المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة جمعة مشكولة بعنوان : المملكة بلاد الدين والدولة لشيخنا محمد بن مبارك الشرافي حفظه الله



أهــل الحـديث
21-06-2012, 01:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الْمَمْلَكَةُ بِلادُ الدِّينِ وَالدَّوْلَةِ 2/8/1433ه
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ , الحَمْدُ للهِ حَمْدَاً حَمْدَاً , والشُكْرُ للهِ شُكْرَاً شُكْرَاً , الحمْدُ للهِ الذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِالإِسْلَامِ , وَأَنْعَمَ عَلَيْنَا بِالإِيمَانِ , وَتَفَضَّلَ عَلَيْنَا بِاتِّبَاعِ سَيِّدِ الأَنَامِ , مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ السَلَامِ .
أَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وأَشْهَدُ أنَّ مٌحَمَّدَاً عَبْدُهُ ورسُولُهُ , صلَّى اللهُ عليْهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تَسْلِيمَاً كثَيراً .
أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنْ نِعْمَةٍ , وَاعْلَمُوا أَنَّ النِّعَمَ تَدُومُ بِالشُّكْرِ وَتَنْتَفِي بِالْكُفْرِ قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) وَقَالَ الشَّاعِرُ الْحَكِيمُ :
إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا فَإِنَّ الْمَعَاصِي تُزِيلُ النِّعَم
عِبَادَ اللهِ : إِنَّ اللهَ امْتَنَّ عَلَيْنَا فِي بَلَدِنَا الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ بِنِعَمٍ كَثِيرَةٍ لَيْسَتْ فِي غَيْرِهَا مِنَ الْبِلادِ ! اسْتِقَامَةٍ فِي الأَدْيَانِ , وَأَمْنٍ فِي الأَوْطَانِ , وَرَغَدٍ فِي الْعَيْشِ , وَخَيْرَاتٍ تَفْتَقُدُهَا كَثِيرٌ مِنَ الْبُلْدَانِ !
وَإِنَّ أَعْظَمَ النِّعَمِ التِي تَسْتَحِقُّ الْوُقُوفَ مَعَهَا مَا حَبَانَا اللهُ بِهِ فِي هَذَا الْعَصْرِ مِنَ السَّيْرِ عَلَى الْمَنْهَجِ الإِسْلامِيِّ الصَّحِيحِ فِي زَمَنٍ صَارَ الإِسْلامُ يُحَارَبُ حَتَّى مِمَّنْ يَنْتَسِبُ لَهُ !
وَقَدْ امْتَنَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى بِلادِنَا بِخَصَائِصَ كَثِيرَةٍ نُجْمِلُهَا فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ تَحَدُّثَاً بِنِعْمَةِ اللهِ , وَبَيَانَاً لِلْحَقِّ , وَرَدَّاً عَلَى تِلْكَ الأَلْسِنَةِ الْمَشْبُوهَةِ التِي كَانَتْ وَلا تَزَالُ تَنْعَقُ بِالْبَاطِلِ فِي تَنَقُّصِ هَذِهِ الْبِلادِ وَأَهْلِهَا وَحُكَّامِهَا , وَهُمْ كَالذِي يَهْذِي بِمَا لا يَدْرِي وَيَهْرِفُ بِمَا لا يَعْرِفْ ! نَسْأَلُ اللهُ لَهُمُ الْهِدَايَةَ وَأَنْ يَكْفِيَنَا شَرَّهُمْ !
أَيُّهَا الإِخْوَةُ فِي اللهِ : إِنَّ مِنَ الْمَزَايَا التِي أَظْهَرَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي بِلادِنَا عَلَى يَدِ الْمَلِكِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ ثُمَّ أَوْلادِهِ مِنْ بَعْدِهِ مَا يَلِي :
أَوَّلاً : تَحْكِيمُ الشَّرِيعَةِ الإِسْلامِيَّةِ , فَالنِّظَامُ الأَسَاسِيُّ لِلْحُكْمِ فِي دَوْلَتِنَا -وَللهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ- قَامَ فِي أُصُولِهِ وَمَصَادِرِهِ عَلَى الإِسْلامِ , وَكَانَ حُكَّامُنَا وَلا زَالُوا فِي كُلِّ مُنَاسَبَةٍ وَمَجْمَعٍ كَبِيرٍ يُعْلِنُونَ هَذَا وَيَدْعُونَ إِلَيْهِ , فَكُلُّ مَنْ تَوَلَّى يُعَاهِدُ اللهَ أَوَّلاً ثُمَّ شَعْبَهُ ثَانِيَاً أَنْ يَكُونَ الْقُرْآنُ دُسْتُورَهُ وَالسُّنَّةُ مَنْهَجَهُ ! فَقُولُوا لِي بِرَبِّكُمْ أَيُوجَدُ هَذَا فِي أَيِّ بَلَدٍ عَرَبِيٍّ أَوْ إِسْلامِيٍّ مِنْ حَوْلِنَا ؟ الْوَاقِعُ أَنَّهُ نَادِرٌ أَوْ مَعْدُوم !
وَلَوْ حَصَلَ تَقْصِيرٌ أَوْ قُصُورٌ مِنْ حُكَّامِنَا فَهَذَا مِنْ طَبِيعَةِ الْبَشَرِ .
وَمَنْ ذَا الذِي تُرْضَى سَجَاهَا كُلُّهَا كَفَى الْمَرْءَ نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ مَعَايِبُهُ
ثَانِيَاً : وَمِنْ خَصَائِصِ بِلادِنَا مَا مَنَّ اللهُ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ رِعَايَةِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ , فَكَانَتْ وَلا تَزَالُ جُهُودُ دَوْلَتِنَا ظَاهِرَةً فِي خِدْمَةِ الْكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَةِ وَالْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ , مِمَّا يُيَسِّرُ عَلَى الْحُجَّاجُ وَالْمُعْتَمِرِينَ وَالزُّوَّارِ أَدَاءَ مَنَاسِكِهِمْ وَالارْتِيَاحِ فِي عِبَادَاتِهِمْ , فَكَمْ مِنَ الْمَلايِينِ بُذِلَتْ وَكَمْ مِنَ الْجُهُودِ صُرِفَتْ , وَمِنَ الْخُطَطِ عُمِلَتْ لِأَجْلِ رَاحَةِ النَّاسِ وَلأَجْلِ خِدْمَةِ هَذَيْنِ الْمَسْجِدَيْنِ الْمُعَظَّمَيْنِ .
ثَالِثَاً : وَمِنَ الْخَصَائِصِ الْعَظِيمَةِ : الْقِيَامُ بِشَعِيرَةِ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ التِي هِيَ خَصِيصَةٌ لِأُمَّةِ الإسْلامِ قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون) وَقَالَ سُبْحَانَه (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)
فَحُكُومَتُنَا قَدْ جَعَلَتْ جِهَازَاً خَاصَّاً مُتَكَامِلاً بِهَذِهِ الشَّعِيرَةِ وَبَذَلَتْ الأَمْوَالَ وَجَعَلَتْ الْمُخَصَّصَاتِ لإِنْجَاحِ مُهِمَّةِ رِجَالِ الْحِسْبَةِ !
وَقَدْ أَقَضَّ هَذَا مَضْجَعَ كَثَيرٍ مِنَ الْعِلْمَانِيِّين وَاللِّبْرَالَيِّينَ , فَكَانُوا وَلا زَالُوا يَتَّهِمُونَ هَذَا الْجِهَازَ وَرِجَالَهُ زُورَاً وَبُهْتَانَاً وَيَسْعَوْنَ فِي تَقْوِيضِهِ , وَلَكِنَّ اللهَ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ !
وَإِنَّ مِمَّا يُذْكَرُ فَيُشْكَرُ وَيُعْرَفُ فَيُظْهَرُ : مَا قَامَ بِهِ الأَمِيرُ نَايِفُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ مِنْ جُهُودٍ عَظِيمَةٍ وَمَواقِفَ نَبِيلَةٍ فِي دَعْمِ رِجَالِ الْحِسْبَةِ وَالدِّفَاعِ عَنْهُمْ وَمُسَانَدَتِهِمْ ! فَكَانَ رَحِمَهُ اللهُ مُعِينَاً لَهُمْ وُمُسَدِّدَاً لِخُطَاهُمْ وَمُدَافِعاً عَنْهُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْمُنَاسَبَاتِ , فَمِنْ ذَلِكَ : أَنَّهُ فِي أَحَدِ اللِّقَاءَاتِ بِالصَّحَفِيِّينَ سَأَلَهُ رَئِيسُ تَحْرِيرِ مَجَلَّةٍ سُعُودِيِّةٍ فَقَالَ : أَلَمْ يَحِنِ الْوَقْتُ لإِيقَافِ هَذِهِ الْهَيْئَاتِ ..؟
فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الأَمِيرُ رَحِمَهُ اللهُ وَقَالَ : لِلأَسَفِ أَنْ يَكُونَ تَفْكِيرُ مُوَاطِنٍ سُعُودِيٍّ بِهَذَا الشَّكْلِ ..!
ثُمَّ تَحَدَّثَ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ أَنَّ الْهَيْئَةَ جُزْءٌ مِنْ أَجْهِزَةِ أَمْنِ الدَّوْلَةِ , وَوُقُوعُ أَخْطَاءٍ مِنْ أَفْرَادٍ لا يَعْنِي إِلْغَاءَهَا , وَبَيَّنَ رَحِمَهُ اللهُ أَهَمِّيَةَ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَنَّهُ مِنْ شَعَائِرِ الإسْلامِ التِي لا يُمْكِنُ تَجَاهُلَهَا , وَأَنَّ هَيْئَةَ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ بَاقِيَةٌ مَا قَامَ الإِسْلامُ فِي هَذِه البِلادِ !!! وَقَالَ فِي لِقَاءٍ آخَرَ : نَرْجُو أَنْ يَأْتِيَ وَقْتٌ قَرِيبٌ نَجِدُ كُلَّ أُسْرَةٍ وَكُلَّ أَبٍّ وَكُلَّ أُمٍّ يَشْكُرُونَ الْهَيْئَةَ لِأَنَّهَا الْحَارِسُ عَلَى أَبْنَائِهِمْ , تَدُلُّهُمْ عَلَى الصَّوَابِ وَتُحَذَّرِهُمْ مِنَ الْخَطَأِ !
أَيُّهَا الْمُسلِمُونَ : رَابِعَاً : وَمِنَ الْخَصَائِصِ التِي امْتَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بِهَا فِي هَذِهِ الْبِلادِ : الْقِيَامُ بِالدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ , فَمَرَاكِزُ الدَّعْوَةِ وَمَكَاتِبُ الْجَالِيَاتِ التِي تُعَدَّ بِالْمِئَاتِ تَنْتَشِرُ فِي شَرْقَ بِلادِنَا وَغَرْبِهَا !!! وَأَصْحَابُ الْفَضِيلَةِ الدُّعَاةُ الذِينَ يُعَدَّونَ بِالآلافِ قَدْ فَرَّغَتْهُمْ الدَّوْلَةُ لِمُهِمَّةِ الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ وَبَذِلَتْ لَهُمْ الرَّوَاتِبَ وَالْمُخَصَّصَاتِ الْمَالِيِّةَ فِي سَبِيلِ نَشْرِ هَذَا الدِّينِ وَالِقيَامِ عَلَيْهِ فِي دَاخِلِ بِلادِنَا وَخَارِجِهَا !
خَامِسَاً : وَمِمَّا أَنْعَمَ اللهُ بِهِ عَلَى دَوْلَتِنَا خِدْمَتُهَا لِلْقَضَايَا الإسْلامِيَّةِ , فَفِي كُلِّ مَحْفَلٍ وَكُلِّ مُنَاسَبَةٍ تَكُونُ حُكُومَتُنَا وَفَّقَهَا اللهُ فِي طَلِيعَةِ الْبُلْدَانِ الدَّاعِمَةِ لِقَضَايَا الْمُسْلِمِينَ , بَلْ فِي الْوَاقِعِ هِيَ الْقَائِدَةُ دَائِمَاً لِلْجُهُودِ فِي ذَلِكَ , فَقَضَيَّةُ فِلَسْطِينَ وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى الذِي يُرِيدُ الصَّهَايِنَةُ هَدْمَهُ وَتَدْنِيسَهُ لَيْسَتْ عَنَّا بِبَعِيدٍ , وَحَرْبُ الْبُوسَنَةِ وَالهَرْسَكْ وَالشِّيشَانِ وَأَفْغَانِسْتَانَ كَانَ لِبَلادِنَا وُحُكَّامِهَا جُهُودٌ ظَاهِرَةٌ وَوَقَفَاتٌ مَعْرَوفَةٌ !
وَأَخِيرَاً فِي سُوريَا وَقَفْتَ دَوْلَتُنَا مَعَ الشَّعْبِ السُّورِيِّ الْمُسْتَضْعَفِ وَبَذَلَتْ مَا فِي وِسْعِهَا لِمُسَانَدَتِهِ وَالتَّخْفِيفِ مِنْ آلامِهِ , وَلا يُنْكِرُ ذَلِكَ إِلَّا جَاهِلٌ أَوْ مُغْرِضٌ !
أَسْأَلُ اللهَ بِمَنَّهِ وَكَرَمِهِ أَنْ يَحْفَظَ دِينَنَا وَأَمْنَنَا وَأَنْ يُوَفِّقَ وُلاةَ أَمْرِنَا لِمَا يُحِبِّهُ وَيَرْضَاهُ وَأَنْ يَأْخُذَ بِنَواصِيهِمْ لِلْحَقِّ وَالصَّوَابِ , وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ !
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمَينَ , وَأَشْهَدُ أَلا إِلَهَ إِلا اللهُ وَلِيُّ الصَّالحِينَ , وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأَمِينِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ !
أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ مِمَّا جَاءَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ وَتَكَاثَرَتْ عَلَيْهِ الأَدِلَّةُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ : الاجْتِمَاعَ تَحْتَ إِمْرَةِ السُّلْطَانِ وَالطَّاعَةَ لِوَلِيِّ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالْحَذَرَ مِنَ الْفُرقَةِ وَالاخْتِلافِ ! قَالَ اللهُ تَعَالَى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ)
وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ , مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَيْلَزَمُ الْجَمَاعَةَ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : وَإِنَّ مِنْ صِفَاتِ أَهْلِ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونُوا فِي جَمَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَتَحْتَ إِمْرَةِ إِمَامٍ وَاحِدٍ خِلافَاً لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ الذِينَ لا يَجْمَعُهُمْ حُكْمٌ وَلا يَتَوَلَّاهُمْ أَمِيرٌ , ثُمَّ اعْلَمُوا أَنَّهُ لا جَمَاعَةِ إِلَّا بِإِمَامٍ وَلا إِمَامَ إِلَّا بِطَاعَةٍ !
وَإِنَّ مِمَّا امْتَنَّ اللهُ بِهِ عَلَيْنَا فِي بِلادِنَا السُّعُودِيِّةِ اجْتَمَاعَنَا عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَدُخُولَنَا فِي إِمَامِةِ حُكَّامِنَا وَفَّقَهُمُ اللهُ , فَالْبَيْعَةُ لَهُمْ بَيْعَةٌ عَلَى الإسْلَامِ وَطَاعَتُهُمْ فِي غَيْرِ مَعْصِيَّةٍ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ وَطَاعَةٌ لَهُ سُبْحَانَهُ ! وَمَنْ تَأَمَّلَ مَا نَحْنُ فِيهِ وَقَارَنَهُ بِتِلْكَ الْبِلادِ التِي تَدَّعِي الدِّيمُقْرَاطِيِّةَ وَحِمَايَةَ حُقُوقِ الشُّعُوبِ وَجَدَ الْبَوْنَ وَاسِعَاً وَالْفَرْقَ ظَاهِرَاً , فَجُلُّ كَلامِهِمْ حِبْرٌ عَلَى وَرَقٍ , وَدِعَايَاتٌ إِعْلامِيَّةٌ , وَحِيَلٌ انْتِخَابِيَّةٌ , وَحَقِيقَةُ كَثِيرٍ مِنْ تِلْكَ الأَنْظِمَةِ دِكْتَاتُورِيِّةٌ ظَالِمَةٌ وَحُكُومَاتٌ غِاشِمَةٌ , وَأَكْلٌ لِحُقِوقِ الشُّعُوبِ وَعَيْشٌ عَلَى دِمَاءِ الضُّعَفَاءِ !
فَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَحْفَظَ لَنَا نِعْمَتَهُ وَأَنْ يَزِيدَ حُكَّامَنَا تَمَسُّكَاً بِطَاعَتِهِ وَأَنْ يَنْصُرَهُمْ بِالإسْلامِ وَأَنْ يَنْصُرَ الإسْلامَ بِهِمْ وَأَنْ يُعِينَهُمْ عَلَى إِصْلاحِ شَعْبِهِمْ وَأَنْ يُصْلِحَ بِطَانَتَهْمْ وَأَعْوَانَهَمْ ! كَمَا نَسْأَلُهُ بِمَنَّهِ وَكَرَمِهِ أَنْ يُسَدِّدَ خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ لِلصَّوَابِ وَالرَّشَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَيُبَارِكَ فِي جُهُودِهِ وَمَسَاعِيهِ , كَمَا نَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُوَفِّقَ وَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِيرَ سَلْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمَّا يُحِبِّهُ وَيَرْضَاهُ وَأَنْ يُعِينَهُ عَلَى الأَمَانَةِ التِي تَحَمَّلَهَا , وَأَنْ يُصْلِحَ وُزَرَاءَهُمْ وَأَعْوَانَهُمْ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ !
كَمَا نَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ بِرَحْمَتِهِ أَنْ يَتَغَمَّدَ الأَمِيرَ نَايِفَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِرَحْمَتِهِ وَأَنْ يُدْخِلَهُ جَنَّتَهُ , اللَّهُمَّ جَازِهِ بِالْحَسَنَاتِ إِحْسَانَاً وَبِالسَّيِّئَاتِ عَفْوَاً وَغُفْرَانَا , اللَّهُمَّ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ وَأَعْلِ مَنْزِلَتَهُ وَاغْفِرْ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ يَا أَرْحَمْ الرَّاحِمِينَ !
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا يَا رَبَّنَا وَلَوالِدِينَا وَأَصْلَحِ لَنَّا ذَرَّيَاتِنَا وَأَهَالِينَا , وَأَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا !
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ , سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ و وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

<div style="padding:6px"> الملفات المرفقة
: الْمَمْلَكَةُ بِلادُ الدِّينِ وَالدَّوْلَةِ.pdf&rlm; (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=93908&d=1340229386)
: 244.7 كيلوبايت
: <font face="Tahoma"><b> pdf