المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لفت الأنظار إلى تضعيف حديث تسمية المهدي الوارد في الأخبار.



أهــل الحـديث
10-07-2012, 06:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

فقد اشتهر عند الكثير أن المهدي اسمه محمد بن عبد الله ومرد هذا إلى حديث ذَكَر المهدي وفيه قوله-عليه الصلاة والسلام-:"يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي" وهذا الحديث رواه عاصم بن أبي النجود عن زر بن حُبيش عن ابن مسعود عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال:( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي-وجاء في بعض رواياته-يملأ الأرض قسطًا وعدلا كما ملئت ظلمًا وجورًا) وفيه عاصم هو إمام القراءة الذي استحب أحمد قراءته بالرواية المعروفة حفص عن عاصم فهو إمام ثبت في القراءة لكنه في الحديث صدوق له أوهام من السادسة قاله ابن حجر في التقريب, وهذه الجملة المتعلقة بذكر التسمية انفرد بها عاصم دون غيره من الشيوخ الذين رووا أحاديث المهدي ولم يذكروا التسمية وعاصم تارة يروي الحديث بلفظ يواطئ اسمه اسمي وتارة بلفظ يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي وتارة يرويه بدون ذكر ألفاظ التسمية وهذا نوع من الاضطراب؛ لأن الشيوخ الذين رووا الحديث عنه ثقات فتعين أن يكون هذا الاضطراب منه وقد اختلف أهل العلم في هذا الحديث فمنهم من صححه ومنهم من ضعفه, وابن رجب في شرح علل الترمذي يذكر أن عاصمًا إذا انفرد ولم يُتابَع فإن حديثه لا يُقبل فمن صحح الحديث صححه باعتبار موافقته بقية الشيوخ الذين ذكروا حديث المهدي فوافقهم في جميع الألفاظ دون ما يتعلق بألفاظ التسمية ولم ينظر هؤلاء المصححون لحديثه كونه قد انفرد في هذه الألفاظ ومن هنا يرى البعض أن هذه الألفاظ المتعلقة بالتسمية إما شاذة إذا قلنا بتوثيق عاصم وإما منكرة إذا قلنا بتضعيفه والذي خلصت وتوصلت إليه وعرضته على بعض أهل العلم ووافقني عليه أن هذه الألفاظ ضعيفة ولا تصح وقد سبقني إلى ذلك بعض أهل العلم منهم الشيخ المحدث فهد بن حجاب الحربي-حفظه الله- وكان تضعيفه للحديث أحد أسباب مفارقته لجماعة جهيمان-رحمه الله- ولم يدخل معهم الحرم سنة 1400هـ, ود.عداب الحمش في كتابه (المهدي المنتظر. دراسة نقدية لنصوص السنة والشيعة) ذهب إلى تضعيف حديث عاصم بل تضعيف أحاديث المهدي كلها إلا أنه أقر بأن خروج المهدي في آخر الزمان عقيدة متوارثة عبر القرون لا يمكن إنكارها, ولا أوافقه في تضعيفه أحاديث المهدي كلها, هذا من حيث النظر إلى الحديث وصحته وضعفه وهذه إحدى نتائج البحث الذي قمت به في هذه المسألة وهو بحثٌ مطول يحتوي على عدد من المسائل منها هذه المسألة وفيه كذلك الجواب عن المتابعات لعاصم في هذا الحديث وبيان ضعفها وستأتي لاحقًا إن شاء الله وأحب أن أستفيد من الإخوة في ذكر ملحوظاتهم فلعلي أتنبه إلى شيء غفلت عنه في هذا البحث.
وفق الله الجميع لمرضاته وأن يهدينا لما اُختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

ملحوظة: كان هذا المقال عبارة عن مجموعة من التغريدات التي كتبتها على صفحتي في تويتر باسمي المدون في هذا الملتقى.