المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإخلاص



أهــل الحـديث
10-07-2012, 03:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الإخلاص

* قال الله تعالى :{ وما أُمروا إلا ليعبدوا اللهَ مخلصينَ لهُ الدينَ حنفاءَ ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاةَ وذلكَ دينُ القيّمة } سورة البيّنة/5
* قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه قيل: وما إتقانه يا رسول الله ؟ قال : يخلصه من الرياء والبدعة."

إذًا فالإخلاص :
هو أن يكون قصد الإنسان في حركاته وسكناته وعباداته الظاهرة والباطنة، خالصة لوجه الله تعالى، لا يريد بها شيئاً من حطام الدنيا أو ثناء الناس.
• أما الرياء فهو: العمل بالطاعة طلباً لمحمدة الناس. فمن عمِل عَمَل طاعةٍ وكانت نيته أن يمدحه الناس وأن يذكروه بأفعاله فليس له ثواب على عمله هذا بل وعليه معصية كبيرة ألا وهي معصية الرياء.
من هو المخلص ؟
هو الذي يقوم بأعمال الطاعة من صلاة وصيام وحج وزكاة وصدقة وقراءة للقرءان وغيرها ابتغاء الثواب من الله وليس لأن يمدحه الناس ويذكروه.
* أما المرائي فهو الذى يكون هدفه ذكر الناس له فلا أجر له عند الله.
يقول ابن القيم :
*الإخلاص و التوحيد شجرة في القلب, فروعها الأعمال, وثمرُها طيب الحياة في الدنيا و النعيم المقيم في الأخرة, و كما أن ثمار الجنة لا مقطوعة و لا ممنوعة فثمرة التوحيد و الإخلاص في الدنيا كذلك.
* الشرك و الكذب و الرياء شجرة في القلب, ثمرها في الدنيا الخوف و الغم وضيق الصدر و ظلمة القلب، و ثمرها في الآخرة الزقوم و العذاب المقيم.
و قد ذكر الله هاتين الشجرتين في سورة ابراهيم
"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) و َمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء" (27) سورة إبراهيم الآية 24 -27 ))

بعض الأدلة التى جاءت في أهمية الإخلاص من :
أولًا : من القرآن الكريم.. ( قال الله تعالى )

* {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ{2} أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر:2-3]
* {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ{11} وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} [الزمر:11-12]
* {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة:5]
* " قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام:162 )
* " فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{36} قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ{37} إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ{38} قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{39} إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{40} " [الحجر: 36- 40 ]

ثانيًا : من السنة النبوية .. (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )

* " إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه." رواه مسلم
* " إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم " رواه مسلم
* " من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها " صحيح على شرط البخاري ومسلم
* " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله تعالى" رواه الطبراني
* " إنما يبعث الناس على نياتهم " رواه ابن ماجه
* " ما قال عبد لا إله إلا الله قط مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنب الكبائر "رواه الترمذي

ثالثًا : من أقوال السلف في الإخلاص ..
* قال بعض السلف : ” المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته “ .
* قال سهل بن عبد الله : ” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب
* قال الربيع بن خثيم : كل ما لا يراد به وجه الله يضمحــل .
* قال أبو سليمان الداراني : إذا أخلص العبد ، انقطعــت عنه كثرة الوساوس والرياء .
* قال نعيم بن حماد : ضرب السياط أهون علينا من النيــة
* قال يحيي بن أبي كثير : تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل .
* قال يوسف بن أسباط : تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهــاد .
* قال مكحول : ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه ولسانــه .
* قال ابن القيم : العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعــه

مراتب الاخلاص ثلاث:
الاولى: إخلاص العوام : أن تعبد الله طلبا للثواب وهربا من العقاب،:وهو إخراج الخلق من معاملة الحق مع طلب الحظوظ الدنيوية والأخروية كحفظ البدن والمال وسعة الرزق والقصور والحور.

الثانية: إخلاص الخواص: أن تعبده لتتشرف بعبادته والنسبة إليه،وهو طلب الحظوظ الأخروية دون الدنيوية، أى عبادته خوفاً من دخول النار وطلبًا لدخول الجنة .

والثالثة: إخلاص خواص الخواص : أن تعبد الله لذاته لا لطمع في جنته ولا لهرب من ناره - وهي أعلاها - لانها مرتبة الصديقين،:وهو إخراج الحظوظ بالكلية، فعبادتهم تحقيق العبودية والقيامُ بوظائف الربوبية محبة وشوقاً إلى رؤيته.
كما قالت رابعة : ما عبدتك خوفًا من نارك ولاطمعًا في جنتك ، وإنما عبدتك لذاتك
علامات و دلائل الإخلاص:
* الخوف من الشهرة.
* واتهام النفس بالتقصير.
* العمل في صمت بعيدا عن الأضواء وألا يطلب المدح ولا يغتر به.
* استواء العمل عنده في القيادة والجندية.
* جعل الرضا والسخط لله لا للنفس.
* الصبرعلى طول الطريق والحرص على العمل الأنفع، والسلامة من آفة العجب والحذر من تزكية النفس.
خطوات عملية للإخلاص ...
أعطى لله قدره تخلص له... لكن كيف نعرف قدر الله ؟؟؟؟
*أكثر من القراءة والنظر فى كتاب الله.
* تدبر كل آيه وقف عند كل كلمة.( كان رسول الله أحيانًا يقوم الليل بأية واحدة }إن تُعذبْهُمْ فإنهُمْ عبادُك وإن تغْفرْ لهُمْ فإنك أنت الْعزيزُ الْحكيمُ (118) { سورة المائدة)
*تدبر و حفظ أسماء الله الحسنى . *أمعن التدبر في كل خلق الله.
*كلما زاد علمك زادت خشيتك وتقواك وارتفعت مكانتك عند الله
ثمرات الإخلاص:
1- السكينة النفسية وانشراح الصدر وذلك لانحصار الهموم في هم واحد، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة"
2- والاستمرار في العمل، وذلك لأن الذي يعمل للناس يكف عن العمل إذا لم يجد ما يبغي وفي هذا يقول أحد الصالحين: ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
3- تحويل العادات إلى عبادات وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك ما تنفق نفقة تبغي بها وجه الله تعالى إلا أثبت عليها، حتى اللقمة تضعها في (أي فم) امرأتك"
4- إحراز ثواب العمل وإن لم يتمه أو لم يعمله، وفي ذلك يقول الله تعالى:"ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله، وكان الله غفورا رحيما" (النساء: 10)
5- المخلص محفوظ بحفظ الله من العصيان والمكاره قال سبحانه عن يوسف {كذلك لنصرف عنه السّوء والفحشاء إنّه من عبادنا المخلصين } (يوسف:24) فمصنائع المعروف وعلى رأسها إخلاص العمل لله تعالى تقي مصارع السّوء.
6- طمأنينة القلب وشعور بالسعادة وراحه من ذل الخلق يقول الفضيل بن عياض " من عرف الناس استراح" و إذا عرف أنهم لا ينفعونه ولا يضرونه استراح من الناس
-7 تطهير النفس من الغل والحقد، وذلك موجب لراحة البال وسلامة الصدر وقوة الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ" (رواه الترمذي وابن ماجة).
8- -أن تنال العزة وتحقق الأمة النصر الموعود به فقد جعل إخلاص العبادة لله تعالى شرطا في تحقيق وعده سبحانه، وقال صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ» (رواه النسائي)
9- الفوز بمحبة الله تعالى وهو أعظم آثار الإخلاص على الإطلاق ، فإن الله تعالى يحب المؤمنين المتقين والصادقين المخلصين، قال صلى الله عليه وسلم:" إن الله يحب المؤمن التقي الغني الخفي" (رواه مسلم) الغني غني النفس، والخفي العابد المشتغل بإصلاح نفسه الذي لا يحب الشهرة والظهور.
10- يجد العبد حلاوة الإيمان في قلبه ، وذاك من أعظم الأسباب المورثة للسعادة، وقد أرشد إلى هذا النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال :" مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ فَلْيُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ"(رواه أحمد)
11- بلوغ منازل العاملين قال صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا، فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ. وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا، وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا، فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ" (رواه الترمذي).
12- قبول الأعمال ليس كل من أتى بالعبادة تقبل منه ويجازى عليها، ولكن من أخلص فيها واتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه) (رواه النسائي وأبو داود).

**لذلك ينبغي على المؤمن أن يبتغي وجه الله دائما وأن يكون الإخلاص شعاره، والنية الصالحة مسلكه.
شوائب الإخلاص:
• الحجاب الأول: رؤيته لعمله وإعجابه به وبعبادته ، وهذه الرؤية للعمل والعبادة تحجبه عن المعبود والمعمول له وهو الله تعالى.
- فتخلصُ العبد من رؤية أعماله وإعجابه بها يكون بمعرفة نفسه ومعرفة دخائلها ، فليجتهد الإنسان في تحصيل هذه المعرفة.
( لو رُفعتَ إلى ذروة الأكوان وترقيتَ إلى حيث لا مكان ، ثم اغتررْتَ بشيء طرفة عين فلست من أُولي الألباب).

• الحجاب الثاني: طلبه العوض لعمله ، والعوض إما أن يكون في الدنيا أو في الآخرة.
أما الذي يكون في الدنيا ، فطلبه الشهوات ومنها شهوة السمعة والشهرة ، وحب الظهور. وأما طلب العوض في الآخرة: فدخول الجنة والنجاة من النار.
- فالذي يُخَلِّص العبد من طلب العوض على عمله عِلْمُهُ بأنه عبد محض ، وأنه لا ينال دخول الجنة والنجاة من النار إلا بفضل الله تعالى.
* الحجاب الثالث: رضاه عن أعماله واغتراره بها.
- وتخلصه من شائبة الرضا بعمله يكون بأمرين:
أولهما: الإطلاع على عيوبه في أعماله . فكل عمل من الأعمال إلا وفيه حظ للشيطان و حظ للنفس.
ثانيهما: علم العبد بما يستحقه الرب جلّ جلاله من حقوق العبودية وآدابها الظاهرة والباطنة وشروطها.

تركت الناس كلهمُ ورائي وجئت إليك ربي لترضى
اللهم زكّي نفوسنا ، وطهر قلوبنا ، وارزقنا الإخلاص ، اللهم اجعل أعمالنا تصدرعن قلوب عامرة بمحبتك، طالبة لقربك ورضوانك، واجعلنا ندرك نعمك وآلاءك ، وأذقنا برك وإحسانك.
هيا بنا لنجدد إيماننا كل يوم بقول لا إله إلا الله
(الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله )