المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : {من لم يتفقّه في الدين لم يرد الله بهِ خيْرا}



أهــل الحـديث
11-06-2012, 10:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



{{بسـم اللـه الـرحمـن الرحـيم}}


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين..
لا شك أن طلب العلم من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه
العالم العامل بعلمه هو أفضل الناس على الإطلاق.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم))... الحديث
فضل طلب العلم:
روى أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، وصححه ابن حبان عن أبي الدرداء مرفوعا :أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما إنما ورثوا العلم ،"
عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين "رواه البخاري ومسلم
الفقه هنا أي جميع أحكام الشريعة..
يقول: ابن حجر في _فتح الباري_ . ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه في الدين - أي : يتعلم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع - فقد حرم الخير . وقد أخرج أبو يعلى حديث معاوية من وجه آخر ضعيف وزاد في آخره : " ومن لم يتفقه في الدين لم يبال الله به " والمعنى صحيح ; لأن من لم يعرف أمور دينه لا يكون فقيها ولا طالب فقه ، فيصح أن يوصف بأنه ما أريد به الخير ، وفي ذلك بيان ظاهر لفضل العلماء على سائر الناس ، ولفضل التفقه في الدين على سائر العلوم
.....
قال:شيخ الإسلام ابن تيمية_ رحمه الله_ ( وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. أنه قال : " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " ولازم ذلك أن من لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيرا فيكون التفقه في الدين فرضا والتفقه في الدين معرفة الأحكام الشرعية بأدلتها السمعية فمن لم يعرف ذلك لم يكن متفقها في الدين ) مجموع الفتاوى ( 20 / 212)
وقال السفاريني في شرحه لوصية علي رضي الله عنها.لكميل بن زياد الذي سماه القول العلي لشرح أثر علي ( ص 113 ) : ( وهذا يدل بمفهومه أن من لم يفقهه في الدين لم يرد به خيراً )
قال ابن القيم رحمه الله : ( في الصحيحين من حديث معاوية _رضي الله عنه_ قال سمعت رسول الله _صلى الله عليه وسل_ يقول : " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " وهذا يدل على أن من لم يفقهه في دينه لم يرد به خيرا كما أن من أراد به خير افقهه في دينه ومن فقهه في دينه فقد أراد به خيرا إذا أريد بالفقه العلم المستلزم للعمل وأما أن أريد به مجرد العلم فلا يدل على أن من فقه في الدين فقد أريد به خيرا فإن الفقه حينئذ يكون شرطا لإرادة الخير وعلى الأول يكون موجبا والله اعلم ) مفتاح دار السعادة ( 1 / 60 )
يقول: الشيخ العلامة ابن باز _رحمه الله_
بعد أن تكلم عن أهمية طلب العلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من يرد الله به خيرا يفقه في الدين)) معنى ذلك أنّ من لم يتفقه في الدين ما أردا الله به خيرا ولا حول ولا قوة إلا بلله

{فلا يعني ذلك أنّ من لم يتفقه في الدين أراد الله به شرا .بل إن الإنسان مادام يصلي ويصوم ويعبد الله عزّ وجل ولا يشرك به شيئا.ففيه خيرا }
قال الشيخ عبد الكريم الخضير :
من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين(( الذي لم يتفقه في الدين هل أراد الله به شراً؟ الذي لا يتفقه في الدين هل هو ممن أراد الله به شراً، أو نكتفي بأن الله -جل وعلا- لم يرد به خيراً، لأن من عوام المسلمين ممن لم يتفقه في الدين، وضرب في نصر الإسلام والبذل للإسلام الشيء الذي يعد أضعاف ما بذله بعض من ينتسب إلى العلم، هل نقول: أن هذا أراد الله به شراً؟ يعني مثل بعض الأثرياء الأتقياء الذين يبذلون لنصر الدين، وينفقون على العلم الشرعي، ويسهلون أمره للناس، هل نقول: أن هؤلاء أراد الله بهم شراً؟ نكتفي بأن نقول: بأن الله -جل وعلا- ما أراد الله بهم خيراً من هذه الحيثية، وأراد بهم خيراً من جهة أخرى، لكن الخير المطلق إنما هو لمن جاء الوعد له في الحديث))من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين((ولا نقول: إن الله -جل وعلا- أراد به شراً، نعم لو كان أضاف إلى عدم تفقهه في الدين مزاولة محرمات ومنكرات وترك واجبات، نقول: هذا أراد الله به شراً، أما إذا كان من النوع العابد المخلص لله -جل وعلا-، ولو لم يتفقه في الدين وضرب في أبواب أخرى من النفع العام، كأن يجاهد في سبيل الله، ببدنه أو بماله أو ينصر الإسلام بماله أو بمقاله أو بجاهه هذا أراد الله به خيراً من هذه الحيثية، لكن الخير المطلق إنما هو بالتفقه في الدين،
اللهم اجعلنا من المتفقهين في دينك...

أختكم هوازن...