المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بر الوالدين



تاجر مواشي
11-06-2012, 11:10 PM
اغنام - ابل - دواجن - طيور

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

بر الوالدين

إخوة الإيمان، لا زالت قلوب كثير من الآباء وبالأمهات تئن من عقوق أبنائهم، ولا زالت عيونهم تدمع ألماً وقهراً من جرم أبنائهم، عقوق وقطيعة يندى الجبين لها، وتقشعر الأبدان عند سماعها، بل إن العقل ليكاد ينكرها لبشاعتها.

أمسلمٌ تربى على الإسلام يعق والديه؟!! إنها جريمة كبرى ورزيةٌ عظمى، ألم يجعل الله حق الوالدين في القرآن بعد حقه سبحانه؟، فقال سبحانه : (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً) وأمرنا الله بشكرهما بعد شكره سبحانه، فقال عز وجل: (أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) وقد سُأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أي الأعمال أفضل؟ فقال: الصلاة على وقتها . قيل: ثم أي؟ قال: بر الوالدين) ، فأولاً: الصلاة على وقتها، هذا حق الله، ثم بر الوالدين



هذا رجل جاء بأمه من خراسان إلى مكة وهي على ظهره، وقضى بها المناسك من طوافٍ وسعي إلى غير ذلك وهي على ظهره، هل ترون أيها المسلمون صورةً للبر والرحمة أعظم من هذه؟ ومع ذلك رأى هذا الرجل الصحابي الجليل عبد الله بن عمر فسأله وقال له: حملتُ أمي على رقبتي من خراسان حتى قضيت بها المناسك، أتراني جزيتها، قال: لا، ولا طلقة من طلقاتها، ولكن أحسنت وسيثيبك الله على القليل كثيراً

وهذه أمٌ عجوز لا تستطيع قضاء حاجتها إلا على ظهر ابنها، لا تستطيع أن تخرج الأذى منها إلا على ظهر ابنها، وكان ابنها يصرف وجهه عنها ويحملها على ظهره ثم يزيل عنها الأذى ويوضئها بيده، فجاء إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له : هل تراني يا أمير المؤمنين أديت حق أمي؟ فقال عمر: لا، قال الرجل: أليس قد حملتها على ظهري وحبست نفسي عليها، فقال عمر: إنها كانت تصنع ذلك بك وهي تتمنى بقائك، وأنت تصنع ذلك بها وتتمنى فراقها، فهل يستوون يا عباد الله ؟


لأمك حق لو علمت كبير *** كثيرك يا هذا لديه يسير.

فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي *** لها من جواها أنةٌ وزفير

وفي الوضع لو تدري عليك مشقةٌ *** فكم غصص منها الفؤاد يطير

وكم غسلت عنك الأذى بيمينها *** ومن ثدييها شربٌ لديك نمير

وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها *** حنواً وإشفاقاً وأنت صغير

فضيعتها لما أسنت جهالةً *** وطال عليك الأمر وهو قصير

فآهٍ لذي عقل ويتبع الهوى *** وواهاً لأعمى القلب وهو بصير

فدونك فارغب في عميم دعائها *** فأنت لما تدعو إليه فقير
منقووووووووووووووووووول