المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنها المواعيد التي تم تأجيلها رغماً عني ,,



تاجر مواشي
14-06-2012, 05:30 PM
اغنام - ابل - دواجن - طيور

الجنة بالنسبة لي ليست مجرد حقيقة قادمة فقط..
إنها المواعيد التي تم تأجيلها رغما عني..
والأماكن التي لا تستطيع الأرض منحي إياها..
إنها الحب الذي بخلت به الدنيا..
والفرح الذي لا تتسع له الأرض..
إنها الوجوه التي أشتاقها.. والوجوه التي حرمت منها..
إنها نهايات الحدود وبدايات إشراق الوعود..
إنها استقبال الفرح ووداع المعانات والحرمان..
الجنة زمن الحصول على الحريات.. فلا قمع ولا سياج ولا سجون، ولا
خوف من القادم والمجهول..
الجنة موت المحرمات.. وموت الممنوعات..
الجنة موت السلطات..
الجنة موت الملل.. موت التعب..
موت اليأس..
الجنة موت الموت..
خلالها سأبحر في قارب فاخر من الأماني.. أهدانيه محمد عليه الصلاة
والسلام بكلمات كالنعيم.. كلمات تقول: "إذا تمنى أحدكم فليكثر
فإنما يسأل ربه عز وجل."
سأنشر شراعا أبيض نقش عليه صلى الله عليه وسلم كلمات تعشقها
الرياح: "إذا سأل أحدكم فليكثر فإنه يسأل ربه."
سأمارس الرحيل حيث لا نهايات للمتعة، ولا سقف للإبداع ولا
للجمال.
قال مبدع الجنان سبحانه.. قال الجميل الذي يحب الجمال، ويحثنا على
الجمال: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا
خطر على قلب بشر."
عندما أقرأ هذه الكلمات.. تأخذ نياط قلبي وأنا أرى قوافل الصالحين
تمر فلا تأخذني معها.. أرى مطاياهم تتهادى أمامي وأنا مكبل بخطاياي،
وأرى اليأس جاء ليجهز على ما تبقى.
لكن شمس محمد عليه السلام تشرق من جديد بكلمات كالمطر..
كلمات زادت حبي لأنس بن مالك.. ذلك الغلام الذي نعم بخدمة النبي
صلى الله عليه وسلم وحنانه..
كلمات أشرقت على أنس عندما رأى رجلا غريبا أخرجه قلبه من بيته..
أخرجه قلبه المفعم بحبٍ راح يعلنه على النبي صلى الله عليه وسلم، ولما
وقف أمامه سأله سؤال المشتاقين "فقال: متى الساعة ؟
قال عليه السلام: وماذا أعددت لها؟
٧
قال: لا شيء... إلا أني أحب الله ورسوله.
فقال عليه السلام: أنت مع من أحببت.
قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (أنت
مع من أحببت)
قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو
أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم."
وأنا أقول: رب إني أحبك وأحب نبيك وأحب أبا بكر وعمر وأنس،
وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم.