المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روايةُ :{{ مُعَانَقةُ المَوتِ ... }}



أهــل الحـديث
19-06-2012, 06:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسمِ الله الرحمن الرحيم .

فهذه روايتي التي شاركتُ فيها في جائزة (( سعاد الصّباح )) في الكويت ، وكنتُ قد أسميتها اسمًا لم أرتضه الآن ، فقد غيّرتُ اسمها إلى معانقة الموت ، وكنتُ كتبتها قديمًا ، وأحببتُ أن آتيكم بها ، لعلّ أحدكم ينقدُ ويصحح ، أو يذكرُ شيئًا أستفيدُ منه .

وسأجعلُ ذلكَ على حلقات ؛ خشيةَ الملل .

*************

مُعانقةُ الموتِ .

الإهداء
إلى من كانوا معي في وحدتي .............
إلى من أناروا لي طريق الظلام ............
إلى من سمعوا صوتي وأنا أكتب بهدوء ...........
إلى الذين كانوا يستيقظون عندما أجيء...........
إلى أهل القبور تحيةً وسلاماً ........... أُهدي...... دون الأحياء ...........

( الكاتب )

الحلقة الأولى :

اشرب اشرب اشرب
ما زال لا يستطيع الكلام وكان ممداً عندما قال له هذه الكلمات .
"لا أرجوك لا تعطه هذه الحبات قد يفارق الحياة بسببها"
قلت له هـذا الكلام وفي خاطري شيء أجهله ، كان يُخرج مـــن فمه صوت أشبه بصوت الطير عندما يُذبح .
" اصمت واخرج من هنا يا سعيد "
لم أكن أسمع ما يقول ، كلُّ الذي كنت أفعله فقط هو النظر إلى صديقي الممد ، ألم تسمع ما قلت لـــك اخرج من هنا"
وقبــل أن أخرجَ سمعتُ صوتاً ينادي من بعيد .
سعيد سعـــي سع والصوت ينخفض شيئا فشيئا ، وكأنّــي في غابةٍ بعيدة أركض بسرعة شديدة التفتُ ببـــــطء إلى الوراء ، وإذا بهاني الممد يرفعُ يــده إلـى الأعلى ويشير إليَّ أن أتقدم ،وعدت بقدمي إلى الـــــــوراء بخطوات مثقلةٍ وأشعر أنها ملتصقة بالأرض .......
"ماذا تريد يا هاني ؟ "
قال بضع كلمات لم أفهمـــا. كل الذي استوعبته في ذلك الموقف .
" أَلْف .... ألف.. "
ويشير إلى الخزانة من خلفه...ولم أكن استجمع عقلي وألمم شتات أفكاري إذ بقاهر جاسم يمسك بي من ثيابي ويدفعني بقوة إلــــى الخارج .
" أيها الأحمق الإمعة ألم تسمع ما قلت أم تتجاهل "
وقبل أن أجيب أو حتى أن أرفع قميصي على الأرض بعد أن مزقه .
سـمعتُ صراخاً انفجارياً يهز كيان الدار، وكــــــأنَّه بركاناً بحممـه الملتهبة يتدفق بسرعــة هائلة ليلامس سطـح البحـر الهادئ ويختلط الجـمر الحـارة بالبـاردة ويفيــــضُ فيضاناً مرعبـاً مخيـفـاً، نظـرتُ إلى الوراء ولكن بسرعة هــذه المرة ــ فإذا جميل جاســــم يلطم على وجهه وينتحب ويقـول:
" اصحُ يا أبي .. أصحُ يا أبي أرجوك أرجوك أرجـو أرجـ "

وكـان محتبياً في زاوية في ركن الغرفة وَيُولْول ويرفع يديه إلى السماء وكأنَّه يخاطب أحداً قلت في نفسي ما بال جمـيل يقول لأخيه هاني : اصــــحُ يا أبي ..
هل جنَّ ؟
ركض قاهرٌ إلى سريرِ أخيه هاني ونظر إليه ، وتعلو على وجه هاني صفرةٌ تتعمق في صفرتها شيئاً فشيئا .
مات مات هل صحيح أنّك مت؟"
يا الله ...
ومــــــــن شدة صراخ جميل جاءت جارتهم أم العبد فزعةً ونظرت وتلعثمت في النطق .
" مـــاذا جرى له ....."