنْ يَحْيَى بنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ دِينَارٍ ، بِهِ نحوه ، وَجَاءَ عِنْدَهُ : " الصَّريف " بَدَلاً مِنْ : " الضَّريب " ، قَالَ الخَطَّابِيُّ : " وَهُوَ غَلَطٌ وَتَصْحِيفٌ ، ويُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الكَاتِبُ قَدْ فَخَّمَ البَاءَ مِنَ الضَّريبِ فَصَارَتْ كَالفَاءِ لانْتِفَاخِهَا ، والضَّرِيبُ : الجَلِيدُ ، وَإِنَّمَا يَقَعُ ذَلِكَ فِي شِدَّةِ البَرْدِ ، وَأَوَانِ سُقُوطِ وَرَقِ الشَّجَرِ " .
أمَّا مُتَابَعَةُ محمَّدِ بنِ يَزِيدَ الأَدَمِيِّ: فَأَخْرَجَهَا ابنُ شَاهِينَ في " التَّرْغِيبِ في فَضَائِلِ الأَعْمَالِ " (رقم :168) مِنْ طَرِيقِهِ ، عَنْ يَحْيى بنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ دِينَارٍ ، بِهِ نحوه ، وَجَاءَ لفظُهُ عِنْدَهُ قَرِيباً مِنْ اللَّفْظِ الَّذِي ذَكَرَهُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ ؛ فَقَالَ : " كَالشَّجَرَةِ الخَضْرَاءِ فِي وَسَطِ الشَّجَرِ اليَابِسِ " .

(59) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref59) الظَّاهرُ أَنَّ شَيْخَ الإِسْلاَمِ ابنَ تَيْمِيَّةَ اعْتَمَدَ عَلَى حَافِظَتِهِ فِي عَزْوِهِ لِهَذَا الحَدِيثِ ، والحِفْظُ خَوَّانٌ ، فَهَذَا الحَدِيثُ لَمْ يُخَرِّجْهُ التِّرْمِذِيُّ فِي " جَامِعِهِ " ، وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَـابِ السُّنَنِ وَالجَوَامِعِ وَالمَسَانِيدِ المَشْهُورَةِ ، وَإِنَّمَا أَخْرَجَهُ : ابنُ شَاهِينَ فِي " شَرْحِ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ " (رقم :69) ، وابنُ الجَوْزِيِّ في " المَوْضُوعَاتِ " (3/152 _ 153) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ الأَشْعَثِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ [ جَاءَ في الأَصْلِ : عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ ، والتَّصْوِيبُ مِنَ " اللآلِىءِ المَصْنُوعَةِ " (1/214) ] المُكْتِبُ ، حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بنُ يَحْيَى بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بنُ كِـدَامٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِـيِّ ، عَنِ ابنِ عُمَرَ ؛ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ يَقُولُ : " مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ فَضْلُ شَيْءٍ مِنَ الأَعْمَالِ يُعْطِيهِ عَلَيْهَا ثَوَاباً ، فَعَمِلَ ذَلِكَ العَمَلَ رَجَـاءَ ذَلِكَ الثَّوَابِ ؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ الثَّوَابَ وَإِنْ لَمْ يَكُـنْ مَا بَلَغَهُ حقّاً " .
أَقُولُ : هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ ؛ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ المُكْتِبُ هُوَ : عَلِيُّ بنُ عَبْدَةَ ، كَذَّابٌ يَضَعُ الحَدِيثَ ، وَشَيْخُهُ إِسْمَاعِيلُ بنُ يَحْيَى بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ كَذَّابٌ _ أَيْضاً _ ، وَعَطِيَّةُ هُوَ : ابنُ سَعْدٍ العَوْفِيُّ ، وَقَدْ ضَعَّفُوهُ .
وَرُوِيَ الحَدِيثُ مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عَنِ ابنِ عُمَرَ :
الأَوَّلُ : أَخْرَجَهُ ابنُ شَاهِينَ فِي " شَرْحِ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ " (رقم :70) مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ ابنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ المُبَارَكِ الصَّنْعَانِيِّ ، حدَّثنا زَيْدُ بنُ المُبَارَكِ ، حدَّثنا يَزِيدُ بنُ هَارُونَ ، حدَّثنا أَبُو الصَّبَّاحِ المُؤَذِّنُ ، حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ ، عَنِ ابنِ عُمَرَ ؛ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " مَنْ بَلَغَهُ فِي عَمَلٍ ثَوَابٌ فَعَمِلَ بِهِ رَجَـاءَ ثَوَابِهِ ؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ بَاطِلاً ، وَفَضْلَ عَشْرِ حَسَنَاتٍ " .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِدّاً ؛ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ : عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ المُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ ، نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ ، تَرْجَمَ لَهُ الذَّهَبِيُّ في " تَارِيخِ الإِسْلاَمِ " (ص: 2206) وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ شَيْئاً ، وَأَبُو الصَّبّاحِ المُؤَذِّنُ لَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُ ، وَعَبْدُ العَزِيزِ هُوَ : ابنُ قَيْسٍ العَبْدِيُّ البَصْرِيُّ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : " مَجْهُولٌ " ، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ " ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ جَعَلَ الأَصْلَ فِي كُلِّ رَاوٍ لَمْ يَقِفْ فِي رِوَايَتِـهِ عَلَى مَا يُطْعَنُ فِيهِ لأَجْلِهِ اللَّحَاقَ بِالثِّقَاتِ ، وَإِنْ كَانَ لاَ يَدْرِي مَنْ يَكُونُ ذَلِكَ الرَّاوِي .
الثَّانِي : أَخْرَجَهُ المُرْهِبِيُّ في " فَضْلِ العِلْمِ " _ كَمَا في " اللآلِىءِ المَصْنُوعَةِ " (1/215) _ مِنْ طَرِيقِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ ، حدَّثنا شَبَابَةُ ، حدَّثنا ابنُ أَبِي بِلاَلٍ ، عَنِ الوَلِيدِ بنِ مَرْوَانَ ، عَنِ ابنِ عُمَرَ ؛ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " مَنْ بَلَغَهُ شَيْءٌ مِنَ الأَحَادِيثِ الَّتِي يُرْجَى فِيهَا الخَيْرُ فَقَالَهُ يَنْوِي بِهِ مَا بَلَغَهُ ، أُعْطِيَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ " .
أَقُولُ : وَهَذَا ضَعِيفٌ _ أَيْضاً _ ؛ ابنُ أَبِي بِلاَلٍ لاَ أَدْرِي مَنْ هُوَ ، وَأَمَّا شَيْخُهُ الوَلِيدُ بنُ مَرْوَانَ فَيَظْهَرُ لِي أَنَّهُ الَّذِي تَرْجَمَ لَهُ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " وَذَكَرَ أنَّهُ يَرْوِي عَنْ غَيْلاَنَ بنِ جَرِيرٍ ، وَنَقَلَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ مَجْهُولٌ .
وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِدُ يَزْدَادُ بِهَا ضَعْفاً ، وَهُوَ يَصْلُحُ أَنْ يُمَثَّلَ بِهِ لِلضَّعِيفِ الَّذِي لاَ يَنْجَبِرُ بِتَعَدُّدِ طُرُقِهِ :
الشَّاهِدُ الأَوَّلُ : أَخْرَجَهُ ابنُ حِبَّانَ فِي " المَجْرُوحِينَ " (1/199) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابنُ الجَـوْزِيِّ فِي " المَوْضُوعَاتِ " (3/153) _ مِنْ طَرِيقِ الهَيْثَمِ بنِ خَارِجَةَ ، حدَّثنا بَزِيعٌ أَبُو الخَلِيلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ ، وَثَابِتٍ ، وَأَبَانَ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ قال : " مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ _ عَزَّ وَجَلَّ _ ، أَوْ عَنْ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ فَضِيلَةٌ _ كَانَ مِنِّي أَوْ لَمْ يَكُنْ _ ؛ فَعَمِلَ بِهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا ، أَعْطَاهُ اللَّهُ _ عَزَّ وَجَلَّ _ ثَوَابَهَا " .
قَالَ ابنُ الجَوْزِيِّ : " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ ، قَدْ وَضَعَهُ مَنْ عَزَمَ عَلَى وَضْعِ أَحَادِيثَ التَّرْغِيبِ ، ... ، فَالمُتَّهَمُ بِوَضْعِهِ بَزِيعٌ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ أنَّهُ قَالَ : هُوَ مَتْرُوكٌ ، وَقَالَ ابنُ عَدِيٍّ : كُلُّ أَحَادِيثِهِ مُنْكَرَاتٌ ، لاَ يُتَابِعُهُ عَلَيْهَا أَحَدٌ " .
أَقُولُ : وَهُوَ كَمَا قَالَ ، فَبَزِيعٌ _ هَذَا _ هُوَ : ابنُ حَسَّانٍ أَبُو الخَلِيلِ ، قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتمٍ : " ذَاهِبُ الحَدِيثِ " ، وَقَالَ ابنُ حِبَّانَ : " يَأْتِي عَنِ الثِّقَاتِ بِأَشْيَـاءَ مَوْضُوعَةٍ ، كَأَنَّهُ المُتَعَمِّدُ لَهَا " ، وَجَاءَ نحوُهُ عَنِ الحَاكِمِ ، وَهُوَ قَلِيلُ الحَدِيثِ .
وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ: أَخْرَجَهَا ابنُ شَاهِينَ في " شَرْحِ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ " (رقم :73) قَالَ : حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ محمَّدٍ البَغَوِيُّ ، حدَّثنا كَامِلُ بنُ طَلْحَةَ ، حدَّثنا عبَّادُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ _ يَرْفَعُ الحَدِيثَ إِلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ قَالَ : " مَنْ بَلَغَهُ فضلٌ عَنِ اللَّهِ فعَمِلَ بِهِ ؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ الفضلَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ " .
وَتَابَعَ كَامِلَ بنَ طَلْحَةَ عَلَيْهِ الحَارِثُ بنُ الحَجَّاجِ بنِ أَبِي الحَجَّاجِ _ وَهُوَ مَجْهُولٌ _ : أَخْرَجَهُ ابنُ عَبْدِ البَرِّ في " جَامِعِ بَيَانِ العِلْمِ وَفَضْلِهِ " (1/22) بِلَفْظِ : " ... ، وَمَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ فَضْلٌ فَأَخَـذَ بِذَلِكَ الفَضْلِ الَّذِي بَلَغَهُ ؛ أَعْطَـاهُ اللَّهُ مَا بَلَغَهُ وَإِنْ كَانَ الَّذِي حَدَّثَهُ كَاذِباً " .
قَالَ ابنُ عَبْدِ البَرِّ : " هَذَا الحَدِيثُ ضَعِيفٌ ؛ لأَنَّ أَبَا مَعْمَرٍ عَبَّادَ بنَ عَبْدِ الصَّمَدِ انْفَرَدَ بِهِ ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الحَدِيثِ ، وَأَهْلُ العِلْمِ _ بجَمَاعَتِهِمْ _ يَتَسَاهَلُونَ في الفَضَائِلِ ، فَيَرْوُونَهَا عَنْ كُلٍّ ، وَإِنَّمَا يَتَشَدَّدُونَ فِي أَحَادِيثِ الأَحْكَامِ " .
أَقُولُ : بَلْ هُوَ مُنْكَرٌ جِدّاً ؛ عبَّادُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ وَهُوَ : أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ فِيهِ البُخَارِيُّ : " مُنْكَرُ الحَدِيثِ " ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : " ضَعِيفُ الحَدِيثِ جِدّاً ، مُنْكَرُ الحَدِيثِ ، لاَ أَعْرِفُ لَهُ حَدِيثاً صَحِيحاً " ، وَقَالَ ابنُ حِبَّانَ : " مُنْكَرُ الحَدِيثِ جِـدّاً ، يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ ، وَمَا أُرَاهُ سَمِعَ مِنْهُ شَيْئاً ، فَلاَ يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ فِيمَا وَافَقَ الثِّقَاتَ ، فَكَيْفَ إِذَا انْفَرَدَ بِأَوَابِدَ ؟! " ، وَقَالَ ابنُ عَدِيٍّ : " يُحدِّثُ عَنْ أَنَسٍ بِالمَنَاكِيرِ ، ... ، وَهُوَ ضَعِيفٌ مُنْكَرُ الحَدِيثِ " .
أَمَّا قَوْلُ ابنِ عَبْدِ البَرِّ : " وَأَهْلُ العِلْمِ ... الخ " فَيُرَدُّ عَلَيْهِ : بَأَنَّ أَهْلَ العِلْمِ إنَّمَا أَجَازُوا رِوَايَةَ الأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا ضَعْفٌ شَدِيدٌ ، حيثُ لاَ يَكُونُ فِيهَا مَتْرُوكٌ ، أَوْ مُتَّهَمٌ بِالكَذِبِ ، أَوْ كَذَّابٌ ، وَحَدِيثُ أَنَسٍ _ هَذَا _ ضَعْفُهُ شَدِيدٌ .
الشَّاهِدُ الثَّانِي : أَخْرَجَهُ الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ فِي " جُزْئِهِ " (رقم :63) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ فِي " تَارِيخِ بَغْدَادَ " (8/295) ، وابنُ الجَوْزِيِّ فِي " المَوْضُوعَاتِ " (1/258) _ ، وابنُ شَاهِينَ في " شَرْحِ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ " (رقم :68) مِنْ طَرِيقِ أَبِي يَزِيدَ خَالِدِ بنِ حَيَّانَ الرَّقِّيِّ ، عَنْ فُرَاتِ بنِ سَلْمَانَ ، وعِيسَى بنِ كَثِيرٍ ، كِلاَهُمَا عَنْ أَبِي رَجَاءٍ ، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ ؛ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ _ عَزَّ وَجَلَّ _ شَيْءٌ فِيهِ فَضْلٌ فَأَخَذَهُ إِيمَاناً بِهِ ، وَرَجَاءَ ثَوَابِهِ ؛ أَعْطَـاهُ اللَّهُ _ عَزَّ وَجَلَّ _ ذَلِكَ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ " .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ مُنْكَرٌ ؛ أَبُو رَجَاءٍ أُرَى أَنَّهُ الجَزَرِيُّ ؛ لأَنَّ فُرَاتَ بنَ سَلْمَانَ وعِيسَى بنَ كَثِيرٍ الأَسَدِيَّ [ هَكَذَا جَاءَتْ نِسْبَتُهُ فِي تَرْجَمَةِ مَيْمُونَ بنِ مِهْرَانَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (61/363) ] _ الرَّاوِيَيْنِ عَنْهُ _ كِلاَهُمَا رَقِّيَّانِ مِنْ أَهْـلِ الجَزِيرةِ ، قَالَ عَنْهُ ابنُ حِبَّانَ فِي " المَجْرُوحِينَ " (3/158) : " شَيْخٌ ، يَرْوِي عَنْ فُرَاتِ بنِ السَّائِبِ وَأَهْلِ الجَزِيرَةِ المَنَاكِيرَ الكَثِيرَةَ الَّتِي لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهَا ، لاَ يجُوزُ الاحْتِجَاجُ بخَبَرِهِ إِذَا انْفَرَدَ ؛ لِغَلَبَةِ المَنَاكِيرِ عَلَى أَخْبَارِهِ " ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِي رَجَاءٍ الجَـزَرِيِّ مُحْرِزِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلى هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ ، فَهَذَا صَدُوقٌ .
الشَّاهِدُ الثَّالِثُ : أَخْرَجَهُ ابنُ شَاهِينَ في " شَرْحِ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ " (رقم :71 و 72) مِنْ طَرِيقِ جُوَيْبِرٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابنِ عبَّاسٍ ؛ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ رَغْبَةٌ فَطَلَبَ ثَوَابَهَا ؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَهَا ، وَإِنْ لَمْ تَكُنِ الرَّغْبَةُ عَلَى مَا بَلَغَهُ ، قُلْتُهُ ، أَوْ لَمْ أَقُلْهُ ، فَأَنَا قُلْتُهُ " .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ مُنْقَطِعٌ ضَعِيفٌ جِدّاً ؛ جُوَيْبِرٌ هُوَ : ابنُ سَعِيدٍ الأَزْدِيُّ ، قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِينِيِّ : " أَكْثَرَ عَنِ الضَّحَّاكِ ، رَوَى عَنْهُ أَشْيَاءَ مَنَاكِيرَ " ، وَالضَّحَّاكُ هُوَ : ابنُ مُزَاحِمٍ ، لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ابنِ عبَّاسٍ ، فَالإِسْنَادُ مُنْقَطِعٌ .

(60) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref60)" مَجْمُوعُ الفَتَاوَى " (18/65 _ 68) .

(61) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref61) " مَجْمُوعُ الفَتَاوَى " (1/250 _ 251) .

(62) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref62) " المُغْنِي " (1/838) .

(63) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref63) " أَعْلاَمُ المُوَقِّعِينَ " (4/306) .

(64) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref64) فِي كِتَابَيْهِ : " التِّبْيَانِ " (ص : 75) و " الأَذْكَارِ " (ص: 241) .

(65) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref65)أَخْرَجَ أبو نُعَيْمٍ في " الحِلْيَةِ " (5/26) مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ محمَّدٍ _ يَعْني : ابنَ جَابِرٍ _ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ ، عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ ، عَنْ سَعْدٍ ؛ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّه _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " مَنْ خَتَمَ القُرْآنَ أَوَّلَ النَّهَارِ ؛ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَمَنْ خَتَمَهُ آخِرَ النَّهَارِ ؛ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ حَتَّى يُصْبِحَ " .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ : " غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ طَلْحَةَ ، تَفَرَّدَ بِهِ هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ " .
أَقُولُ : أَشَارَ الحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ بقولِهِ : ( غَرِيبٌ ) إِلى ضَعْفِ إِسْنَادِهِ ، وَهُوَ كَذَلِكَ ، فَإِنَّ هِشَامَ بنَ عُبَيْدِ اللَّهِ هُوَ : الرَّازِيُّ ، قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتمٍ : " صَدُوقٌ " ، وَقَالَ ابنُ أَبي حَاتمٍ: " ثقةٌ ، يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ " ، إِلاَّ أَنَّ الحَافِظَ ابنَ حِبَّانَ شَدَّدَ القَوْلَ فِيهِ ؛ فَقَالَ : " وَكَانَ يَهِمُ في الرِّوَايَاتِ وَيُخْطِىءُ إِذَا رَوَى عَنِ الأَثْبَاتِ ، فَلَمَّا كَثُرَ مُخَالَفَتُهُ الأَثْبَاتَ ، بَطَلَ الاحْتِجَاجُ بِهِ " ، ومحمَّدُ بنُ جَابِرٍ هُوَ : ابنُ سيارٍ اليَمَامِيُّ ، صَدُوقٌ ، إِلاَّ أنَّهُ ذَهَبَتْ كُتُبُهُ فَسَاءَ حِفْظُهُ ، وَخَلَّطَ كَثِيراً ، وَعَمِيَ ، فَصَارَ يُلَقَّنُ ، وَلَيْثٌ هُوَ : ابنُ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَجَـاءَ الحَدِيثُ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ لَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ مَوْقُوفاً عَلَى سَعْـدٍ : أَخْرَجَهَا الدَّارميُّ في " مُسْنَدِهِ " (رقم : 3483) : قَالَ : حدَّثنا محمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ ، حدَّثنا هُارُونُ ، عَنْ عَنْبَسَةَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ ، عَنْ مُصْعَبَ بنِ سَعْدٍ ، عَنْ سَعْدٍ ؛ قَالَ: إِذَا وَافَقَ خَتْمُ القُرْآنِ أَوَّلَ اللَّيْلِ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَإِنْ وَافَقَ خَتْمُهُ آخِـرَ اللَّيْلِ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ حَتَّى يُمْسِيَ ، فَرُبَّمَا بَقِيَ عَلَى أَحَدِنَا الشَّيْءُ فَيُؤَخِّرُهُ حَتَّى يُمْسِيَ ، أَوْ يُصْبِحَ .
قَالَ الدَّارِمِيُّ : " هَذَا حَسَنٌ عَنْ سَعْدٍ " .
أَقُولُ : بَلْ هُوَ ضَعِيفٌ ؛ وَالظَّاهِرُ أنَّ الدَّارِمِيَّ أرَادَ بِالحُسْنِ الغَرَابَةَ وَالنَّكَارَةَ عَلَى عَادَةِ المُتَقَدِّمِينَ ، فَإِنَّهُمْ يُعَبِّرُونَ بِالحُسْنِ عَنِ الغَرِيبِ وَالمُنْكَرِ ، فَقَدْ جَاءَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أنَّهُ قَالَ : " كَانُوا يَكْرَهُونَ إِذَا اجْتَمَعُوا أَنْ يُخْرِجَ الرَّجُلُ أَحْسَنَ مَا عِنْدَهُ " فَأَرَادَ بِالأَحْسَنِ الغَرِيبَ ؛ لأَنَّ غيرَ المَأْلُوفِ يُسْتَحْسَنُ أَكْثَرَ مِنَ المَشْهُورِ المَعْرُوفِ ، وَكَذَلِكَ جَاءَ عَنْ شُعْبةَ بنِ الحَجَّاجِ أنَّهُ قِيلَ لَهُ : " مَا لَكَ لاَ تَرْوِي عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَهُوَ حَسَنُ الحَدِيثِ ؟ ، قَالَ : مِنْ حُسْنِهِ هَرَبْتُ " ، وَهَذَا الأَثَرُ مِنْ هَذَا البَابِ ، فَإِنَّ فِيهِ محمَّدَ بنَ حُمَيْدٍ _ شَيْخ الدَّارِمِيِّ _ وَهُوَ ابنُ حَيَّانَ الرَّازِيُّ ، وَهُوَ وَاهٍ ، وَمَا زَالَ مَدَارُ الحَدِيثِ عَلَى لَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ كَمَا ذَكَرْنَا .
وَأَخْرَجَ ابنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي " المُصَنَّفِ " (6/129 _ رقم :30043) و (7/207 _ رقم : 35383) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : أَبُو نُعَيْمٍ في " الحِلْيَةِ " (2/220) _ قَالَ : حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ القَطَّانُ ، عَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ ؛ أنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْتِمَ القُرْآنَ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ أَخَّرَهُ إِلى أَنْ يُمْسِيَ ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْتِمَهُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أَخَّرَهُ إِلى أَنْ يُصْبِحَ .
أَقُولُ : وَهَذَا أَثَرٌ ضَعِيفٌ _ أيضاً _ ؛ بِسَبَبِ جَهَالَةِ الرَّجُلِ المُبْهَمِ فِي السَّنَدِ .
وَأَخْرَجَ الدَّارِمِيُّ فِي " المُسْنَدِ " (رقم :3477 و 3478) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ في " الحِلْيَةِ " (4/227) مِنْ طَرِيقِ جَرِيرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ؛ قَالَ : إِذَا قَرَأَ الرَّجُلُ القُرْآنَ نهاراً ؛ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَإِنْ قَرَأَهُ لَيْلاً ؛ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ حَتَّى يُصْبِحَ ، قَالَ الأَعْمَشُ : فَرَأَيْتُ أَصْحَابَنَا يُعْجِبُهُمْ أَنْ يَخْتِمُوهُ أَوَّلَ النَّهَارِ ، أَوْ أَوَّلَ اللَّيْلِ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَقَدْ تَابَعَ الأَعْمَشَ عَلَيْهِ : العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ _ وَهُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ _ ، أَخْرَجَهُ أَبُو بَكْرٍ الأَنْبَارِيُّ _ كَمَا فِي " تَفْسِيرِ القُرْطُبِيِّ " (1/60) _ مِنْ طَرِيقِ هُشَيْمٍ ، عَنِ العَوَّامِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، بِهِ نحوَهُ .

(66) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref66) ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ فِي " قِيَامِ رَمَضَانَ " (رقم : 54) _ مُعَلَّقاً _ ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ السُّيُوطِيُّ فِي " الإِتْقَانِ فِي عُلُومِ القُرْآنِ " (1/293) ، والزَّرْكَشِيُّ فِي " البُرْهَانِ فِي عُلُومِ القُرْآنِ " (1/472) ، و " المُغْنِي " لابنِ قُدَامَةَ (1/838) مِنْ غَيْرِ بَيَانِ مَخْرَجِهِ .

(67) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref67)وَرَدَ فِي التَّكْبِيرِ حَدِيثٌ وَاحِـدٌ مَرْفُوعٌ لِلرَّسُولِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، وَعَدَدٌ مِنَ الآثَـارِ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ ، وَإِلَيْكَ تَفْصِيلُهَا :
أَوَّلاً : الحَدِيثُ المَرْفُوعُ الوَارِدُ فِي التَّكْبِيرِ :
هَذَا الحَدِيثُ مَدَارُهُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَزَّةَ ، وَقَدِ اخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِ :
فَأَخْرَجَهُ الفَاكِهِيُّ فِي " أَخْبَارِ مَكَّةَ " (رقم :1684) قَالَ : حدَّثنا أحمدُ بنُ محمَّد بنِ أبي بَزَّةَ ؛ قَالَ : حدَّثنا عِكْرِمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ _ مَوْلى بَنِي شَيْبَةَ _ ؛ قَالَ : قرأتُ عَلَى إِسمَاعِيلَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ قُسْطَنْطِينَ _ مَوْلى بني مَيْسَرَةَ _ فَلَمَّا بَلَغْتُ : ( وَالضُّحَى ) قَالَ : كَبِّرْ حَتَّى تَخْتِمَ ، فَإِنِّي قرأتُ عَلَى عَبْد اللَّهِ بنِ كَثِيرٍ الدَّارِيِّ _ مَوْلى بني عَلْقَمَةَ الكنانيِّـينَ _ ، فَأَمَرَنِي بِذَلِكَ ، وأخبرني أنَّهُ قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدِ بنِ جَبْرٍ أَبِي الحَجَّاجِ _ مَوْلى عبدِ اللَّهِ بنِ السَّائبِ _ ، فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ ، وأخبرهُ أنَّهُ قَرَأَ عَلَى عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ ، فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ ، وأخبرهُ ابنُ عبَّاسٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا _ أنَّهُ قَرَأَ عَلَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ ، فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ ، وأخبرهُ أُبَيٌّ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ أنَّهُ قَرَأَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ .
أَقُولُ : هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ؛ فأحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ أبي بَزَّةَ هُوَ : أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ ابنِ القاسمِ بنِ أبي بَزَّةَ ، نُسِبَ إلى جَدِّهِ الأَعْلَى ، وَهُوَ إِمَامٌ في القِرَاءَةِ ، ثَبْتٌ فِيهَا ، لكنَّهُ ضَعِيفٌ مُنْكَرُ الحَدِيثِ ، قَالَ أَبُو حَاتمٍ : " ضَعِيفُ الحَدِيثِ ، لاَ أُحَدِّثُ عَنْهُ "، وَقَالَ العُقَيْلِيُّ : " مُنْكَرُ الحَدِيثِ ، يُوصِلُ الأَحَادِيثَ " ، أَيْ : أنَّهُ يَصِلُ الأَحَادِيثَ المُرْسَلَةَ ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلى قِلِّةِ ضَبْطِهِ ، أمَّا عِكْرِمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ فَهُوَ : ابنُ كَثِيرٍ مَوْلى بَنِي شَيْبَةَ ، وَهُوَ شَيْخُ الإِقْرَاءِ بمكَّةَ ، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابنُ أَبِي حَاتمٍ في " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ جَرْحاً وَلاَ تَعْدِيلاً ، وَقَالَ عَنْهُ الذَّهَبِيُّ في " مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ الكِبَـارِ " (1/147) : " وَقَدْ تَفَرَّدَ عَنْـهُ البَزِّيُّ بحَدِيثِ التَّكْبِيرِ مِنْ : ( وَالضُّحَى) ، وَعِكْرِمَةُ شَيْخٌ مَسْتُورٌ مَا عَلِمْتُ أَحَداً تَكَلَّمَ فِيهِ " .
وَقَدْ حَكَمَ أَبُو حاتمٍ عَلَى الحَدِيثِ بِالنَّكَـارَةِ ، فَقَدْ قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " مِيزَانِ الاعْتِدَالِ " ( 1/145) : " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، وَهُوَ ممَّا أُنْكِرَ عَلَى البَزِّيِّ ، قَالَ أَبُو حَاتمٍ : هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ " ، وَكَذَا حَكَمَ عَلَيْهِ الذَّهَبِيُّ فَقَالَ فِي " تَارِيخِ الإِسْلاَمِ " (ص : 1888): " وَقَدْ تَفَرَّدَ بحَدِيثٍ مُسَلْسَلٍ فِي التَّكْبِيرِ مِنْ : ( وَالضُّحَى) ... ، وَقَعَ لِي عَالِياً ، وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ " .
وَقَدْ تَابَعَ الفَاكِهِيَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ ؛ مِنْهُمْ :
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ _ وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ في " سُؤَالاَتِ حَمْزَةَ بنِ يُوسُفَ السَّهْمِيِّ عَنْهُ " _ : أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ فِي " المُسْتَدْرَكِ " (3/344 _ رقم :5325) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : البَيْهَقِيُّ فِي " شُعَبِ الإِيمَانِ " (2/371 _ رقم :2079) _ .
ى قَالَ الحَاكِمُ : " هَـذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخرِّجَاهُ " ، وَقَدْ تَعَقَّبَـهُ الذَّهَبِيُّ بِقَوْلِهِ : " البَزِّيُّ قَدْ تُكلِّمَ فِيهِ " ، وَقَالَ فِي " سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ " (12/51) : " وَصَحَّحَ لَهُ الحاكمُ حَدِيثَ التَّكْبِيرِ وَهُوَ مُنْكَرٌ " .
وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو النَّبِيلُ _ وَهُوَ صَدُوقٌ كَمَا قَالَ ابنُ أَبِي حَاتمٍ _ : أَخْرَجَهُ ابنُ الجَزَرِيِّ فِي " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/308) .
وَالحَسَنُ بنُ الحُبَابِ _ وَكَانَ ثِقَةً ، وَهُوَ الَّذِي انْفَرَدَ بِزِيَادَةِ : ( لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ ) مَعَ التَّكْبِيرِ عَنِ البَزِّيِّ ؛ كَمَا قَالَ الذَّهَبِيُّ في " مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ الكِبَارِ " (1/229) _ : أَخْرَجَهُ عبدُ البَاقِي بنُ حسنٍ المقرىءُ _ كَمَا في " معرفةِ القُرَّاء الكبارِ " (1/177) _ .
والحَسَنُ بنُ مَخْلَدٍ _ لَمْ أَقِفْ عَلَى تَرْجَمَتِهِ _: أَخْرَجَهُ أَبُو الفَيْضِ الفادَانِيُّ في " العُجَالَةِ فِي الأَحَادِيثِ المُسَلْسَلةِ " (ص : 42) .
وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّاجِيُّ _ هُوَ وَالِدُ زَكَرِيَّا السَّاجِيِّ ، وَلَمْ أَرَ مَنْ تَرْجَمَ لَهُ _: أَخْرَجَهُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " (2/371 _ رقم :2080) .
ويحيى بنُ محمَّدِ بنِ صَاعِدٍ _ وَهُوَ ثقةٌ ثَبْتٌ _ : أَخْرَجَهُ أَبُو الفَيْضِ الفادَانِيُّ في " العُجَالَةِ فِي الأَحَادِيثِ المُسَلْسَلةِ " (ص : 42) ، وَالبَيْهَقِيُّ فِي " شُعَبِ الإِيمَانِ " (2/371 _ رقم : 2081) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابنُ الجَزَرِيِّ في " النَّشْرِ " (2/308 _ 309) _ ، وابنُ عَسَاكِرَ في " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (57/27) ، والذَّهَبِيُّ في " مِيزَانِ الاعْتِدَالِ " (1/144 _ 145) ، و" مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ الكِبَارِ " (1/175) .
وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ بَكْرٍ الخَيْزُرَانِيُّ _ لَمْ أَقِفْ عَلَى تَرْجَمَتِهِ _ : أَخْرَجَـهُ ابنُ عَسَاكِرَ في " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (14/319) .
وَزَادَ الخَيْزُرَانِيُّ فِي رِوَايَتِهِ صِفَةَ التَّكْبِيرِ ، فَذَكَرَ عَنْ عِكْرِمَةَ بنِ سُلَيْمَانَ أنَّهُ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ قُسْطَنْطِينَ ، فَلَمَّا بَلَغْتُ : ( وَالضُّحَى ) قَالَ لِي : كَبِّرْ عِنْدَ خَاتِمَةِ كُلِّ سُورَةٍ ، قُلْتُ : كَيْفَ أُكبِّرُ ؟ ، قَالَ : إِذَا بَلَغْتَ : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَـدِّثْ ) فَقُلْ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَافْتَتِحْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ ، ثُمَّ كَبِّرْ عِنْدَ خَاتِمَةِ كُلِّ سُورَةٍ .
وَخَالَفَ أَبُو رَبِيعَةَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الرَّبَعِيُّ _ وَهُوَ أَجَلُّ أَصْحَابِ البَزِّيِّ في زَمَانِهِ كَمَا قَالَ الذَّهَبِيُّ _ فَرَوَاهُ عَنِ ابنِ أَبِي بَزَّةَ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى عِكْرِمَةَ بنِ سُلَيْمَانَ ، وأخبرني أنَّهُ قَرَأَ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بنِ قُسْطَنْطِينَ ، وَشِبْلِ بنِ عبَّادٍ ؛ قَالَ : فَلَمَّا بَلَغْتُ : ( وَالضُّحَى ) قَالاَ لِي : كَبِّرْ حَتَّى تَخْتِمَ مَعَ خَاتِمَةِ كُلِّ سُورَةٍ ، فَإِنَّا قَرَأْنَا عَلَى ابنِ كَثِيرٍ فَأَمَرَنَا بِذَلِكَ ، وَأَخْبَرَنَا أنَّهُ قَرَأَ عَلَى مجاهدٍ فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ ، ... فَذَكَرَ نحوَهُ : أَخْرَجَهُ البَغَوِيُّ في " مَعَالِمِ التَّنْزِيلِ " (ص :458) _ واللَّفظُ لَهُ _ ، وابنُ الجَزَرِيِّ في " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/307 _ 308) ، فَزَادَ في إِسْنَادِهِ شِبْلَ بنَ عبَّادٍ ، وَهَذِهِ الزِّيادةُ لاَ تضرُّ ؛ لأَنَّ عِكْرِمَةَ بنَ سُلَيْمَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْ شِبْلِ بنِ عبَّادٍ _ أيضاً _ ، كَمَا جَاءَ في تَرْجَمَتِهِ .
وَقَدْ تَابَعَ أَبَا رَبِيعَةَ عَلَيْهِ مُوسَى بنُ هَارُونَ _ وَهُوَ مَكِّيٌّ مُقْرِىءٌ غَيْرُ مَعْرُوفٍ كَمَا جَاءَ في " مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ الكِبَارِ" لِلذَّهَبِيِّ (1/176) _ : أَخْرَجَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ _ كَمَا في " مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ الكِبَارِ " (1/176) ، و " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْـرِ " (2/309 و 310) لابنِ الجَزَرِيِّ _ .
زَادَ مُوسَى بنُ هَارُونَ في رِوَايَتِهِ : قَالَ لي ابنُ أبي بَزَّةَ : حَدَّثْتُ محمَّدَ بنَ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيَّ ؛ فَقَالَ لِي : إِنْ تَرَكْتَ التَّكْبِيرَ ؛ فَقَدْ تَرَكْتَ سُنَّةً مِنْ سُنَنِ نَبِيِّكَ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ .
أَقُولُ : وَهَذَا لاَ يَثْبُتُ عَنِ الشَّافِعِيِّ ؛ لأَنَّ مُوسَى بنَ هَارُونَ غيرُ مَعْرُوفٍ كَمَا ذَكَرْنَا .
وخَالَفَ يحيى بنُ محمَّدِ بنِ صَاعِدٍ _ تَقَدَّمَ الكَلاَمُ عَلَيْهِ _ في طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْهُ ، فَرَوَاهُ عَنْ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ أبي بَزَّةَ ، سمعتُ عِكْرِمَةَ بنَ سليمانَ بنِ كثيرِ بنِ عامرٍ مَوْلى بني شَيْبَةَ المكِّيَّ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى إسماعيلَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ قُسْطَنْطِينَ مَوْلى بني مَيْسَرَةَ مِنْ مَوَالِي العَاصِ بنِ هِشَامٍ المَخْزُومِيِّ ، فَلَمَّا بَلَغْتُ : ( وَالضُّحَى ) قَالَ لِي : كَبِّرْ مَعَ خَاتِمَةِ كُلِّ سُـورَةٍ حَتَّى تَخْتِمَ القُرْآنَ ، فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى شِبْلِ بنِ عَبَّادٍ مَوْلى عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَامِرٍ الأُمَوِيِّ ، وَعَلَى عَبْدِ اللَّهِ بنِ كَثِيرٍ مَوْلى بني عَلْقَمَةَ الكِنَانِيِّ ، وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بنُ كَثِيرٍ أنَّهُ قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدِ بنِ جَبْرٍ أَبِي الحَجَّاجِ مَوْلى عَبْدِ اللَّهِ بنِ السَّائِبِ المَخْزُومِيِّ فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ ، وَأَخْبَرَهُ مُجَاهِدٌ أنَّهُ قَرَأَ عَلَى ابنِ عبَّاسٍ فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ ، بِهِ نحوَهُ : أَخْرَجَهُ الوَاحِدِيُّ في " الوَسِيطِ " (4/514) ، وابنُ عَسَاكِرَ في " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (57/ 27) .
وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ كُلٌّ مِنَ :
الحُسَيْنِ بنِ أحمدَ العُطَارِدِيِّ _ لَمْ أَقِفْ عَلَى تَرْجَمَتِهِ _ : أَخْرَجَهُ ابنُ عَسَاكِرَ في " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (57/26) مِنْ طَرِيقِهِ ، عَنِ البَزِّيِّ ، بِهِ ، نحوَهُ ، غيرَ أَنَّ إسماعيلَ بنَ عبدِ اللَّهِ بنِ قُسْطَنْطِينَ قَالَ : فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى شِبْلِ بنِ عبَّادٍ مَوْلى عبدِ اللَّهِ بنِ عَامِرٍ الأُمَوِيِّ ، وَعَلَى عبدِ اللَّهِ ابنِ كَثِيرٍ مَوْلى بني عَلْقَمَةَ الكِنَانِيِّ فَأَمَرَانِي بِذَلِكَ .
والوَلِيدِ بنِ أَبَانَ : أَخْرَجَهُ الوَاحِدِيُّ في " الوَسِيطِ " (4/514) .
وَمُحَمَّدِ بنِ يُونُسَ الكُدَيْمِيِّ _ وَهُوَ ضَعِيفٌ _ : كَمَا ذَكَرَ البَيْهَقِيُّ فِي " الشُّعَبِ " (2/370 _ رقم :2078) ، وابنُ الجَزَرِيِّ في " النَّشْرِ " (2/310) .
وخَالَفَ الحَافِظُ ابنُ خُزَيْمَةَ أَصْحَابَ البَزِّيِّ _ كُلَّهُمْ _ فَرَوَاهُ مَوْقُوفاً عَلَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ للنَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : أَخْرَجَهُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " (2/370 _ رقم : 2077) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابنُ الجَزَرِيِّ في " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/309 _ 310) _ قَالَ : أخبرنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ ، أخبرني عبدُ اللَّهِ بنُ محمَّدِ بنِ زيادٍ العدلُ ، حدَّثنا محمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ خُزَيْمَةَ ؛ قَالَ : سَمِعْتُ أحمدَ بنَ محمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ أبي بَزَّةَ يقولُ : سمعتُ عِكْرِمَةَ ابنَ سُلَيْمَانَ _ مَوْلى بني شَيْبَةَ _ يقولُ : قَرَأْتُ عَلَى إسماعيلَ بنِ عبدِ اللَّهِ المكِّيِّ ، فَلَمَّا بَلَغْتُ : الضُّحَى ؛ قَالَ لِي : كَبِّرْ حَتَّى تَخْتِمَ ؛ فَإِنَّي قَرَأْتُ عَلَى عبدِ اللَّهِ بنِ كَثِيرٍ فَأَمَرَني بِذَلِكَ ، [ وَ ] قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى مُجَاهِدٍ فَأَمَرَنِي بِذَلِكَ ؛ وَقَالَ : إِنَّهُ قَرَأَ عَلَى ابنِ عبَّاسٍ فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ ، فَأَخْبَرَ ابنُ عبَّـاسٍ أنَّهُ قَرَأَ عَلَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ .
قَالَ الإِمَامُ ابنُ خُزَيَمْةَ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ : " أَنَا خَائِفٌ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَسْقَطَ ابنُ أبي بَزَّةَ ، أَوْ عِكْرِمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ مِنْ هَذَا الإِسْنَادِ شِبْلاً ، يَعْنِي : بَيْنَ إِسْمَاعِيلَ وَابنِ كَثِيرٍ " ، وَقَدْ تَعَقَّبَهُ السَّخَاوِيُّ _ كَمَا في " العُجَالَةِ فِي الأَحَادِيثِ المُسَلْسَلةِ " (ص :43) _ بِقَوْلِهِ : " وَهُوَ مُنْتَقَدٌ ، فَقَدْ صَرَّحَ الشَّافِعِيُّ بِقِرَاءَةِ إِسْمَاعِيلَ عَلَى ابنِ كَثِيرٍ ، وَأَثْبَتَهَا الذَّهَبِيُّ [فَـ]ـقَالَ : إنَِّهُ آخِرُ مَنْ قَرَأَ عَلَيْهِ " .
أَقُولُ : عبدُ اللَّهِ بنُ محمَّدِ بنِ زِيَادٍ العَدْلُ _ الرَّاوِي عَنِ ابنِ خُزيمةَ _ كُنْيَتُهُ : أبو محمَّدٍ ،لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ ، وَقَـدْ رَوَى عَنْهُ الحَاكِمُ في عِدَّةِ مَوَاضِعَ مِنَ " المُسْتَدْرَكِ " ، وَصَحَّـحَ حَدِيثَهُ ، وَهُوَ غيرُ عبدِ اللَّهِ بنِ محمَّدِ بنِ زيادٍ الفَقِيهِ النَّيْسَابُورِيِّ ، فَهَذَا كُنْيَتُهُ : أَبُو بَكْرٍ .
وَخَالَفَ أَحْمَدُ بنُ فَرَحِ بنِ جِبْرِيلَ المُقْرِىءُ _ وَهُوَ ثِقَةٌ _ فَأَعْضَلَهُ ، وَذَكَرَ فِيهِ سَبَبَ التَّكْبِيرِ ، فَرَوَاهُ عَنِ ابنِ أبي بَزَّةَ _ بِإِسْنَادِهِ _ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ أُهْدِيَ إِلَيْهِ قِطْفُ عِنَبٍ جَاءَ قَبْلَ أَوَانِهِ ، فَهَمَّ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ ، فَجَاءَهُ سِائِلٌ ؛ فَقَالَ : أَطْعِمُوني ممَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ، قال : فَسَلَّمَ إِلَيْهِ العُنْقُودَ ، فَلَقِيَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ ، فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ ، وَأَهْدَاهُ للنَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، فَعَادَ السَّائِلُ فَسَأَلَهُ ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ آخَرُ مِنَ الصَّحَابَةِ ، فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ ، وَأَهْـدَاهُ للنَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، فَعَـادَ السَّائِلُ فَسَأَلَهُ ، فَانْتَهَرَهُ ؛ وَقَالَ : " إِنَّكَ مُلِحٌّ " ، فَانْقَطَعَ الوَحْيُ عَنِ النَّبيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً ، فَقَالَ المُنَافِقُونَ : قَلَى مُحَمَّداً رَبُّهُ ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ _ عَلَيْهِ السَّلاَمُ _ فَقَالَ : اقْرَأْ يَا محمَّدُ ، قَالَ : " وَمَا أَقْرَأُ ؟ " ، فَقَالَ : اقْرَأْ ( وَالضُّحَى ) ، فَلَقَّنَهُ السُّورَةَ ، فَأَمَرَ النَِّبيُّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ أُبَيّاً لمَّا بَلَغَ : ( وَالضُّحَى ) أَنْ يُكبِّرَ مَعَ خَاتِمَةِ كُلِّ سُورَةٍ حَتَّى يَخْتِمَ .
ذَكَرَهُ ابنُ الجَزَرِيِّ _ مُعلَّقاً _ فِي " النَّشْرِ " (2/304) ، وَقَالَ : " هَـذَا سِيَاقٌ غَرِيبٌ جِدّاً ، وَهُوَ ممَّا انْفَرَدَ بِهِ ابنُ أَبِي بَزَّةَ _ أيضاً _ ، وَهُوَ مُعْضَلٌ " .
أَمَّا قَوْلُ الذَّهَبِيِّ _ السَّابق _ : مِنْ أَنَّ ابنَ أَبِي بَزَّةَ قَدْ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ عِكْرِمَةَ بنِ سُلَيْمَانَ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ الحَافِظِ ابنِ كَثِيرٍ فِي " تَفْسِيرِهِ " (6/479) : " فَهَذِهِ سُنَّةٌ تَفَرَّدَ بِهَا أَبُو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ البَزِّيُّ " ، فَيَرِدُ عَلَيْهِ أَنَّ الشَّافِعِيَّ _ رَحِمَهُ اللَّهُ _ قَدْ تَابَعَهُ عِنْدَ أبي يَعْلَى الخَلِيلِيِّ في " الإِرْشَادِ " (1/427) حَيْثُ قَالَ : حدَّثنا جَدِّي ، حدَّثنا عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي حَاتمٍ ، حدَّثنا محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ ، حدَّثنا الشَّافِعِيُّ ؛ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى إسماعيلَ ابنِ عبدِ اللَّهِ بنِ قُسْطَنْطِينَ ؛ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى عبدِ اللَّهِ بنِ كَثِيرٍ ، وَقَرَأَ عبدُ اللَّهِ بنُ كَثِيرٍ عَلَى مُجَاهِدٍ ، وَقَرَأَ مُجَاهِدٌ عَلَى عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ ، وَقَالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عبَّاسٍ : قَرَأْتُ عَلَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ ، فَلَمَّا بَلَغْتُ : ( وَالضُّحَى ) قَالَ لي : يَا ابنَ عبَّاسٍ ، كَبِّرْ فِيهَا ؛ فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، فَأَمَرَنِي أَنْ أُكَبِّرَ فِيهَا إِلى أَنْ أَخْتِمَ .
أَقُولُ : هَذِهِ مُتَابَعَةٌ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ ؛ فَأَحمَدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ الخليلِ _ جَدُّ أَبِي يَعْلَى الخَلِيلِيِّ _ ذَكَرَهُ حَفِيدُهُ أَبُو يَعْلَى في " الإِرْشَادِ " (2/765 _ 766) وَقَالَ : " لَمْ يَرْوِ إِلاَّ القَلِيلَ " ، وَذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ في " تَارِيخِ الإِسْلاَمِ " (ص :2473) ، وَتَرْجَمَ لَهُ تَرْجَمَةً مُخْتَصَرَةً ، وَلَمْ يُورِدْ فِيهِ قَوْلاً لأَحَدٍ ، فَهُوَ مَجْهُولُ الحَالِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ إِلَى الشَّافِعِيِّ ثِقَاتٌ ، وَأَرَى أنَّهُ لَمْ يَحْفَظْهُ ؛ فَقَدْ خَالَفَهُ أَبُو عليٍّ الحَسَنُ بنُ مُدْرِكٍ ، فَزَادَ فِي إِسْنَادِهِ شِبْلاً ، وَلَمْ يَذْكُرِ التَّكْبِيرَ _ أَيْضاً _ : أَخْرَجَهُ ابنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (57/25) مِنْ طَرِيقِهِ ، أخبرنا عبدُ الرَّحمنِ ابنُ أَبِي حَاتمٍ ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ _قراءةً _ ، أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ ، حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بنُ قُسْطَنْطِينَ ؛ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى شِبْلٍ _ يَعْنِى : ابنَ عبَّادٍ _ ، وَأَخْبَرَ شِبْلٌ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى عبدِ اللَّهِ بنِ كَثِيرٍ ، وَأَخْبَرَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ كَثِيرٍ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ ، وَأَخْبَرَ مُجَاهِدٌ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى ابنِ عبَّاسٍ ، وَأَخْبَرَ ابنُ عبَّاسٍ أنَّهُ قَرَأَ عَلَى أُبِيِّ بنِ كَعْبٍ ، وَقَرَأَ أُبيُّ ابنُ كَعْبٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ .
وَالحَسَنُ بنُ مُدْرِكٍ لاَ بأسَ بِهِ ، مِنْ رِجَالِ البُخَارِيِّ ، وَإِنْ كَانَ أَبُو دَاوُدَ قَدْ كَذَّبَهُ ، فَإِنَّ الحَافِظَ ابنَ حَجَرٍ قَدْ نَافَحَ عَنْهُ فِي " مُقَدِّمَةِ الفَتْحِ " ، وَذَكَرَ أَنَّ أَبَا زُرْعَـةَ وَأَبَا حَاتِمٍ قَدْ كَتَبَا عَنْهُ ، وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ جَرْحاً ، وَهُمَا مَا هُمَا في النَّقْدِ !! .
فَتَبَيَّنَ _ مِنْ ذَلِكَ _ أَنَّ ابنَ أَبِي بَزَّةَ مَا زَالَ مُتَفَرِّداً بِالتَّكْبِيرِ ، وَلاَ مُتَابِعَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ .
ثَانِياً : الآثَارُ المَوْقُوفَةُ الوَارِدَةُ فِي التَّكْبِيرِ :
1 _ أَثَرُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ : أَخْرَجَـهُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرٍ الصَّقَلِّيُّ المَعْرُوفُ بِابنِ الفَحَّامِ _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : الذَّهَبِيُّ في " مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ الكِبَارِ " (1/177) _ ، وَأَبُو بَكْرِ بنُ مُجَاهِدٍ ، وَالحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ ، وَالحَافِظُ أَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانيُّ _ كَمَا في " النَّشْرِ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " لابنِ الجَزَرِيِّ (2/310 _ 311) _ مِنْ طَرِيقِ الحُمَيْدِيِّ قَالَ : حدَّثني إِبْرَاهِيمُ بنُ أَبِي حَيَّةَ التَّمِيمِيُّ ؛ قَالَ : حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الأَعْرَجُ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ؛ قَالَ : خَتَمْتُ عَلَى عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ تَسْعَ عَشْرَةَ خَتْمَةً كُلّها يَأْمُرُنِي أَنْ أُكَبِّرَ فِيهَا مِنْ : ( أَلَمْ نَشْرَحْ ) .
وَأَخْرَجَهُ الذَّهَبِيُّ في " مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ " (1/177) ، وَأَبُو بَكْرٍ الدَّانِيُّ _ كَمَـا في " النَّشْرِ " (2/311) _ مِنْ طَرِيقِ أحمدَ بنِ زكريَّا بنِ أبي مَسَرَّةَ ، قَالَ : حدَّثنا إبراهيمُ بنُ أَبِي يَحْيَى أبي حَيَّةَ [ جَاءَ فِي الأَصْلِ فِي المَوْضِعَيْنِ : إِبْرَاهِيمُ بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي حَيَّةَ ، وَهُـوَ خَطَأٌ صَوَّبْنَاهُ مِنْ " مُوَضِّحِ أَوْهَامِ الجَمْعِ وَالتَّفْرِيقِ " (1/380 ) ] ؛ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ ، فَلَمَّا بَلَغْتُ إِلَى : ( وَالضُّحَى ) قَالَ : كَبِّرْ إِذَا خَتَمْتَ كُلَّ سُورَةٍ حَتَّى تَخْتِمَ ؛ فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى مُجاهدِ بنِ جبرٍ فَأَمَرَنِي بِذَلِكَ ، قَالَ مُجَاهِدٌ : وَقَرَأْتُ عَلَى ابنِ عبَّاسٍ فَأَمَرَنِي بِذَلِكَ .
وَأَخْرَجَهُ أَبُو بَكْرِ بنُ مُجَاهِدٍ _ كَمَا فِي " النَّشْرِ " (2/311) _ عَنِ الحُمَيْدِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بنِ أَبِي حَيَّةَ .
فَأَدْخَلَ بينَ الحُمَيْدِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ سُفْيَانَ ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ : " وَهُـوَ غَلَطٌ ، وَالصَّوَابُ عَدَمُ ذِكْرِ سُفْيَانَ ، كَمَا رَوَاهُ غيرُ وَاحِدٍ عَنِ الحُمَيْدِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ " .
وَأَخْرَجَـهُ الوَاحِدِيُّ فِي " الوَسِيطِ " (4/513) مِنْ طَرِيقِ أحمدَ بنِ زكريَّا بنِ أبي مَسَرَّةَ [ جَاءَ فِي الأَصْلِ : مَيْسَرةَ ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ ] وَالحُمَيْدِيِّ ؛ قَالاَ : حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بنُ أَبِي حَيَّةَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى ابنِ عبَّاسٍ فَلَمَّا بَلَغْتُ : ( وَالضُّحَى)قَالَ : كَبِّرْ إِذَا خَتَمْتَ كُلَّ سُورَةٍ حَتَّى تَخْتِمَ . فَأَسْقَطَ حُمَيْداً الأَعْرَجَ مِنَ الإِسْنَادِ .
أَقُولُ : هَذَا أَثَرٌ مُنْكَرٌ ؛ آفَتُهُ إِبْرَاهِيمُ بنُ أَبي حَيَّةَ التَّمِيمِيُّ ، ويُقَـالُ في اسْمِهِ _ أيضاً _ : إبراهيمُ بنُ أَبِي يَحْيَى ، وَاسْمُ أَبِي يَحْيَى : الْيَسَعُ بنُ أَسْعَدٍ [ أَوْ أشعثَ ] ، وَلَقَبُهُ : أَبُو حَيَّةَ ، قَالَهُ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ _ كَمَا فِي " مُوَضِّحِ أَوْهَامِ الجَمْعِ وَالتَّفْرِيقِ " لِلْخَطِيبِ (1/380) _ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، مُنْكَرُ الحَدِيثِ .
وَأَخْرَجَ الحَافِظُ أَبُو عَمْـرٍو الدَّانِيُّ ، وَالحَافِظُ أَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانِيُّ _كَمَا فِي " النَّشْرِ " (2/311) _ مِنْ طَرِيقِ شِبْلِ بنِ عبَّادٍ ؛ قَالَ : رَأَيْتُ ابنَ مُحَيْصنٍ وابنَ كَثِيرٍ الدَّارِيَّ إِذَا بَلَغَا : ( أَلَمْ نَشْرَحْ ) كَبَّرَا حَتَّى يَخْتِمَا ؛ وَيَقُولاَنِ : رَأَيْنَا مُجَاهِداً فَعَلَ ذَلِكَ ، وَذَكَرَ مُجَاهِدٌ أَنَّ ابنَ عبَّاسٍ كَانَ يأْمُرُهُ بِذَلِكَ .
أَقُولُ : هَذَا الأَثَرُ أَوْرَدَهُ ابنُ الجَزَرِيِّ مُعلَّقاً عَنْ شِبْلِ بنِ عَبَّادٍ ، فَحَذَفَ الإِسْنَادَ مَا بينَ الحَافِظَيْنِ وَشِبْلٍ ، لَذَا فَأَنَا مُتَوَقِّفٌ عَنِ الحُكْمِ عَلَيْهِ حتَّى أَقِفَ عَلَى إِسْنَادِهِ .
وَأَخْرَجَ الحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ الفَحَّامِ ، وَالحَافِظُ أَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانيُّ _ كَمَا في " النَّشْرِ " (2/311) _ مِنْ طَرِيقِ حَنْظَلَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ ؛ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى عِكْرِمَةَ بنِ خَالِدٍ المَخْزُومِيِّ ، فَلَمَّا بَلَغْتُ : ( وَالضُّحَى ) قَالَ : هِيْهاً ، قُلْتُ : وَمَا تُريدُ بِهِيْهاً ؟ ، قَالَ : كَبِّرْ ؛ فَإِنِّـي رَأَيْتُ مَشَايِخَنَـا مِمَّنْ قَـرَأَ عَلَى ابنِ عبَّـاسٍ يَأْمُرُهُمْ بِالتَّكْبِـيرِ إِذَا بَلَغُـوا : ( وَالضُّحَى) .
أَقُولُ : وَهَذَا _ أيضاً _ ذَكَرَهُ ابنُ الجَزَرِيِّ مُعلَّقاً .
2 _ أَثَرُ عليِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ : ذَكَرَ ابنُ الجَزَرِيِّ في " النَّشْرِ " (2/311) أنَّ الحَافِظَ أَبَا العَلاَءِ الهَمَذَانِيَّ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : إِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَبَلَغْتَ بينَ المُفَصَّلِ ؛ فَاحْمَدِ اللَّهَ ، وَكَبِّرْ بينَ كُلِّ سُورَتَيْنِ . وفي رِوَايةٍ : فَتَابِعْ بينَ المُفَصَّلِ فِي السُّوَرِ القِصَارِ ، وَاحْمَدِ اللَّهَ ، وَكَبِّرْ بينَ كُلِّ سُورَتَيْنِ .
أَقُولُ : هَكَذَا ذَكَرَهُ ابنُ الجَزَرِيِّ مُعلَقَّاً ، وَلَمْ أَقِفْ عَلَى إِسْنَادِهِ لأَحْكُمَ عَلَيْهِ .
ثَالِثاً : الآثَارُ المَقْطُوعَةُ الوَارِدَةُ فِي التَّكْبِيرِ :
1 _ أَثَرُ مُجَاهِدِ بنِ جَبْرٍ المَكِّيِّ : أَخْرَجَ يَعْقُوبُ بنُ سُفْيَانَ الفَسَوِيُّ _ كَمَا في " مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ " (1/178) _ ، وَمِنْ طَرِيقِهِ : أَبُو بَكْرِ بنُ مُجَاهِدٍ _ كَمَا في " النَّشْرِ " (2/311) _ قَالَ : حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ ، حدَّثنا غيرُ وَاحِدٍ ، عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ أنَّهُ كَانَ يُكبِّرُ مِنْ خَاتِمَةِ : ( وَالضُّحَى) ، إلى خَاتِمَةِ : ( قُلْ أَعُـوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ، وَإِذَا خَتَمَهَا قَطَعَ التَّكْبِيرَ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِسَبَبَيْنِ :
الأَوَّلُ : جَهَالُةُ شُيُوخِ الحُمَيْدِيِّ المُبْهَمِينَ .
الثَّانِي : ابنُ جُرَيْجٍ مُدلِّسٌ ، وَهُوَ لاَ يُدلِّسُ إِلاَّ عَنْ مَجْرُوحٍ ، وَلَمْ يُصرِّحْ بِالسَّمَاعِ فِيهِ .
وَأَخْرَجَ الحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ ، والحَافِظُ أَبُو العَلاَءِ الهَمَذَانيُّ ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ الفَحَّامِ _ كَمَا في " النَّشْرِ " (2/311) _ مِنْ طَرِيقِ أحمدَ بنِ عَوْنٍ القوَّاسِ ، حدَّثنا عبدُ المجيدِ ، عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ [ جَاءَ في الأَصْلِ : عَبْدُ الحَمِيدِ بن جُريجٍ ، وَهُوَ تحريفٌ ] ، عَنْ مُجَاهِدٍ أنَّهُ كَانَ يُكبِّرُ مِنْ : ( وَالضُّحَى ) إلى : ( الحَمْدُ ) .
أَقُولُ : وَهَذَا ضَعِيفٌ _ أيضاً _ ؛ أحمدُ بنُ عَوْنٍ القوَّاسُ هُوَ : أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عَوْنٍ ، صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ ، وعبدُ المجيدِ هُوَ : ابنُ عبدِ العَزِيزِ بن أبي رَوَّادٍ ، صَدُوقٌ يُخْطِىءُ ، وابنُ جُرَيْجٍ ذَكَرْنَا أنَّهُ مُدَلِّسٌ ، لاَ يُدَلِّسُ إِلاَّ عَنْ مَجْرُوحٍ ، وَقَدْ عنْعَنَهُ .
2 _ أَثَرُ حُمَيْدِ بنِ قَيْسٍ الأَعْرَجِ المَكِّيِّ : أَخْرَجَهُ يَعْقُوبُ بنُ سُفْيَانَ الفَسَوِيُّ _ كَمَا في " مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ الكِبَارِ " (1/177 _ 178) _ قَالَ : حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ ، حدَّثَنَـا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ ؛ قَالَ : رَأَيْتُ حُمَيْداً الأَعْرَجَ يَقْرَأُ والنَّاسُ حَوْلَهُ ، فَإِذَا بَلَغَ : ( وَالضُّحَى ) ؛ كَبَّرَ إِذَا خَتَمَ كُلَّ سُورَةٍ حَتَّى يَخْتِمَ .
وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ ، وابنُ مُجَاهِدٍ _ كَمَا في " النَّشْرِ " (2/311) _ مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، بِهِ .
أَقُولُ : وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ .
وَأَخْرَجَ الفَاكِهِيُّ في " أَخْبَارِ مَكَّةَ " (رقم :1685) قَالَ : حدَّثنا أَبُو عَمْرٍو الزَّيَّاتُ سعيدُ ابنُ عُثْمَانَ _ مَوْلى ابنِ بَحْرٍ المَكِّيِّ _ ؛ قَالَ: حدَّثنا ابنُ خُنَيْسٍ ؛ قَالَ : حدَّثنا وُهَيْبُ بنُ الوَرْدِ ؛ قَالَ : قِيلَ لعطاءٍ : إِنَّ حُميدَ بنَ قَيْسٍ يَخْتِمُ في المَسْجِدِ ، فَقَالَ عَطَاءٌ : لَوْ عَلِمْتُ اليومَ الَّذِي يَخْتِمُ فِيهِ لأَتَيْتُهُ حَتَّى أَحْضُرَ الخَتْمَةَ ، قَالَ وُهَيْبٌ : فَذَكَرْتُ لحُمَيدٍ قَوْلَ عَطَاءٍ ؛ فَقَالَ : أَنَا آتِيهِ حَتَّى أَخْتِمَ عِنْدَهُ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَطَاءٍ ؛ فَقَالَ عَطَاءٌ : لاَ هَا اللَّهِ إِذاً ، نحنُ أَحَقُّ أَنْ نَمْشِيَ إلى القُرْآنِ ، قَالَ : فَأَتَاهُ عَطَاءٌ ، فَحَضَرَهُ ، فَجَعَلَ حُمَيْدٌ يَقْرَأُ حَتَّى بَلَغَ آخِرَ القُرْآنِ ، يُكَبِّرُ ، كُلَّمَا خَتَمَ سُورَةً كَبَّرَ حَتَّى خَتَمَ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لَكِنَّـهُ يَتَقَوَّى بِسَابِقِهِ فَيَكُونُ حَسَناً لِغَيْرِهِ ؛ فَأَبُو عَمْرٍو الزَّيَّاتُ _ شَيْخُ الفَاكِهِيِّ _ لَمْ أجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُ ، وابنُ خُنَيْسٍ هُوَ: محمَّدُ بنُ يزيدَ بنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِمٍ : " كَانَ شَيْخاً صَالحاً ، كَتَبْنَا عَنْهُ بمكَّةَ " ، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقَاتِ " وَقَالَ : " كَانِ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ ، رُبَّمَا أَخْطَأَ ، يَجِبُ أَنْ يُعْتَبَرَ حَدِيثُهُ إِذَا بَيَّنَ السَّمَاعَ في خَبَرِهِ ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلاَّ ثِقَةٌ " ، وَقَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في" التَّقْرِيبِ " : " مَقْبُولٌ " ، أَيْ : حَيْثُ يُتَابَعُ ، وَإِلاَّ فَهُوَ ليِّنٌ ، أَمَّا وُهَيْبُ بنُ الوَرْدِ فَهُوَ ثِقَةٌ ، لَكِنْ قِيلَ : إِنَّ رِوَايَتَهُ عَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ مُرْسَلَةٌ .
وَقَدْ تَابَعَ أَبَا عَمْرٍو الزَّيَّاتَ عَلَيْهِ كُلٌّ مِنْ : أَبِي يَحْيَى عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أبي مَسَرَّةَ ، ومحمَّدِ بنِ سَعْدٍ .
أَمَّا مُتَابَعَةُ أَبي يحيى عبدِ اللَّهِ بنِ أحمدَ بنِ أبي مَسَرَّة _ قَالَ ابنُ أبي حَاتمٍ : " محلُّهُ الصِّدْقُ " ، وَذَكَرَهُ ابن حِبَّانَ في " الثِّقَاتِ " _ : فَأَخْرَجَهَا الفَاكِهِيُّ _ أيضاً _ عَقِبَ الرِّوَايةِ السَّابِقَـةِ ،
وَزَادَ فِيهَا : فَلَمَّا بَلَغَ حُمَيْدٌ : ( وَالضُّحَى ) كَبَّرَ كُلَّمَا خَتَمَ سُورَةً ، فَقَالَ لي عَطَاءٌ : إِنَّ هَذَا لَبِدْعَةٌ .
وَأَمَّا مُتَابَعَةُ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ _ وَهُوَ صَدُوقٌ _ : فَأَخْرَجَهَا ابنُ سَعْدٍ _ نَفْسُهُ _ في كِتَابِهِ " الطَّبَقَاتِ الكُبْرَى " (5/486) قَالَ : أخبرنا محمَّدُ بنُ يزيدَ بنِ خُنَيْسٍ ؛ قَالَ : سمعتُ وُهَيْبَ ابنَ الوَرْدِ ؛ قَالَ : كَانَ الأَعْرَجُ يَقْرَأُ في المَسْجِدِ ، وَيَجْتَمِعُ النَّاسُ عَلَيْهِ حِينَ يَخْتِمُ القُرْآنَ ، وَأَتَاهُ عَطَاءٌ لَيْلَةَ خَتْمِ القُرْآنِ .
أَقُولُ : هَكَذَا رَوَاهَا مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ التَّكْبِيرِ .
3 _ أَثَرُ صَدَقَةَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ كَثِيرٍ الدَّارِيِّ المَكِّيِّ : أَخْرَجَهُ يَعْقُوبُ بنُ سُفْيَانَ الفَسَوِيُّ_ كَمَا في " مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ" (1/178) _ قَالَ : حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ ؛ قَالَ : سَأَلْتُ ابنَ عُيَيْنَةَ ؛ قُلْتُ : يَا أَبَا محمَّدٍ ، رَأَيْتُ شَيْئاً رُبَّمَا فَعَلَهُ النَّاسُ عِنْدَنَا ، يُكَبِّرُ القَارِىءُ في شَهْرِ رَمَضَانَ إِذَا خَتَمَ ؟ ، فَقَالَ : رَأَيْتُ صَدَقَةَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ بنِ كَثِيرٍ يَؤُمُّ النَّاسَ مُنْذُ أكثرِ مِنْ سَبْعِينَ سَنَةٍ ؛ فَكَانَ إِذَا خَتَمَ القُرْآنَ كَبَّرَ .
أَقُولُ : وَهَذَا سَنَدٌ صَحِيحٌ _ أيضاً _ .
حَاصِلُ الأَمْرِ ؛ أَنَّ التَّكْبِيرَ أَمْرٌ اشْتُهِرَ في أَهْلِ مَكَّةَ _ قُرَّائِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ وَأَئِمَّتِهِمْ _ ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِعْلُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، وَلاَ عَنْ صَحَابَتِهِ الكِرَامِ ، وَإِنَّمَا ثَبَتَ عَمَّنْ دُونَهُمْ .

(68) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref68) " مَجْمُوعُ الفَتَاوَى " (17/130) .

(69) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref69)" مَجْمُوعُ الفَتَاوَى " (13/417 _ 419) .

(70) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref70) انْظُرِ : " الإِتْقَانُ " لِلسُّيُوطِيِّ (1/295) ، وَ " البُرْهَانُ " لِلزَّرْكَشِيِّ (1/473) .

(71) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref71) " مَجْمُوعُ الفَتَاوَى " (17/130 _ 131) .

(72) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref72)مَا بَيْنَ المَعْقُوفَيْنِ سَقَطَ مِنَ الأَصْلِ ، وَاسْتَدْرَكْنَاهُ مِنْ " مَعْرِفَةِ القُرَّاءِ الكِبَارِ " لِلذَّهَبِيِّ (1/359) .

(73) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref73) " النَّشْرُ فِي القِرَاءَاتِ العَشْرِ " (2/336 _ 337) .