المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حتى لا نعيش أبد الدهر بين الحفر !



أهــل الحـديث
07-07-2012, 05:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


علو الهمة
حتى لا نعيش أبد الدهر بين الحفر !
فيجب علينا أن نكون أصحاب الهمم العالية
ما هى الهمة ؟ الهمة هى..
*الباعث على الفعل وهى منتهى ( الإرادة )، والإنسان لا يصل إلى درجة عالية من الإيمان إلا إذا كان عالي الهمة. (الإرادة تبدأ بالهم وتنتهى بالهمة).
* والهمة محلها القلب والقلب لاسلطان عليه لغير صاحبه، وصاحب القلب اليقظ و الهمة العالية كالطائر الذى يطير بجناحيه فيحلق بهما إلى الأفق طليقًا من كل القيود التى تكبل الأجساد. :. بهمة رجل واحد تحيا أمة بكاملها
أصحاب همم عالية! ....... لماذا؟؟؟؟
لأن ..........
* لا لذة لمن لا صبر له ،
* لا نعيم لمن لا شقاء له ،
* لا راحة لمن لا تعب له ،
* بل إذا تعب العبد قليلا استراح طويلا
سأضربُ في طول البلاد وعرضها ** أنال مرادي أو أموت غريبا
فإن تلفت نفسي فلله درها **وإن سلمت كان الرجوع قريبا

بعض النصوص التى تحث على علو الهمة من القرآن الكريم و السنة النبوية :
أولًا من القرآن الكريم :
* قال تعالى: (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِن فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَشْكُورًا) الإسراء:19
* قال تعالى: ( فإذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) آل عمران:159.
* قال تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) الأحقاف: 35.
* قال تعالى: (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ( النور: 37

ثانيًا : من السنة النبوية: ((( قال صلى الله عليه وسلم: (((
* ( فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ) رواه البخاري.
* (من سأل الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه) رواه مسلم.
* ( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها)صححه الألباني.
* ( إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها) صححه الألباني..
* ( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنها وسط الجنة وأعلاها وفوقها عرش الرحمن ومنها تفجير أنهار الجنة).
* ( من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة ) صححه الألباني.
* ( تجدون الناس كإبل مائة، لا يجد الرجل فيها راحلة )رواه مسلم.

أحوال الناس فى الهمم :
والناس في الهمة درجات :
1- متكاسلون عاجزون و اتكاليون. وهؤلاء قليلون.( فئة قليلة )
2- يقضون الحوائج ويسعون في الأرض ويؤدون الفرائض ولكن بقدر استطاعتهم، وقد تكون أكثر قليلاً من استطاعتهم ومقدرتهم (أغلب الناس ينتمون لهذه الفئة) .
3- يريدون أن يرتقوا بأنفسهم ولا يعرفون السبيل لذلك فتتخبط عندهم الأمور، فتجدهم ينجزون أمور عظيمة ويستصعبون اليسيرة الممكنة.وهؤلاء لا يحققون ما يريدون.(كثير من الناس )
4- يتجاوزون المستحيل ولا يخضعون له وهم نادرون يستطيعون أن ينجزوا ما ينجزه فريق متكامل.( فئة قليلة )

على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
وتختصر أقسام أصحاب الهمم:
*منهم سابق بالخيرات * منهم مسرف وظالم لنفسه، * ثالث بينهما مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ولما كانت الهمة العالية تتطلب جهدا ، مضاعفاً وتعباً ومشقة كان سالكوها قلة قليلة
قال تعالى {وقليل من عبادي الشكور} [سبأ: 13]
ومن أمثلة هذا:
1- إن من الناس من ينشط للسهر في سماع سمر ،ولا يسهل عليه السهر في قراءة القرآن الكريم.
2- ومنهم من يحفظ بعض القرآن ولا يتوق إلى التمام.
3- ومنهم من يطلب معالي الأمور دون أن تكون له إرادة وسعي في تحقيها فهذا مغتر بالأماني الكاذبة .


أسباب دنو الهمة:
1- دونية الاهتمامات الشخصية لكل فرد، فأي إنسان لا بد أن يكون لديه مبتغى في هذه الحياة وطبيعي أن النفوس الضعيفة اهتماماتها بسيطة جداً لا ترتقي إلى المستوى العالي.
2- مخالطة أصحاب الأهواء والشهوات والذين وصلوا إلى درجة من دونية الأهداف عظيمة فحسبهم لهو يقضون به وقت فراغهم، أو مطلب دنيوي زائل !! فهؤلاء إنما يعيشون عيشة هامشية .
3- الخواء الروحي الذي يعيش في داخلهم.. فحينما تركوا لتلك السخافات أن تحتل مساحة كبيرة من اهتماماتهم غابت الأهداف العالية، والآمال السامية".
4- إحساس الفرد بالفشل في محاولة قام بها، ونتيجة لذلك يبتعد عن المحاولة نهائياً، وهذا خطأ لأن النتيجة الإيجابية لا تأتي إلا بالمحاولة والصبر.
5- ضعف الوازع الديني في البيئة المحيطة به كوجود المغريات والملهيات التي تحيط به وربما يكون لها دور كبير في دنو همته تدريجياً..
6- عدم وجود المعين له كأن يكون بين أبوين لا يهتمان به ولا يوفران له الجو المناسب. فيعيش مقعداً لا همة لديه.
7- عدم الصبر على ظروف الحياة المختلفة فأول ما يخوض غمار ظرف من الظروف نجد أوراقه تتمزق، وينفك شمله.
8- التكالب على الدنيا والاهتمام بسفاسفها وهذا هو حال الكثير منا!! تجده في أمور الدنيا يجهد نفسه ويهلكها للوصول إلى ما يريد وأما أمور الآخرة فعندها يتوقف يراجع نفسه : لن أطيق .. قد لا أطيق ..
9- أن يقصر الإنسان الصلاح على نفسه فقط ولا تتعالى همته لإصلاح غيره
10- إنتظار التكليف والإسناد حتى في الواجبات التي لا ينبغي التأخر فيها فمثلا في واجب الدعوة إلى الله تراه ينتظر من يسند إليه مهمة توزيع نشرة ما أو شريط.. رغم أن التكليف قد أسند إليه أكثر من ألف وأربعمائة سنة حين قال تعالى في محكم التنزيل {يا بنيّ أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور} [لقمان: 17]
11- كثرة الانتقاد وتعليق الأخطاء على الآخرين مع أنه في أعماق قلبه يدرك أنه مقصر ولكنه يعمد إلى هذا الأسلوب كنوع من التهرب من المسؤولية

كيف تصبح الهمم عالية ؟ يقول ابن القيم :
* أخلص تتخلص تخلّص في طعامك وشرابك وعملك وعبادتك، يُخلصك الله من الذنوب.
* إن الله يدافع عن الذين آمنوا. وأول ما يدفع عنهم الذنوب والمعاصي لأنهم لا يغفلون عن الذكر.
* فإذا أردت أن تعرف مقامك عند الله تعرف إلى مقام الله عندك. فإذا كان الله سبحانه ودينه يساوي كل شيء عندك فأنت كل شيء عند الله سبحانه.

بعض الخطوات العملية:
1- العمل في فريق لأن الفريق لا يمكن السماح للأفراد الشعور بالتدني إذا لم يحققوا جميع الإجابات.
2- الإعتراف دائما بأهمية الفرد واحترامه.
3- التشجيع على القيام بمهام أعلى والاعتراف بذلك والمكافأة عليه، فكلما عاملت الناس على أنهم أذكياء سوف يتصرفون على هذا الأساس.
4- الحث على العلم والبصيرة و الإبداع والإنجاز واكتشاف المواهب داخل كل شخص.
5- المثابرة والإصرار والعقل الراجح والخيال الواسع والمواقف الإيجابية والشعور القوي بالقيمة لا بد أن يزهر ويتحول إلى نجاح. {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} [آل عمران: 200]
6- صحبة الأخيار وأولي الهمم العالية ومطالعة أخبارهم.. فكل قرين بالمقارن يقتدي.. فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [يونس :62] قال هم الذين يُذكر الله لرؤيتهم ".
صفات عالى الهمة: الإنسان إذا علت همته فإنه....
1- لا يقنع بالدون ولا يرضيه إلا معالي الأمور، فصاحب الهمة العالية لا يقبل أن يبقى في هامش الحياة، وهدفه الوحيد هو الجنة.
2- ذو طموح ، والطموح كنز لا يفنى ولا يبلى. فصاحب الطموح دائمًا يتطلع للمعالي.
3- لا يكترث بكثرة العوائق وبنيات الطريق، فشعاره دائمًا " فإذا عزمت فتوكل على الله"
4-يخاف على وقته فإذا أمضى يومًا من عمره في غير حقٍ قضَّاه ، أو فرضٍ أدَّاه ، أو حَمْدٍ حصَّله ، أو خيرٍ أسسه ، أو علمٍ اقتبسه ،أو نجاح حققه ، فقد ضاع منه مكسب يومه ، وظلم نفسه، فالوقت حياة الجادين ، وموت المستهترين.
5-عالي الهمة يجود بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل غايته ،وتحقيق بغيته ، لأنه يعلم أن المكارم منوطة بالمكاره ، وأن المصالح والخيرات لا تنال إلا بحظ من المشقة ، ولايُعبر إليها إلا على جسر من التعب .
6- عالي الهمة يُرى منطلقا بثقة وقوة وإقدام نحو غايته التي حددها على بصيرة وعلم ، فيقتحم الأهوال ، ويستهين الصعاب .
7- عالي الهمة يتحدى ما يكون بالنسبة لغيره مستحيلاً، وينجز بحول الله عز وجل ما ينوء به العصبة أولو القوة، ويقتحم بتوكله على الله الصعاب والأهوال، لا يلوي على شيء.



مجالات علو الهمة:
أ- علو الهمة في طلب العلم: قال يحيى بن أبي كثير: "لا ينال العلم براحة الجسد". تلكم الفريضة التي جعلتنا يوما نتصدر الركب وما أن تخلينا عنها وتهاونا فيها إلا ورجعنا في مؤخرته، بل لم نعد نعرف إلي أين سار الركب وإلي أين أنتهي،

ب- علو الهمة في العبادة والاستقامة: قال الحسن: "من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره" . قال وهيب بن الورد: "إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل"..

ج- علو الهمة في البحث عن الحق:
لقد حفل التاريخ الإسلامي قديمه وحديثه بنماذج رائعة من المهتدين الذين ارتفعت همتهم في البحث عن الدين الحق، أن من انطلق باحثا عن الحق مخلصا لله تعالى، فإن الله عز وجل يهديه إليه. مثل سلمان الفارسي وأبو ذر رضي الله عنهما.

د- علو الهمة في الدعوة إلى الله تعالى:
كبير الهمة يحمل هم الدعوة.. ليرى أن علو الهمة هو القاسم المشترك بين الذين اعتزوا بالإسلام، واعتز بهم الإسلام.

هـ- علو الهمة في الجهاد في سبيل الله:
قال عمران بن حصين: "ما لقي صلى الله عليه وسلم كتيبة إلا كان أول من يضرب".
قال صلى الله عليه وسلم: (إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف (صححه الألباني.

أطفالنا وعلو الهمة:

* قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: "والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه، وسَعِدَ في الدنيا والآخرة، وإن عُوِّد الشر، وأُهْمِل إهمالَ البهائم شقي وهلك.. وصيانته بأن يؤدِّبَه، ويهذبه، ويعلمه محاسن الأخلاق * " وقال ابن خلدون: "التعليم في الصغر أشد رسوخاً، وهو أصل لما بعده".
إن المرء لا يولد عالماً، وإنما تربيه جماعة، وتصنعه بيئة، و تتعهده بالرعاية والتعليم، حتى يمتلك ناصية العلم الذي يطلبه.

علام يندم كبير الهمة؟

يندم على ساعة مرت به في الدنيا لم يعمرها بذكر الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: «ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله فيها» ضعفه الألباني.

فهيا يا صاحب الهمة العالية ... إن أمتك المسلمة تترقب منك جذبة "عُمَرِيَّة" توقد في قلبها مصباح الهمة في ديجور هذه الغفلة المدلهمة، وتنتظر منك صيحة "أيوبية" تغرس بذرة الأمل، في بيداء اليأس، وعلى قدر المئونة؛ تأتي من الله المعونة، فاستعن بالله ولا تعجز.

(الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله )