المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفتح الرباني بالتعليق على نونية القحطاني



أهــل الحـديث
12-06-2012, 11:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
((يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون ))
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) .
((يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُو بَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً))
[ أ ما بعد ]
فهذه فوائد جمعتها تصلح كتعليق على نونية القحطاني , وسميتها الفتح الرباني بالتعليق على نونية القحطاني , أرجو بها عندي ربي الثواب , وتجنب العقاب وتخفيف الحساب .

البيت الأول
يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ
بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ

قلت : وهذه براعة أستهلال من الناظم رحمه الله , إذ بدء بذكر القرآن الذي حصلت به الهداية ,
قال ابن كثير - رحمه الله - : ((وَقَوْلُهُ {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} يَعْنِي: الْقُرْآنَ، {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ} أَيْ: عَلَى التَّفْصِيلِ الَّذِي شُرِعَ لَكَ فِي الْقُرْآنِ، {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ} أَيِ: الْقُرْآنَ {نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} ، كَقَوْلِهِ: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} [فُصِّلَتْ:44] )).[ تفسير ابن كثير (7\217) , طبعة دار طيبة ]
والفرقان أسم من أسماء القرآن , قال أبن جرير الطبري -رحمه الله- : (( إنّ الله تعالى ذكرهُ سمَّى تنزيله الذي أنزله على عبده محمد صلى الله عليه وسلم أسماء أربعة:
منهن: "القرآن"، فقال في تسميته إياه بذلك في تَنزيله: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [سورة يوسف: 3] ، وقال: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [سورة النمل: 76] .
ومنهنّ: "الفرقان"، قال جل ثناؤه في وحيه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم يُسمِّيه بذلك: {تَبَارَكَ الَّذِي نزلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [سورة الفرقان: 1] .
ومنهن: "الكتاب": قال تباركَ اسمهُ في تسميته إياه به: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا * قَيِّمًا} [سورة الكهف: 1] .
ومنهنّ: "الذكر"، قال تعالى ذكره في تسميته إياه به: {إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة الحجر: 9] .
ولكلّ اسم من أسمائه الأربعة في كلام العرب، معنى ووجهٌ غيرُ معنى الآخر ووجهه)) [ تفسير الطبري ( 1\94)] .
ومعنى الفرقان بينه أبن جرير الطبري -رحمه الله - : (( وأصل "الفُرْقان" عندنا: الفرقُ بين الشيئين والفصل بينهما. وقد يكون ذلك بقضاءٍ، واستنقاذٍ، وإظهار حُجَّة، ونَصْرٍ وغير ذلك من المعاني المفرِّقة بين المحقّ والمبطِل. فقد تبين بذلك أنّ القرآن سُمّي "فرقانًا"، لفصله -بحججه وأدلَّته وحدود فرائضه وسائر معاني حُكمه- بين المحق والمبطل. وفرقانُه بينهما: بنصره المحقّ، وتخذيله المبطل، حُكمًا وقضاءً)) (1\99)
قلت : وأما معنى قوله : (( حرمة القرآن )) فهو حديث النبي -صلى الله عليه وسلم - : (( لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار)) [ قال محققوا المسند ( 17420): (( حديث حسن.. ... ))
((قال البيهقي أخبرنا أبو الحسن المقرئ الإسفراييني ، أنا أبو عمرو الصفار ، ثنا أبو عوانة ، قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم بن هانئ ، يقول : سمعت أحمد بن حنبل ، يقول في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو كان القرآن في إهاب " . يعني : في جلد في قلب رجل ، يرجى لمن القرآن في قلبه محفوظ أن لا تمسه النار . وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا علي الحسن بن أحمد بن موسى ، يقول : سمعت أبا عبد الله البوشنجي ، يقول في معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار " . قال : معناه أن من حمل القرآن وقرأه لم تمسه النار ))
شعب الإيمان عقيب حديث رقم (573)
هذا والله أعلى وأعلم ,وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم