المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خذلوه,, بتال القوس



عميد اتحادي
19-06-2012, 03:00 PM
<div>
لا أصدَق من رجل يتولى عملا ثم يقول: لا أستطيع أن أكمل، وهذا ما فعله اللواء محمد بن داخل الجهني رئيس الاتحاد المستقيل للتو. إنه صدقٌ مع الذات قبل الآخرين، صدقٌ ذهب بالرجل الهادئ الطيب إلى إعلان استقالته والتنحي عن كرسي الرئاسة لأنه وصل إلى قناعة في قرارة نفسه بأن المسيرة التي يقودها ستتوقف.

أما لماذا؟ فلأنهم خذلوه جميعا، الاتحاديون القدماء، الذين يعتقدون أنهم الاتحاد وما سواهم دخلاء، والاتحاديون الجدد الذين يؤمنون بأن السابقين فقاعات وظاهرة صوتية فقط، ولن ينجح الاتحاد ما لم يتخل الطرفان عن قناعاتهما البالية المتعصبة وينصهرا في مسار واحد هدفه الاتحاد.. والاتحاد فقط.

ولأدبه الجم وأخلاقه العالية ومبادئه الواضحة، رفض اللواء ابن داخل الحديث عمن خذلوه بالاسم، مكتفيا بالإشارة إلى أن كل الاتحاديين مسؤولون عما حدث، وهي حقيقة يعيها الاتحاديون ويغضون الطرف عنها إما لأنهم منتفعون أو يشخصون الأمور.

ولا يعي رجال الأصفر الكبير أن هناك فريقا ثالثا مسؤولا دعم حضور ابن داخل للرئاسة، ووقف خلفه وشدَّ أزره في مرات كثيرة رغبة في عودة العميد إلى الواجهة، وهؤلاء ليسوا اتحاديي الميول لكنهم مهتمون بالحركة الرياضية في البلاد ومؤمنون بأن أصفر جدة حجر أساسي في بناء الرياضة لدينا، وآخر ما قاله لهم اللواء المستقيل: لدى إدارتي مشكلة مالية واضحة لا نستطيع السير ما لم تحل، أكثر من مرة حاول أبوطلال إيجاد حلول، باع عمارة يملكها في جدة هي كل ما خرج به من تحويشة العمر في مسيرته العسكرية الطويلة ووفر منها مرتبات ثلاثة أشهر، لم يبق بعدها ما يباع، فاستفزع بعيد الجهني ابن مدينته ينبع، كانت فزعة مؤقتة وفّرت بعض المال لكنها لم تصمد لأن الحاجة أكبر بكثير من المتاح المقدم، وصدقت رؤى اللواء، لا نستطيع السير بلا مال، ولو أكمل الرجل لقال: المال موجود والسقَّاء أغلق الصنبور.

لا أظن الاتحاديين الشرفيين يشكون قلة المال، فأسماؤهم ماركات عالمية ضاربة في التاريخ، بيوت العطور والمجوهرات والملابس ووكالات السيارات وهوامير مفترسة في بورصتي العقار والأسهم، والله يرزقهم ويزيدهم، (واللي عطاهم بالملاس يعطينا بغطاء البيبسي)، وإن لم يكن المال الشكوى فما الحال؟

الحال أن الاتحاد منقسم، وسيتحول المنقسمون إلى فريقين، إلى فرق صغيرة تتنازع، وتزداد انقساما وفرقة، وليس من حل إلى لحمة تعود إلا بطريقتين الأولى مؤقتة وعاجلة، والثانية بطيئة وفاعلة.

الأولى أن يضطلع بالمهمة رجل هامور مثل منصور البلوي أو طلعت لامي أو أحمد مسعود، لا ينتظر من الاتحاديين الآخرين إلا التصفيق لانتصارات فريقهم بلا تصاريح ولا دعم ولا شيء، يتولى الجمل بما حمل، ديكتاتور جديد تخضع له رقاب الفرقاء، ويسوس العميد بفريقه التنفيذي الخاص، بلا مجلس شرفي ولا سَقّاء يغلق الصنبور أو يفتحه متى أراد.

هذا حل مؤقت لا يمنع تكرار الوضع كما كان بغياب الأشخاص، كما حدث مع غياب البلوي القسري. أما الطريقة الثانية والتي أزعم أنها للديمومة أقرب، فهي جلوس الاتحاديين المتناحرين إلى طاولة مستديرة لا رئيس فيها، يخطُّون عليها دستورا مُلزما يحدد علاقة الشرفيين بالرئيس القادم، بل بالرؤساء القادمين، تتضح فيه واجبات الشرفيين وحقوقهم وواجبات الرئيس وحقوقه، ويكفل عملا مؤسساتيا يسيطر فيه القانون على الجميع وتتساوى تحته الرقاب قصيرها وطويلها هامورها وسردينها.

وإن رأى الاتحاديون حلا ثالثا، فعلى جماهيرهم المغلوبة على أمرها، استقبال رئيس جديد كل عام، يأتي بزفّة، ويخرج بالخذلان.