المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إمتيازات الزمن الجميل .. ميليشيا هولندا 88 !!



عميد اتحادي
07-06-2012, 06:50 PM
<div>
إمتيازات الزمن الجميل .. ميليشيا هولندا 88 !!

http://daralaujam.com/upload/pic/1431/01/daralaujam_34506070.jpg (http://daralaujam.com/upload/pic/1431/01/daralaujam_34506070.jpg)

كرة القدم العالمية تمزج بين الإسلوب اللاتيني .. والإفريقي والأسيوي , وبالتأكيد يطغى في النهاية الطابع الأوروبي .. هذا ما نحظى به في مونديال العالم في كل أربعة سنوات .. نشاهد البرازيل والأرجنتين مع غانا وساحل العاج .. أيضا التنين الكوري والكمبيوتر الياباني , لكن في النهاية مصيرهم محدد بين أيادي كتائب اوروبا العريقة .. ولإن هذه السطوة بدأت تتزايد , فـ من الطبيعي ان ينتظر الجميع بطولة امم اوروبا ..

بطولة اليورو لطالما كانت محط إهتمام كبير للمتابعين .. فقط في هذه المسابقة , تتاح الفرصة للمنتخبات الشرق أوروبية لتبرز ما تملك من مواهب وإمكانيات .. والمتعة لا تكون حصرية لفريق او إثنين , والمستوى الفني يضرب معايير القوة في كل مرة .. حتى وإن فشل البعض بالمشاركة في هذه البطولة مهما كان إسمه وتاريخه , فـ التعويض يكون حاضرا مباشرة .. وهذا ما نستميت لرؤيته في هذه النسخة من أراضي بولندا وأوكرانيا .. ولنملئ ونشغل فراغ الإنتظار بالتحدث عن احد ركائز أوروبا والعالم ..

http://rensmaas.eu/oranje/ek883.jpg (http://rensmaas.eu/oranje/ek883.jpg)

لا يملكون خزائن مليئة بالبطولات .. ولا يملكون حتى ولو نجمة واحدة بين كبار المونديال , لكن عندما نتحدث عن هولندا فبإمكاننا غض النظر عما سبق .. فقط لإنهم ملوك الكرة الشاملة , وما حال بينهم وبين إستمرارهم بالتواجد في أعلى منصات التتويج هو الحظ السيء الذي لم أرى ولم أبصر مثله ابدا .. يمتلكون القدرات الفنية والرصيد البشري العالي .. والعقلية القيادية على الدكة وفي أرض الميدان , ولا ينقصهم شيء عن الطليان أو الألمان .. لكن كرة القدم ضربت بكل هذا عُرض الحائط بدون مبالاة , ولم تتوج عطائاتهم اللا محدودة .. ولهذا السبب أتحدث عن الحظ السيء الذي يعاني منه الطواحين ..

لكن قبل 24 سنة بالتمام والكمال .. عندما إستضافت ألمانيا الغربية بكل شرف هذا الكرنفال الكروي , ولدت الإسطورة الهولندية وظهرت بشكليتها المثالية ضد كبار القارة في تلك الفترة .. وعندما حضر إسم المنتخب في اللائحة النهائية المشاركة في امم اوروبا , قال الجميع انهم لم يحظروا إلا ليبرزوا لاعبينهم الشباب لكي ترتفع أرقامهم في السوق .. كان إتهام صريح وعلني للمدرب ميلز , قالوا الكثير عن أن الفرنسيين كانوا يستحقون التواجد عوضا عن البرتقاليين .. وماذا كان رد الطواحين في ذلك الوقت ؟

http://www.uefa.com/MultimediaFiles/Photo/competitions/DomesticLeague/01/59/95/99/1599599_w3.jpg (http://www.uefa.com/MultimediaFiles/Photo/competitions/DomesticLeague/01/59/95/99/1599599_w3.jpg)

كان الرد مدويا وقاضيا .. لم يخضعوا لمعايير العراقة التاريخية , ولم يستطع الكبار مصادرة طموحهم .. بل العكس تماما هو ما حدث .. وبدأت الميليشيا الهولندية خطواتها بتشكيلة ضمت الكثير من اللاعبين المميزين والملفتين للنظر , رغم ان نظرات العالم تجاه شموليتهم كانت معدومة .. كومان , أرنولد و ريكارد وخوليت .. كانوا سلاح ميلز السري والفعال , ولم يشمل فان باستن مخطط المدير الفني للخلاف الذي كان بينهم حينها .. كانت مجرد ردة فعل طفولية من ميلز ولم تكن إلا حالة مؤقتة بعد التعنيف الإعلامي والجماهيري الذي تلقاه المدرب ممن يقدرون موهبة اللاعب ماركو فان باستن ..

وبعد الخسارة الإفتتاحية ضد الإتحاد السوفيتي , ظن الجميع أن إنتقاد المدرب على خياراته العناصرية كان متأخرا وأن المشؤوم سوف يحدث .. إنتهت مباراة واحدة بالخسارة بهدف دون مقابل , وكان الإستفزازي فازيلي راتس هو من وضع البصمة .. مازال الامل قائما ؟ جدوليا كانت الأمور متروكة للطواحين وكان بإمكانهم الإعتماد على أنفسهم دون طلب المساندة من الخصوم الأخرين في تلك المجموعة .. كانت بداية سيئة من الهولنديين نتيجة ومستوى .. وكانت قد تتسبب بالخروج المباشر ..

http://cdn.bleacherreport.net/images_root/slides/photos/000/120/520/RackMultipart.7696.0_display_image.jpg?1259712487 (http://cdn.bleacherreport.net/images_root/slides/photos/000/120/520/RackMultipart.7696.0_display_image.jpg?1259712487)

تلاشى كبرياء ميلز بعد إفتقاده للحلول في المستطيل الأخضر .. وقرر إعادة لاعب ميلان فان باستن الى التشكيلة الأساسية .. وكان قراره موفقا ومنطقيا , في المباراة الثانية في ذلك الدور الحاسم .. كان قد تم إعلان المواجهة ضد الأسد الأنجليزي .. لم يكن بالخصم السهل ولم ينال الطواحين الترشيحات الكافية للمرور الى المرحلة التالية , كان قد تم تسليمهم 90 دقيقة ليكشفوا هويتهم وليحددوا مستقبل الكرة الشاملة .. ماذا حدث ؟ ببساطة فجر ماركو شباك الإنجليز بهاتريك في أولى مبارياته الدولية بطابع رسمي !! ثلاثة اهداف مقابل هدف , وكان الرد المثالي من المهاجم الفتاك ضد منتقدي إستدعائه وضد مدربه بصيغة شخصية .. في ليلة وضحاها إرتفع مؤشر قدرة الهولنديين ونالوا إستحسان الجميع ..

هذا الجيل التاريخي للطواحين كان يعاني من خطوطه الدفاعية .. لم يكن يساورهم القلق من هجومهم في تواجد خوليت وباستن , ولهذا قرر ميلز في تلك المناسبة إعادة توظيف فرانك ريكارد ليتولى خانة الظهير الأيمن مع مساندة لاعبي الوسط من جهته .. كان صاحب دور إزدواجي ومهم لفريقه ..

وبهذه الطريقة أصبح ريكارد أحد الحلول الإيجابية للمدرب قبيل المباراة الثالثة والأهم لحسم التأهل .. ترك العنجهية وأعاد صياغة فريقه وتدارك نفسه ليكون مؤثرا عوضا عن مهاجمة لاعبيه .. هذا هو التغيير الذي حدث لعقلية المدرب ميلز .. والذي بسببه أصبح مفعول الروح الجماعية يسري في عروق فريقه , وهذا التكاتف الذي حصل أحد اسباب بزوغ هذا الفجر الجديد في سماء الكرة الأوروبية ..

http://cdn.worldcupblog.org/netherlands.worldcupblog.org/files/2011/11/oranje1988.jpg (http://cdn.worldcupblog.org/netherlands.worldcupblog.org/files/2011/11/oranje1988.jpg)

في الثامن عشر من يونيو .. وفي استاد باركستاديون , حضر ما يفوق الـ 60 ألف مشجع لمتابعة مباراة فاصلة بين العملاق الإيرلندي والهولندي .. إيرلندا حجر عاثر في طريق الجميع , وكانت لا تعرف الخسارة في تلك الفترة بشكل كافي ليتم إحتسابها كـ خصم متكامل .. الطواحين كانوا فخورين بما قدموه في ضد الأسود الثلاثة في المباراة الماضية , لكن طموحهم لا حدود لها ويريدون أن يثبتوا بأنهم يستحقون التواجد في دائرة الكبار .. التضحية كانت موجودة , ولم ينقصهم أي شيء ليغلبوا الإيرش ..

الطواحين دخلت اللقاء بفرصة الفوز ولا غيره لحجز بطاقة العبور للمراحل النهائية .. بعكس الخصم الذي كان يمتلك فرصتي الفوز أو التعادل للمرور .. معضلة أمام البرتقاليين , و كان التوتر حاضرا !!

إنطلقت صافرة الحكم النمساوي .. المباراة تعايشت مع أجواء جماهيرية فريدة من نوعها , فريقين بحجم ايرلندا وهولندا كانوا إغراء كافي لحضور جميع متذوقي المتعة الكروية .. لكنهم حصلوا على شوط أول متواضع الأداء ولم يبلغ الذروة الكافية .. كان القلق يساور ميلز في غرفة الملابس بين الشوطين , وجه لاعبيه وعلق أماله على عاتق فان باستن لينهض بالطواحين مجددا .. عاد اللاعبين الى الملعب وإنطلق شوط ثاني بحماس وإندفاع من الخصم بطريقة غير متوقعة !! الأيرلنديين يضربون دفاع هولندا !!

بكل قسوة كان إنجراف مستغرب من الأيرش .. الجميع كان يتوقع العكس تماما , مضت الدقائق واحدة تلو الأخرى .. وتخللتها حوادث تسلسلية من الخضر ضد فان باستن , ضرب متعمد دون تدخل للحكم النمساوي .. الإحتجاجات كانت تصدع من الجماهير ليلتفت القاضي حول ما يتم إعتماده ضد ماركو ..

لا حياة لمن تنادي .. صرخ ماركو من الألم الذي كان يحاصره في ركبته اليمنى , فـ داهم الخوف والقلق المدرب ولم يرد المجازفة بمستقبل هذه الموهبة فـ أحدث التغيير بخروج باستن ودخول ويليم كيفت , ومع مرور الدقائق أصبح موقف الهولنديين محرج وحاولوا بشتى الطرق .. حتى أعلنت الدقيقة الـ 81 عن هدف قاتل للبديل كيفت .. وإلتقط الجميع أنفاسهم , خصيصا الكابيتانو رود خوليت صاحب الدور الحساس في خلق التوازن في المنتصف والربط بين الهجوم والوسط .. الحكم يعلن صافرة النهاية !!

هولندا تصل للأدوار الحاسمة والنهائية من هذه البطولة .. السعادة لا توصف , من كان يتوقع ان يُقصى الأسود الثلاثة والأيرش من أمام الطواحين ؟ لا احد .. وهذا ليس إلا مجرد إثبات بأن التوقعات دائما تخطئ في بطولة مليئة بالمفاجأت والتغييرات الكبيرة .. هذه هي أوروبا وأهلا بك بجحيمها ..

http://u.goal.com/153800/153887hp2.jpg (http://u.goal.com/153800/153887hp2.jpg)

السيمي فاينل .. المرحلة التي تفصل بين الحلم والواقع , ألمانيا الغربية تعود لمواجهة هولندا من جديد بعد ان تلقى الأخير خسارتين من المكائن الألمانية .. إحدهما كانت في نهائي مونديال 74 , ولهذا السبب إتضح للجميع ان المباراة ستكون ذات طابع إنتقامي بحت .. دق ناقوس الخطر في مجالس الألمان , فـ ما شاهدوه تباعا كان دليل كافي بأنهم لا يستطيعوا إئتمان السجل التاريخي الذي لن يكون عاملا إيجابيا في الميدان .. رد الدين كان واجب للطواحين , وهذه كانت مهمتهم التي أعلنها الشارع الهولندي ..

تم تحديد الواحد والعشرين من يونيو كتاريخ لإنطلاق هذه المجزرة الكروية بين إثنين من الأعداء التاريخين .. عامل الخبرة كان يمتاز الألمان به , لكن من جهة أخرى هولندا تمتلك فريق سريع وجماعي وكانت مشكلته الكبرى هو ضعف القامة والهيكل البدني لأغلب لاعبيه .. وهذه النقطة التي كان يخشاها ميلز من خصمه الذي كان عبارة عن دبابات بشرية ضخمة !! .. لكن في النهاية نحن نتحدث عن كرة قدم لا ملاكمة .. ولإن المهارة تتوالد مع الموهبة , فنال الطواحين نصيبهم من الترشيحات نظرا الى ما قدموه في اللقائات السابقة .. ألمانيا 65 - 35 هولندا تقريبا هي النسبة التي توقعها الكثيرين ..

http://images.scribblelive.com/2011/12/2/f8fc1b4e-6e02-4614-bfce-b63a337e3730_500.jpg (http://images.scribblelive.com/2011/12/2/f8fc1b4e-6e02-4614-bfce-b63a337e3730_500.jpg)

بوووم !! كتيبة هولندا تطيح بأحفاد هتلر من نصف النهائي بهدفين دون مقابل .. لقاء كلاسيكي 100% , الإثارة كانت حاضرة وتفعيل المتعة كان موجودا .. مباراة من عبق التاريخ ببساطة وعبرها إنتقلت هولندا من الجانب المظلم .. لتصبح العدسات موجهة نحوها وليسلط الضوء على هذه الفرقة التي قامت بالمستحيل رغم انه تبقت مباراة لتتويج كل هذا العطاء .. انتهت المباراة وكالعادة باستن وضع بصمته بتسجيله للهدف الذي أصاب الخصم بمقتل في الدقيقة الـ 87 .. أبطال الدقائق الأخيرة , هذا ما لُقب به الطواحين والتي كان يرتسمه كل عنوان من الصحف العالمية .. ميليشيا هولندا تسير نحو اللقب ..

لم يكن اللاعبين بأنفسهم يصدقوا بأن خطوة واحدة فقط تفصلهم عن معانقة الكأس الغالية .. صانعي الفرحة كانوا ملتزمين بعدم المبالغة في الإحتفالات لإن هدفهم كان محددا , وهو نيل البطولة لأول مرة في تاريخ هذه البلد .. ومن جهة أخرى كانوا ينتظرون مباراة إيطاليا x الإتحاد السوفييتي .. وكانوا ينتظرون خصمهم في نهائي ميونخ .. وفجأة حصل ماهو غير متوقع !! السوفييت يتسلقون الطليان للوصول الى الفايل !! .. كانت شبه خيبة أمل للطواحين , لإنه بعد التصريحات التي عبر بها المدرب والعناصر عن أملهم بالمشاركة ضد إيطاليا ليكون النهائي الحلم والتاريخي لكل المشاهدين ..

لكن كان لهم ما أرادوا .. رغم خروج إيطاليا إلا ان الجميع سيتذكر ما حصل في الإستاد الأولمبي في ميونخ .. لإنها كانت اللحظة الدراماتيكية .. واللحظة التي ذهل منها الجميع , نحن نتحدث عن هدف ..

http://sin.stb.s-msn.com/i/72/D5A2F04146E74741193F68867AE74.jpg (http://sin.stb.s-msn.com/i/72/D5A2F04146E74741193F68867AE74.jpg)

لماذا لا يتحدث الكثيرين عن هدف راؤول ضد ليفركوزن في نهائي دوري الأبطال 2002 ؟ رغم انه كان ذو أهمية قصوى بتعديل النتيجة للميرنغي ؟ بكل تأكيد لإن زيدان سجل هدفا لن نشاهد مثله .. وهذا ما حصل تماما في نهائي امم اوروبا 88 .. رود خوليت برأسية قوية وضع الطواحين في المقدمة ضد الإتحاد السوفييتي في ذلك النهائي .. الجماهير تهتف بإقتراب اللحظة التاريخية والتي ستضع هولندا في المقدمة ليحفروا اسمائهم ضمن كبار القارة .. الوقت يمر والإحتفالات بالتقدم امام الألمان مستمرة ..

لكن قبل نهاية المباراة قام أفضل لاعب في تاريخ اللعبة بتسجيل هدف أصبح ماركة حصرية له فقط .. من الزاوية المستحيلة وبكل ما تملكه قدمه اليمنى من قوة قذف فان باستن الكرة ليسجل هدف إعجازي تزامنت به الدقة والبراعة ليمزق شباك أحد افضل حراس اوروبا بتلك الفترة رينات داساييف ..

عندما عانقت الكرة الشباك , نظر الهولنديين الى بعضهم البعض لعدة ثواني .. حالهم كحال الحارس الروسي .. مندهشين مما حصل , مندهشين من تلك الركلة .. مندهشين من هذه البداية المثالية للشوط الثاني الختامي لتلك الرواية الخرافية .. حقا ان كرة القدم عالم خيالي تتفاعل معه بنشوة هائلة !!

http://up2.smawi.net/uploads/images/Smawi_ca0f9bcec3.jpg (http://up2.smawi.net/uploads/images/Smawi_ca0f9bcec3.jpg)

الطواحين الهولندية أبطال الكأس الأوروبية لموسم 1988 .. ثالوث برمودا الميلانيستي قام بالمستحيل عندما حمل المنتخب على أكتافه بمساندة رفقائهم .. ما لم يستطع فعله يوهان كرويف , حققه فان باستن صاحب اللمسة الأخيرة المثالية .. هذه اللحظات هي التي تعزز من سعادتنا في كل مرة نتلهف بها لمشاهدة كرنفال اوروبا أو كما تسمى بطولة اليورو .. ولم تخذلنا قواعد هذه البطولة في أي مرة , لهذا نتمنى بكل أمل ان تستمر المتعة والفرجة لهذه العام .. سنة 2012 في بولندا وأوكرانيا ..