المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على عدنان ابراهيم الذي يشتم معاوية



النصرالعالمي
03-07-2012, 10:10 PM
ملتقى اهل الحديث
السلامعليكم ورحمة الله وبركاته ..

فهذا الرد المسمى بـ الصارم المسلول على شاتمصاحب الرسول

عدنان الابراهيم ، إسم بدأ يخرج على التلفاز وعلى اليوتيوبوينشر فكره وعلمه ، وقد خطب خطبة الجمعة في أحد الدول العربية ، وكان عنوان الخطبة ( الباغي معاوية ) وقد اتهم معاوية بهذه الخطبة بأشياء يشيب لها شعر الرأس ، وتتفطرفيها قلب كل محب للصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ..
فهذا الردأعده أحد الاخوة في الرد على الشبهات التي ألقاها المدعي في خطبته ..
الرد على عدنان إبراهيم في اتهامه للصحابي الجليل أمير المؤمنينمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه )


بسم الله الرحمن الرحيم ..


والصلاة والسلام على إمامالمرسلين وسيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابهالغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
هذه رسالة صغيرة في الرد علىد.عدنان إبراهيم الذي نشر في خطبته المعنونه ب (بداية كارثتنا) شبهاً كثيرة عنسيدنا أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه والخطبة موجودة في موقعه علىالانترنت.
وطريقتي في الرد هو تناول هذه الشبه واحدة تلو الأخرى وفق ترتيبهاالمذكور في الخطبة والرد عليها بردود علمية مؤصلة مستنداً على ما قاله علماء الأمةالمتقدمين والمتأخرين والمعاصرين في هذه الشبه التي ذكرت و التي ادعاها صاحب الخطبةوكذلك معتمداً على ما حققه علماء الحديث و التاريخ المعاصرون، محيلاً إلى المصادرالتي نقلت عنها بطبعاتها والصفحة والجزء.
ولن أتطرق إلى السب والكلام الجارحالذي ذكر في الخطبة عن صاحب رسول الله ، فالله يحاسبه على هذا السب الشنيع والتجرؤالفظيع ( ليس المؤمن باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء )[1] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn1).
وبداية أورد للأخوة نبذة عن فضل صحابة رسول الله – صلىالله عليه وسلم – وحكم التجرؤ عليهم وشيئاً من فضائل أمير المؤمنين معاوية بن أبيسفيان – رضي الله عنه – :
فضل الصحابة رضوان الله عليهموالنهي عن سبهم والتجرؤ عليهم :
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة : للصّحابة- رضي اللَّه عنهم أجمعين- خصيصة، وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم، وذلكأمر مسلّم به عند كافّة العلماء، لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الشرع من الكتابوالسّنة، وإجماع من يعتدّ به في الإجماع من الأمّة.[2] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn2)
عن أبي سعيد عن النّبي- عليه السّلام- قال: «لا تسبّواأصحابي، فو الّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولانصيفه».[3] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn3)
قال الإمام النووي في شرح مسلم : واعلم أن سب الصحابة رضيالله عنهم حرام من فواحش المحرمات سواء من لابس الفتن منهم وغيره لأنهم مجتهدون فيتلك الحروب متأولون كما أوضحناه في أول فضائل الصحابة من هذا الشرح قال القاضي وسبأحدهم من المعاصي الكبائر ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزر ولا يقتل وقال بعضالمالكية يقتل .[4] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn4)
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «منسب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة، والناس أجمعين».[5] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn5)
قال ابن عبّاس: أصحاب محمد صلّى اللَّه عليه وسلم اصطفاهماللَّه لنبيه عليه السّلام.[6] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn6)
قال أبو زرعة الرّازيّ: إذا رأيت الرّجل ينتقص أحدا منأصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أنّ الرسول حق،والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى ذلك كله إلينا الصحابة، وهؤلاء الزّنادقةيريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسّنّة فالجرح بهم أولى.[7] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn7)
وذكري لأقوال العلماء في فضل الصحابة للاستئناس لاللاستدلال كما قال الحافظ ابن حجر في الإصابة, قال – رحمه الله – : وهذا الثّناءللاستئناس وليس للتّدليل إذ لا يصحّ القول مع اللَّه عزّ وجلّ ورسوله – صلّى اللَّهعليه وسلم – حيث نص اللَّه ورسوله على عدالتهم، فهل بعد تعديل اللَّه عز وجل رسولهصلّى اللَّه عليه وسلم تعديل؟!! فأقول وللَّه الحمد والمنّة.[8] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn8)

من فضائل أمير المؤمنينمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه:

عن عمير بن الأسود العنسي، حدثه – أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحةحمص وهو في بناء له، ومعه أم حرام – قال: عمير، فحدثتنا أم حرام: أنها سمعت النبيصلى الله عليه وسلم، يقول: «أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا» ، قالت أمحرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: «أنت فيهم» ، ثم قال النبي صلى الله عليهوسلم: «أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم» ، فقلت: أنا فيهم يا رسولالله؟ قال: «لا».[9] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn9)
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قال المهلب: فيهذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر.[10] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn10)

<LI sizset="13" sizcache="10">عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الأزدي، عنالنبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر معاوية، وقال: ” اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به “.[11] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn11) <LI sizset="14" sizcache="10">عن العرباض بن ساريةالسلمي قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول وهو يدعو إلى السحور فيشهر رمضان: ” هلم إلى الغداء المبارك ” ثم سمعته يقول: (اللهم علِّم معاوية الكتابوالحساب، وقِهِ العذاب).[12] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn12)
عن مجاهد، وعطاء، عنابن عباس، أن معاوية، أخبره: أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قصر من شعرهبمشقص ” فقلت لابن عباس: ما بلغنا هذا الأمر إلا عن معاوية؟ فقال: ” ما كان معاوية،على رسول الله صلى الله عليه وسلم متهماً”.[13] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn13)
حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا نافع بن عمر، حدثني ابن أبي مليكة، قيل لابن عباس: ” هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: «أصاب، إنه فقيه».[14] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn14)
بعض الأحاديث التي رواهامعاوية عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم :

حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة ، عن حبيب بن الشهيد، قال: سمعت أبا مجلز، قال: دخل معاوية، على عبد الله بن الزبير وابن عامر، قال: فقام ابن عامر، ولم يقم ابنالزبير، قال: وكان الشيخ أوزنهما، قال: فقال: مه، فقال رسول الله صلى الله عليهوسلم: ” من أحب أن يمثل له عباد الله قياما، فليتبوأ مقعده من النار “.[15] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn15)


عن معاوية بن أبي سفيان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا أراد اللهبعبد خيرا فقهه في الدين “.[16] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn16)


سمعت معاوية بن أبي سفيان، ذكر حديثا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم لمأسمعه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا غيره، أن النبي صلى الله عليه وسلمقال: ” من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ولا تزال عصابة من المسلمين، يقاتلونعلى الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة “.[17] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn17)
ومن أراد أن يستزيد فليرجع إلى مسند الإمام أحمدوغيره من كتب السنن.
تنبيه:قبل الدخول في النقاش العلمي وبعد عرضيللمقدمات التي تدل على فضل معاوية رضي الله عنه ، أود أن أنبه الإخوة إلى أني لاأدعي العصمة لمعاوية رضي الله عنه فلا أحد معصوم سوى الأنبياء عليهم السلام ، وأقركما أقر بذلك علماء أهل السنة والجماعة وأنا تابع لهم مقتفٍ لأثرهم ، أن معاوية رضيالله عنه اجتهد في أمرين وجانبه الصواب بهما وهما : الأول: قتاله لعلي بن أبي طالبوتمسكه بقتل قتلة عثمان قبل مبايعة علي رضي الله عنه وأرضاه فالحق في هذا الأمر كانمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
الثاني: تولية الخلافة لابنه يزيد فهو اجتهدرضي الله عنه في جمع الأمة على خليفة من بعده حتى لا تختلف وتدب الفتنة فيها ، لكنهلم يصب في اختيار ابنه للخلافة لوجود من هو أفضل منه من خيار الصحابة كالحسين بنعلي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس وغيرهم من الصحابةرضوان الله عليهم أجمعين ، وكذلك في أنه جعل انتقال الخلافة بالوراثة بعد أن كانتبالشورى.
ولكننا لا نطعن فيه ولا نفتري عليه ، وحسبنا ما قاله العلماء الأفاضلفي هذا الأمر.
ونأتي الآن على الشبه التي ذكرها عدنانإبراهيم على الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه :
أولاً :الشبهة الأولى: حديث : ( لا تدري ما أحدثوا بعدك .. ) :
ذكر عدنان إبراهيم هذاالحديث واستدل به على أن هناك من أحدث وبدّل من الصحابة بعد رسول الله – صلى اللهعليه وسلم – وجعل عدنان إبراهيم معاوية رضي الله عنه من الذين أحدثوا وبدلوا بعدرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، واعتقد بذلك ثم استدل بما ذكره في بقيةالخطبة.
وبداية أورد نص الحديث كاملاً كما جاء في صحيح البخاري و الإمام مسلم فيصحيحه واللفظ للبخاري :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَاأَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا» ، ثُمَّ قَالَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ، وَعْدًا عَلَيْنَاإِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104] إِلَى آخِرِ الآيَةِ، ثُمَّ قَالَ: ” أَلاَ وَإِنَّ أَوَّلَ الخَلاَئِقِ يُكْسَى يَوْمَ القِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، أَلاَوَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ،فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوابَعْدَكَ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْشَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَعَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117] فَيُقَالُ: إِنَّهَؤُلاَءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ “[18] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn18)

شرح العلماء لهذا الحديث وبالتحديد قوله صلى الله عليه وسلم : ” فَأَقُولُ: يَارَبِّ أُصَيْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ” :
شرح الإمام النووي :وأما أصيحابيفوقع في الروايات مصغرا مكررا وفي بعض النسخ أصحابي أصحابي مكبرا مكررا قال القاضي: هذا دليل لصحة تأويل من تأول أنهم أهل الردة ولهذا قال فيهم سحقا سحقا ولا يقول ذلكفي مذنبي الأمة بل يشفع لهم ويهتم لأمرهم.[19] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn19)
شرح الإمام ابن حجرالعسقلاني:أصيحابي كذا للأكثر بالتصغير وللكشميهني بغير تصغير قالالخطابي فيه إشارة إلى قلة عدد من وقع لهم ذلك وإنما وقع لبعض جفاة العرب ولم يقعمن أحد الصحابة المشهورين.[20] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn20)
شرح الإمام العيني لعبارة (إِنَّهَؤُلاَءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ ) :وقال الخطابي: الإرتداد هنا التأخير عن الحقوق اللازمة والتقصير فيها،قيل: هو مردود، لأن ظاهر الإرتداد يقتضي الكفر لقوله تعالى: {أفإن مات أو قتلانقلبتم على أعقابكم} (آل عمران: 441) . أي: رجعتم إلى الكفر والتنازع، ولهذا قال: بعدا لهم وسحقا، وهذا لا يقال للمسلمين، فإن شفاعته للمذنبين. فإن قلت: كيف خفيعليه حالهم مع إخباره بعرض أمته عليه؟ قلت: ليسوا من أمته، وإنما يعرض عليه أعمالالموحدين لا المرتدين والمنافقين، وقال ابن التين: يحتمل أن يكونوا منافقين أومرتكبي الكبائر من أمته، قال: ولم يرتد أحد من أمته، ولذلك قال: على أعقابهم، لأنالذي يعقل من قوله: المرتدين الكفار إذا أطلق من غير تقييد، وقيل: هم قوم من جفاةالعرب دخلوا في الإسلام أيام حياته رغبة ورهبة: كعيينة بن حصين، جاء به أبو بكر،رضي الله تعالى عنه، أسيرا، والأشعث بن قيس، فلم يقتلهما ولم يسترقهما، فعادواالإسلام. وقال النووي: المراد به المنافقون والمرتدون.[21] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn21)
وعلى هذا نرى أن كلام العلماء الذين أجمعت الأمة علىتقديم شرحهم لأحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، أن هؤلاء المبدلين هم أهلالردة والجفاة من العرب وهذا ما نصوا عليه رحمهم الله ولم يقع ذلك من الصحابةالمشهورين ولا أحد ينكر أن معاوية رضي الله عنه من مشاهير الصحابة ، فكيف يدعيعدنان أن معاوية منهم ، على ماذا اعتمد واستدل ؟!
وأقول : معاوية رضي الله عنهجعله رسول الله –صلى الله عليه وسلم – كاتباً له بين يديه وذكر له – صلى الله عليهوسلم- عدداً من الفضائل و روى معاوية عن رسول الله عدداً من الأحاديث وأخذ منهالفقه ومن كبار الصحابة حتى صار من الطبقة الثانية من أكثر الصحابة فتيا ، ثماستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ولاية الشام بعد أخيه يزيد ثم استعمله عثمانرضي الله عنه فمكث في ولاية الشام عشرين عاماً.
فإن كان الغيب حُجِب عن رسولالله صلى الله عليه وسلم ولم يُبلغ بأسماء من أحدث وبدل بعده ، فهل اطلع عليه عدنانحتى يجعل معاوية منهم ؟!!
وهل كان عمر وعثمان رضي الله عنهم غافلين عن معاويةلما أوكلوا إليه إمارة الشام التي هي من أعظم بلاد الإسلام ؟! و لو قلنا جدلاً أنمعاوية بدّل بعد عهد الخلفاء الراشدين ! فلماذا بايعه أصحاب رسول الله – صلى اللهعليه وسلم – بالخلافة وعلى رأسهم الحسن والحسين وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمروعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير والأمة كلها ؟! ألم يكونوا يعلمون أنه بدّلكما زعم عدنان وهم الذين كانوا يعلمون بحاله عن قرب ويميزون بين الحق والباطل و لايخافون في الله لومة لائم.
فهذا الادعاء أرى أنه تأَلَي على الله تعالى وادعاءعلم الغيب بمعرفة من بدّل من الصحابة وتعيينهم دون نص أو دليل ، وافتراء على رسولالله – صلى الله عليه وسلم – وخلفائه الذين وثقوا بمعاوية رضي الله عنه كل الثقةوأوكلوا له المهمات العظيمة التي لا تعطى إلا لمن خَلُص دينه لله تعالى وكان أهلاًلهذه المهمات ، وكذلك هو افتراء على الحسن بن علي سبط رسول الله – صلى الله عليهوسلم – والصحابة رضوان الله عليهم الذين بايعوا معاوية على الخلافة في عام الجماعة، وأيضاً هو تكذيب لصريح قوله – صلى الله عليه وسلم – : ” إن ابنى هذا سيد، ولعلالله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين”[22] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn22). فرسول الله نص على أن الفئتين من المسلمين ومعاوية رضيالله عنه على رأس إحدى الفئتين ، فإن كان مسلماً بالنص الصريح فكيف يكون مبدلاًبالتأويل؟ فما بالك إن كانت هذه التهمة بالتلفيق ؟!!

ثانياُ:الرد على الشبهة الثانية: أثر ( لماذا لاتسب أبا تراب ) وشبهة سب معاوية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللهعنه.
أولاً: أرغب بإدراج نص الحديث كاملاً من صحيح مسلم مع شرحالعلماء له:
نص الحديث: عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاويةبن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهنله رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمرالنعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، خلفه في بعض مغازيه، فقال لهعلي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليهوسلم: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبوة بعدي» وسمعتهيقول يوم خيبر «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» قالفتطاولنا لها فقال: «ادعوا لي عليا» فأتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع الراية إليه،ففتح الله عليه، ولما نزلت هذه الآية: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} [آلعمران: 61] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: «اللهم هؤلاء أهلي».[23] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn23)
شرح النووي على مسلم:قوله (إن معاوية قال لسعد بن أبي وقاص ما منعك أن تسب أبا تراب) قال العلماءالأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها قالوا ولا يقع فيروايات الثقات إلا ما يمكن تأويله فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعدابسبه وإنما سأله عن السبب المانع له من السب كأنه يقول هل امتنعت تورعا أو خوفا أوغير ذلك فإن كان تورعا وإجلالا له عن السب فأنت مصيب محسن وإن كان غير ذلك فله جوابآخر ، ولعل سعدا قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم وعجز عن الإنكار وأنكر عليهمفسأله هذا السؤال قالوا ويحتمل تأويلا آخر أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيهواجتهاده وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ قوله.[24] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn24)
وأقول : بالمنطق والعقل من المعلوم إن أفضل لقب ونداءٍيحب أن ينادى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب هو (أبا تراب) وذلك لأن من لقبهبهذا اللقب هو رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، فكيف يطلب معاوية من سعد أن يسبه – كما يزعم عدنان إبراهيم في تأويله – ومعاوية يناديه ويسميه بأجمل وأحب الألقابإليه ؟!!
وذكر السندي في حاشيته على سنن ابن ماجه في لفظ آخر للحديث:
قوله: (فنال منه) أي نال معاوية من علي ووقع فيه وسبه بل أمر سعدا بالسب كما: قيل في مسلموالترمذي ومنشأ ذلك الأمور الدنيوية التي كانت بينهما – ولا حول ولا قوة إلا بالله – والله يغفر لنا ويتجاوز عن سيئاتنا ومقتضى حسن الظن أن يحمل السب على التخطئةونحوها مما يجوز بالنسبة إلى أهل الاجتهاد لا اللعن وغيره.[25] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn25)
أما ما يتعلق باتهام معاوية رضي الله عنه أن أمر بسب عليبن أبي طالب رضي الله عنه في المنابر، فأكتفي بنقل ما ذكر المؤرخ الكبير د.عليالصلابي – حفظه الله – في كتابه معاوية بن أبي سفيان :
قال د.الصلابي: تذكر كتبالتاريخ أن الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز كانوا يشتمون علي، وهذا الأثرالذي ذكره ابن سعد لا يصح، قال ابن سعد: أخبرنا علي بن محمد، عن لوط بن يحي، قال: كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز يشتمون رجلاً رضي الله عنه، فلما وليهو ـ عمر بن عبد العزيز ـ أمسك عن ذلك، فقال كثير عزة الخزاعي:
وليت فلم تشتمعلياً ولم تخف … برياً ولم تتبع مقالة مجرم
تكلمت بالحق المبين وإنما … تبينآيات الهدى بالتكلم
فصدَّقت معروف الذي قلت … بالذي فعلت فأضحى راضياً كلمسلم
فهذا الأثر واهٍ، فعلي بن محمد هو المدائني فيه ضعف وشيخه لوط بن يحي (أبومخنف)، واهٍ بمرة، قال عنه يحي بن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: متروكالحديث، وقال الدارقطني: أخباري ضعيف ووصفه في الميزان: أخباري تالف لا يوثق به ،وعامة روايته عن الضعفاء والهلكى و المجاهيل، وقد اتهم الشيعة معاوية رضي الله عنهبحمل الناس على سب علي ولعنه فوق منابر المساجد، فهذه الدعوة لا أساس لها من الصحة،والذي يقصم الظهر أن الباحثين قد التقطوا هذه الفرية على هوانها دون إخضاعها للنقدوالتحليل، حتى صارت عند المتأخرين من المُسلَّمات التي لا مجال لمناقشتها، ولم يثبتقط في رواية صحيحة، ولا يعول على ما جاء في كتب الدميري، واليعقوبي وأبي الفرجالأصفهاني، علماً بأن التاريخ الصحيح يؤكد خلاف ما ذكره هؤلاء . من احترام وتقديرمعاوية لأمير المؤمنين علي وأهل بيته الأطهار.انتهى.[26] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn26)

قلت: ومنها :

حدثني يعلى بن عبيد، قال: حدثنا أبي، قال: قال أبو مسلم الخولاني وجماعةلمعاوية: أنت تنازع عليا! أم أنت مثله؟ فقال: لا والله إني لأعلم أن عليا أفضل منيوأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما، وأنا ابن عمه، وإنما أطلببدمه، فأتوا عليا فقولوا له، فليدفع إلي قتلة عثمان وأسلم له. فأتوا عليا فكلموهبذلك، فلم يدفعهم إليه.[27] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn27)


وعن قيس بن أبي حازم قال: سأل رجل معاوية عن مسألة، فقال: سل عنها علي بن أبيطالب فهو أعلم مني، قال: قولك يا أمير المؤمنين أحبّ إليّ من قول علي، قال: بئس ماقلت، ولؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلاً كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يغرّهبالعلم غرّاً، ولقد قال له: ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي “، وكان عمر بن الخطاب يسأله ويأخذ عنه، ولقد شهدت عمر إذا أشكل عليه أمر قال: هاهنا علي بن أبي طالب. ثم قال للرجل: قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه منالديوان.[28] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn28)


قال أبو القاسم ابن أخي أبي زرعة الرازي: جاء رجل إلى عمي أبي زرعة فقال له: ياأبا زرعة! أنا أبغض معاوية. قال: لم؟ قال: لأنه قاتل علي بن أبي طالب. فقال له عمي: إن رب معاوية رب رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فأيش دخولك أنت بينهما رضي الله عنهمأجمعين؟.[29] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn29)
ثالثا:الرد على الشبهة الثالثة: شبهة شرب معاوية للخمر وقصة أبو بريدة :
أما هذه الشبهة التي ذكرها عدنان إبراهيم فهي مصيبة المصائب وذلكأن فيها تلفيقاً منه على الرواية الموجودة في مسند الإمام أحمد والذي قد نقلها منالنسخة التي حققها الشيخ شعيب الأرناؤوط و وجدت أن عدنان إبراهيم تغافل عن ما ذكرهالشيخ الأرناؤوط في تعليقه في الحاشية وسأورد لكم الرواية كاملة مع الحاشية التيأدرجها العلامة الشيخ شعيب الأرناؤوط :
رواية الإمام أحمد : حَدَّثَنَا عَبْدُاللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَفَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ، ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ ” أُتِينَا بِالشَّرَابِ فَشَرِبَ مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبِي، ثُمَّ قَالَ: مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” ثُمَّ قَالَ مُعَاوِيَةُ: كُنْتُ أَجْمَلَ شَبَابِ قُرَيْشٍ وَأَجْوَدَهُ ثَغْرًا،وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّغَيْرُ اللَّبَنِ، أَوْ إِنْسَانٍ حَسَنِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُنِي. [30] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn30)
* ما ذكره العلامة شعيب الأرناؤوط في حاشيته:
قالالعلامة شعيب الأرناؤوط : إسناده قوي .. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/94-95 عن زيد بنالحُباب، به. ولفظه: دخلتُ أَنا وأَبي على معاوية، فأَجْلسَ أَبي على السَّرير،وأُتِيَ بالطعام فأطْعَمَنا، وأُتِيَ بشرابٍ فشربَ، فقال معاوية: ما شيءٌ كنتأَستلِذُّه وأنا شابٌّ فآخُذه اليومَ إلا اللَّبَنَ، فإني آخذه كما كنت آخذه قبلاليوم، والحديثَ الحسَنَ.
وأخرجه ابن عساكر ص 417 من طريق علي بن الحسين بنواقد، عن أبيه، به، بلفظ: دخلت مع أبي على معاوية.
وقوله: “ثم قال: ماشَرِبتُه منذ حرَّمَه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” أي: معاوية بنأبي سفيان، ولعله قال ذلك لِما رأَى من الكراهة والإنكار في وجه بريدة، لظنِّه أنهشرابٌ مُحرَّم، والله أعلم.[31] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn31)
قلت: و واضح من نص الرواية أنه لم ترد كلمة (الخمر) فيالنص أبداً ، فيتبين أن عدنان إبراهيم دسَّها في ثنايا الرواية دون أن يخبر بأن هذهالكلمة من إضافته أو من تفسيره وهذا خلافٌ لما تقتضيه الأمانة العلمية التي يجب علىمن تصدر لتوعية الناس وتثقيفهم أن يتحلى بها ، فما بالك إن كانت هذه الإضافة هياتهام وقذف لصاحب رسول الله – صلىالله عليه وسلم -.
وأيضاً فمن خلال قراءة نصالرواية قراءة متأنية نجد أن معاوية رضي الله عنه بلفظه هو قال أنه لمَا كان شاباًفي قريش وعلى الكفر وابن سادات قريش لم يكن يحب شراباً غير اللبن. أي أنه رضي اللهعنه حتى وهو كافر لم يكن يحب الخمر فما بالكم بحاله بعد دخوله في الإسلام وملازمتهلرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكبار الصحابة.
وأيها الأخوة هذا نص عدنانابراهيم في خطبته حين ذكر هذا الحديث وهذا ما نص عليه في الخطبة المكتوبة وسمعته فيخطبته المرئية الموجودة على موقع اليوتيوب لزيادة التوثيق:
عن عبد الله بن بريدةالصحابي قال: دخلت أنا وأبي على معاوية بن أبي سفيان ، أي في دمشق ، ثم أتينابالطعام، فأصبنا منه، أو قال:أكلنا ، ثم أتينا بالشراب،الخمر،فشرب معاوية، وناولأبي، فقال:أي أبوه: ما شربته منذ حرّمه رسول الله.انتهى.[32] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn32)
ولن أذكر بقية السب والقذف الذي ذكره بعد تلفيقه هذا ،وكفى بهذا التلفيق والكذب أن يسقط عدالة هذا الرجل الذي أتانا ببهتانه هذا على صاحبرسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكمفاسقٌ بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين }.[33] (http://alesaba.wordpress.com/Users/win7/Downloads/الرد على عدنان ابراهيم.doc#_ftn33)
أما كلام عدنان إبراهيم أن معاوية يتاجر بالخموروالأصنام فلم أجد ما ذكر لا في مسند الإمام أحمد ولا غيره من كتب السنة حسب علميوبحثي و وجدت ما ذكر في مواقع الشيعة الإلكترونية.

كتبه الفقير إلى عفو ربه وراجي صحبة نبيه وأصحابه فيالجنة
يزيد محمد عبد الله سيف القطان
دولة الكويت
يتبع