المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما ورد في سبب نزول قوله تعالى:{ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ..}



أهــل الحـديث
10-07-2012, 03:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ما صحة القول بأن قوله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ..} نزلت في زينب بنت جحش رضي الله عنها؟
الجواب:
ورد في الحديث أن قوله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا} قال: نزلت هذه الآية في زينب بنت جحش وكانت بنت عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضيت وظنت أنه يخطبها على نفسه فلما علمت أنه يخطبها على زيد بن حارثة أبت وأنكرت فأنزل الله: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة} الآية.
وهو حديث ضعيف؛ ليس له إسناد قائم مرفوعًا وصح مرسلا من قول قتادة السدوسي والمرسل من أقسام الضعيف.
والحديث بهذا اللفظ وغيره ورد عن ابن عباس وعن زينب بنت جحش؛ و عن قتادة السدوسي.
أولا حديث ابن عباس رضي الله عنهما
أخرجه الطبري في تفسيره (20 / 271) حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أمْرًا ....} إلى آخر الآية، وذلك أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم انطلق يخطب على فتاه زيد بن حارثة، فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها، فقالت: لست بناكحته، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: فانكحيه، فقالت: يا رسول الله أؤمر في نفسي، فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسوله{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ ....} إلى قوله{ضَلالا مُبِينًا} قالت: قد رضيته لي يا رسول الله مَنكحًا؟ قال: "نعم" قالت: إذن لا أعصي رسول الله، قد أنكحته نفسي.
ومحمد بن سعد الأظهر أنه محمد بن سعد بن منيع الهاشمي مولاهم أبو عبد الله البصري كاتب الواقدي نزيل بغداد وصاحب الطبقات؛ وهو صدوق؛ إلا أن باقي الإسناد إلى ابن عباس مجاهيل .
ثانيا حديث مذكور مولى زينب بنت جحش عن زينب رضي الله عنها:
عن الكميت بن زيد الأسدي قال حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش عن زينب بنت جحش قالت : خطبني عدة من قريش فأرسلت أختي حمنة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أستشيره فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها ؟ قالت : ومن هو يا رسول الله ؟ قال زيد بن حارثة قال : فغضبت حمنة غضبا شديدا وقالت : يا رسول الله أتزوج بنت عمك مولاك ؟ قالت : جاءتني فأعلمتني فغضبت أشد من غضبها وقلت أشد من قولها فأنزل الله {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} قالت: فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وقلت إني استغفر الله وأطيع الله ورسوله إفعل ما رأيت؛ فزوجني زيدا؛ وكنت أرثى عليه فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فعاتبني رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم عدت فأخذته بلساني فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أمسك عليك زوجك واتق الله فقال : يا رسول الله أنا أطلقها قالت: فطلقني فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد دخل علي ببيتي وأنا مكشوفة الشعر فقلت إنه أمر من السماء فقلت : يا رسول الله بلا خطبة ولا اشهاد ؟ فقال : الله المزوج وجبريل الشاهد.
حديث ضعيف جدا:
أخرجه الدارقطني في سننه(206) والطبراني في الكبير(24 /39) حديث(109) وأبو نعيم في حلية الأولياء(2 /51) وابن عساكر في تاريخ دمشق(50 /230) والبيهقي في السنن الكبرى(7 / 136) كل بإسناده إلى الحسين بن أبي السري العسقلاني ثنا الحسن بن محمد بن أعين الحراني ثنا حفص بن سليمان الأسدي عَنِ الْكُمَيْتِ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَنِى مَذْكُورٌ مَوْلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ به.
وآفته حفص بن سليمان الأسدى واهى الحديث ؛ قال البخارى : تركوه .
والكميت شاعر معروف ولكن لم أقف على من وثقه فهو مجهول الحال؛ ومذكور مولى زينب مثله في الجهالة.
ثالثا حديث قتادة:
حديث مرسل : وهو حديث قتادة السدوسي ؛ ويرويه عنه سعيد بن أبي عروبة ؛ ومعمر بن راشد.
أولًا حديث سعيد بن أبي عروبة:
أخرجه الطبراني في معجمه الكبير ج24/ص45 ح123 قال:حدثنا داود بن محمد بن صالح المروزي ثنا العباس بن الوليد النرسي ثنا يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة السدوسي به.
وداود بن محمد مجهول لم أقف له على ترجمة.
وأخرجه الطبري في تفسيره(20 / 271) قال : حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة .
ثانيًا حديث معمر بن راشد:
أخرجه الطبراني في معجمه الكبير ج24/ص46 ح124 حدثنا أبو خليفة قال : ثنا محمد بن عبيد بن حساب ثنا محمد بن ثور عن معمر
: عن قتادة قال : خطب النبي صلى الله عليه و سلم زينب وهي بنت عمته وهو يريدها لزيد فظنت أنه يريدها لنفسه فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت فأنزل الله { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} فرضيت وسلمت.
وإسناده صحيح إلى قتادة.
والله أعلم
كتبه أبو عاصم البركاتي
عفا الله عنه