تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حقــــاً لقــــد قتلنـــــاهم



تاجر مواشي
16-06-2012, 12:20 AM
اغنام - ابل - دواجن - طيور


حين يجتمع أطفالنا في مناسبة، كيف لنا أن نتخيل الأجواء في ذلك المنزل أو الاسترحة أو المزرعة ؟.


بلا شك سيتبادر لذهننا الضجيج الطفولي البريئ، والضحكات الهستيرية النابعة من قلب طفل توفرت لديه فرصة اللعب مع أقرانه، وبكاء لأحدهم وقع جراء لعبه العنيف أو لشجاره مع ابن عمه على لعبة استهوتها نفسه. صوت الضجيج الطفولي سيعم أرجاء المكان وسيعكس فرحة أب وأم وجد وجدة بأصوات تستهوي مشاعرهم وتشعرهم بنعمة البنون.


هذه هي مظاهر الطفولة المفترض حدوثها، والتي عشتها مع أقراني، والتي أرغب أن يعيشها كل طفل، لما فيها من حيوية ولذة في تفاصيل اللعب و الشقاوة الفطرية، والبعيدة كل البعد عن ما يشوبها من مؤثرات تبعث الكثير من الخلل في حياة الطفل وتعود عليه بالكثير من السلب.


أطفال اليوم داهمتهم التقنية الحديثة، و بِأيدينا جعلنا من هذه التقنية مسيطرةً عليهم، حتى بات الطفل لا يفصله عن التقنيات الحديثة إلا وقت النوم.


بلاك بيري، آيبود، آيفون، آيباد، وأخرى اجهل مسمياتها. هذا الكم الهائل من التقنية المعلوماتية أصبحت متوفرة للأطفال بلا قيود وأحياناً بلا رقيب وحسيب.


أتعجب من مكان أدخله، فيه سبعة من الأطفال، أكبرهم يدرس في الصف الأول إبتدائي، ويكون المكان صامتاً وكأنهم نيام. كلهم مشغولون بأجهزة بين أيديهم وفرناها لهم بدافع الترفيه، ونحن لا نعلم أننا بذلك نصنع منهم أشباحاً صامته.


قتلنا شقاوتهم، و وأدنا ضحكاتهم، وقيدنا نشاطهم. فبدلاً من أن يطلب الطفل من أبيه الذهاب للحديقة وشراء كُرة ليلعب بها مع أقرانه أصبحت طلباته محصورة في نطاق الأجهزة الالكترونية وملحقاتها.


حقاً قتلناهم، حين منحناهم أجهزة أضعفت أبصارهم، و أوهنت تركيزهم، وجعلتهم يسهرون أكثر مما ينامون، وسلبتهم الأحاديث الطفولية المؤنسة لتمنحهم أحاديث كلها ملل عن هذه الأجهزة.


وبحديثي هذا لا أعني كف مثل هذه التقنيات عن الطفل، ولكن قصدت جانب الإسراف والمبالغة في استخدام الطفل للأجهزة الالكترونية،فلا أجمل من ترشيد استخدام التقنية وجعلها نشاطاً مؤقتا ومعززاً لسلوكياته، لا أن تطغى على كل طفولته .....