المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( علـــم الكــــــلام ))



فيصــل
26-10-2005, 02:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وابارك للجميع دخول العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل ..


أعزااائي ..


كنت أقرأ قبل أيام مقال في احدى الصحف المحليه وكان يتحدث في امور دينيه شتى باختصااار ربما لضيق مسااااحة الزاويه .. وتطرق كاااتب المقال لامور عديده ولفت انتبااااهي من ضمن مااااذكر هذه العباره " علم الحديث .. وعلم الكلام " وعلم الحديث هو ماكتب في أو عن أحاديث الرسول المصطفى " عليه الصلاة والسلام " .. ولكن ماااهو علم الكلااام .. أصدقكم القول للمره الأولى التي أقرأ هذه العباااره " علــم الكــلام " .. والمقال لم يتطرق له من قريب أو بعيد ولكن تطرق اليه عرضا ً في سياق الحديث !!


وقبل أن ابحث في فضاء النت عن ماااهية هذا العلم رأيت أن أطرح هذا الموضوع هنا لأخواني وأخواااتي لربما أجد الاجاااابه لديهم ..


مااااهو علم الكلام .. عن مااااذا يتحدث .. ؟؟


اتمنى تفاااعل الجميع ممن لديهم خلفيه عن ماذكرت هنا !!


وللجميع تحياااااتي



فيصــــل

*أهداب*
26-10-2005, 02:49 AM
ملاحظة الحديث منقول عن موقع شيعي ....للفائدة والمعلومة تم النقل .......

سؤال : ما هو علم الكلام ، و إلى متى يعود تاريخ تأسيسه ؟

جواب : علم الكلام هو من العلوم المستحدثة في الإسلام ـ و إن كانت جذوره و مبادئه موجودة في الكتاب و السنة ـ و يُبحث فيه عن إثبات أصول الدين الإسلامي أي الألوهية ـ التي تشمل التوحيد و العدل ـ و النبوة و الإمامة و المعاد ، بالأدلة التي تفيد اليقين و تسبب الإعتقاد .

و يتكفل هذا العلم الإسلامي بدراسة المسائل الإعتقادية ـ أصول الدين ـ و إثباتها بالأدلة و الحجج ، و مناقشة الأقوال و الآراء المخالفة لها ، و نقد الشبهات المطروحة حولها و دفعها بالحجة و البرهان .

فائدة علم الكلام :

1. معرفة أصول الدين معرفة علمية قائمة على أساس من الدليل و البرهان .

2. القدرة على إثبات قواعد العقائد بالدليل و الحجة .

3. القدرة على إبطال الشبهات التي تثار حول قواعد العقائد .

سبب تسميته بعلم الكلام :

في سبب تسمية هذا العلم بعلم الكلام أقوال كثيرة نشير إلى أهمها و هي :

1. إن تسميته بهذا الاسم مأخوذة من أول مسألة طرحت على بساط البحث في هذا العلم و هي مسألة كلام الله عَزَّ و جَلَّ هل انه حادث أم قديم .

2. سُمِّي بهذا الاسم لأنه كان من عادة علماء الكلام الأوائل بدأ مقالاتهم في كتبهم الإعتقادية التي تبحث عن أصول الدين بـ " الكلام في كذا " و من هنا جاءت التسمية .

3. بما ان من شان هذا العلم زيادة قدرة متعلميه على التحدث و الكلام في مجال العقيدة و الاستدلال فلذلك يطلق عليه علم الكلام .

تاريخ نشوء علم الكلام :

أما تاريخ نشوء هذا العلم و تأسيسه و تطوره فيعود ـ كما عليه جماعة من المحققين و العلماء ـ إلى عهد علي أمير المؤمنين ( رضي الله عنه ) و، فهم الذين و ضعوا اللبانات الأساسية و القواعد الرئيسية لهذا العلم ،

يقول العلامة المُحقق آية الله الشيخ جعفر السبحاني ( ) ما ملخصه : " فقد أُسِّس علم الكلام في بدايات القرن الأول الهجري ، و لم يكن تأسيسه و تدوينه إلا لضرورة دَعت إليها حاجة المسلمين إلى صيانة دينهم و عقيدتهم و شريعتهم من تهاجمات الأفكار المضادة التي شاعت إثر الاحتكاك الثقافي بين المسلمين و غيرهم و بسبب ترجمة الكتب الفلسفية و الإعتقادية للفرس و اليونان ، فلم يجد المسلمون سبيلا إلاّ التسلح بالبراهين العقلية كي يصونوا بذلك معتقداتهم و يدافعوا عنها ، لكن التاريخ يشهد بأن قسما كبيرا من مسائل علم الكلام حول المبدأ و المعاد ، و حول التوحيد و العدل متخذة من خطب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) و انه هو البطل المقدام في دعم هذه الأصول و أحكامها ، و لو اعترفت المعتزلة بأن منهجهم الكلامي يرجع إلى علي ( عليه السَّلام ) فقد صدقوا في انتمائهم و انتسابهم إلى ذلك المنهل العذب الفياض ، و ليس علي وحده من بين أئمة أهل البيت أقام دعائم هذا العلم و أشاد بنيانه ، بل تلاه الأئمة الأخر منهم [2] .

يقول العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي : " و أما الحكمة و البحث في الأمور الإلهية ، فلم يكن من فن أحد من العرب … و أول من خاض فيه من العرب علي ( عليه السَّلام ) … و لهذا انتسب المتكلمون الذين لججوا في بحار المعقولات إليه خاصة دون غيره ، و سموه أستاذهم و رئيسهم ، و اجتذبته كل فرقة من الفرق إلى نفسها …

*أهداب*
26-10-2005, 02:52 AM
سؤال : ما هي المعرفة المعتبرة في علم الكلام و عند المتكلمين ؟

جواب : المعرفة المعتبرة و المعترف بها عند المتكلمين هي تلك المعرفة القائمة على الأسس التالية :

1. أن تكون المعرفة قطعية بحيث يمكن الجزم بها ، أما المعارف الظنية أو الوهمية أو الشكية فلا اعتبار لها .

و في هذا المجال يقول الله العظيم في قرآنه الكريم : { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [1] .

و يقول سبحانه و تعالى أيضا و هو يذمّ الذين يتبعون الظن : { … وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } [2] .

و يقول عز من قائل أيضا : { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا } [3] .

فكل معرفة خارجة عن إطار العلم القطعي مرفوضة عند الإسلام و عند المتكلمين ، و لذلك فإننا نرى أن كثيرا من الآيات الكريمة تنتقد و تذم المقتفين سنن الآباء و الأجداد بلا دليل قطعي واضح ، و بلا علم بصحة أدلة الآباء و الأجداد .

و بهذا الشأن يقول الله العظيم : { بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ * وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } [4] .

و يقول جل شأنه : { ... قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } [5] .

و هكذا فان الإسلام يدين المنطق الرجعي القائم على تقديس مذهب الآباء و الأجداد ـ لكونهم آباء و أجداد لا لصواب منطقهم ـ لأن ذلك ينفي العقل الإنساني و يرفض تطور التجارب البشرية ، و يصادر الموضوعية في معالجة قضايا السلف ، و الغريب أن هذا المنطق الجاهلي يسود حتى اليوم على العالم ، و يظهر تارة على شكل عادات و تقاليد خرافية مطروحة باسم " آثار الآباء " ، و تارة باسم الحفاظ على المآثر القومية و الوطنية ، لذا فيجب عدّ هذا المنطق الرجعي من أسباب انتقال الخرافات من جيل للآخر ، و من الواضح أنه ليس المقصود طبعاً هجرة تقاليد الآباء و عاداتهم كلها ، بل الصحيح هو تحليل عاداتهم و أخذ ما انسجم منها مع العقل و المنطق و طرح ما يُنافي العقل منها .

إذن فالعادات و التقاليد المنسجمة مع العقل و المنطق يمكن عَدُّها تراثا قوميا يستحق الحفظ ، أما الاستسلام التام و التقليد الأعمى لطريقة الآباء و الأجداد فليس له مبرر و هو الرجعية بعينها .

2. أن تكون المعرفة نابعة عن أدوات المعرفة الحسيّة و القلبية أو العقلية ، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم : { وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [6] .

فالسمع و البصر هما رمزا الأدوات الحسيّة ، كما أن الفؤاد هو كناية عن العقل و الإدراكات الصحيحة الفكرية ، فالحس و العقل هما المعتمدان عند المتكلمين من بين أدوات المعرفة لأنهما الأكثر صوابا و الأعظم نتيجة ، ذلك لأن العلم لا يحصل إلا عن طريق الفؤاد أي العقل .

ثم انه لاشك و إن معرفتنا للعالم الخارجي لا تحصل بصورة مباشرة و إنما تتم عن طريق السمع و البصر و ذلك بعد التقاط المعلومات الصوتية و التصويرية و إرسالها إلى عقولنا بغية فهمها و تحليلها و الاستنتاج منها .

*أهداب*
26-10-2005, 03:02 AM
موقف علماء المسلمين من علم الكلام وسبب ذمهم لعلماء الكلام
القسم: أهل السنة في إيران
لقد سجل علماء المسلمين -قديماً وحديثاً- موقفهم الصارم من المتكلمين وعلم الكلام فنقدوا مناهجهم وشددوا التنكير عليهم وعدوهم من الخارجين عن منهج القرآن في اثبات العقائد، وقد اتفقت آراؤهم جميعا حول خطورة وجود المتكلمين -والفلاسفة من باب أولى- حيث أنهم كانوا وبالا على حركة التفكير الإسلامي الأصيل، النابع من القرآن والسنة. وأن علم الكلام زاد من الافكار التي اوغلت في تشكيك المسلمين بعقيدتهم -دون قصد- ومع ذلك لم ينج المتكلمون وعلمهم من الاتهام الصريح بانهم قد وقعوا فريسة سهلة لمكائد الحاقدين على الإسلام ممن تظاهروا بالإسلام لتقويضه من داخله، بتبنيهم معتقدات مجوسية وأخرى يهودية أو نصرانية، ومعظم أفكارها الفلسفية هي من فلاسفة الإغريـق(1) ، وحتى يظل هذا الكلام ضمن البحث العلمي نورد فيما يلي أقوال العلماء في شأنه :

بعد استفحال شأن المتكلمين وعلم الكلام في الحياة الإسلامية هب فقهاء أهل السنة للرد عليهم ومناقشة افكارهم واصدروا الفتاوى فيهم. فقد روى الحافظ ابن الجوزي(2) ، بإسناده الى الامام علي أنه قال: "لست بصاحب كلام... ولا أرى الكلام في شيء من هذا الا ما كان في كتاب الله او حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم او عن اصحابه فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود ." وعن الإمام أحمد رضا أنه قال: "لا تجالسوا أهل الكلام وإن ذبوا عن السنة"، ولعلم الإمام أحمد بن حنبل بأن "المنطق" هو أساس الافكار الكلامية ومنطلق ايديولجي في التحليل ومنهج البحث فانه ذهب الى "تحريم تعلم المنطق"(3) . فهو كمجتهد وعـلم من أعلام السنة استند في هذه الفتوى الى القاعدة الشرعية (الوسيلة الى الحرام حرام)(4) لأن تعليم وتعلم "علم المنطق" في رأيه يؤدي إلى سلوك منهج فلاسفة اليونان في طريقة التفكير المؤدية حتماً إلى تبني نتائج تصور علماء الكلام(5) . وقال الإمام أحمد: ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح، وقلّ أحد نظر في الكلام إلا كان في قلبه غل على أهل الإسلام(1) . وأما الإمــام الشافعي: فشدد النكير على المتكلمين وعلمهم الى درجة أنه أفتى بتحريمهم وجعل لهم عقوبة (بأن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في العشائر والقبائل" ويقال: هذا جزاء من ترك منهج الكتاب والسنة وأقبل على الكلام(2) ... وقد قال شعرا وصف فيه علم الكلام بأنه من (وسواس الشيطان)(3) . وروى الحافظ البيهقي باسناده اليه انه قال لأناس تناظروا في علم الكلام: (الكلام لا غاية له، تناظروا في شيء إن أخطأتم فيه يقال لكم: أخطأتم ولا تناظروا في شيء إن أخطأتم فيه يقال لكم: كفرتم) . وروى أيضا عن الربيع أنه قال: رأيت الشافعي وهو نازل من الدرجة وقوم في المجلس يتكلمون في شيء من علم الكلام فصاح وقال: إما تجاورونا بخير وإما أن تقوموا عنا(4) . وقال: لقد اطلعت من أهل الكلام على شيء ما كنت لأظنه، ولأن يبتلي العبد بكل ذنب ما خلا الإشراك بالله خير من أن يبتلى بالكلام(5). ولم يصدر الإمام الشافعي هذا الرأي إلا بعد دراسة مستفيضة للأفكار التي أدخلها علماء الكلام في علم التوحيد، بل وقام بتأليف كتابين للرد عليهم :1-في تصحيح النبوة والرد على البراهمة 2-في الرد على أهل الأهواء(6) ، ثم أتبع ذلك الى القضاء حيث (رجع عن قبول شهادة المعتزلة وأهل الأهواء)(1) ، وقد ذهب الإمام الشافعي والإمام النووي(2) الى تحريم تعلم علم المنطق(3) الذي يعدّ حجر الزاوية في منهج استنباط الأفكار الكلامية . ولم يكن الإمام أبو حنيفة وأصحابه بعيدين عن اتخاذ موقف من علم الكلام، فقد صنف كتاباً في الرد على القدرية(4) سماه (كتاب الفقه الأكبر) وقد تابعه الإمام أبو يوسف حيث قال في المعتزلة : إنهم زنادقة -يتبع-

*أهداب*
26-10-2005, 03:06 AM
أخيراً ..ماذا قال أهل السنة ..وهناااااااا الفائدة ...

الإطاحة بعلم الكلام



عزيز محمد أبوخلف
باحث



يبحث علم الكلام في الأدلة اليقينية المتعلقة بالعقائد الإسلامية ، وهذه الأدلة مبناها العقل المستند إلى المنطق أساساً ، وقد يأخذون بما تدل عليه النصوص القطعية فقط وفقاً لمعاييرهم . ويُعرف هذا العلم أيضاً بعلم التوحيد وعلم العقائد وعلم أصول الدين ، لأنه يركز على الدلائل القطعية ولا يأخذ بغيرها ، فهو يرد أحاديث الآحاد مثلاً لأنها ظنية الثبوت وفقاً لهذا العلم . وقد سُمي بعلم الكلام لأن المشتغلين به صنعتهم الكلام والجدل ، أو لأن اعظم مسائله التي جرى عليها الخلاف كانت صفة الكلام لله تعالى .
أدى علم الكلام إلى انقسام المسلمين عقائدياً إلى فرق شتى ، منها الجهمية والمعتزلة والماتريدية والأشاعرة والاباضية والامامية والزيدية وغيرهم كثير . ووقف أئمة السلف وعلماؤهم في وجه هذه الفرق وشنّعوا عليهم وفنّدوا أقوالهم بالعقل والنقل ، وطالبوهم بالكف عن ذلك والرجوع إلى النبع الصافي نصوص القرآن والسنة . والمتتبع لهذه الفرق يرى أن الاختلاف بينها هو في فروع العقائد وليس في أساسها المتفق عليه بين الجميع . فتراهم اختلفوا في صفات الله وأين يوجد ، وفي القضاء والقدر ومعنى ذلك ، وهل الإنسان مسير أم مخير ، وفي معنى الإيمان وهل الأعمال منه ، واختلفوا في طريق الإيمان هل هو واجب بالعقل أم لا ، إلى غير ذلك من الاختلافات الفرعية . وقد اندثرت كثير من هذه الفرق وبقي بعضها إلى عصرنا الحاضر .

طريقة علم الكلام
يستند علم الكلام في أدلته وبراهينه على علم المنطق بشكل أساسي ، فهو يقرر مسلمات معينة ثم ينطلق منها في إقامة البراهين من خلال مقدمات معينة . ولهذا العلم مصطلحاته الخاصة التي تحجَّر عليها اتباعه إما بسبب عدم وضوحها ، أو لرغبتهم في عدم مخالفة أسلافهم والاحتفاظ باستقلالية هذا العلم . فالجوهر الفرد مثلاً هو الجزء الذي لا يتجزأ وتتكون منه الجواهر أي الأجسام أو المواد بلغة عصرنا . ولا يستطيع المعاصرون أن يقرروا هل هو الذرة مثلاً أو الجزيء أو الإلكترون أو غير ذلك . فهم يقولون بأنه اصغر جزء يمكن تخيله وهو متحيز لكن ليس له مكان . وربما كان هذا ينطبق على الإلكترون الذي يتحرك بشكل موجي وليس له مكان محدد بالضبط ، لا ندري ! .

الضربات التي تلقاها علم الكلام
لاقى علم الكلام مواجهة عنيفة من أئمة السلف وعلمائهم ، أدت أحياناً إلى تقوية العلم وزيادة تمسك اتباعه به . لكنه تلقى ضربتين موجعتين جداً كان لهما الأثر البالغ في صرف الناس عنه أو ضعف مواقفه . وتأتي أهمية هاتين الضربتين من كونها أثَّرتا في اصل هذا العلم والأساس الذي يقوم عليه وهو المنطق والعقل بمفهوم هذا العلم .
الضربة الأولى كانت على يد شيخ الإسلام ابن تيمية الذي عمد إلى نقض المنطق ونسفه من أساسه ، وبيان انه لا فائدة ترجى منه ، وانه لم يأخذ به علماء الأمة المعتبرين في أصول الفقه . كما انه رد عليهم على نفس الصعيد في كتابه العظيم درء تعارض العقل والنقل والذي جمع فيه آراء الأولين والآخرين ، ولم يصدر عليه رد معتبر إلى الآن . إلا أن ابن تيمية رحمه الله قد بدا وكأنه يسلم لهم اعتبار أفكارهم صادرة من العقل وذلك لأنه ناقشهم بنفس الأسلوب ، هذا على الرغم من أنه يرى أن العقل هو الغريزة أو العلوم المستفادة للتمييز بين الخير والشر . وعلى الرغم من ذلك فقد شنع عليهم اعتبار القواطع العقلية في زعمهم هي الأساس ، فقد نقض ذلك ونقده نقداً شديداً معتبراً أن القول بان السمع ليس قطعياً دونه خرط القتاد .
أما الضربة الثانية فكانت على يد الشيخ تقي الدين النبهاني من المعاصرين ، والذي اعتبر أفكار علم الكلام بأنها غير عقلية مطلقاً لان العقل لا يمكن أن يعمل في المغيبات ، هذا بالإضافة إلى موافقته ابن تيمية اعتبار المنطق أسلوباً عقيماً غير منتج أبداً ويجب تركه . وهذا الضربة كسابقتها هي في صميم علم الكلام لأنها نسفت الأصل العقلي الذي يقيمون عليه أفكارهم ، وكادت أن تقضي عليه لولا أن فكر النبهاني رحمه الله لم ينتشر بشكل واسع بسبب اشتغاله بالسياسة ، وعدم قيام اتباعه بنشر فكره وشرحه ، هذا بالإضافة إلى التزامه بأصول كلامية لقيت معارضة شديدة . منها وجوب الإيمان عن طريق العقل فقط ، واقتصار الإيمان على التصديق الجازم الذي يقتضي العمل ، وتحريم الأخذ بأخبار الآحاد في العقائد ، ورأيه الغريب في القضاء والقدر الذي اعتبره ركناً من أركان الإيمان على الرغم من عدم ورود دليل عليه من الكتاب والسنة سوى أن معناه ثابت . فقد اعتبر أن القضاء والقدر هو أفعال الإنسان التي تَحدُث جبراً عنه ، والخاصيات التي يُحدثها هو في الأشياء ، وهذه كلها ليست من الإنسان ، وانه مخير في أفعاله الاختيارية الأخرى . هذا بالإضافة إلى عدم رواج تعريف العقل الذي قال به ولم يجد قبولاً واسعاً عند الناس ، ربما لعدم وضوحه أو انطباقه .

هل نحن في حاجة إلى علم الكلام؟
تكشفت في عصرنا الحاضر الكثير من الحقائق العلمية ، وظهرت معارف جديدة متنوعة ، مما جعل الحاجة ماسة إلى مواجهة هذا الكم الهائل من المعلومات والنظريات بطريقة تخدم الدين بشكل فعال ومنتج . ولا بد من الاعتراف بان هذا لا سبيل إليه إلا بالتفكير الصحيح المنتج ، ولا يكون أبداً عن طريق المنطق ولا أساليب علم الكلام ، لأنه لا قِبَل لها بهذا الكم المتزايد من المعلومات . ومن اجل خدمة الدين والمساعدة على نشره بشكل واعي فلا بد لنا إما أن نلغي علم الكلام ، أو أن نجري عليه تعديلات جوهرية في الشكل والمضمون . إذ صار من المناسب أن يُطلق عليه علم العقائد لأنه في حاجة إلى مواجهة نظريات فلسفية وعملية جديدة ، وصار في حاجة إلى استخدام طرق وأساليب جديدة تناسب العصر وتخاطبه بلغته التي يفهمها . ولهذا فإني أرى ما يلي :
• إلغاء المنطق أو جعله جزءاً من علم العقائد لمن تهواه نفسه ويميل إليه تفكيره . فالمنطق نظام مغلق غير منتج ، والإبقاء عليه يعني الإبقاء على علم العقائد نظاماً مغلقاً إلى ابد الآبدين . كما أن المنطق عالة على الفكر الصحيح ، وقد رفضه أحفاد اليونان الغربيين أنفسهم ؛ فمنهم من اعتبره وُلد ميتاً ، ومنهم من اعتبره ولد كاملاً ولم يتقدم خطوة إلى الإمام ، ومنهم من اعتبره من موضوعات البلاغة ، بل قد عده بعضهم صنماً يحرف عن التفكير الصحيح .
• إعادة النظر في مفهوم العقل ، لا سيما على ضوء ما استجد من حقائق علمية عن التفكير وتركيبة الدماغ . وقد بيَّنتُ في اكثر من مقالة أن الفكر الإسلامي مصدر رحب لذلك ، وان رؤيته لمعنى العقل رؤية ليس لها مثيل ، وهذا ما جعلني اقرر مثلاً بان المقصود بنقصان عقل المرأة ليس هو ما درج عليه الناس على مر العصور من انه نقص في قدراتها العقلية ، بل الموضوع أوسع من ذلك واعمق . وقد يكون الانطلاق من تعريف النبهاني مفيداً جداً لان العقل لا يمكنه التفكير في المغيبات ، وإذا فعل فلا سبيل إليه إلا من خلال المحسوس . وأفكار علم الكلام تخالف ذلك بشكل صريح ، من هنا لا نستبعد أن تكون أفكاره بعيدة عن الواقع .
• وهذا يقودنا إلى ضرورة التركيز على القرآن الكريم والسنة المطهرة بما فيهما من مظاهر الإعجاز الفكري والعلمي . غير أن الإعجاز الفكري هو اقرب إلى حضارة الأمة وفكرها من الإعجاز العلمي الذي يُعتبر عالة على ما ينتجه الغرب فقط ، وحتى لو أجرى علماء المسلمين أبحاثاً فلن تمر دون موافقة الغرب لها . أما الإعجاز الفكري فينطلق من فهمنا للقرآن والسنة والفكر الإسلامي وبما استجد من حقائق بشكل جزئي نستأنس به على ما عندنا .
• ضرورة جعل نصوص القرآن والسنة هي المعتمد والمرجع لا ما نتوصل إليه بالعقل المستند إلى المنطق ، لان هذا الأخير يحتاج إلى مرجعية تصححه ، ومَنْ غير القرآن والسنة يكون مرجعاً يُفتخر به ! .
• عدم تقييد الناس بالإيمان عن طريق العقل ، فواقع العقائد الإسلامية انه يمكن تقبلها وعشقها بمجرد معرفتها والتعايش معها . فليعتنقها من شاء بالطريقة التي يشاء ، سواء كانت بالعقل أو بغيره .
• أن يجتمع أصحاب المذاهب العقائدية الإسلامية على كلمة سواء بينهم فهم أولى بها ، وان يتجادلوا بالتي هي احسن ، وان يحتكموا إلى الكتاب والسنة من اجل كشف الحقائق بموضوعية . وليس لهم إلا التفكير المتوازي المتعاون فهو السبيل إلى كشف الحقائق التي تخدم الدين والمسلمين وتجمع الكلمة .
• الاعتماد على الواقع في التفكير بدلاً من الخوض في فرضيات وتخيلات لا أساس لها . فالذين يقولون مثلاً أن الله لا داخل العالم ولا خارجه ، يمكن أن يقال لهم وهو في العالم وخارجه معاً ، أو مرة هنا ومرة هناك ، أو في أي منها بشكل لا نتصوره . على أن هذا القول النظري ترد عليه إشكاليات منها أين الله قبل خلق العالم ، هل كان أيضا لا داخل العالم ولا خارجه؟ وهذا القول هو باعتبار العالم فقط . كذلك من يقول أن الله لا تحده حدود ، فبعد خلقه العالم ماذا حصل لهذا الواقع؟ . كذلك القول بأنه قديم هو باعتبار العالم ، فهل الحكم مستمر قبل ذلك ، والنسبة لا تكون إلا إليه؟ والمقصود أن التفكير في المغيبات ترد عليه إشكاليات كثيرة تبدو متناقضة يهدم بعضها بعضاً لأنها تفتقر إلى المرجعية . لهذا ليس من طريق سليم إلا الالتزام بنصوص الكتاب والسنة والعض عليها بالنواجذ .
• التوقف عن السب والشتم والتجهيل فهذا من أمارات نقصان العقل !

*أهداب*
26-10-2005, 03:10 AM
ملاحظة


تركت الشرح بين أيديكم ...
حتى تعلمون ..من أين بدأ .......

ومن هم الذين أوجدوه .........

كما هو ........


حتى لا تخدعوا بمثل هذه المقولات .......


ثم وضعت لكم الفائدة من موقع صيد الفوائد .........

نسأل الله لنا ولكم السلامة من كل بدعة وظلالة .............

تهوي بمتبعها الى الدرك الأسفل من نار جهنم .......

خــــالـــــد
26-10-2005, 11:49 AM
فيصل

.
.

يرجع أصل تسميته بهذا الإسم علاقة بالفكر اليوناني، لأن أصل كلمة المنطق عائد إلى
الكلام في لغة اليونان وهناك من يرى أن سبب التسمية عائد إلى الاشتغال بالكلام
والجدل، ويُعرف هذا العلم أيضاً بعلم التوحيد وعلم العقائد وعلم أصول الدين، ويركز
بشكل أساسي على الأدلة العقلية القطعية ويجعلها المرجع في تقرير مسائله، بدليل
أنهم يؤولون كل نص يخالف قواعد هذا العلم العقلية

ومن المفيد معرفة أن علم الكلام هذا ليس من العلوم المتفق عليها في الفكر الإسلامي


عسى أفدتك بـ شيء ...

والأخت أهداب ما قصّرت ..




أخوكـ/خالد

الـوافـي
26-10-2005, 01:35 PM
إنشاء الاخ فيصل أفادة الاخت "أهـــداب" وكملت ووفت الله يعطيها العافية وينفع بها البلادوالعباد

فيصــل
29-10-2005, 12:57 AM
الراااااائعه


أهدااااب


صدقيني لو قلت لك انني تفاجأت بهذا الكم الهاااائل من المعلوماااات التي قمت بطرحها هنا .. وكنت صادقا ً حين سألت عن ماااهية هذا العلم جهلا ً مني به للأسف .. وشيء وااااحد فقط لم يكن جديد بالنسبة لي .. هو إخلااااصك المعهود في منح كل موضوع مااايستحقه من بحث وطرررح .. تنظيمك الجميل وتسلسل الردووود ابتداءً من قياااام هذه البدعه ولحين الإطااااحة بها من قبل علماء السنه شيء اعتدناااااه منك يااااعزيزتي وكما قال الأخ أبو مهااا .. انتي كفيتي ووفيتي !!


حفظك الله من كل مكرووووه


ولك مني أجمل وأرق تحيـــــــه !!



فيصـــــل

فيصــل
29-10-2005, 12:59 AM
الأخ خـــالد


بالتأكيد ماااذكرته افاااادني وكان تتمه لما طرحته الأخت أهدااااب


لك تحياااااتي

فيصــل
29-10-2005, 01:01 AM
الأخ أبو مهاااا


تسلم على مرورك البهي .. وصدقت الأخت أهداااب كفت ووفت !!


تحياااااتي لك

أبوعبدالرحمن
29-10-2005, 02:14 AM
الراااااائعه


أهدااااب


صدقيني لو قلت لك انني تفاجأت بهذا الكم الهاااائل من المعلوماااات التي قمت بطرحها هنا .. وكنت صادقا ً حين سألت عن ماااهية هذا العلم جهلا ً مني به للأسف .. وشيء وااااحد فقط لم يكن جديد بالنسبة لي .. هو إخلااااصك المعهود في منح كل موضوع مااايستحقه من بحث وطرررح .. تنظيمك الجميل وتسلسل الردووود ابتداءً من قياااام هذه البدعه ولحين الإطااااحة بها من قبل علماء السنه شيء اعتدناااااه منك يااااعزيزتي وكما قال الأخ أبو مهااا .. انتي كفيتي ووفيتي !!


حفظك الله من كل مكرووووه


ولك مني أجمل وأرق تحيـــــــه !!



فيصـــــل




فيصل


موضوع جديد بالنسبة لي ..

والأخت اهداب وضحت الرؤية ..

شكراً لك ولها ..