المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : {افضل مقالة} شقراوات الأورو



عميد اتحادي
11-06-2012, 02:10 PM
<div> بسم الله الرحمن الرحيم



فكرة التلذذ بسحر الأورو تعرضت عندنا للأسف إلى بعض التحريف في التعريف، ففي الوقت الذي يسعى الأوروبيين لمحاربة العري في أوكرانيا، يتعرى البعض عندنا من أخلاقه لترقب كل كاسية عارية على المدرجات.
في مباراة روسيا والتشيك خلال اليوم الأول كان مخرج اللقاء محل مدح وثناء من بعض ضعاف النفوس الذين استمتعوا بجمال الروسيات أكثر من تمتعهم بالأداء الراقي للمنتخب الروسي، وتم تداول صور إحدى الشقراوات بعد اللقاء أكثر من تداول صور نجم اللقاء ومسجل الهدفين دزاغويف الذي لا يتذكر اسمه إلا قليل.
الأخطر من كل هذا أن بعض الشباب على الفايس بوك يعرض مقارنات بين صور المناصرات الأوروبيات والعربيات على سبيل التهكم والسخرية من بنات المسلمين، متناسين قوله تعالى : ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم، فمتى كانت الأوروبيات أجمل من التونسيات أو السوريات أو المصريات أو اللبنانيات، ولن أتحدث عن جمال الجزائريات لأن الداعية الإسلامي الكبير عائض القرني قد سبقني إلى ذلك عند زيارته إلى الجزائر، فقد صرح لصحيفة الحياة السعودية ضاحكا : من قال إن العربيات أجمل من البربريات فعليه أن يستغفر.
المضحك المبكي في الموضوع أيضا أن بعض المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي تناست التحاليل الفنية للأورو، وتقديم المباريات ونقل التصريحات والتحضيرات، وراحت تنظم مسابقات لاختيار أجمل مناصرة في الأورو، وهنا استوقفني خبر قرأته أمس عن قيام صحيفة الغارديان الانجليزية بالتعاقد مع 15 مؤسسة إعلامية كبيرة لضمان نقل كل تفاصيل الأورو على موقعها الالكتروني، فشتان بين فهم الإنجليز لفكرة التلذذ بالأورو وبين فهم بعض صغار العقول عندنا.
حتى فكرة الجمال تم تشويهها في عقول الشباب، فصار جمال المرأة مرتبطا بالعري والرذيلة، في حين أن أصله العفة والحشمة والحياء، واختصر بعضهم الجمال في العيون الزرقاء مع أن الشاعر يقول : ليت الذي خلق العيون السودا- خلق القلوب الخفاقات حديدا – هي نظرة عرضت فصارت في الحشا – نارا وصار لها الفؤاد وقودا، أما أطرف دراسة علمية قرأتها عن جمال الشقراوات فقد قام بها الدكتور تيري ماير المختص في علم الأعصاب بجامعة باريس، واتضح من خلالها أن الرجال يصابون بالغباء ويتصرفون بحماقة عند النظر إلى الشقراوات بينما يرتفع تركيزهم وذكاؤهم عند النظر إلى ذوات الشعر الأسود، وهو ما يفسر ربما تصرفات بعض المراهقين المهوسين بالشقراوات في الأورو.
الفهم الصحيح لفكرة التلذذ بالأورو ليس معقدا ولا موسعا ويكفي أن تشاهد ما يفعله كريستيانو وناني وأنت تقول لكم دينكم ولي ديني.

** نقلاً عن صحيفة الهداف الدولي الجزائرية
حقوق الطبع والنشر محفوظة لأصحابها