aa11
21-09-2005, 11:18 AM
صور المتطرفين، -أو من يسمون في الأوساط الاسلاموية بـ"الجهادين"-، ما أن تراها، حتى ترتد إلى نفسك لتتأمل وتفكر بهدوء قلق. تتساءل: ما الذي يدفع شبابا في مقتبل العمر إلى الموت؟ من أين أتتهم كل هذه القسوة التي جعلتهم يهجرون الأهل والأصحاب والأحباب، ويذهبون بعيدا نحو خيار يهرب منه البشر بطبيعتهم، والشباب خصوصا بنزقهم وعنفوانهم، ويختارون هادم اللذات، تاركين كل مباهج هذه الحياة الدنيا!
أجوبة كثيرة يمكن تقديمها. أسهل هذه الإجابات، أن هؤلاء الشبان، اشتروا آخرتهم بدنياهم، وفضلوا ما عند الله، لأنه خيرٌ وأبقى.
هذا التفسير الغيبي له وجاهته، ويكشف عن الجانب الروحي والنفسي المحفز، والباعث، والمسهل عليهم ركوب خيل الموت هذه. إلا أنه يأتي حلقة نهائية في سلسلة تطول من الأسباب المتداخلة والتي يردف بعضها بعضا.
الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلدان التي نما فيها هؤلاء المتطرفون، والظلم والقهر، والبطالة وضيق اليد...وغيرها، كلها صواعق تفجير، لن تكون نتيجتها إلا رفد ثقافة الموت. إلا أن ما يدعو للشك في أرجحية هذه العوامل على غيرها، هي أحداث لندن الأخيرة، والتي قام بها متطرفون إسلاميون بريطانيون من الجيلين الثاني والثالث، أي أنهم ولدوا في الغرب، وتعلموا هناك، واكتسبوا من ثقافته، وبعضهم لا يجيدون التحدث بلغاتهم الأم، إلا أنهم مع هذا، تحولوا قنابل موت، وتبدلت لديهم المفاهيم. فبريطانيا، تحولت من وطن أولي، إلى "دار كفر وحرب". وتحول المواطن البريطاني والأوروبي إلى "كفار حربيون"...ولتتغير وتنقلب كل مفاهيم الحضارة والحياة، إلى مفاهم مضادة لها تماما، لا تمت لها بصلة.
كل ذلك يحيلنا إلى الثقافة الدينية التي تشربت بها عقول هؤلاء الشبان، والكراهية العميقة المغروسة في نفوسهم عبر تربية مستمرة وبطيئة، تمارس عزلة ذهنية ونفسية وسطوة إلهية على عقول متلقنيها، وتصيرهم أدوات ينفذون ما تمليه عليهم الأيدولوجة الرافدة، دون وعي، او تساؤل، أو اعتراض.
الأيدولوجة المدمرة العابرة للقارات، باتت هي أساس كل هذا العنف. وبات من الممكن أن يكون ثري بين المتطرفين. وبات بالإمكان أن يكون دكتور جامعي تخرج من هارفورد، أو السوربون، من عتات المتطرفين، ومروجي الكراهية.
إن العيب، كل العيب في الإسلاموية المنتشرة، ودعاتها المتزمتين، وفي العقول الخاوية الجاهزة لتقبل هذه الأفكار ببلادة التلاميذ الصغار. ودون تحرير هذه العقول، لن تتحرر الشعوب من شبح الموت، حتى لو عمت الحرية والرخاء الاقتصادي العالم بأسره.
الموضوع : منقول...
أجوبة كثيرة يمكن تقديمها. أسهل هذه الإجابات، أن هؤلاء الشبان، اشتروا آخرتهم بدنياهم، وفضلوا ما عند الله، لأنه خيرٌ وأبقى.
هذا التفسير الغيبي له وجاهته، ويكشف عن الجانب الروحي والنفسي المحفز، والباعث، والمسهل عليهم ركوب خيل الموت هذه. إلا أنه يأتي حلقة نهائية في سلسلة تطول من الأسباب المتداخلة والتي يردف بعضها بعضا.
الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلدان التي نما فيها هؤلاء المتطرفون، والظلم والقهر، والبطالة وضيق اليد...وغيرها، كلها صواعق تفجير، لن تكون نتيجتها إلا رفد ثقافة الموت. إلا أن ما يدعو للشك في أرجحية هذه العوامل على غيرها، هي أحداث لندن الأخيرة، والتي قام بها متطرفون إسلاميون بريطانيون من الجيلين الثاني والثالث، أي أنهم ولدوا في الغرب، وتعلموا هناك، واكتسبوا من ثقافته، وبعضهم لا يجيدون التحدث بلغاتهم الأم، إلا أنهم مع هذا، تحولوا قنابل موت، وتبدلت لديهم المفاهيم. فبريطانيا، تحولت من وطن أولي، إلى "دار كفر وحرب". وتحول المواطن البريطاني والأوروبي إلى "كفار حربيون"...ولتتغير وتنقلب كل مفاهيم الحضارة والحياة، إلى مفاهم مضادة لها تماما، لا تمت لها بصلة.
كل ذلك يحيلنا إلى الثقافة الدينية التي تشربت بها عقول هؤلاء الشبان، والكراهية العميقة المغروسة في نفوسهم عبر تربية مستمرة وبطيئة، تمارس عزلة ذهنية ونفسية وسطوة إلهية على عقول متلقنيها، وتصيرهم أدوات ينفذون ما تمليه عليهم الأيدولوجة الرافدة، دون وعي، او تساؤل، أو اعتراض.
الأيدولوجة المدمرة العابرة للقارات، باتت هي أساس كل هذا العنف. وبات من الممكن أن يكون ثري بين المتطرفين. وبات بالإمكان أن يكون دكتور جامعي تخرج من هارفورد، أو السوربون، من عتات المتطرفين، ومروجي الكراهية.
إن العيب، كل العيب في الإسلاموية المنتشرة، ودعاتها المتزمتين، وفي العقول الخاوية الجاهزة لتقبل هذه الأفكار ببلادة التلاميذ الصغار. ودون تحرير هذه العقول، لن تتحرر الشعوب من شبح الموت، حتى لو عمت الحرية والرخاء الاقتصادي العالم بأسره.
الموضوع : منقول...