المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة هلموا فلنتفكر (9)



أهــل الحـديث
09-06-2012, 09:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
لقد ذكرنا في الحلقة السابقة أن الصليبيين أوكلوا إلى عملائهم[حكام المسلمين] مهامّاً عديدة لينفذوها في بلاد المسلمين.
وذكرنا أن من تلك المهام:
- استخلاص ثروات بلاد المسلمين وإرسالها إلى أسيادهم الصليبيين.
- نشر الفساد الديني والأخلاقي في المجتمع المسلم.
- وأد واستئصال أي حركة دينية تتبنى الجهاد والإصلاح.
ولعلنا في عجالة نتفكّر في هذه الأمور، ولن آتي بجديد فالواقع والحقائق واضحة كالشمس في رابعة النهار، ولكن لكثرة الصوارف الشواغل قد يغفل الإنسان وقد ينسى فيحتاج إلى من يذكره وينبهه.
لقد مَنّ الله على بلاد المسلمين بالخيرات والثروات الوافرة التي لو وُجِد من الحكام من يُحسن استخدامها وصرفها في مـواضعها لكانت الدول الإسـلامية اليوم -التي أكثر من سبعين في المائة منها تعيش تحت خط الفقر – أغنى دول العالم.
ولكن لما كانت السيطرة على بلاد المسلمين من قبل أعداء الإسلام وعملائهم، سُرقت الثروات وأرسلت إلى أعداء الإسلام، ليستخدموها في إنعاش اقتصادهم، وتقوية جيوشهم، وتطوير أسلحتهم.
وقد استغل الأعداء ثروة المسلمين، واستخدمواها في قمع المسلمين وإذلالهم، وفي حربهم ضد الإسلام.
فها هي طائراتهم الحربية ودباباتهم وبارجاتهم البحرية تزود بالوقود الذي يصل إليهم من ديار المسلمين، فتدك بها بلاد المسلمين.
ولم يكتَفِ حكامنا بهذا الأمر بل زادوا على ذلك بأن فتحوا أرض المسلمين لتكون قواعد للصليبيين ينطلقون منها لحرب المسلمين.
سبحان الله واقع مرير، دين الله يحارب من أرض المسلمين، ينطلق الكفار لضرب المسلمين من أرض المسلمين.
أي ذلٍّ وعارٍ بعد هذا الذل والعار.
والحقيقة أنه ليس من الغريب ما نراه من أفعال الحكام الخونة، لأن الخائن فاقد للرجولة والشهامة والغيرة، ولكن والله العجيب والغريب، ما نراه من مواقف المسلمين وعلمائهم تجاه هؤلاء المرتزقة المأجورين الذين بلغت بهم الوقاحة وصفاقة الوجه والجرأة إلى أن يخونوا المسلمين في وضح النهار.
نعوذ بالله من قهر الرجال وشماتة الأعداء.
- أما ما يتعلق بإفساد المسلمين دينياً وأخلاقياً، فهو أيضاً أمر واضح لا غبار عليه ولا يخفى على أحد.
ولقد قال قائلهم اليهودي: كأس وغانية، تفعل في المسلمين ما لا تفعله الدبابات والطائرات.
واليوم يُطأطئ كل شريف رأسه حين يُقلب بصره في واقع المسلمين الديني والأخلاقي.
فإعلامنا ينشر الفاحشة، والرذيلة، ويسخر بالدين وأهله، ويروّج للعلمانية، ويمسخ عقيدة الولاء والبراء، ويُعظم طواغيت الكفر.
فشبابنا وفتياتنا-إلا من رحم الله- قد جعلوا من الممثلين والراقصين واللاعبين قدوة لهم.
ولا أريد أن أزيد من الأوجاع بذكر الواقع المرير، فالكل يعلم الحال، وإلى الله المشتكى.
ولكن إذا تدبرنا وتأملنا الحال وأسبابه فإننا سوف نجد أن للعلماء والخطباء وطلبة العلم دور كبير في هذا الواقع.
ولكن هل دورهم كان سلبياً أم إيجابياً؟
هذا ما سوف نتفكّر فيه في الحلقة القادمة بعون الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.