المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من كتاب ناسخ الحديث ومنسوخة للأثرم



أهــل الحـديث
03-07-2012, 08:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

فقد يجد طالب العلم في بعض الكتب المتقدمة غير المشهورة فوائد نفيسة، ومسائل منيفة، وقد لايجدها في الكتب المشهورة أو المطولة.
ومن هذه الكتب النفيسة كتاب : ناسخ الحديث ومنسوخه للإمام الأثرم ،رحمه الله تعالى.
وقد جمعت بعض الفوائد من هذا الكتاب من نحو عشر سنوات ثم رأيت أن أنشرها لعل الله أن ينفع بها .

ولعلي أبدأ بترجمة الإمام الأثرم، حتى تعرف مكانته في العلم ،قال الإمام الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (12/ 623)
الأثرم أبو بكر أحمد بن محمد بن هانىء ** (س)
الإمام، الحافظ، العلامة، أبو بكر أحمد بن محمد بن هانئ الإسكافي الأثرم الطائي - وقيل: الكلبي - أحد الأعلام، ومصنف (السنن) ، وتلميذ الإمام أحمد.ولد في دولة الرشيد.

وسمع من: عبد الله بن بكر السهمي - إن شاء الله - ومن هوذة بن خليفة، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، وأبي نعيم، وعفان، والقعنبي، وأبي الوليد الطيالسي، وعبد الله بن صالح الكاتب الليثي، وعبد الله بن رجاء الغداني، وحرمي بن حفص، ومسدد بن مسرهد، وموسى بن إسماعيل، وعمرو بن عون، وقالون عيسى، وعبد الحميد بن موسى المصيصي، ومسلم بن إبراهيم، وأحمد بن حنبل، وأبي جعفر النفيلي، وابن أبي شيبة، وخلق.
حدث عنه: النسائي في (سننه) ، وموسى بن هارون، ويحيى بن صاعد، وعلي بن أبي طاهر القزويني، وعمر بن محمد بن عيسى الجوهري، وأحمد بن محمد بن شاكر الزنجاني، وغيرهم.

وله مصنف في علل الحديث.
قال الأثرم: سألت أبا عبد الله، عن التعريف في الأمصار، يجتمعون في المساجد يوم عرفة، فقال:أرجو أن لا يكون به بأس، فعله غير واحد: الحسن، وبكر بن عبد الله، وثابت، ومحمد بن واسع، كانوا يشهدون المسجد يوم عرفة.

وسألته عن القراءة بالألحان، فقال:كل شيء محدث فإنه لا يعجبني، إلا أن يكون صوت الرجل لا يتكلفه
قال أبو بكر الخلال: كان الأثرم جليل القدر، حافظا، وكان عاصم بن علي لما قدم بغداد، طلب رجلا يخرج له فوائد يمليها، فلم يجد في ذلك الوقت غير أبي بكر الأثرم، فكأنه لما رآه لم يقع منه موقعا لحداثة سنه.
فقال له أبو بكر: أخرج كتبك.فجعل يقول له: هذا الحديث خطأ وهذا غلط، وهذا كذا.قال: فسر عاصم بن علي به، وأملى قريبا من خمسين مجلسا .كان يعرف الحديث ويحفظ.
فلما صحب أحمد بن حنبل ترك ذلك، وأقبل على مذهب أحمد.
سمعت أبا بكر المروذي يقول: قال الأثرم:
كنت أحفظ -يعني: الفقه والاختلاف- فلما صحبت أحمد بن حنبل تركت ذلك كله.
وكان معه تيقظ عجيب، حتى نسبه يحيى بن معين، ويحيى بن أيوب المقابري، فقال: كان أحد أبوي الأثرم جنيا .
ثم قال الخلال: وأخبرني أبو بكر بن صدقة، سمعت أبا القاسم بن الختلي ، قال:
قام رجل فقال: أريد من يكتب لي من كتاب الصلاة ما ليس في كتب أبي بكر بن أبي شيبة.
فقلنا له: ليس لك إلا أبو بكر الأثرم.
قال: فوجهوا إليه ورقا، فكتب ست مائة ورقة من كتاب الصلاة.
قال: فنظرنا، فإذا ليس في كتاب ابن أبي شيبة منه شيء .
قلت: كان عالما بتواليف ابن أبي شيبة، لازمه مدة.
قال الخلال أبو بكر: وسمعت الحسن بن علي بن عمر الفقيه يقول:
قدم شيخان من خراسان الحج ، فحدثا، فلما خرجا طلب قوم من أصحاب الحديث أحدهما.
قال: فخرجا -يعني: إلى الصحراء- فقعد هذا الشيخ ناحية معه خلق ومستمل، وقعد الآخر ناحية كذلك، وقعد أبو بكر الأثرم بينهما، وكتب ما أملى هذا وما أملى هذا .
قال: وأخبرني عبد الله بن محمد، قال: سمعت سعيد بن عتاب يقول:
سمعت يحيى بن معين يقول: كان أحد أبوي الأثرم جنيا .
وأخبرني أبو بكر بن صدقة، قال إبراهيم الأصبهاني -يعني: ابن أورمة فيما أحسب- يقول:
أبو بكر الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن.
قلت: لم أظفر بوفاة الأثرم، ومات بمدينة إسكاف في حدود الستين ومائتين قبلها أو بعدها.انتهى.