تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة هلموا فلنتفكر (13)



أهــل الحـديث
27-06-2012, 04:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي العظمة والسلطان، والصلاة والسلام على سيد ولد عدنان، وعلى آله وأصحابه أهل التقى والإحسان.
إنّ الولاء والبراء، والحب في الله والبغض في الله، أصل الدين وركنه المتين، وهو تفسير التوحيد، وحقه الأكيد.
فعبادة الله وحده ومحبته والخضوع الانقياد له صور من الولاء لله، والكفر بالطاغوت وبغضه وعداوته ومحاربته من صور البراءة من الشيطان.
ومن لوازم محبة الله وولايته، ولاية ومحبة ونصرة أوليائه الموحدين، وبغض وعداوة أعدائه الكافرين.
قال صلى الله عليه وسلم: (إنّ آل بني فلان ليسوا لي بأولياء، إنما وليي الله وصالح المؤمنين) متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله) رواه أحمد والطبراني والحاكم والبزار، وهو حسن.
وفي رواية، قال صلى الله عليه وسلم: (أوثق عرى الايمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله عز وجل) رواه الطبراني وغيره، وهو حسن.
وعن ابن عباس قال: من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان - وإن كثرت صلاته وصومه - حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئا " رواه ابن جرير.
وولاية المؤمنين ومحبتهم ونصرتهم والدفاع عنهم من صميم الإيمان، وبغض المؤمنين وعداوتهم واحتقارهم وخذلانهم من صميم النفاق.
أما محاربة أولياء الله المؤمنين، فهي إعلان الحرب مع الله، قال صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب).
وأخوة الإيمان، وولاية الإسلام لا تحدها حدود ولا تقطعها حواجز، فكل مؤمن في الأرض تجب ولايته، وكل كافر تجب عداوته ولو كان أقرب قريب.
إنّ هذه المعاني واضحة لا ينكرها مسلم، ولكن في الواقع العملي نجد كثيراً من المسلمين قد تنكروا لهذا الأصل العظيم.
وعلى رأس هؤلاء المتنكّرين لمعاني الأخوة الإيمانية والولاية الدينية، هم علماء الاستسلام، وفقهاء الانهزام، ودعاة الخضوع والخنوع والانبطاح، الذين سخروا الدين لخدمة المرتدين، وحرّفوا الأدلة لتثبيت عروش أعداء الملة، البائعين دينهم بأبخس الأثمان، الموالين لعملاء عبدة الصلبان، المتمسكين بالحدود الوهمية، المتأثرين بالعصبية الوطنية.
ولاؤهم تبع لولاء الطواغيت وعداوتهم تبع لعداوة الطواغيت.
يحرق كتاب الله، ويُسخرُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تقف منهم شعرة ولا ترى في وجوههم غضبا ولا معرّة.
بل لم يكتفوا بهذا العار حتى قاموا بالاستنكار على المسلمين الذين خرجوا في كل مكان يعبرون عن غضبهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
وفي كل مكان يُقتل المسلمون بأبشع الطرق، تقطع أجسادهم وتحرق، وتمزق أشلاؤهم، وتُغتصب أخواتنا العفيفات من عباد الصليب، ومن الرافضة والمرتدين، فلا هم الذين ينصرون المسلمين ولا هم الذين يتركون المسلمين ينصرون إخوانهم، فمع كل غضبة إسلامية يخرجون لتخدير المسلمين وصرفهم عن نصرة إخوانهم.
وإذا قام المجاهدون بالدفاع عن إخوانهم والجهاد في سبيل الله رشقوهم بنبال التهمة والتجريح، ورموهم بكل نقيصة.
فأي قلوب يحملها هؤلاء؟
وأي ولاء عند هؤلاء؟
ها أنت أخي قد فقدتَ ولاية ونصرة هؤلاء للمسلمين، فهل تظنّ أنهم لا يوالون أحداً؟!
لابد لكل شخص أن يوالي ويعادي، فإذا فقدت موالاتهم لأهل الإيمان، فانظر رعاك الله في الطرف الآخر فستجدهم هناك.
انظر إلى موالاتهم المرتدين والصليبيين، ألا ترى أنهم كلما تعرض أسيادهم الطواغيت لحملة من المجاهدين يخرجون في الفضائيات، ويرتقون المنابر، يرغون ويزبدون، مستنكرين قتل أوليائهم المرتدين وجنودهم المارقين؟!
وعندما يتعرض أسياد أسيادهم الصليبيون لضربة من المجاهدين، يخرجون يتباكون على دماء الصليبيين، مستنكرين ومنددين، ومهددين ومتوعدين.
أما رأيت بكاءهم وعويلهم بعد غزوات الحادي عشر من سبتمبر؟
أما رأيت بكاءهم وعويلهم بعد أحداث الأنفاق في بريطانيا؟
أما رأيت بكاءهم وعويلهم بعد غزو وكر الصليبيين في الرياض؟
هل عرفت الآن ولاية هؤلاء لمن؟
هذا هو الولاء الممسوخ، يخرج من قلوب ممسوخة، وعقيدة ممسوخة.
نعوذ بالله من المسخ الظاهر والباطن.
وما أحسن ما قاله الإمام ابن القيم وهو يصف علماء السوء، قال رحمه الله في (إعلام الموقعين): (وأي دينٍ، وأي خيرٍ، فيمن يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تضاع، ودينه يترك، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها، وهو بارد القلب، ساكت اللسان، شيطان أخرس, كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق؟!, وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين؟, وخيارهم المتحزن المتلمظ, ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل، وجد واجتهد, واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه، وهـؤلاء - مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم - قد بُلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون, وهو موت القلب ; فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى, وانتصاره للدين أكمل)اهـ
وبإذن الله لن نترك هؤلاء الممسوخين يمسخون دين المسلمين، بل سوف نسعى جميعاً متوكلين على الله بفضحهم وتفنيد شبهاتهم، حتى يبقى دين الله غضاً طرياً كما نزل، والله حسبنا ونعم الوكيل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.