المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العصبية !!



االزعيم الهلالي
06-07-2012, 07:40 AM
العصبية !!

إن الإسلام دين الفطرة , و دين الوسطية و الاعتدال , جاءت أحكامه بالخير العظيم للبشرية جمعاء , فهو لا يمنع الفخر المحمود في الحياة ، و لكن عندما يبالغ فيه الإنسان , و يخرج عن القيم و المبادئ الفاضلة , و يتحول إلى تعصب مذموم , وكبر واستعلاء على الآخرين ، فهذا ما حذر منه الإسلام , فقد ذم الإسلام التعصب بأشكاله , و تعدد مسمياته , و نسب العصبية إلى الجاهلية , و إن الناس بنو آدم , و آدم من تراب , و أنهم سواسية أمام الله يتفاضلون في التقوى , قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) 13, الحجرات , و قد نفر منها الرسول صلى الله عليه و سلم , و وصفها بالمنتنة , عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَضرب رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ : يَا لَلْأَنْصَارِ ! وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ : يَا لَلْمُهَاجِرِينَ ! فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ( مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ؟ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ضرب رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ . فَقَالَ : ( دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ) رواه البخاري . وجاء أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد)) أخرجه مسلم في صحيحه , و قال صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي، الناس بنو آدم ، وآدم خلق من تراب، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ) , فالعصبية داء خطير على الأفراد و المجتمع , حيث ينشر العداوة و البغضاء بين النفوس , و يمزق الروابط الاجتماعية , و قد يثير الفتن و الحروب بين الناس . و العصبية من العلل التي تضر المسلم دينيا و صحيا , و ذلك عندما تصيبه تؤثر على البصيرة , و تضعف الإيمان , فينشط داء التعصب و العنصرية , و تتأثر الجوارح , فتزداد على الإنسان الأمراض النفسية كالقلق و التوتر , فينجم عنها الاضطرابات السلوكية التي تنغص عليه صفو حياته .
عبد العزيز السلامــة / أوثال