المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من لم يعمل خيراً قط



أهــل الحـديث
18-06-2012, 01:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله

“ إذا خلص المؤمنون من النار يوم القيامة و أمنوا , فما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا بأشد مجادلة له من المؤمنين لربهم , في إخوانهم الذين أدخلوا النار . قال : يقولون : ربنا ! إخواننا كانوا يصلون معنا و يصومون معنا و يحجون معنا , فأدخلتهم النار . قال : فيقول : اذهبوا فأخرجوا من عرفتم , فيأتونهم , فيعرفونهم بصورهم , لا تأكل النار صورهم , فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه و منهم من أخذته النار إلى كعبيه , فيخرجونهم , فيقولون : ربنا ! أخرجنا من أمرتنا . ثم يقول : أخرجوا من كان قلبه في وزن دينار من الإيمان , ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار من الإيمان , حتى يقول : من كان في قلبه مثقال ذرة - قال أبو سعيد : فمن لم يصدق بهذا فليقرأ هذه الآية : *( إن الله لا يظلم مثقال ذرة و إن تك حسنة يضاعفها و يؤت من لدنه أجرا عظيما ) - قال : فيقولون : ربنا ! قد أخرجنا من أمرتنا , فلم يبق في النار أحد فيه خير . قال : ثم يقول الله : شفعت الملائكة و شفع الأنبياء و شفع المؤمنون و بقي أرحم الراحمين . قال : فيقبض قبضة من النار - أو قال : قبضتين - ناس لم يعملوا لله خيرا قط , قد احترقوا حتى صاروا حمما . قال : فيؤتى بهم إلى ماء يقال له : ماء الحياة فيصب عليهم , فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل , فيخرجون من أجسادهم مثل اللؤلؤ , في أعناقهم الخاتم : عتقاء الله . قال : فيقال لهم : ادخلوا الجنة , فما تمنيتم أو رأيتم من شيء فهو لكم , عندي أفضل من هذا . قال : فيقولون : ربنا ! و ما أفضل من ذلك ? قال : فيقول : رضائي عليكم , فلا أسخط عليكم أبدا " الصحيحة 2250 .

كثير من الذين لا يُكفرون تارك الصلاة بالكلية يستدلون بحديث الشفاعة ولكنهم يختزلونه بقولهم ( من لم يعمل خيراً قط) ( يخرج من النار من لم يعمل خيراً قط) وهذا لا أصل له ... واللفظ الصحيح من حديث الشفاعة هو "ناساً لم يعملوا لله خيراً قط" وليس " من لم يعمل خيراً قط" وهناك فرق كبير بين اللفظين فالحديث غاية ما فيه إن قلنا تنزلاً بأن الخير هنا يشمل الفرائض ، فغاية ما فيه أن هناك أُناس لم يعملوا أي خير سوف يخرجون من النار وليس فيه أن كل من لم يعمل خير سوف يخرج من النار ، فلا يجوز تجاوز الحديث والإستدلال به على عدم تكفير تارك الصلاة ( بالكلية ) فليس في الحديث ذلك البتة . فقد يوجد من تاركي الصلاة والأعمال ممن يُعذر في ذلك للجهل كما في الحديث : "يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام و لا صلاة و لا نسك و لا صدقة و ليسرى على كتاب الله عز و جل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية و تبقى طوائف من الناس : الشيخ الكبير و العجوز , يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة : “ لا إله إلا الله “ فنحن نقولها “ . وفيه قال صلة بن زفر لحذيفة : ما تغني عنهم لا إله إلا الله و هم لا يدرون ما صلاة و لا صيام و لا نسك و لا صدقة ? فأعرض عنه حذيفة , ثم ردها عليه ثلاثا , كل ذلك يعرض عنه حذيفة , ثم أقبل عليه في الثالثة فقال : يا صلة ! تنجيهم من النار . ثلاثا “ . الصحيحة 87

وهنا نأتي لمسألة أخرى فقد استدل الشيخ الألباني رحمه الله تعالى بهذا الحديث الأخير على عدم تكفير تارك الصلاة والحديث ليس فيه ذلك البتة فهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام فتنبه .

والله أعلم