تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سعيد ابن المسيب رحمه الله تعالى



أهــل الحـديث
27-06-2012, 08:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنقل لاخواني سيرة سيد التابعين سعيد بن المسيب رحمه الله من كتاب البداية والنهاية:سعيد بن المسيب ابن حزن بن أبي وهب (3) بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي أبو محمد المدنف، سيد التابعين على الاطلاق، ولد لسنتين مضتا وقيل بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب، وقيل لاربع مضين منها، وقول الحاكم أبي عبد الله إنه أدرك العشرة وهم منه والله أعلم.
ولكن أرسل عنهم كما أرسل كثيرا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن عمر كثيرا، فقيل سمع منه، وعن عثمان وعلي وسعيد وأبي هريرة، وكان زوج ابنته، وأعلم الناس بحديثه، وروى عن جماعة من الصحابة، وحدث عن جماعة من التابعين، وخلق ممن سواهم، قال ابن عمر: كان سعيد أحد المتقنين، وقال الزهري: جالسته
سبع حجج وأنا لا أظن عند أحد علما غيره، وقال محمد بن إسحاق: عن مكحول قال: طفتالارض كلها في طلب العلم.
فما لقيت أعلم من سعيد بن المسيب.
وقال الاوزاعي: سئل الزهري ومكحول من أفقه من لقيتما ؟ قالا: سعيد بن المسيب.
وقال غيره: كان يقال له فقيه الفقهاء.
وقال مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب: كنت أرحل الايام والليالي في طلب الحديث الواحد، قال مالك: وبلغني أن ابن عمر كان يرسل إلى سعيد بن المسيب يسأله عن قضايا عمر وأحكامه، وقال الربيع عن الشافعي أنه قال: إرسال سعيد بن المسيب عندنا حسن.
وقال الامام أحمد بن حنبل هي صحاح: قال: وسعيد بن المسيب أفضل التابعين.
قال علي بن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علما منه، وإذا قال سعيد مضت السنة فحسبك به، وهو عندي أجل التابعين.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان سعيد رجلا صالحا فقيها، كان لا يأخذ العطاء، وكانت له بضاعة أربعمائة دينار، وكان يتجر في الزيت، وكان أعور.
وقال أبو زرعة: كان مدنيا ثقة إماما.
وقال أبو حاتم: ليس في التابعين أنبل منه، وهو أثبتهم في أبي هريرة، قال الواقدي: توفي في سنة الفقهاء، وهي سنة أربع وتسعين، عن خمس وسبعين سنة، رحمه الله.
وكان سعيد بن المسيب من أورع الناس فيما يدخل بيته وبطنه، وكان من أزهد الناس في فضول الدنيا، والكلام فيما لا يعني، ومن أكثر الناس أدبا في الحديث، جاءه رجل وهو مريض فسأله عن حديث فجلس فحدثه ثم اضطجع، فقال الرجل: وددت أنك لم تتعن، فقال: إني كرهت أن أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع، وقال برد مولاه: ما نودي للصلاة منذ أربعين إلا وسعيد في المسجد.
وقال ابن إدريس: صلى سعيد بن المسيب الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة.
وقال سعيد: لا تملؤا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بالانكار من قلوبكم، لكيلا تحبط أعمالكم
الصالحة.
وقال: ما يئس الشيطان من شئ إلا أتاه من قبل النساء.
وقال: ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله، ولا أهانت أنفسها إلا بمعصية الله تعالى.
وقال: كفى بالمرء نصرة من الله له أن يرى عدوه يعمل بمعصية الله.
وقال: من استغنى بالله افتقر الناس إليه.
وقال: الدنيا نذلة وهي إلى كل نذل أميل، وأنذل منها من أخذها من غير وجهها ووضعها في غير سبيلها.
وقال: إنه ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه.
وقال: من كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله (1): وقد زوج سعيد بن المسيب ابنته على درهمين لكثير (2) بن أبي وداعة - وكانت من أحسن النساء وأكثرهم أدبا وأعلمهم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعرفهم بحق الزوج - وكان فقيرا، فأرسل إليه بخمسة آلاف، وقيل: بعشرين ألفا، وقال: استنفق هذه.
وقصته في ذلك مشهورة،وقد كان عبد الملك خطبها لابنه الوليد فأبي سعيد أن يزوجه بها، فاحتال عليه حتى ضربه بالسياط كما تقدم، لما جاءت بيعة الوليد إلى المدينة في أيام عبد الملك، ضربه نائبه على المدينة هشام بن إسماعيل وأطافه المدينة، وعرضوه على السيف فمضى ولم يبايع، فلما رجفوا به رأته امرأة فقالت: ما هذا الخزي يا سعيد ؟ فقال: من الخزي فررنا إلى ما ترين، أي لو أحببناهم وقعنا في خزي الدنيا والآخرة.
وكان يجعل على ظهره إهاب الشاة، وكان له مال يتجر فيه ويقول: اللهم إنك تعلم أني لم أمسكه بخلا ولا حرصا عليه، ولا محبة للدنيا ونيل شهواتها، وإنما أريد أن أصون به وجهي عن بني مروان حتى ألقى الله فيحكم في وفيهم، وأصل منه رحمي، وأؤدي منه الحقوق التي فيه، وأعود منه على الارملة والفقير والمسكين واليتيم والجار.
والله سبحانه وتعالى أعلم.

__________