المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أجمل الوصايا التي أقرأُها! ( وصيةُ (أم) لولدها بمناسبةِ تخرُّجه من الجامعة)!



أهــل الحـديث
07-07-2012, 02:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




كلمات قرأتُها بعيونٍ دامعة ... أسألُ اللهَ أن يوفّقَ شبابَ المُسلمين وأن يجعلهم صالحينَ مُصلحين ..

وأن يُباركَ لنا في أزواجِنا ويوفّقَنا لإعانتهم على برِّ والدِيهم ، ويوفّقَنا لبرِّ والدِينا ..

ويُقرَّ أعيُننا بصالحِ الذُريّة .. اللهمّ آمين ..

وأترككُنَّ معَ الوصيّة!
/
/
/

( وصية من قلب الأم )!
كلمات كتبتُها بمناسبة تخرج ابني أنس من الجامعة ...
في يوم تخرجك ياولدي .. لكَ منِّي هديّة وتهنئة ووصية ..
أهديكَ باقةَ حُب ووفاء .. وعِقدَ رِضاً وعطاء .. وطبقَ دُعاءٍ وثناء ..
وأهنئُكَ بفوزٍ ونجاح .. ورُقيٍّ نحوَ المعالي والفَلاح .. فسموٌّ وعلوٌّ للمكرمات ..
ووصيةٌ من قلب الأم .. هل تدري ما معنى وصية أم ؟!
فلتسمع مني ، ولتفهم ، ولتذكر فحواها وإن طال بك الزمان ..
مرَّت من عمركَ ياولدي سنوات .. قد كُنتَ صغيرًا في خَلَدي .. واليومَ غدوتَ كبيرًا في نَظَري .. ولا زلتَ كبيرًا وكبيرًا ..
كبرتْ أيامُك وسُنونُك .. ورسمتَ لها خطاًّ وحُدوداً .. وحفرتَ بها خطُوات بقيَت بصَمات ...
بصماتُكَ ياولدي هي أثرٌ ممتد حتّى بعدَ ممات .. فاكتُب في صفحتكَ نقاطاً ثم خطوطا ثم أوصِلْها بكلمات ..
نقطةُ خيرٍ تتلوها حسنات ، ترسمُ خطاً بنقاطٍ بيضاءَ تتلألأ .. ثم تُترجمُ بكلمات بأعمالٍ ؛ فتصبحُ إنجازا ..
كلماتك ياولدي بلسمٌ لجراح .. بسماتٌكَ ياولدي فرَجٌ لأتراح .. خطواتُكَ ياولدي بناءٌ لصروح ..
كلماتك صدقَة .. بسماتُك صدقَة .. خطواتك صدقات تتلوها بركات ..
ياولدي قد أديَّتُم قسَماً جلللاً .. اهتزت بسماعه الآذان .. وتوجَّعَ قلبي خوفاً من نكث الأيمان ..
ياولدي أنتُم في وطنٍ يشرُفُ بالإسلام .. وأنتم من يحتاجُ الإسلامَ للعيشَ بأمنٍ وأمانٍ وسَلام ..
ياولدي في عملكَ ستلقى نفوساً مُختلفة ... وستلقى قلوباً لا تذكرُ قسماً أو نصحاً .. فامض بالحق ولا تخشى في الله لومةَ لائم .. وذكِّرهم يوماً تتقلب فيه الأبصار ..
ياولدي ستقابل في دربك مسلمةً تمشي بحياءٍ وحجابٍ وعفاف .. فتلك من شاماتِ بلادي ، وهامةَ عزٍّ وإباء ، لا ترضى أبداً بمذلَّة ، ولا تقبلُ يوماً بتميع ولا تخضع أبداً بخطاب ، فأكرمها ياولدي حباً للدين ولا تلقي أبدًا نظرة.
وقد تلقى أحياناً أخرى تزهو بدلالِ الأنثى .. وتُظهرُ من زينتها ما ينهى عنهُ الشّرعُ ويأبى .. تستعرضُ بين الأمة وتحسب أنها الأجملَ والأرقى .. فتلك ياولدي بائعةُ العفَّةِ وهي الحلوى المكشوفة تأباها نفوسٌ حُـرًّة ..
وهي الفتنةُ تتلوّنُ كالحرباء فلا تعرف لها أصلاً أو لوناً ... فغضَّ الطرفَ واصرف بصرك فلكَ الأولى وعليكَ الأخرى ..
ياولدي في دربك ستواجهُ كرباتٍ ومشقّات .. فلا تقلق وتجزع , لا تحزن وتغضب ، واصبر وتصبَّر ، فلن يصلَ القمَّةَ إلا من سقطَ مراراً .. وتقوَّى بالعزم وشُدَّ المئزر .. فالقمّة بالهمّة ..
من أجلكَ ياولدي صعدتْ دعوات .. في سجداتٍ في خلواتٍ في سحر الليل .. ناجيتُ إلهي ياربي سدد وبارك لبنيَّ تلكَ الخطوات .. يارب رضيتُ عنه فأسبغ عليه جودَكَ يا ربَّ البريَّات ..
لا تنسَ ياولدي في دربكَ أصحابُ الحاجات .. لا تُهمل مُحتاجاً أو مكروباً أو من يقصدُ بابك .. فالله يسوقُ لك الخيرَ بقضاء تلكَ الحاجات .. ويصرفُ عن دربك سوءاً بدعاء أصحاب الكربات ..
لا تظلم أحداً واعدل ، بالعدل تعز الأوطان .. لا تلفظ قولاً لا يحسن ، فجميل صمت أو ذكر .. ترفع فيه الدرجات .. فثقِّل ميزانكَ ياولدي بكلامِ صدقٍ وثناء ، فالنُّفسُ تطربُ لسماع تلكَ الكلمات ..
لا تهمل عملاً أو واجب .. ولتتقن أعمالك فالله يحبُّ الإحسان ... لا تكذب أبداً أو تخدع فالله سميع وبصير .. والله قوي وعزيز ..
في الجعبة ياولدي كثير .. لا تسعفني فيه الكلمات .. ولكن قليلٌ من قلبٍ يسرى لقلوب .. تدركه بدون عناء ..
وختاماً: أدعو في سرِّي دوما وفي جهري " رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء . رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ." .
" رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا " .


د. أميرة بنت علي الصاعدي

أستاذ مساعد بجامعة أم القرى ..