المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((( مفاهيم عقدية لا بد أن تصحح )))



أهــل الحـديث
07-06-2012, 08:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


((( مفاهيم عقدية لا بد أن تصحّح )))
شرح وتفصيل لما ذكرته في تويتر:
كان السجود لغير الله عبادة لله تبارك وتعالى، بل أمر به سبحانه، وأمره للوجوب قال جلّ وعلاه: { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا }، وكان المعاند المتمرّد على هذا الأمر الرباني كافر مستكبر: { إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين }، وقال جل وعلا عن أبوي يوسف عليه السلام: { ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا }، ثم نسخ هذا الأمر وصار السجود لله وحده لا يصرف لغيره سبحانه، وتعالى: { واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون }، وما كان كذلك يستحيل أن يكون كفرا لذاته أو شركا لذاته، فإن الله لا يأمر بالكفر ولا يأمر بالشرك ـ حشاه تبارك وتعالى ـ وهذا هو السرّ في أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سجد له معاذ حينما رجع من اليمن لم ينهره ولم يشدد عليه في المعاتبةففي سنن ابن ماجه وصحيح ابن حبان وصححه الألباني وغيره " لما قدم معاذ بن جبل من الشام سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هذا ؟ قال : يا رسول الله قدمت الشام فرأيتهم يسجدون لبطارقتهم ، وأساقفتهم فأردت أن أفعل ذلك بك قال : فلا تفعل فإني لو أمرت شيئا أن يسجد لشيء لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه."
بخلاف ما وقع من الصحابة لما خرجوا قبل هوازن لما افتتح رسول الله مكة خرج بنا معه قبل هوزان حتى مررنا على سدرة الكفار : سدرة يعكفون حولها ويدعونها ذات أنواط قلنا : يارسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( الله أكبر إنها السنن هذا كما قالت بنو اسرائيل لموسى : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال : إنكم قوم تجهلون ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إنكم لتركبن سنن من قبلكم ) " صححه الترمذي وابن حبان والألباني وغيرهم ف،ه شدد عليه ونهرهم وبين لهم عظم ما طلبوه مع أنه مجرد طلب ولم يقع منهم فعل أصلا.
والمتقرّر في علم الأصول أن النسخ يلحق الشرائع ولا يلحق العقائد، وعليه فأصل السجود ليس عبادة في حدّ ذاته، وإلا لما كان مشروعا.
وعليه: فمن الخطأ أن نجعل السجود لغير الله مكفرا لذاته، لأنه يلزم منه أن الله شرع الكفر وشرع الشرك وهل هناك قدح وطعن في الدين أكبر من هذا
وتوجيه ذلك أن يقال والعلم عند الله:
أن السجود قد يكون عبادة وقد يكون سجود احترام وتعظيم، فإن كان بقصد التقرب والتذلل والخضوع فهذا عبادة وصرفه لغير الله شرك وكفر أكبر مخرج من الملة، وما كان بقصد الاحترام والتقدير واالتعظيم فهذا منكر من الفعل في شريعتنا خاصة، وقد يصل إلى درجة الكبيرة؛ لكن ليس كفرا لأنه كان مشروعا في شريعة من قبلنا، وما كان مشروعا في وقت ما لا يحق بل يستحيل أن يكون كفرا وشركا لذاته.
ذكرت هذه الخاطرة لشيخنا حفظه الله تعالى العلامة المحدث الشريف حاتم بن عارف العوني في مجلس أمس الأربعاء في بيته، وهو يتلكم عن نكاح المتعة بمثل ما قلته في السجود وأنه كان حلالا ثم حرم ثم أحل ثم بعد ذلك حرّم عام الفتح وهذا ما نص عليه الأئمة كابن القيم في الهدي وغيره، لا يصح أن يقال فيه إنه زنا، لأن الزنا لا يشرعه الله تبارك وتعالى، فقال مضيفا على ما ذكرته في المجلس:
بل الضابط في ذلك أن يقال:
إذا كان السجود على أن المسجود له له خصائص الربوبية من الملك والخلق والتدبير فهذا سجود عبادة وحينها يكون كفرا وشركا أكبر، وما لم يكن كذلك فليس كفرا ولا شركا وإن كان فعلا محرما يجب إنكاره وبيان حكمه لفاعله، لكن لا بد من الاستفصال من الفاعل قبل كل شيء.
زاد أخونا الأستاذ أبسال وهو يريد أن يؤكد أن أصل السجود ليس بكفر لذاته فقال: قال الله تعالى: { ولا يرضى لعباده الكفر }
يريد حفظه الله وما دام الله لا يرضى لعباده الكفر يستحيل أن يكون قد أمر بالكفر في قوله { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا }،
والله تعالى أعلم
وكتب:
أبو وائل حسّان بن حسين آل شعبان
مكة المكرمة 17 رجب 1433هـ