المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تجوز الرواية عن الجن ؟؟ و من هم الجن التي وردت تراجمهم في كتب تراجم الصحابة ؟



أهــل الحـديث
16-06-2012, 02:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم .
سؤال مهم وغريب جدا !!!
هل تجوز الرواية عن الجن ؟؟ و من هم الجن التي وردت تراجمهم في كتب تراجم الصحابة ؟
و ما هي رواياتهم ؟؟؟
قبل الإجابة على هذه الأسئلة لابد من هذه المقدمة التي توصلنا إلى صلب الموضوع .
جاء في كتاب الفتاوى الحديثية للحافظ ابن حجر الهيثمي ما يلي :
[مطلب: إنذار الحيات مندوب لا واجب وإن اقتضاه كلام بعض الحنابلة]
ثم الظاهر أن الإنذار مندوب وإن اقتضى كلام بعض الحنابلة وجوبه حيث قال: قتل الحية بغير حق لا يجوز كالإنس ولو كان كافراً والجن يتصورون بصور شتى، وحيات البيوت قد تكون جناً فتؤذن ثلاثاً فإن ذهبت وإلا قتلت، فإنها إن كانت حية أصلية قتلت، وإن كانت حية جنية فقد أصرت على العدوان بظهورها للإنس في صورة حية تفزعهم بذلك انتهى.
(ثم قال) نعم أفْهَم قوله(أي الحنبلي ): فقد أصرت على العدوان أن خروجها في صورة الحية عدوان وحينئذٍ فلا يجب الإنذار،
ويؤيده ما ذكره شيخ الإسلام ابن حجر في أبناء العمران عن الثوري الأنصاري الهويّ المتوفى سنة إحدى وثمانمائة أنه خرج عليه ثعبان مهول فقتله فاحتمل فوراً من مكانه فأقام عند الجن إلى أن رفعوه لقاضيهم فادعى عليه وليّ المقتول فأنكر، فقال القاضي: على أيّ صورة كان المقتول؟ فقيل على صورة ثعبان فالتفت القاضي إلى من بجانبه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «من تزيا لكم فاقتلوه» فأمر القاضي بإطلاقه فرجعوا به إلى منزله.
[مطلب: في حكاية غريبة]
ونظير ذلك ما أخرجه ابن عساكر في «تاريخه»: أن رجلاً دخل بعض الخراب ..فإذا حية فقتلها فما هو إلا أن نزل به تحت الأرض فاحتوش به جماعة فقالوا هذا قتل فلاناً، فقالوا نقتله، فقال بعضهم امضوا به إلى الشيخ، فمضوا به إليه فإذا هو شيخ حسن الوجه كبير اللحية أبيضها فقال: ما قصتكم؟ فأخبروه، فقال في أي صورة ظهر؟ فقالوا في حية، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول لنا ليلة الجن: «ومن تصور منكم في صورة غير صورته فقتل فلا شيء على قاتله» خلوه فخلوني.
[مطلب: هل تجوز الرواية عن الجن أم لا؟]
واعلم أن الاستدلال بهذين ينبني على جواز الرواية عن الجن وقد روى عنهم الطبراني وابن عدي وغيرهما لكن توقف في ذلك بعض الحفاظ بأن شَرْط الراوي العدالة والضبط، وكذا مدعي الصحبة شرطه العدالة والجن لا نعلم عدالتهم مع أنه ورد الإنذار بخروج شياطين يحدثون الناس انتهى. والتوقف متجه.
انتهى كلام الحافظ الهيثمي الفتاوى الحديثية ص 15 (للحافظ ابن حجر الهيثمي ت974)
(قلت أنا أبو مسلم )
قول الحافظ ابن حجر الهيثمي
(ويؤيده ما ذكره شيخ الإسلام ابن حجر في أبناء العمران عن الثوري الأنصاري الهويّ المتوفى سنة إحدى وثمانمائة أنه خرج عليه ثعبان مهول)
أظن أن قوله ( أبناء العمران ) فيه تصحيف و الصحيح أنه يقصد كتاب
(إنباء الغمر بأبناء العمر) للحافظ ابن حجر العسقلاني، و عندما رجعت إلى هذا الكتاب وجدت أن القصة المذكورة ليست عن الثوري الأنصاري بل عن علي بن محمد بن النعمان الأنصاري الهوي و إنما هو يرويها عن ابن السراج قاضي قوص الذي وقعت له تلك القصة فقد جاء في إنباء الغمر في ترجمة علي بن محمد بن النعمان الأنصاري الهوي
(في و فيات سنة 801) ما يلي
علي بن محمد بن محمد بن النعمان الأنصاري الهوى نور الدين بن كريم الدين ابن زين الدين
ولد في حدود الأربعين واشتغل بالفقه ثم تعانى التجارة ثم انقطع وكان كثير المحبة في أهل الصلاح يحفظ كثيرا من مناقبهم لاسيما أهل الصعيد وكان يكثر التردد للقاهرة اجتمعت به بمصر وفي مدينته التي يقال لها هو؛ وهي بالقرب من قوص بالصعيد الأعلى
وكان يذكر عن ابن السراج قاضي قوص وكان وجيها في زمانه ومكانه
أنه كان في منزله فخرج عليه ثعبان مهول المنظر ففزع منه فضربه فقتله، فاحتمل في الحال من مكانه ففقد من أهله فأقام مع الجن إلى أن حملوه إلى قاضيهم فادعى عليه ولي المقتول، فأنكر فقال له القاضي: على أي صورة كان المقتول؟ فقيل: في صورة ثعبان، فالتفت القاضي إلى من بجانبه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تزيا لكم فاقتلوه؛ فأمر القاضي بإطلاق المذكور فرجعوا به إلى منزله، وذكر لي بعض أقاربه أن مات في هذه السنة ببلده، وهو عم كريم الدين محتسب القاهرة في سلطنة الناصر فرج.
(إنباء الغمر بأبناء العمر)للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852) 4 / 70
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷
قلت و إن كان هناك خطأ في نقل القصة فلا بأس المهم الحكم الذي ذكره الحافظ الهيثمي بالنسبة لمسألة جواز الرواية عن الجن .
من أمثلة الروايات عن الجن :
ثم قال الحافظ الهيثمي
وجاء من عدة طرق يبلغ بها درجة الحسن «أن هامة بن هيم بن لاقيس بن إبليس جاء للنبي صلى الله عليه وسلّم ومعه أصحابه وهم قعود على جبل من جبال تهامة فأخبر أنه ليالي قتل قابيل هابيل كان غلاماً وأنه كان ممن آمن بنوح وأنه عاتبه على دعوته على قومه حتى بكى وأبكاه وأن له شركة في هابيل فهل له توبة فأمره بأشياء يفعلها من حملتها أنه يتوضأ ويسجد سجدتين ففعل لوقته، فأخبره أن توبته نزلت من السماء فخر لله ساجداً حولاً، وأنه آمن بهود وعاتبه كما وقع له مع نوح، وأنه زار يعقوب وكان من يوسف بالمكان الأمين، وأنه كان يلقى الناس بالأدوية وتتلقاه الآن، وأنه لقى موسى فعلمه من التوراة وأمره أن يقرأ منه السلام على عيسى ابن مريم إن لقيه، وأنه لقى عيسى فأقرأه ذلك، وأن عيسى أمره أن يقرىء السلام على محمد صلى الله عليه وسلّم إن لقيه فبكى صلى الله عليه وسلّم ثم قال: وعلى عيسى السلام ما دامت الدنيا وعليك السلام يا هامة بأداء الأمانة، ثم سأله أن يعلمه من القرآن كما علمه موسى من التوراة، فعلمه الواقعة والمرسلات وعَمَّ والكوثر وقل هو الله أحد والمعوذتين وقال: ارفع إلينا حاجتك يا هامة ولا تدع زيارتك».
الفتاوى الحديثية للحافظ ابن حجر الهيثمي ص51
و السؤال :
هل فعلا قصة هامة بن هيم بن لاقيس بن إبليس صحيحة و ماهي القصة بكمالها ؟؟؟
و هل فعلا أنها بطرقها تبلغ درجة الحسن كما قال الحافظ الهيثمي؟؟؟
و ماذا قال علماء الحديث المحققون عن هذه الرواية و على من مدارها ؟؟؟
الإجابة على هذا السؤال و الأسئلة الباقية تأتي إن شاء الله في بقية الحديث عن هذا الموضوع
و الله الموفق و المستعان وبه الثقة و عليه التكلان .