أهــل الحـديث
26-06-2012, 12:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
دار الاسلام ودار الكفر وادلتها.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.وبعد:
هذا تبيان بحقيقة الدور وهي دور الاسلام ودور الكفر وما يتعلق بها.
يقول الفقهاء عن الدار التي تقابل دار الاسلام بأنها (داركفر)وتارة يقولون (دارحرب) والثاني اشهر ،والاول اصح لان الكفر هو المقابل للاسلام ، وأشمل لان دار الكفر تشمل دار الحرب، ودارالعهد .
ففي القرآن الكريم نجد تقسيم الناس إلى مؤمنين وكفار ، ولكل من هذين
القسمين بلاد أو دار تجمعهم ، قال تعالى:﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ﴾ ( الحشر9 )..
و قال تعالى:﴿ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ﴾ ( الاعراف 145 ).
و قال تعالى:﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ﴾ ( الحج 40 ). وغيرها من الآيات كثير .
وتكمن اهمية الموضوع في مايتعلق بتمييز الدور بعضها عن بعض .
1-موقف الاسلام من مخالفيه في الاعتقاد.
2-تبنى كثير من الاحكام الفقهيه ، منها الاحكام الخاصة، بالجهاد والمغانم ،والخمس والفئ ،وما حازه الكفار من اموال المسلمين والاسارى، والامان ،والمهادنة، والجزية ،والذمة ،واحكام المسلمين في دار الكفر، واحكام المستأمنين في دار الاسلام.
ولقد كانت الدولة الاسلامية منذ نشأتها أمة دعوة وهداية وسلطان وسيادة...طيلة قرون عديدة..حتى جاءت القرون المتأخرة ،وبدأت هذه الامة تتخلى عن تلك الصفات رويدا رويدا..ولما أن تغشاها الضعف واكتنفها الاعداء،وتقاسموها ،وأسلمت نفسها لمناهجهم وأهوائهم ..وأصبحت تابعة غير متبوعة ،وخاضعة مستكينة..سلك بها الاعداء كل مسلك ضللوها حتى ابعدوها عن صفاتها الحقيقية.
وقد ذهب جمهور الفقهاء الى ان تحديد المناط الذي يبنى عليه الحكم على الدار بأنها من دور الاسلام اومن دور الكفر هو (غلبة الاحكام).
فالدار التي يغلب عليها حكم الاسلام تكون دار اسلام .والدار التي يغلب عليها حكم الكفر تكون دار كفر.
جاء في الفقه الحنفي :وعن ابي يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى اذا أظهروا الشرك (أي احكام الشرك) فقد صارت دارهم دار حرب .لان البقعة انما تنسب الينا او إليهم باعتبار القوة والغلبة .(المبسوط .للامام شمس الدين السرخسي .مطبعة السعادة بمصر الطبعة الاولى 1324هـ 114/10).
وجاء في البدائع .ووجه قولهما ،-يعني ابا يوسف ومحمد -أن كل دار مضافة إما الى الاسلام وإما الى الكفر ،وانما تضاف الدار الى الاسلام اذا طبقت فيها احكامه .وتضاف الى الكفر اذا طبقت فيها احكامه ، كما تقول الجنة دار السلام .والنار دار البوار ، لوجود السلامة في الجنة والبوار في النار ،ولان ظهور الاسلام او الكفر بظهور احكامها .(بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع لعلاء الدين ابي بكر الكاساني ).
وقال الامام ابوبكر الجصاص : إن حكم الدار انما يتعلق بالظهور والغلبة واجراء حكم الدين . والدليل على صحة ذلك إنا متى غلبنا على دار الحرب وأجرينا فيها أحكامنا صارت دار اسلام.(شرح مختصر الطحاوي -مخطوط- للامام الجصاص ،الجزء الاخير رقم 584لوحة رقم 33-معهد المخطوطات ).
ويرى ابوحنيفة ان العبرة في الحكم على الدار بأنها من دار الاسلام او من دار الكفر بتمام الغلبة لحكم الاسلام او لحكم الشرك. جاء في المبسوط قوله ،ولكن ابا حنيفة يعتبر تمام القهر والقوة .أي لاحكام الكفر.(المبسوط 10-114).
وجاء في الفقه الحنبلي كما قال ابو يعلى : وكل دار كانت الغلبة فيها لاحكام الاسلام دون احكام الكفر فهي دار اسلام ، وكل دار كانت الغلبة فيها لاحكام الكفر دون احكام الاسلام فهي دار كفر.(المعتمد في اصول الدين 276 للقاضي ابي يعلى الحنبلي).
وقال البهوتي :ودار الكفر مايغلب فيها حكم الكفر .(كشف القناع على متن الاقناع 3-43 للعلامة منصور بن ادريس البهوتي).
وأما الفقه المالكي فلقد جاء في المدونة : كانت -مكة-دار حرب ،لان أحكام الجاهلية كانت ظاهرة يومئذ .(المدونة الكبرى 3-23 للامام مالك بن انس ).
وقال ابن حزم الظاهري : ودارهم _أي أهل الذمة الكفار الذين تؤخذ منهم الجزية ويخضعون لاحكام الاسلام _ دار اسلام لا دار شرك ، لان الدار انما تنسب للغالب عليها والحاكم فيها والمالك لها .(المحلى 13-140 ابو محمد علي بن احمد بن حزم الظاهري).
ونصوص جمهور الفقهاء تجنمع على تحديد المناط الذي ينبغي عليه الحكم على الدار بأنها دار اسلام اودار كفر ، والمناط عندهم على اختلاف عباراتهم هو غلبة الاحكام ، ولذلك قال الامام ابن القيم : قال الجمهور دار الاسلام هي التي نزلها المسلمون وجرت عليها احكام الاسلام ومالم تجرعليه احكام الاسلام لم يكن دار اسلام وإن لاصقها.(احكام اهل الذمة 1-366 شمس الدين محمد بن ابي بكر بن قيم الجوزية).
وبعد استعراض هذه النصوص يتقرر رأي جمهور الفقهاء في تحديد المناط الذي ينبني عليه الحكم على الدار ، ويكون تعريف دار الاسلام عندهم هو :الدار التي تكون السيادة والغلبة فيها لاحكام الاسلام . ويكون تعريف دار الكفر هو : الدار التي تكون السيادة والغلبة فيها لاحكام الكفر.
وجمهور الفقهاء في تحديدهم للمناط لم يعتبروا عقيدة غالبية اهل الدار سواء اكانت عقيدتهم عقيدة الاسلام ام عقيدة الكفر . فالدار التي يغلب عليها حكم الكفر تكون دار كفر ولو كان غالبية اهلها مسلمين . وكذلك الدار التي يغلب عليها حكم الاسلام تكون دار اسلام ولو كان غالبية اهلها كافرين.(التحفه على حواشي الشمرواني وبن القاسم 9-269 لابن حجر الهيثمي).
قال ابن حزم :واذا كان اهل الذمة في مدائنهم (التي يحكمها الاسلام) لايمازجهم غيرهم فلا يسمى الساكن منهم لأمارة عليهم او لتجارة بينهم كافرا ولا مسيئا .بل هو مسلم محسن ودارهم دار اسلام لا دار شرك لان الدار انما تنسب للغالب عليها والحاكم فيها والمالك لها .(المحلى 13-140).
انما اعتبر جمهور الفقهاء ، سيادة الاحكام،دون اعتبار عقيدة القاطنين في الدار ،لان المناط الذي ذكروه هو الوصف المميز والوصف المؤثر. واما عدم اعتبارهم لوصف اخر كعقيدة سكان الدار فذلك لانه وصف غير مؤثر في تحقيق الغلبة والظهور للاحكام ،كما انه وصف غير مميز للدور بعضها عن بعض.وهذا هو السبب الذي حمل جمهور الفقهاء على عدم اعتبار عقيدة القاطنين في الدار ، واما كون عقيدة سكان الدار ليست وصفا مؤثرا .فلإنهم محكومون ، مقهورون ،تحت سيادة الاحكام ،وليس لهم منعة ولاقوة ،حتى ولو اقاموا في الدار شعائرهم وعباداتهم .فإقامة الشعائر في الدار لايدل على الغلبة والظهور لان المراد بالغلبة سيادة الاحكام التي تحتاج الى المنعة والقوة.
ومما جاء في السنة. يدل على عدم جواز اعتبار عقيدة القاطنين في الدار ماجاء في شأن خيبر كما ورد في صحيح البخاري. فقد ورد فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم (بعث اخا بني عدي من الانصار الى خيبر فأمره عليها )صحيح البخاري .وقد كانت خيبر خاضعة لاحكام الكفر فكانت دار كفر.ثم ظهرت عليها احكام الاسلام عندما غلب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وفتحها ،وأمر عليها والي مسلم ليقيم الاحكام فيها .فصارت حينئذ دار اسلام .وكان القاطنين كلهم من اليهود .وكذلك الحبشة عندما دخل ملكها النجاشي في الاسلام هو ونفر قليل جدا معه في الاسلام واكثر القاطنين كانوا نصارى فصارت دار اسلام بسبب ملكها المسلم وليس بقاطنيها. وبهذا يتقرر أن مناط الحكم على الدار هو غلبة الاحكام وسيادتها .وإن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما . وانه لايجوز اعتبار اي سبب اخر.
وأما ما حصل عندما سيطرت الدولة العبيدية الفاطمية الرافضية الكافرة على مصر و دول المغرب العربي والقاطنين اكثرهم مسلمين فقد قال الفقهاء عنها انها اصبحت دار كفر .
يمكن أن نخرج من استقراء آراء الفقهاء في معنى دار الإسلام ودار الحرب
بخلاصة جامعة في العلَّة التي بُنِي عليها تقسيمُ العالم إلى دار إسلام ودار كفر هي
مناط الحكم على الدار ووصفها بإحدى الصفتين .
فقد أصبح ظاهراً جلياً أن هذا المناط هو . غلبة الأحكام وظهورها بحيث
تكون لها السيادة ، فإذا كانت الغلبة والسيادة لأحكام الإسلام فالبلاد دار إسلام ، وإذا
كانت الغلبة والسيادة لأحكام الكفر فهي دار حرب أو كفر . ولا فرق بين دار الكفر
ودار الحرب ، ولم يكن سبب التسمية بدار الحرب هو حالة وقوع الحرب فعلاً ؛ بل
تسمى بذلك ولو لم تكنْ حربٌ فعلية ، باعتبار ما بينهما من تباعد ، ولذلك يسمونها
دار كفر أو دار شرك أو دار حرب ، ويعنون بها حقيقة واحدة .
الخلاصة من الموضوع انه الان لاتوجد حكومة تحكم بحكم الله .كلها حكومات تحكم بقوانين وضعية تخدم بالاساس مصالحها وليس الشعب . لان شرع الله هو من ينصف الشعوب .والدليل عندما فتحت الاندلس وحكم شرع الله فرح الشعب النصراني ودخل منهم كثير بالاسلام بسبب عودة حقوقهم اليهم بعدما كانت مسلوبة من قبل ملوكهم الصليبين.
الامر الاخر ان الشعوب التي تدعي الاسلام الان قد ضيعته من قرون عديدة بسبب الاستعمار الذي يفرض، فكره، ومنهجه، وأراءه،والسبب الاخر حكامهم الذين يبحثون عن مصالحهم واموالهم حتى جندوا شيوخا ومفتين يثبتون لهم ملكهم ويحثون الناس الى طاعتهم والولاء لهم والانصياع لهم وليس مهم عندهم الناس ما تدين .المهم عندهم الولاء للحاكم والوطن.
ولان الحكام الان لايهمهم الدين ولايحثون عليه بل العكس يريدوا ان ينزعوه من بطون الكتب وعقول الناس لكي يثبتوا ملكهم اذكر مرة (صدام حسين قال: لايمكن ان نحكم بحكم الاسلام لاننا لوحكمنا بحكم الاسلام كنت انا الان لا اجلس على كرسي الحكم لكان مكاني شيخ ديني لانه اعلم مني بالدين ).
والان تجد الشعوب التي تدعي الاسلام اكثرهم صوفية ومرجئه ورافضة واشاعره وجهمية وعلمانية وشيوعيةوسحره وعبدة مناصب وعبدة اموال وعبدة لهو وعبدة شيطان وعبدة اوثان وأتباع حكام وهذه الاصناف والطوائف يأمنها الحكام ولايخافون منهم .انا صار لي عشر سنه في اليمن ابحث عن مسلم فلم اجد غير هذة الاصناف والطوائف . حسبنا الله ونعم الوكيل ولاحول ولاقوة الابالله .اللهم لك الحمد والفضل والمنة على ما هديتني للاسلام الصحيح وليس ما تدعيه هذة الاصناف والطوائف.
دار الاسلام ودار الكفر وادلتها.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.وبعد:
هذا تبيان بحقيقة الدور وهي دور الاسلام ودور الكفر وما يتعلق بها.
يقول الفقهاء عن الدار التي تقابل دار الاسلام بأنها (داركفر)وتارة يقولون (دارحرب) والثاني اشهر ،والاول اصح لان الكفر هو المقابل للاسلام ، وأشمل لان دار الكفر تشمل دار الحرب، ودارالعهد .
ففي القرآن الكريم نجد تقسيم الناس إلى مؤمنين وكفار ، ولكل من هذين
القسمين بلاد أو دار تجمعهم ، قال تعالى:﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ﴾ ( الحشر9 )..
و قال تعالى:﴿ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ﴾ ( الاعراف 145 ).
و قال تعالى:﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ﴾ ( الحج 40 ). وغيرها من الآيات كثير .
وتكمن اهمية الموضوع في مايتعلق بتمييز الدور بعضها عن بعض .
1-موقف الاسلام من مخالفيه في الاعتقاد.
2-تبنى كثير من الاحكام الفقهيه ، منها الاحكام الخاصة، بالجهاد والمغانم ،والخمس والفئ ،وما حازه الكفار من اموال المسلمين والاسارى، والامان ،والمهادنة، والجزية ،والذمة ،واحكام المسلمين في دار الكفر، واحكام المستأمنين في دار الاسلام.
ولقد كانت الدولة الاسلامية منذ نشأتها أمة دعوة وهداية وسلطان وسيادة...طيلة قرون عديدة..حتى جاءت القرون المتأخرة ،وبدأت هذه الامة تتخلى عن تلك الصفات رويدا رويدا..ولما أن تغشاها الضعف واكتنفها الاعداء،وتقاسموها ،وأسلمت نفسها لمناهجهم وأهوائهم ..وأصبحت تابعة غير متبوعة ،وخاضعة مستكينة..سلك بها الاعداء كل مسلك ضللوها حتى ابعدوها عن صفاتها الحقيقية.
وقد ذهب جمهور الفقهاء الى ان تحديد المناط الذي يبنى عليه الحكم على الدار بأنها من دور الاسلام اومن دور الكفر هو (غلبة الاحكام).
فالدار التي يغلب عليها حكم الاسلام تكون دار اسلام .والدار التي يغلب عليها حكم الكفر تكون دار كفر.
جاء في الفقه الحنفي :وعن ابي يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى اذا أظهروا الشرك (أي احكام الشرك) فقد صارت دارهم دار حرب .لان البقعة انما تنسب الينا او إليهم باعتبار القوة والغلبة .(المبسوط .للامام شمس الدين السرخسي .مطبعة السعادة بمصر الطبعة الاولى 1324هـ 114/10).
وجاء في البدائع .ووجه قولهما ،-يعني ابا يوسف ومحمد -أن كل دار مضافة إما الى الاسلام وإما الى الكفر ،وانما تضاف الدار الى الاسلام اذا طبقت فيها احكامه .وتضاف الى الكفر اذا طبقت فيها احكامه ، كما تقول الجنة دار السلام .والنار دار البوار ، لوجود السلامة في الجنة والبوار في النار ،ولان ظهور الاسلام او الكفر بظهور احكامها .(بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع لعلاء الدين ابي بكر الكاساني ).
وقال الامام ابوبكر الجصاص : إن حكم الدار انما يتعلق بالظهور والغلبة واجراء حكم الدين . والدليل على صحة ذلك إنا متى غلبنا على دار الحرب وأجرينا فيها أحكامنا صارت دار اسلام.(شرح مختصر الطحاوي -مخطوط- للامام الجصاص ،الجزء الاخير رقم 584لوحة رقم 33-معهد المخطوطات ).
ويرى ابوحنيفة ان العبرة في الحكم على الدار بأنها من دار الاسلام او من دار الكفر بتمام الغلبة لحكم الاسلام او لحكم الشرك. جاء في المبسوط قوله ،ولكن ابا حنيفة يعتبر تمام القهر والقوة .أي لاحكام الكفر.(المبسوط 10-114).
وجاء في الفقه الحنبلي كما قال ابو يعلى : وكل دار كانت الغلبة فيها لاحكام الاسلام دون احكام الكفر فهي دار اسلام ، وكل دار كانت الغلبة فيها لاحكام الكفر دون احكام الاسلام فهي دار كفر.(المعتمد في اصول الدين 276 للقاضي ابي يعلى الحنبلي).
وقال البهوتي :ودار الكفر مايغلب فيها حكم الكفر .(كشف القناع على متن الاقناع 3-43 للعلامة منصور بن ادريس البهوتي).
وأما الفقه المالكي فلقد جاء في المدونة : كانت -مكة-دار حرب ،لان أحكام الجاهلية كانت ظاهرة يومئذ .(المدونة الكبرى 3-23 للامام مالك بن انس ).
وقال ابن حزم الظاهري : ودارهم _أي أهل الذمة الكفار الذين تؤخذ منهم الجزية ويخضعون لاحكام الاسلام _ دار اسلام لا دار شرك ، لان الدار انما تنسب للغالب عليها والحاكم فيها والمالك لها .(المحلى 13-140 ابو محمد علي بن احمد بن حزم الظاهري).
ونصوص جمهور الفقهاء تجنمع على تحديد المناط الذي ينبغي عليه الحكم على الدار بأنها دار اسلام اودار كفر ، والمناط عندهم على اختلاف عباراتهم هو غلبة الاحكام ، ولذلك قال الامام ابن القيم : قال الجمهور دار الاسلام هي التي نزلها المسلمون وجرت عليها احكام الاسلام ومالم تجرعليه احكام الاسلام لم يكن دار اسلام وإن لاصقها.(احكام اهل الذمة 1-366 شمس الدين محمد بن ابي بكر بن قيم الجوزية).
وبعد استعراض هذه النصوص يتقرر رأي جمهور الفقهاء في تحديد المناط الذي ينبني عليه الحكم على الدار ، ويكون تعريف دار الاسلام عندهم هو :الدار التي تكون السيادة والغلبة فيها لاحكام الاسلام . ويكون تعريف دار الكفر هو : الدار التي تكون السيادة والغلبة فيها لاحكام الكفر.
وجمهور الفقهاء في تحديدهم للمناط لم يعتبروا عقيدة غالبية اهل الدار سواء اكانت عقيدتهم عقيدة الاسلام ام عقيدة الكفر . فالدار التي يغلب عليها حكم الكفر تكون دار كفر ولو كان غالبية اهلها مسلمين . وكذلك الدار التي يغلب عليها حكم الاسلام تكون دار اسلام ولو كان غالبية اهلها كافرين.(التحفه على حواشي الشمرواني وبن القاسم 9-269 لابن حجر الهيثمي).
قال ابن حزم :واذا كان اهل الذمة في مدائنهم (التي يحكمها الاسلام) لايمازجهم غيرهم فلا يسمى الساكن منهم لأمارة عليهم او لتجارة بينهم كافرا ولا مسيئا .بل هو مسلم محسن ودارهم دار اسلام لا دار شرك لان الدار انما تنسب للغالب عليها والحاكم فيها والمالك لها .(المحلى 13-140).
انما اعتبر جمهور الفقهاء ، سيادة الاحكام،دون اعتبار عقيدة القاطنين في الدار ،لان المناط الذي ذكروه هو الوصف المميز والوصف المؤثر. واما عدم اعتبارهم لوصف اخر كعقيدة سكان الدار فذلك لانه وصف غير مؤثر في تحقيق الغلبة والظهور للاحكام ،كما انه وصف غير مميز للدور بعضها عن بعض.وهذا هو السبب الذي حمل جمهور الفقهاء على عدم اعتبار عقيدة القاطنين في الدار ، واما كون عقيدة سكان الدار ليست وصفا مؤثرا .فلإنهم محكومون ، مقهورون ،تحت سيادة الاحكام ،وليس لهم منعة ولاقوة ،حتى ولو اقاموا في الدار شعائرهم وعباداتهم .فإقامة الشعائر في الدار لايدل على الغلبة والظهور لان المراد بالغلبة سيادة الاحكام التي تحتاج الى المنعة والقوة.
ومما جاء في السنة. يدل على عدم جواز اعتبار عقيدة القاطنين في الدار ماجاء في شأن خيبر كما ورد في صحيح البخاري. فقد ورد فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم (بعث اخا بني عدي من الانصار الى خيبر فأمره عليها )صحيح البخاري .وقد كانت خيبر خاضعة لاحكام الكفر فكانت دار كفر.ثم ظهرت عليها احكام الاسلام عندما غلب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وفتحها ،وأمر عليها والي مسلم ليقيم الاحكام فيها .فصارت حينئذ دار اسلام .وكان القاطنين كلهم من اليهود .وكذلك الحبشة عندما دخل ملكها النجاشي في الاسلام هو ونفر قليل جدا معه في الاسلام واكثر القاطنين كانوا نصارى فصارت دار اسلام بسبب ملكها المسلم وليس بقاطنيها. وبهذا يتقرر أن مناط الحكم على الدار هو غلبة الاحكام وسيادتها .وإن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما . وانه لايجوز اعتبار اي سبب اخر.
وأما ما حصل عندما سيطرت الدولة العبيدية الفاطمية الرافضية الكافرة على مصر و دول المغرب العربي والقاطنين اكثرهم مسلمين فقد قال الفقهاء عنها انها اصبحت دار كفر .
يمكن أن نخرج من استقراء آراء الفقهاء في معنى دار الإسلام ودار الحرب
بخلاصة جامعة في العلَّة التي بُنِي عليها تقسيمُ العالم إلى دار إسلام ودار كفر هي
مناط الحكم على الدار ووصفها بإحدى الصفتين .
فقد أصبح ظاهراً جلياً أن هذا المناط هو . غلبة الأحكام وظهورها بحيث
تكون لها السيادة ، فإذا كانت الغلبة والسيادة لأحكام الإسلام فالبلاد دار إسلام ، وإذا
كانت الغلبة والسيادة لأحكام الكفر فهي دار حرب أو كفر . ولا فرق بين دار الكفر
ودار الحرب ، ولم يكن سبب التسمية بدار الحرب هو حالة وقوع الحرب فعلاً ؛ بل
تسمى بذلك ولو لم تكنْ حربٌ فعلية ، باعتبار ما بينهما من تباعد ، ولذلك يسمونها
دار كفر أو دار شرك أو دار حرب ، ويعنون بها حقيقة واحدة .
الخلاصة من الموضوع انه الان لاتوجد حكومة تحكم بحكم الله .كلها حكومات تحكم بقوانين وضعية تخدم بالاساس مصالحها وليس الشعب . لان شرع الله هو من ينصف الشعوب .والدليل عندما فتحت الاندلس وحكم شرع الله فرح الشعب النصراني ودخل منهم كثير بالاسلام بسبب عودة حقوقهم اليهم بعدما كانت مسلوبة من قبل ملوكهم الصليبين.
الامر الاخر ان الشعوب التي تدعي الاسلام الان قد ضيعته من قرون عديدة بسبب الاستعمار الذي يفرض، فكره، ومنهجه، وأراءه،والسبب الاخر حكامهم الذين يبحثون عن مصالحهم واموالهم حتى جندوا شيوخا ومفتين يثبتون لهم ملكهم ويحثون الناس الى طاعتهم والولاء لهم والانصياع لهم وليس مهم عندهم الناس ما تدين .المهم عندهم الولاء للحاكم والوطن.
ولان الحكام الان لايهمهم الدين ولايحثون عليه بل العكس يريدوا ان ينزعوه من بطون الكتب وعقول الناس لكي يثبتوا ملكهم اذكر مرة (صدام حسين قال: لايمكن ان نحكم بحكم الاسلام لاننا لوحكمنا بحكم الاسلام كنت انا الان لا اجلس على كرسي الحكم لكان مكاني شيخ ديني لانه اعلم مني بالدين ).
والان تجد الشعوب التي تدعي الاسلام اكثرهم صوفية ومرجئه ورافضة واشاعره وجهمية وعلمانية وشيوعيةوسحره وعبدة مناصب وعبدة اموال وعبدة لهو وعبدة شيطان وعبدة اوثان وأتباع حكام وهذه الاصناف والطوائف يأمنها الحكام ولايخافون منهم .انا صار لي عشر سنه في اليمن ابحث عن مسلم فلم اجد غير هذة الاصناف والطوائف . حسبنا الله ونعم الوكيل ولاحول ولاقوة الابالله .اللهم لك الحمد والفضل والمنة على ما هديتني للاسلام الصحيح وليس ما تدعيه هذة الاصناف والطوائف.