المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترجمة العلامة المحدث عبد الله بن الصديق الغماري الحسني الادريسي



أهــل الحـديث
10-07-2012, 12:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هو الحافظ السيد أبو الفضل عبد الله ابن العلاَّمة أبي عبد الله شمس الدين محمد ابن الولي الكبير سيدي محمد الصديق ابن سيدي أحمد بن محمد بن قاسم بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن الغماري الطنجي بن محمد بن عبد المؤمن بن علي ابن الحسن بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن سعيد بن مسعود بن الفضيل ابن علي بن عمر بن العربي علال بن موسى ابن أحمد بن داود ابن إدريس ابن مولانا إدريس الأكبر بن عبد الله بن الحسن المثنى ابن الحسن ابن الإمام علي.[1][2]. وُلد في ءاخر يوم من جمادى الآخرة سنة 1328هـ - 1910 طنجة.
ي البداية حفظ القرآن والمتون والتحق ب~جامعة القرويين وحضر عدة شروح منها: شرح الخرشي، وحاشية أحمد بن الخيّاط وحضر شرح البخاري للقسطلاني وجمع الجوامع شرح المحلي من أوّله إلى كتاب السُّنّة. وأجازه السيد مهدي العزوزي. رجع إلى طنجة فدرّس بالزاوية الصديقيّة. سافر إلى مصر في 1930م والتحق بالأزهر. حصل على عالمية الأزهر في 1931
من مؤلفاته:
الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج للبيضاوي.
تخريج أحاديث لمع أبي إسحاق الشيرازي في الأصول.
عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى في ءاخر الزمان.
الردّ المحكم المتين على كتاب القول المبين.
إتحاف الأذكياء بجواز التوسّل بسيد الأنبياء.
الأربعون حديثًا الغمارية في شكر النعم.
الأربعون حديثًا الصديقيّة في مسائل اجتماعية.
الاستقصاء لأدلّة تحريم الاستمناء.
سمير الصالحين في 3 أجزاء.
حسن البيان في ليلة النصف من شعبان.
فضائل القرءان.
تشييد المباني لما حوته الآجرومية من المعاني.
فضائل رمضان وزكاة الفطر.
مصباح الزجاجة في صلاة الحاجة.
قصص الأنبياء - طبع منه قصّة ءادم وإدريس وداود وسليمان.
قرّة العين بأدلّة إرسال النبيّ إلى الثقلين.
جواهر البيان في تناسب سور القرءان.
نهاية الآمال في شرح وتصحيح حديث عرض الأعمال.
الحجج البيّنات في إثبات الكرامات.
واضح البرهان على تحريم الخمر في القرءان.
دلالة القرءان المبين على أن النبيّ أفضل العالمين.
النفحة الإلهية في الصلاة على خير البريّة.
شرح الإرشاد في فقه المالكية.
إعلام النبيل بجواز التقبيل.
الفتح المبين بشرح الكنز الثمين.
لقول المسموع في بيان الهجر المشروع.
الصبح السافر في تحرير صلاة المسافر.
الرأي القويم في وجوب إتمام المسافر خلف المقيم.
إتقان الصنعة في بيان معنى البدعة.
توضيح البيان لوصول ثواب القرءان.
التحقيق الباهر في معنى الإيمان بالله واليوم الآخر.
تنوير البصيرة ببيان علامات الساعة الكبيرة.
الغرائب والوحدان في الحديث الشريف.
التنصل والانفصال من فضيحة الإشكال.
كيف تشكر النعمة.
الإعلام بأن التصوُّف من شريعة الإسلام.
ذوق الحلاوة بامتناع نسخ التلاوة.
حسن التفهُّم والدرك لمسألة الترك.
الأدلة الراجحة على فرضية قراءة الفاتحة.
إزالة الالتباس عمّا أخطأ فيه كثير من الناس.
إتحاف النبلاء بفضل الشهادة وأنواع الشهداء.
المهدي المنتظر.
الإحسان في تعقيب الإتقان في علوم القرءان.
تمام المنة ببيان الخصال الموجبة للجنّة.
كمال الإيمان في التداوي بالقرءان.
استمداد العون في بيان كفر فرعون.
توجيه العناية بتعريف الحديث رواية ودراية.
غنية الماجد بحجية خبر الواحد.
القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع.
إرشاد الجاهل الغوي إلى وجوب اعتقاد أن ءادم نبي.

نشأ في رعاية والده رحمه الله فحفظ القرءان الكريم برواية ورش، ثم حفص، ثم شرع في حفظ بعض المتون فحفظ معظم منظومة الخراز المسماة "مورد الظمآن" وجملة كبيرة من الألفيّة، والأربعين نووية، والآجرومية، وقطعة من بلوغ المرام، ومن مختصر الشيخ خليل.

ثم قرأ شرح الأزهري على الآجرومية على أخيه أبي الفيض، وحلّ قبل ذلك عباراتها حلا موجزًا على خاله السيد أحمد بن عبد الحفيظ بن عجيبة.

ثم سافر إلى فاس بأمر والده لطلب العلم في جامعة القرويين فقرأ شرح الألفيّة للمكودي على الشيخ الشريف الحبيب المهاجي، وشرح المكودي أيضًا مع حاشية ابن الحاج على الشيخ محمد ابن الحاج ابن المحشي، وحضر شرح ابن عقيل وحاشية السجاعي على الشيخ محمد الحاج ابن عم المذكور ءانفًا.

وحضر في أوّل شرح الخرشي على مختصر خليل على الشيخ الحبيب المهاجي، وكتاب الجنايات وما إليها على الشيخ أحمد القادري، وباب البيوع وما يتبعه على الشيخ محمد الصنهاجي، وأبوابًا أُخر على الشيخ محمد بن الحاج السابق ذكره والعلاّمة أحمد بن الجيلاني، وقطعة من المختصر شرح الزرقاني على العلاّمة عبد الله الفضيلي، ومن باب الإجارة إلى ءاخر المختصر شرح الشيخ الدردير على عبدالرَّحمن بن القرشي.

وحضر فرائض المختصر شرح الخرشي، وحاشية أحمد بن الخيّاط على الفقيه أبي الشتاء الصنهاجي.

وحضر شرح البخاري للقسطلاني على الشيخ محمد ابن الحاج بجامع مولاي إدريس، وحضر على الشيخ الحسين العراقي بجامع عبد الرَّحمن المليلي، وحضر على العلامة عبد الحيّ الكتّاني حاشية الشنواني على ابن أبي جمرة في جامع القرويين.

وحضر جمع الجوامع شرح المحلي من أوّله إلى كتاب السُّنّة على الشيخ الحسين العراقي، والمقدّمات منه على العلاّمة عبد الله الفضيلي، وقطعة كبيرة منه على الشيخ العباس بناني، كما حضر عليه المقولات العشر، والتوحيد لابن عاشر.

وحضر رسالة الوضع على الشيخ عبد الله الفضيلي، وشرح القويسني على السلم على الشيخ الحبيب المهاجي.

وفي أثناء إقامته في فاس اجتمع بالسيد محمد ابن جعفر الكتّاني، وأجازه السيد مهدي العزوزي الذي يروي عن السيد مرتضى الزبيدي المتوفى سنة 1205هـ بواسطتين.

و رجع إلى طنجة بعد أن كرع وتضلّع وصار مقدّمًا على جميع أقرانه فدرّس بالزاوية الصديقيّة الآجرومية ورسالة القيرواني، وكان يحضر دروس والده في صحيح البخاري، والأشباه والنظائر النحويّة للسيوطي، ومغني اللبيب مع مراجعة شرح الدماميني وحواشي الأمير والدسوقي وعبد الهادي نجا الأبياري وغير ذلك.

وفي أثناء ذلك كتب أوّل مصنفاته وهو شرح موسع على الآجرومية سمّاه شقيقه الحافظ أبو الفيض "تشييد المباني لتوضيح ما حوته المقدمة الآجرومية من الحقائق والمعاني".

وفي أواخر شهر شعبان سنة 1349هـ _1930م سافر إلى مصر والتحق بالأزهر المعمور فحضر شرح الملوي على السلم وحاشية الصبّان على الشيخ عبد القادر الزنتاني الطرابلسي، وحضر جمع الجوامع بشرح المحلي من باب القياس إلى ءاخره على العلاّمة محمد حسنين مخلوف العدوي المالكي، والرسالة السمرقنديّة في ءاداب البحث والمناظرة عليه.

وحضر شرح الاسنوي على منهاج الأصول للبيضاوي على الشيخ حامد جاد، وتهذيب السعد بشرح الخبيصي في المنطق على الشيخ محمود إمام عبد الرَّحمن المنصوري الحنفي، وسمع منه الحديث المسلسل بالأولية.

ثم اتجه للفقه الشافعي تنفيذًا لأوامر والده فحضر في المنهج للشيخ زكريا على الشيخ محمد عزّت، وقرأ شرح الخطيب على أبي شجاع على الشيخ عبد المجيد الشرقاوي، وحضر دروس الشيخ محمد بخيت المطيعي في التفسير والهداية في الفقه الحنفي، وفي حاشيته على شرح الاسنوي على منهاج الأصول وأجازه إجازة عامة.

وحضر على الشيخ محمد السمالوطي في سنن الترمذي وأجازه إجازة عامة كما أجازه جماعة ءاخرون.

وفي سنة 1350هـ _ 1931م تقدّم لامتحان العالمية (عالمية الغرباء) والامتحان في اثني عشر فنًّا فنجح وحصل على عالمية الغرباء ثم حصل على عالمية الأزهر.

درّس جمع الجوامع بشرح المحلي، وشرح الملوي على السلم، وسلم الوصول إلى علم الأصول لابن أبي حجاب، والجوهر المكنون في البلاغة للأخضري، وشرح المكودي على الألفيّة، وتفسير النسفي، والأحكام للآمدي، والخبيصي على تهذيب السعد في المنطق، وتفسير البيضاوي.

شيوخه وهم :

1- والده السيد محمد بن الصديق رحمه الله تعالى.

2-أخوه الحافظ العلاّمة أبو الفيض أحمد.

3-العلاّمة الشيخ محمد بن الحاج السلمي.

4-العلاّمة الشيخ القاضي العبّاس بن أبي بكر بناني.

5-العلاّمة المحقق السيّد أحمد بن الجيلاني الأمغاري.
6-الشيخ فتح الله البناني الرباطي.
7-العلاّمة الشيخ الراضي السناني الشهير بالحمش.

8-العلاّمة أبو الشتاء بن الحسن الصنهاجي.

9-العلاّمة الشيخ محمد الصنهاجي أخو السابق.

10-العلاّمة السيد أحمد بن الطيب القادري.

11-العلاّمة عبد الله الفضيلي.

12-العلاّمة السيد عبد الرَّحمن بن القرشي العلوي.

13-الشريف الحبيب المهاجي.

14-المحدث عبد الحي الكتاني.

15-العلاّمة القاضي الحسين العراقي.

16-العلاّمة السيد محمد المكّي بن محمد البطاوري.

17-السيد المهدي بن العربي بن الهاشمي الزرهوني.

18-الملك إدريس بن محمد المهدي ابن العلاّمة محمد ابن علي السنوسي الشريف الحسني.

19-القاضي المسند الكبير عبد الحفيظ بن محمد بن عبد الكبير الفاسي الفهري.

20-العلاّمة الأثري الصوفي أبو القاسم بن مسعود الدبّاغ.

21-العلاّمة المحدّث السيّد محمد بن إدريس القادري الحسني الفاسي.

تونس:
1- شيخ جامع الزيتونة الشيخ طاهر بن عاشور التونسي المالكي.

مصر:

1- الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي.

2- مسند العصر الشيخ أحمد بن محمّد بن عبد العزيز ابن رافع الحسيني الطهطاوي.

3- الشيخ محمد إمام بن برهان الدين إبراهيم الشهير بالسقّا الشافعي.

4- الشيخ محمد بن إبراهيم الحميدي السمالوطي المالكي.

5- الشيخ محمد بن محمد بن خليفة الأزهري الشافعي.

6- الشيخ أحمد بن محمد بن محمد الدلبشاني الموصلي القاهري.

7- السيد بهاء الدين أبو النصر بن أبي المحاسن القاوقجي الطرابلسي.

8- الشيخ محمد الخضر بن حسين التونسي.

9- أبو الوفاء خليل بن بدر بن مصطفى الخالدي الحنفي.

10- العلاّمة الشيخ محمد دويدار الكفراوي التلاوي الشافعي.

11- الشيخ طه بن يوسف الشعبيني الشافعي.

12- الشيخ عبد المجيد بن إبراهيم بن محمد اللبّان.

13- عبد الواسع بن يحيى الصنعاني اليمني.

14- الأستاذ عويض بن نصر الخزاعي المكّي.

15- الشيخ محسن بن ناصر باحربه اليمني الحضرمي الشافعي.

16- الشيخ عبد الغني طموم الحنفي.

17- الشيخ محمد بن إبراهيم الببلاوي المالكي.

18- الشيخ محمد بن عبد اللطيف خضير الدمياطي الشافعي.

19- محمد بن محمد زبارة الصنعاني الحسني.

20- الشيخ محمود بن عبد الرَّحمن المنصوري الحنفي الأزهري.

21- الشيخ محمد زاهد بن الحسن الكوثري.

22- الشيخ محمد بن حسنين بن محمد مخلوف العدوي المالكي.

23- الشيخ عبد المجيد الشرقاوي.

24- الشيخ محمد عزت.

الحجاز:

1- الشيخ المحدث عمر حمدان المحرسي.

2- الشيخ المحدث عبد القادر بن توفيق الشلبي الطرابلسي.

3- الشيخ المعمّر محمد المرزوقي بن عبد الرَّحمن أبو الحسين المكّي الحنفي.

4- الشيخ صالح بن الفضل التونسي ثم المدني الحنفي.

5- العلاّمة عبد الباقي بن ملاّ علي بن ملاّ محمد معين اللكنوي الأنصاري المدني الحنفي.

الشام:
1- الشيخ محمد سعيد بن أحمد الفرا الدمشقي الحنفي.

2- العلاّمة الورع بدر الدين بن يوسف الحسني الدمشقي الشافعي شيخ دار الحديث بدمشق.

3- الأستاذ الشيخ عبد الجليل بن سليم الذرا الدمشقي.

4- الشيخ محمد راغب بن محمود الطبّاخ الحلبي الحنفي.

5- الشيخ يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني الشافعي البيروتي.

6- الشيخ عطاء بن إبراهيم بن ياسين الكسم الدمشقي الحنفي.

شيوخه من النساء:

1- أم البنين ءامنة بنت عبد الجليل بن سليم الذرا الدمشقيّة.


ولم تقتصر جهود الشيخ "الغماري" على التدريس لطلبة العلم في مصر، بل اتجه إلى ميدان أفسح، يتصل فيه بعامة الناس، ويرد على أسئلتهم، ويحل قضاياهم ومشكلاتهم؛ فكانت له محاضرات في الجمعيات الإسلامية مثل جمعية: "العشيرة المحمدية"، و"جمعية الهداية الإسلامية"، وجماعة "أنصار السلف الصالح"، وجماعة "الإخوان المسلمين"، وكانت له صلة بمؤسسها الإمام "حسن البنا" ووالده الشيخ "أحمد عبد الرحمن البنا"، وقد كان الشيخ عبد الرحمن البنا من كبار المشتغلين بالسنة النبوية، وله فيها مساهمات مشكورة وجهود محمودة، وقد أخرج للناس كتابه المعروف "الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحد بن حنبل الشيباني". كما ألقى محاضرات للنساء في جمعية "السيدات المسلمات" التي أنشأتها الداعية المعروفة "زينب الغزالي"، وإلى جانب الدروس والمحاضرات كان يكتب المقالات التي تتناول الحديث وعلومه.

وفي هذه الفترة كان يفد إلى مصر كبار الأئمة من العالم الإسلامي؛ إما للسكنى والإقامة، وإما للزيارة والرحلة، وكانت القاهرة قبلة العلم ومأوى العلماء، فانتهز الغماري فرصة وجودهم بالقاهرة، واتصل بهم وروى عنهم؛ مثل الشيخ: "محمد زاهد الكوثري" وكيل المشيخة العثمانية ومن أفذاذ العلماء، وقد استوطن القاهرة بعد سقوط الخلافة العثمانية، والتف حوله التلاميذ من القاهرة، وكان واسع الرواية كثير الشيوخ. والشيخ "محمد الخضر حسين"، وهو تونسي الأصل أقام بالقاهرة، وكان من أعضاء المجمع اللغوي، وتولى مشيخة الأزهر بعد ذلك. والملك "إدريس السنوسي" ملك ليبيا، وكان مقيما بالقاهرة. والشيخ "الطاهر بن عاشور" و"يوسف النبهاني" و"بدر الدين الحسني"، و"محمد راغب الطباخ"… وغيرهم.

محنة الشيخ

وفي أثناء إقامته بالقاهرة لم ينقطع عن تأليف الكتب والرسائل، وتحقيق الكتب النفيسة في علم الحديث عن علم وبصيرة وقدرة وتمكن، تمده ثقافة واسعة، وإحاطة عميقة بعلوم الحديث، ولم يكن مبالغًا المحدثُ الشيخ "عبد الوهاب عبد اللطيف" حين وصف صديقه "الغماري" في مقدمة تحقيقه لكتاب "المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة" للسخاوي، فقال: "وفضيلة الأستاذ المحدث قد وُهب قريحة وقَّادة، وحافظة قوية، وبصيرة نفاذة، قلما تجد في هذا الباب مثله، وسترى فيما يمر عليك من تعليقاته أنه حرر ما فات المؤلف تحريره، وأكمل ما بيض له المصنف..."

وظل الشيخ موضع تقدير من علماء مصر حتى تعرض لمحنة عصيبة في أواخر الخمسينيات، وكانت رياح الاستبداد تعصف بالمخلصين من الرجال في الحقبة الناصرية، ولم يسلم من أذاها نفر من خيرة رجال مصر علما وخلقا، وكان الناس يؤخذون بالظنة والشبهة؛ فيُلقى بهم في غياهب السجون، وكانت تهمة الانتساب إلى جماعة "الإخوان المسلمين" تكفي لأن يُلقى صاحبها في السجن، ولم يكن السن أو المكانة العلمية درعا يحمي صاحبه من وطأة الطغيان، ولم يسلم الشيخ الجليل "عبد الله الغماري" من هذه المحنة، ولم يشفع له علمه وسنُّه، فألقي في السجن في (14 من جمادى الآخرة 1379هـ = 15 من ديسمبر 1959م)، وظل حبيسًا إحدى عشرة سنة، فأفرج عنه في (16 من شوال 1389هـ = 26 من ديسمبر 1969م)، وخرج من السجن ليقوم بما كان يتولاه من قبل من التأليف والتدريس.