المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : $$$$ و ف ا ء الكــــــــــــلب $$$$___________



تاجر مواشي
16-06-2012, 10:50 PM
اغنام - ابل - دواجن - طيور


اشتُهر عن الكلب ـ أعزكم الله ـ صفة الوفاء، وهذه القصة مما يبين هذه الصفة، بل إنها تُعدّ من عجائـب الوفاء، وإليكم أحداثها :


مرّ رجل مسافر بقبر عليه قُـبّة مكتوب عليها: هذا قبر الكلب فمن أحب أن يعلم خبره فليمض إلى قرية كذا وكذا، فإن فيها من يخبره، فسأل الرجل عن القرية، فدلُّوه عليها، فقصدها وسأل أهلها، فقيل له: ما يعلم ذلك إلا شيخٌ هنا قد جاوز المئة، فسأله فقال: كان هنا ملك عظيم الشأن، وكان يحب التنزه والصيد، وكان له كلب قد ربّاه لا يفارقه، فخرج يوماً إلى بعض متنزّهاته، وقال لبعض غلمانه: قل للطبّاخ يصلح لنا ثردة بلبن، فجاؤا باللبن إلى الطباخ، ونسي أن يغطيه بشيء، واشتغل بالطبخ، فخرجت من بعض الشقوق أفعى، فكرعت في ذلك اللبن، ومجّت في الثردة، والكلب رابض يرى ذلك، ولم يجد له حيلة يصل بها إلى الأفعى. وكان هناك جارية زمنة خرســاء قد رأت ما صنعت الأفعى، وكان قد وافى الملك من الصيد في آخر النهار، فقال يا غلمان أدركوني بالثردة، فلما وضعت بين يديه، أومأت الخرساءُ إليه، فلم يفهم ما تقول، ونبح الكلب وصاح فلم يلتفت إليه، ولــجّ في الصياح فلم يعلم مراده، فقال للغلمان نــحُّوه عني، ومـدَّ يده إلى اللبن، من بعد ما رمى إلى الكلب ما كان يرمي إليه، فلم يلتفت الكلب إلى شيء من ذلك، ولم يلتفت إلى غير الملك، فلما رآه يريد أن يضع اللقمة من اللبن في فمه، وثب إلى وسط المائدة، وأدخل فمه وكرع من اللبن فسقط ميتاً، وتناثر لحـمه، وبقي الملك متعجباً من الكلب ومن فعله، فأومأت الخرساء إليه فعرفوا مرادها وما صنع الكلب، فقال الملك لحاشيته: هذا الكلب فداني بنفسه، وقد وجب أن نكافئه، وما يحمـله ويدفنه غيري، فدفنه وبنى عليه القبة التي رأيتها.


أرجو أن تنال استحسانكم