جميل الثبيتي
12-06-2012, 02:44 PM
أجيبوا الداعي إذا دعيتُم
اعلم وفقك الله لطاعته بأن من حَقُّ المُسلِمِ عَلَى المُسْلِمِ إجابَةُ الدَّعْوَةِ , فقد حث عليها رسولنا صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة بل ترجح وجوب إجابة الدعوة عند أكثر أهل العلم لقوله صلى الله عليه وسلم: « إذا دُعِي أحدُكُم إلى الوليمة فلْيأتِها ». وفي رواية مسلم قَالَ: « إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ َلْيُجِبْ ». متفق عليه
بل وقد صرح عليه الصلاة والسلام في احاديث أخرى بأن التارك لإجابة الدعوة عاصي لله ولرسوله , ولذلك بوب البخاري رحمه الله في صحيحه قائلاً: باب من تَرك الدعوة فقد عَصَى الله ورسوله
فأورد رحمه الله حديث أبي هريرةَ رضيَ الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام كانَ يقول: « من ترك الدعوة فقد عَصى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ». وعند مسلم بلفظ " فَمَنْ لَمْ يَأْتِ الدَّعْوَةَ، فَقَدْ عَصَى اللّهَ وَرَسُولَهُ "
قال ابن حجر رحمه الله عند شرحه لهذا الحديث:
قوله (ومن ترك الدعوة) أي ترك إجابة الدعوة، وقوله (فقد عصى الله ورسوله) هذا دليل وجوب الإجابة، لأن العصيان لا يطلق إلا على ترك الواجب.
ومما يؤسف له ان كثيرا من الناس يدعون لوليمة عرس ثم يتركون هذه الدعوة ولا يجيبونها دون عذر اوربما لعذر مع انها دعوة قريب من ذوي الآرحام او جار له حقوق كثيرة عليك والطامة الكبرى انك اذا دعوته قال ابشر وحاضر والدعوة دعوتي الفرح فرحي والمناسبة مناسبتي ثم هو اول المطنشين مما يعكر فرح اخيه وتكاليف بدون فائدة وربما طعام يهدر مع انه كان بإستطاعته الحضور او الإعتذار على أقل تقدير فلا تُترك الدعوة إلا باسباب يعذر بها المدعو , ذكر النووي رحمه الله قائلاً: وأما الأعذار التي يسقط بها وجوب إجابة الدعوة أو ندبها فمنها أن يكون في الطعام شبهة أو يخص بها الأغنياء أو يكون هناك من يتأذى بحضوره معه أو لا تليق به مجالسته، أو يدعوه لخوف شره أو لطمع في جاهه أو ليعاونه على باطل، وأن لا يكون هناك منكر من خمر أو لهو ، فكل هذه أعذار في ترك الإجابة، ومن الأعذار أن يُعتذر إلى الداعي فيعذره.
وقد شاع عند بعض الناس تخصيص الأغنياء بالدعوة وترك الفقراء , وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن هذا الفعل بقوله: " شرُّ الطعام طعامُ الوَليمة، يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء " متفق عليه
نقل ابن حجر رحمه الله عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال ” إذا خص الغني وترك الفقير أمرنا أن لا نجيب ”.
وكم يسعد المرء عندما يحضر وليمة ويجد فيها اصناف من الناس بمختلف طبقاتهم وتجد الألفة والمحبة وتجد راعي الدعوة مستقبلا متهلالا فرحا بالفقير قبل الغني فتحس بروح الخير والبركة والفرح بل والله انك تجد ذلك في لذة طعامه ووفرته فما اعظم سنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
فالدعوة تكون واجبة على المدعو سواء وصلته بالكتابة أو باللسان أو بالإخبار , وقد أتى ابليس الرجيم الناس من هذا الباب , فبعض الناس لا يجيب الدعوة إلا أذا دعي ببطاقة دعوة بل وبعضهم أذا لم يكتب اسمه أو كتب الأسم بشكل خاطىء لا يجيب الدعوة , وبعضهم أذا دعي في نفس يوم الوليمة أو قبلها بيوم أو يومين فلا يجيب , وبعضهم لا يجيب إن جاءته الدعوة بصورة غير مباشرة كأن يدعوه شخص مرسل من الداعي!!
وقد تكلف الناس في طريقة الدعوة بما يسمى ببطاقات الدعوة الفارهة والتي ربما يكلف الكرت منها مبلغ مالي كبير بغرض التفاخر والمباهة وربما المحاكاة وأنتشرت هذه العادات السيئة والمكلفة بين الناس وليس لهم فيها سلف إلا التقليد الأعمى والتنافس على الباطل , وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فقد صح عنه أنه كان يكلف أحد أصحابه ليؤذن الناس ويدعوهم الى الوليمة شفاهةً كما صح أنه قال لأنس رضي الله عنه : « اذْهَبْ فَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ » صحيح مسلم
ولكنك ترى اليوم من العادات في الولائم ما جُعل واجبٌ على الناس وكأنه شرع سماوي لا يخالف , فالوليمة لا تسمى وليمة اليوم إلا إذا اشتملت على لحوم الماشية , وهذا مخالف للهدي المحمدي الذي يحث على التواضع وقبول الدعوة ولو كانت من فقير مُعدَم أو مسكين مُعْوِزٌ ويدل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه ،؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِذَا دُعِيتُمْ إِلَى كُرَاعٍ فَأَجِيبُوا ». صحيح مسلم
فعليكم بالسنة في جميع الأمر فإنها سفينة النجاة من ظلمات هذه الحياة الزائفة الفانية الزائلة , وإياكم الركون الى العادات والتقاليد التي تخالف خير الهدي الشريف
اعلم وفقك الله لطاعته بأن من حَقُّ المُسلِمِ عَلَى المُسْلِمِ إجابَةُ الدَّعْوَةِ , فقد حث عليها رسولنا صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة بل ترجح وجوب إجابة الدعوة عند أكثر أهل العلم لقوله صلى الله عليه وسلم: « إذا دُعِي أحدُكُم إلى الوليمة فلْيأتِها ». وفي رواية مسلم قَالَ: « إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ َلْيُجِبْ ». متفق عليه
بل وقد صرح عليه الصلاة والسلام في احاديث أخرى بأن التارك لإجابة الدعوة عاصي لله ولرسوله , ولذلك بوب البخاري رحمه الله في صحيحه قائلاً: باب من تَرك الدعوة فقد عَصَى الله ورسوله
فأورد رحمه الله حديث أبي هريرةَ رضيَ الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام كانَ يقول: « من ترك الدعوة فقد عَصى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ». وعند مسلم بلفظ " فَمَنْ لَمْ يَأْتِ الدَّعْوَةَ، فَقَدْ عَصَى اللّهَ وَرَسُولَهُ "
قال ابن حجر رحمه الله عند شرحه لهذا الحديث:
قوله (ومن ترك الدعوة) أي ترك إجابة الدعوة، وقوله (فقد عصى الله ورسوله) هذا دليل وجوب الإجابة، لأن العصيان لا يطلق إلا على ترك الواجب.
ومما يؤسف له ان كثيرا من الناس يدعون لوليمة عرس ثم يتركون هذه الدعوة ولا يجيبونها دون عذر اوربما لعذر مع انها دعوة قريب من ذوي الآرحام او جار له حقوق كثيرة عليك والطامة الكبرى انك اذا دعوته قال ابشر وحاضر والدعوة دعوتي الفرح فرحي والمناسبة مناسبتي ثم هو اول المطنشين مما يعكر فرح اخيه وتكاليف بدون فائدة وربما طعام يهدر مع انه كان بإستطاعته الحضور او الإعتذار على أقل تقدير فلا تُترك الدعوة إلا باسباب يعذر بها المدعو , ذكر النووي رحمه الله قائلاً: وأما الأعذار التي يسقط بها وجوب إجابة الدعوة أو ندبها فمنها أن يكون في الطعام شبهة أو يخص بها الأغنياء أو يكون هناك من يتأذى بحضوره معه أو لا تليق به مجالسته، أو يدعوه لخوف شره أو لطمع في جاهه أو ليعاونه على باطل، وأن لا يكون هناك منكر من خمر أو لهو ، فكل هذه أعذار في ترك الإجابة، ومن الأعذار أن يُعتذر إلى الداعي فيعذره.
وقد شاع عند بعض الناس تخصيص الأغنياء بالدعوة وترك الفقراء , وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن هذا الفعل بقوله: " شرُّ الطعام طعامُ الوَليمة، يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء " متفق عليه
نقل ابن حجر رحمه الله عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال ” إذا خص الغني وترك الفقير أمرنا أن لا نجيب ”.
وكم يسعد المرء عندما يحضر وليمة ويجد فيها اصناف من الناس بمختلف طبقاتهم وتجد الألفة والمحبة وتجد راعي الدعوة مستقبلا متهلالا فرحا بالفقير قبل الغني فتحس بروح الخير والبركة والفرح بل والله انك تجد ذلك في لذة طعامه ووفرته فما اعظم سنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
فالدعوة تكون واجبة على المدعو سواء وصلته بالكتابة أو باللسان أو بالإخبار , وقد أتى ابليس الرجيم الناس من هذا الباب , فبعض الناس لا يجيب الدعوة إلا أذا دعي ببطاقة دعوة بل وبعضهم أذا لم يكتب اسمه أو كتب الأسم بشكل خاطىء لا يجيب الدعوة , وبعضهم أذا دعي في نفس يوم الوليمة أو قبلها بيوم أو يومين فلا يجيب , وبعضهم لا يجيب إن جاءته الدعوة بصورة غير مباشرة كأن يدعوه شخص مرسل من الداعي!!
وقد تكلف الناس في طريقة الدعوة بما يسمى ببطاقات الدعوة الفارهة والتي ربما يكلف الكرت منها مبلغ مالي كبير بغرض التفاخر والمباهة وربما المحاكاة وأنتشرت هذه العادات السيئة والمكلفة بين الناس وليس لهم فيها سلف إلا التقليد الأعمى والتنافس على الباطل , وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فقد صح عنه أنه كان يكلف أحد أصحابه ليؤذن الناس ويدعوهم الى الوليمة شفاهةً كما صح أنه قال لأنس رضي الله عنه : « اذْهَبْ فَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ » صحيح مسلم
ولكنك ترى اليوم من العادات في الولائم ما جُعل واجبٌ على الناس وكأنه شرع سماوي لا يخالف , فالوليمة لا تسمى وليمة اليوم إلا إذا اشتملت على لحوم الماشية , وهذا مخالف للهدي المحمدي الذي يحث على التواضع وقبول الدعوة ولو كانت من فقير مُعدَم أو مسكين مُعْوِزٌ ويدل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه ،؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِذَا دُعِيتُمْ إِلَى كُرَاعٍ فَأَجِيبُوا ». صحيح مسلم
فعليكم بالسنة في جميع الأمر فإنها سفينة النجاة من ظلمات هذه الحياة الزائفة الفانية الزائلة , وإياكم الركون الى العادات والتقاليد التي تخالف خير الهدي الشريف