المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأمُّل: لماذا لا أحتاج للعالِم؟ (تركي العويرضي).



االزعيم الهلالي
10-07-2012, 02:40 AM
تأمُّل: لماذا لا أحتاج للعالِم؟ (تركي العويرضي).

تأمُّل: لماذا لا أحتاج للعالِم؟
09 يوليو 2012، آخر تحديث 28:00

كإنسان أولاً ثم مسلم موحد - ولله الحمد - خلق الله سبحانه جسدي بيديه الكريمتين ، ثم منحني عقلاً لاستعمل هذا الجسد ، ثم منحني تعليمات تبين فيها الرشد من الغي ، وقال لي : (لا إكراه في الدين) ، وقال : (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، ثم قال سبحانه : (إن في ذلك لآية لأولي الألباب) ، فما حاجتي للعالِم؟ وما جدواه لي؟
سينتفض البعض بالاستدلال بقوله تعالى : (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ، وتلك آية عظيمة منه جل شأنه ، وهي آية أمر مشروط من الله سبحانه (إن كنتم لا تعلمون) .
لستُ هنا بصدد الوعظ والإرشاد فربما أكون أكثر حاجة للوعظ من كل قارئ لهذه السطور ، ولست بصدد التعالم ، فعلمي قد يقل كثيراً عن علم من يقرؤني ، لكني بصدد التفكر والتأمل كما أمرني حبيبي وسيدي ومولاي (أفلا يتدبرون) ، فهذا هو الشرف الذي فضلني الله به عن الحيوان والجماد، مع يقيني أن العالِم (بأي اختصاص) لن ينفعني ، إن اتبعته متضعضعاً عن أمر الله (اقرأ) ، وتجاهلتُ قَسَمَهُ (والقلم وما يسطرون) .
لا أحد منا سيقول : حسناً .. دع العالِم واتبع العقل ، أو دع العقل واتبع العالِم ، وينطبق ذلك على كل عالمٍ له حظ من الدنيا أو الدين أو كليهما، فلن أتطبب عند الطبيب الذي ثبت نفوق مرضاه أو تزايدت آلامهم ، ولن أستفتي من ثبت ضياعه عن الحقائق الماثلة أمامي ، ولكن يبقى للعالِم دوره .
إننا اليوم نقبع تحت كهنوتية في شتى المجالات بسبب انحراف فكرة العلم والتعلم ، وتحول دور العالِم من بؤرة إشعاع معرفي شامل إلى دور سلطوي احتكاري ، يساهم في تأصيل التبعية والتقليد ، ولذلك نجد عقول العامة فائضة بالأسئلة دون امتلاك أصغر الأجوبة ، فما يتسنم العالِم مكانه إلا وتنهال عليه الأسئلة ، حتى لا يجد هو وقتاً للتأمل والتفكر وتمرين العقل ، فيكاد يرتكس معهم لمنخفضهم الذي يحاول انتشالهم منه .
أزعم أن دور العالِم الحقيقي ليس الظهور بشخصه ، وليس إعطاء الأجوبة للناس بقدر ما يكون دوره طرح الأسئلة وشحذ العقول وتطوير الأداء الفكري والتأملي الإبداعي ، بعيداً عن التقليد والتبعية المفرطة ، فالعالِم الذي يغذي تبعية الناس له ولو بسبيلٍ غير مباشرة ، هو معول هدمٍ لا بناء ، وعنصر دمار هائل لأي أمة ، فالتبعية عنوان الأمة المنهزمة وانعتاقها يبدأ بعلماء ينهضون بفكرها وثقافتها ، وأفراد يبدؤون التفكير والتأمل والمقارنة ، ويستنتجون الإجابات ، ولا يتوقفون عن هذا المسار البتة ، ويجعلونه ديدنهم ، دون خوف من سلطة العالِم التي سجنوا أنفسهم بها.
إن الاستمرار في طرح الأسئلة ذاتها على أشخاص ثبت أن إجاباتهم لا تقدم لنا أي فائدة ، بل تزيدنا جهلاً وتعقّد مشكلاتنا هو عجز سيراكم أزماتنا ، ولو دققنا في مشكلاتنا لعلمنا أننا نحن من نمتلك مفاتح حلولها لو بدأنا إعمال عقولنا المعطلة منذ ولادتنا ، ولو لم نترك أنفسنا عالة نستجدي الإجابات من أشخاص لديهم نفس مشكلاتنا التي عجزوا عن إيجاد حلولها لأنفسهم .. فتأمل.


صحيفة الجزيرة أونلاين ..

http://www.al-jazirahonline.com/2012/(يمنع عرض أرقام الهواتف بدون أذن الإدارة)/wr15512.htm

مقال جدا رآآآآآئع ..

بصصراحه نحن نحتاج إلى كتآب واعيين أمثال الأستاذ تركي فهذه العقول هي فعلا من ستنهض بهذا المجتمع ..