المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معترك الثقافة والفكر بين المستقلين والحركيين والحزبيين



أهــل الحـديث
06-07-2012, 08:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


معترك الثقافة والفكر بين المستقلين والحركيين والحزبيين

مشاهد العراك أو الحراك البشري بأي صقع كان هو مشهد يعكس حالات النفس البشرية من التباين في الطباع والخلق الجبلية والمكتسبة الصالحة وغير الصالحة والتباين في العقيدة الصالحة والفاسدة.
كما أنها تعكس مشهد عراك هذه الشخوص البشرية بطبيعتها تلك على المصالح المعنوية والمادية في حالة تمكنها أو ضعفها أو ترددها بين الضعف والتمكن وبين الكسب والخسارة وبين التملك والفقر وبين الانتصار والهزيمة وبين البقاء والفناء .
والمراقب لمشاهد العراك أو الحراك الفكري والثقافي في بلادنا لا يمكنه أن يُغيب أو يُنكر بأن الشخوص المعتركة والمتحركة فيه هي إما مستقلة أو حركية أو حزبية من حيث الانتماء الفكري والثقافي.
والانتماء للنفس البشرية ضرورة من ضروريات الحراك البشري في هذه الحياة الدنيا ومتطلباتها.
لذا تجد الشخصية الحركية قد تكون حزبية وقد لا تكون حزبية والمستقلة إما أنها تؤمن بجماعة الكيان القائم منتمية إليه أو لا تؤمن به ولا تنتمي إليه أو ربما تكون متأرجحة بين هذه وهذه لأسباب متفاوتة من شخصية لأخرى وفق طبيعة شخصيتها ومصالحها.
بالطبع أن كل حزب أو تجمع موجود في هذا الحراك يعمل على صناعة تيار فكري ثقافي يخدمه ويخدم أجندته دون أن يضطر إلى دعوت شخوصه إلى الانتماء إليه لأن الانتماء له تبعاته وحساباته إلا الكيان القائم فإنه دعوته وانتمائه معلن واضح لا غبش فيه وتبعات وحسابات انتمائه معتبرة لها ما يسندها في كيانها القائم وفق عصبية تجمعها بخلاف التحزبات المنفكة عن هذا الكيان.
والشخصوص في هذا الحراك كونها مستقلة أو حركية أو حزبية لا يستقر لها قرار بين هذه الانتماءات لأن اختلاف النفس البشرية وتقلباتها وتأثرها بمحيطها وأحداثه المتقلبة وتفاوت حالة مصالحها يجعلها تنتقل من انتماء لآخر حسب طبيعتها وحسب المؤثر في هذه الطبيعة.
والشخوص بين التحزب أو التجمع سواء لجماعة الكيان القائم أو لجماعة الحركة داخل مجتمع هذا الكيان له ثلاث حالات :
1) الانتماء والسير وفق برامج التحزب أو التجمع المنتمي له.
2) متمثل لتيار انتماء معين شعر أم لم يشعر سائرا بقناعة وفق توجيهات صانع هذا التيار.
3) متأثر ببرامج تحزب وتجمع ما أو بتياره أو ببرامج عدد من التحزبات والتجمعات فإن وقع على شيء يحبه أو يزين له أو يراه بقناعاته البسيطة السطحية في برامج تجمع أو تيار سار وفق أثر هذا التيار لذا تجده متأرجح بين فكر و ثقافة عدد من التيارات أو التحزبات وتمثله لهذه البرامج ليس عن رؤية واضحة بأنها لتيار أو تحزب معين لذا تجده متأرجح في مواقفه المعنوية والمادية.
الحالةالثالثة تمثل غالب الناس البسطاء المتعرضين للحراك الثقافي لأن هذه الحالة يندرج تحتها كل أطياف الناس البسطاء على اختلاف قدراتهم الشخصية والثقافية والفكرية والعلمية ضعفا وقوة.
أما الحالة الأولى والثانية فغالبا يكون شخوصها من نوعيات قدراتها الثقافية والفكرية والعلمية قوية ومتمكنة بالطبع الناس في هذه الحالات يتفاوتون مكانا وزمانا فالمكان أو الزمان له طبيعته في دعم قوة ثقافة وفكر وعلم الفرد كما أن طبيعة الفرد حزما وتطلعا في هذا المجال أو ذاك له دوره في التقلبات بين هذه الحالات لأن النفس البشرية ليست مستقرة بل متقلبة مترقية في متطلباتها وتطلعاتها وفي ما تعتقد أو ما ترغب وتحب.
لاحظ قلنا من يتعرض لهذا الحراك الثقافي المتغير أما غالب الناس ممن يُعرضون عن الحراك الثقافي المتغير ويسيرون وفق الجماعة الأم دون حسابات ثقافية وفكرية متغيرة متقلبة بل وفق عقيدة وعصبة الجماعة الأمة فهم لا تعنيهم وربما لا يشعرون بهذا الاصطفاف الفكري الثقافي لأنهم أمنوا جماعتهم الأم ووثقوا بها واطمأنوا لها وأحبوها فطرة وعقيدة.
لذا على المرء الذي يُعرض نفسه للخوض في الحراك الفكري الثقافي أن يحرص على أن يتعلم ويتثقف ويحصن نفسه بالعلم وأفضل العلوم هو العلم الشرعي ذا المنهجية المتكاملة الشاملة ضمن محض علم رباني لأنه يكسب المرء استقلالا وقوة في المقايسة والاختيار بين هذه الانتماءات الثقافية والفكرية.
وهذا العلم بتلك الصفة يبني في المرء عقيدة راسخة وشخصية صادقة مؤمنة لا تتأثر بالمصالح والرغبات والبرامج والدعايات إلا وفق عقيدةوأحكام وضوابط الشرع المطهر.
لذا تجد الشخوص في حراك بلادنا الفكري والثقافي ممن تربت وتعلمت وتثقفت في محاضن العلماء الربانيين البارعين في علمهم وفنهم وتخصصهم المتميزين بمنهجيتهم الشرعيةالمتكاملة الشاملة المنتمين للكيان القائم على الجماعة التي بنت كيان بلادنا وفق الدعوة الاصلاحية التي دعى لها الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وسنده فيها الامام محمد بن سعود رحمه الله ومن خلفهم من رموز دعوته من العلماء الربانيين والولاة الصالحين سواء من ذريتهما أو من غيرهم من أبناء بلدات هذه الجزيرة العربية بعرضها وطولها أو من حل عليها من خارجها راغبا بدعوتها الاصلاحية من الذين لم يبدلوا ولم يغيروا بل ثبتوا على مباديءوركائز هذه الدعوة الاصلاحية المباركة وما نتج عنها من علم وعمل ودعوة وحكم وولاية شرعية وكيان يجمع ويضلل الجميع على العقيدة الاسلامية الصحيحة النقية وعلى شريعة ممحضة وفق الكتاب والسنة ومحصنة بنهج السلف الصالحين كابرا عن كابر تجد هذه الشخوص ثابتة لا يهزها ولا يقلبها ولا يغيرها ولا يؤثر فيها مؤثر فكري أو ثقافي خارجي أو داخلي مغاير لثقافة وفكر هذه الدعوة الاصلاحية.
بل هي شخوص تسير في هذا العراك أو الحراك الفكري الثقافي وفق منهجية هذه الدعوة الاصلاحية المباركة وما أسست عليها كيانها الذي يجمعها نسأل الله أن يديم علينا جمعنا عليها وأن تضل عصبتنا لها وعليها دون فرقة وشتات لا خير فيه والله الموفق.