أهــل الحـديث
10-06-2012, 07:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله أصحابه أجمعين.
{قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا..}
قد يظن من يقرأ سلسلة هلموا فلنتفكّر، أننا نحط من قدر العلماء وطلبة العلم، وأننا لا نحترمهم ولا نعطيهم قدرهم.
وهذا ليس بصحيح، فإن العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم حماة الدين وحراسه، وحبهم وتوقيرهم أمرٌ لا خلاف فيه.
ولكن ليس كل العلماء على درجة واحدة، فهناك علماء جعلوا الدين مطية للوصول به إلى مطامع الدنيا، وسخّروا علمهم للدفاع عن الطواغيت، وتلبيس الحق بالباطل، وتحريف معالم الدين وثوابته، وقد تبعهم كثير من طلبة العلم والعوام.
وللحفاظ على أصول الدين وثوابته، لابدّ من كشف زيف هؤلاء الأدعياء، وإظهار حقيقتهم، وفضحهم وتفنيد شبهاتهم، ذبّاً عن الدين وذودا عن حياضه.
ولم أتطرق لذكر العلماء الصادقين الذين يسيرون على هدي السلف ويصدعون بالحق، ويتحملون المشاق وأهوال الطريق، لأن معرفة علماء السوء وكشفهم، طريق إلى معرفة العلماء الصادقين.
وبضدّها تتبين الأشياء.
وكما قال بعضهم:
عرفت الشر لا للشر ولكن لِتَـوقِّيـهِ
ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه
وقد مر معنا في الحلقة الماضية من هذه السلسلة، بيان بعض الأمور التي يقوم بها حكامنا لتطبيق مخطط الأعداء في بلادنا، فذكرنا: سرقة ثروات المسلمين وإيصالها إلى الأعداء، وإفساد دين المسلمين وأخلاقهم.
وما يتعلق بإفساد دين المسلمين وأخلاقهم ذكرنا أموراً واقعة لا ينكرها أحد ولا تخفى على أحد.
بقي أمر يتعلق بإفساد دين المسلمين وهو أمر مع ظهوره قليل من يتدبر فيه، والأكثر يعارضون.
لو نظرنا إلى واقع الحكام الجاثمين على صدر الأمة، فإننا نجد أنهم حـرصوا على توفير وتهيئة كل ما يحتاجـونه - ولو في المستقبل البعيد- لإفساد المسلمين.
فمع نشرهم للفساد الأخلاقي عبر نشر الفاحشة والرذيلة، هم يعلمون أن هناك طبقة من الشعب سوف تسلم وتنجوا من هذا الفساد، وهم في الغالب الذين يعتصمون بالدين ويتمسكون بتعاليمه، ويترفّعون عن السفاسف.
وهنا قام الحكام باستقطاب جملة من العلماء والخطباء وفتح مركز للفتوى لهم، وفتح الباب لهم جزئيا للقيام ببعض المشاريع الدعوية التي لا تمس الجانب السياسي، ولا تعارض أهواء الحكام، ولا تتعرض لمصالح الأعداء.
وهم مع ذلك يرمون لهم بين الحين والآخر شيئا من فتات الدنيا، ويقومون ببعض المشاريع الدينية لكسب ثقة العلماء ومدحهم وثنائهم، ولكي يغضوا الطرف عن جرائم الحكام.
فعين الرضى عن كل عيب كليلة وعين السُّخط تُبدي المساويا
لقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من إتيان أبواب السلاطين، لما فيه من الفتنة والركون إلى الدنيا واستساغة باطلهم.
قال صلى الله عليه وسلم: (من أتى أبواب السلاطين افتتن وما ازداد عبد من السلطان قرباً إلا ازداد من الله بعداً) رواه أحمد والترمذي وحسنه الالباني.
قال سفيان الثوري رحمه الله: إنّ فجار القرّاء اتخذوا سُلّماً إلى الدنيا فقالوا: ندخل على الأمراء نفرّج عن مكروب ونُكلّم في محبوس.
مرّ الحسن البصري رحمه الله ببعض العلماء على باب أحد السلاطين فقال: أقرحتم جباهكم وفرطحتم نعالكم وجئتم بالعلم تحملونه على رقابكم إلى أبوابهم أما إنكم لو جلستم في بيوتكم لكان خيراً لكم، تفرّقوا فرّق الله بين أعضائكم.
قال الإمام الخطابي رحمه الله في التحذير من الدخول على الحكام: ليت شعري من الذي يدخـل عليهم فلا يصدقهم على كذبهم ومن الذي يتكلم بالعـدل إذا شهد مجالسهم ومَـن الذي ينصح ومن الذي ينتصح منهم؟
وقد عاش الإمام سفيان الثوري فترة من حياته هاربا من السلطان، فلقيه أحد أصحابه وهو بمكة فقال له: يا أبا سعيد، إن الخليفة يدعوك ليكرمك ولا يريد إيذاءك.
فقال سفيان: يا فلان إني لا أخشى من عقابهم، ولكن أخشى من إكرامهم فأرى منهم المنكر فلا أستطيع أن أنكره.
إن أكثر من نراهم اليوم متصدرين للفتوى في قضايا الأمة المصيرية، هم من العلماء الذين ينتظمون في سلك الحكومات الطاغوتية، ويستظلون بسقفها، ويعملون تحت حكمها ووصايتها.
ولكي يشتهر هؤلاء العلماء بين الناس قامت الحكومات بفتح باب الدروس والدورات لهم والسماح لهم بالخروج في الفضائيات وغيرها، وأضفت عليهم الألقاب التفخيمية ككبار العلماء، والمفتين، وعلماء المسلمين، ونحوها.
ومن ثَم حصر الفتوى - خاصة ما تتعلق بأمور الأمة المصيرية كالجهاد ونحوها- في علمائهم الرسميين، الذين رضعوا من لبانهم وعرفوا أهواء الحكام فلا يُفتون بشيء يخالف أهواءهم وسياستهم.
كما قام الحكام بتكميم أفواه العلماء الصادقين ومنعهم من الدروس، ومن صدع بالحق منهم ألقوه في غياهب السجون، أو قتلوه.
وهكذا غيّب الحكام عن المسلمين صوت الحق ودعاته، حتى كادت معالم الحق أن تندرس وتضمحل لولا أن يسر الله من العلماء وشباب الإسلام من يتحمل مسؤولية العلم وكلمة الحق.
إن العلماء الذين يرتمون في أحضان الطواغيت ويبيعون الحق مقابل شيء من فتاتهم، ويُقدمون مصلحة دنياهم على مصلحة دين الأمة ودنياها، هم علماء متّهمون في دينهم ليسوا أهلا أن يؤتمنوا على كيس شعير فضلاً عن دين المسلمين وعقيدتهم.
ومع ظهور حقيقة هؤلاء العلماء من خلال ما تمر به الأمة من مصائب ونكبات، إلا أننا نجد الكثير ما زال يرجع إليهم ويثق فيهم.
ولو تدبرنا سيرة الأنبياء والعلماء الصادقين عبر التاريخ لتبين لنا من هم العلماء ومن هم الأدعياء المزيفون.
ولكي تستعيد الامة مجدها وسيادتها فلابد أن ترجع في أمور دينها ودنياها إلى أهل العلم الصادقين الذين يقدمون مصلحة الأمة على مصالحهم الشخصية ويقولون الحق ولو كان مُرّاً ولا يخشون في الله لومة لائم.
نسأل الله أن ينصر الإسلام في كل مكان ويفرج عن علمائنا الصادقين إنه سميع قريب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله أصحابه أجمعين.
{قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا..}
قد يظن من يقرأ سلسلة هلموا فلنتفكّر، أننا نحط من قدر العلماء وطلبة العلم، وأننا لا نحترمهم ولا نعطيهم قدرهم.
وهذا ليس بصحيح، فإن العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم حماة الدين وحراسه، وحبهم وتوقيرهم أمرٌ لا خلاف فيه.
ولكن ليس كل العلماء على درجة واحدة، فهناك علماء جعلوا الدين مطية للوصول به إلى مطامع الدنيا، وسخّروا علمهم للدفاع عن الطواغيت، وتلبيس الحق بالباطل، وتحريف معالم الدين وثوابته، وقد تبعهم كثير من طلبة العلم والعوام.
وللحفاظ على أصول الدين وثوابته، لابدّ من كشف زيف هؤلاء الأدعياء، وإظهار حقيقتهم، وفضحهم وتفنيد شبهاتهم، ذبّاً عن الدين وذودا عن حياضه.
ولم أتطرق لذكر العلماء الصادقين الذين يسيرون على هدي السلف ويصدعون بالحق، ويتحملون المشاق وأهوال الطريق، لأن معرفة علماء السوء وكشفهم، طريق إلى معرفة العلماء الصادقين.
وبضدّها تتبين الأشياء.
وكما قال بعضهم:
عرفت الشر لا للشر ولكن لِتَـوقِّيـهِ
ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه
وقد مر معنا في الحلقة الماضية من هذه السلسلة، بيان بعض الأمور التي يقوم بها حكامنا لتطبيق مخطط الأعداء في بلادنا، فذكرنا: سرقة ثروات المسلمين وإيصالها إلى الأعداء، وإفساد دين المسلمين وأخلاقهم.
وما يتعلق بإفساد دين المسلمين وأخلاقهم ذكرنا أموراً واقعة لا ينكرها أحد ولا تخفى على أحد.
بقي أمر يتعلق بإفساد دين المسلمين وهو أمر مع ظهوره قليل من يتدبر فيه، والأكثر يعارضون.
لو نظرنا إلى واقع الحكام الجاثمين على صدر الأمة، فإننا نجد أنهم حـرصوا على توفير وتهيئة كل ما يحتاجـونه - ولو في المستقبل البعيد- لإفساد المسلمين.
فمع نشرهم للفساد الأخلاقي عبر نشر الفاحشة والرذيلة، هم يعلمون أن هناك طبقة من الشعب سوف تسلم وتنجوا من هذا الفساد، وهم في الغالب الذين يعتصمون بالدين ويتمسكون بتعاليمه، ويترفّعون عن السفاسف.
وهنا قام الحكام باستقطاب جملة من العلماء والخطباء وفتح مركز للفتوى لهم، وفتح الباب لهم جزئيا للقيام ببعض المشاريع الدعوية التي لا تمس الجانب السياسي، ولا تعارض أهواء الحكام، ولا تتعرض لمصالح الأعداء.
وهم مع ذلك يرمون لهم بين الحين والآخر شيئا من فتات الدنيا، ويقومون ببعض المشاريع الدينية لكسب ثقة العلماء ومدحهم وثنائهم، ولكي يغضوا الطرف عن جرائم الحكام.
فعين الرضى عن كل عيب كليلة وعين السُّخط تُبدي المساويا
لقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من إتيان أبواب السلاطين، لما فيه من الفتنة والركون إلى الدنيا واستساغة باطلهم.
قال صلى الله عليه وسلم: (من أتى أبواب السلاطين افتتن وما ازداد عبد من السلطان قرباً إلا ازداد من الله بعداً) رواه أحمد والترمذي وحسنه الالباني.
قال سفيان الثوري رحمه الله: إنّ فجار القرّاء اتخذوا سُلّماً إلى الدنيا فقالوا: ندخل على الأمراء نفرّج عن مكروب ونُكلّم في محبوس.
مرّ الحسن البصري رحمه الله ببعض العلماء على باب أحد السلاطين فقال: أقرحتم جباهكم وفرطحتم نعالكم وجئتم بالعلم تحملونه على رقابكم إلى أبوابهم أما إنكم لو جلستم في بيوتكم لكان خيراً لكم، تفرّقوا فرّق الله بين أعضائكم.
قال الإمام الخطابي رحمه الله في التحذير من الدخول على الحكام: ليت شعري من الذي يدخـل عليهم فلا يصدقهم على كذبهم ومن الذي يتكلم بالعـدل إذا شهد مجالسهم ومَـن الذي ينصح ومن الذي ينتصح منهم؟
وقد عاش الإمام سفيان الثوري فترة من حياته هاربا من السلطان، فلقيه أحد أصحابه وهو بمكة فقال له: يا أبا سعيد، إن الخليفة يدعوك ليكرمك ولا يريد إيذاءك.
فقال سفيان: يا فلان إني لا أخشى من عقابهم، ولكن أخشى من إكرامهم فأرى منهم المنكر فلا أستطيع أن أنكره.
إن أكثر من نراهم اليوم متصدرين للفتوى في قضايا الأمة المصيرية، هم من العلماء الذين ينتظمون في سلك الحكومات الطاغوتية، ويستظلون بسقفها، ويعملون تحت حكمها ووصايتها.
ولكي يشتهر هؤلاء العلماء بين الناس قامت الحكومات بفتح باب الدروس والدورات لهم والسماح لهم بالخروج في الفضائيات وغيرها، وأضفت عليهم الألقاب التفخيمية ككبار العلماء، والمفتين، وعلماء المسلمين، ونحوها.
ومن ثَم حصر الفتوى - خاصة ما تتعلق بأمور الأمة المصيرية كالجهاد ونحوها- في علمائهم الرسميين، الذين رضعوا من لبانهم وعرفوا أهواء الحكام فلا يُفتون بشيء يخالف أهواءهم وسياستهم.
كما قام الحكام بتكميم أفواه العلماء الصادقين ومنعهم من الدروس، ومن صدع بالحق منهم ألقوه في غياهب السجون، أو قتلوه.
وهكذا غيّب الحكام عن المسلمين صوت الحق ودعاته، حتى كادت معالم الحق أن تندرس وتضمحل لولا أن يسر الله من العلماء وشباب الإسلام من يتحمل مسؤولية العلم وكلمة الحق.
إن العلماء الذين يرتمون في أحضان الطواغيت ويبيعون الحق مقابل شيء من فتاتهم، ويُقدمون مصلحة دنياهم على مصلحة دين الأمة ودنياها، هم علماء متّهمون في دينهم ليسوا أهلا أن يؤتمنوا على كيس شعير فضلاً عن دين المسلمين وعقيدتهم.
ومع ظهور حقيقة هؤلاء العلماء من خلال ما تمر به الأمة من مصائب ونكبات، إلا أننا نجد الكثير ما زال يرجع إليهم ويثق فيهم.
ولو تدبرنا سيرة الأنبياء والعلماء الصادقين عبر التاريخ لتبين لنا من هم العلماء ومن هم الأدعياء المزيفون.
ولكي تستعيد الامة مجدها وسيادتها فلابد أن ترجع في أمور دينها ودنياها إلى أهل العلم الصادقين الذين يقدمون مصلحة الأمة على مصالحهم الشخصية ويقولون الحق ولو كان مُرّاً ولا يخشون في الله لومة لائم.
نسأل الله أن ينصر الإسلام في كل مكان ويفرج عن علمائنا الصادقين إنه سميع قريب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.