المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة هلموا فلنتفكر (8)



أهــل الحـديث
07-06-2012, 03:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتفرّد بالبقاء، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء، وعلى آله وأصحابه الأتقياء.
{قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثمّ تتفكروا..}
عندما قام الصليبيون بإسقاط الخلافة العثمانية، عجزوا وتَخوّفوا من الاحتلال المباشر للدولة الإسلامية لأنهم علموا من خلال تاريخ الصراع بينهم وبين المسلمين، أنّ المسلمين لا يرضون بالاحتلال وسوف يقاومونه بشدّة ولو ذهب في سبيل ذلك الأنفس والمهج.
عند ذلك حرصوا على أمور عدّة يضمنوا من خلالها سيطرتهم على البلاد بشكل غير مباشر، وإمكانية الهجوم والاحتلال المباشر إذا رأوا بوادر التمرّد والخروج عن سلطتهم.
فكان من تلك الخطط:
تفكيك الدولة الإسلامية إلى دويلات متفرقة، يُنصّبون في كل دولة حاكماً يدين لهم بالولاء والطاعة، ويقوم بتنفيذ مخططاتهم على الوجه المطلوب.
فرسموا حدوداً وهمية ليقطعوا بها الدولة الواحدة إلى دويلات، ووضعوا لكل دولة اسماً يميزها عن غيرها.
ولنزع الأخوة الإيمانية والولاء الديني، قاموا بترسيخ العصبية الوطنية القومية والترابية في نفوس المسلمين من خلال العلم الوطني، واليوم الوطني، والنشيد الوطني، ومن خلال الجنسية وبطاقة الانتماء للوطن.
إن الصليبيين مع كونهم وضعوا حكاماً موالين لهم، إلا أنهم وتَحسّباً لأي خطر يُنذر بالخروج عن طاعتهم قاموا بترسيخ هذه الأمور، وذلك أنهم إذا رأوا بوادر التمرد على سلطانهم قاموا بغزوا تلك الدولة وأمروا عملاءهم بمنع المسلمين من مساعدة إخوانهم بحجة انها دولة مستقلة ولا يصلح لنا التدخل في شؤونها.
ولذر الرماد في العيون وستر سوأة عملائهم حتى لا تنكشف حقائقهم قاموا بإنشاء هيئة الأمم المتحدة، وأدخلوا هؤلاء العملاء في مواثيقهم وأحكامهم الطاغوتية، لكي يجد العملاء مبرراً لهم في خذلانهم للمسلمين وذلك بدعوى الامتثال للعهود وعدم نقض المواثيق.
وها أنت اليوم ترى ويرى العالم كله، أمريكا ودول الصليب والشيوعية وغيرهم من ملل الكفر يغزون ديار المسلمين ويسفكون الدماء وينتهكون الأعراض، والدول التي بجوارهم يلعبون ويرقصون وإذا قام بعض أهل الغيرة والنخوة الحمية الدينية لينصروا إخوانهم قمعهم الحكام وزجوا بهم في غياهب السجون.
فإذا وثب ضمير المسلمين وهبّت عزائمهم وخشي الحكام من ثورة عارمة وسيل جارف من الغضب الإسلامي قاموا بإخراج علماء السوء الذين ظلوا يعلفون من فتات الطواغيت، فاستنكروا الجهاد وقاموا بتخدير الأمة وبث روح الانهزام في نفوس المسلمين.
إن عالمنا الإسلامي من خلال دويلاته الممزقة هو عالم محتلّ مستعمرٌ وإن كانت كل دولة تقيم سنويا احتفال الاستقلال واليوم الوطني.
لقد أوكل الصليبيون إلى حكامنا مهامّاً متعدّدة مقابل بقائهم على كرسي الحكم وحمايتهم.
وكان من أهم تلك المهام:
أولاً: تأمين الثروات وإيصالها إليهم.
ثانيا: إفساد المسلمين دينيا وخلقيا.
ثالثا: وأد أي حركة إسلامية إصلاحية جهادية.
ولقد قام الحكام بوظيفتهم وأدوا المطلوب منهم، ولكن تختلف آثار ما يقومون به على حسب أهل البلاد من حيث قربهم وبعدهم عن الدين، ففي بعض البلاد بلغ الفساد ذروته، وفي بعضها ما زال الحكام يحاولون بطرق شتى، حتى يصلوا إلى مبتغاهم ويؤدوا الواجب الذي عليهم، وهم في تنافس شديد لتقديم الولاء والطاعة لأمريكا والصليبيين.
وللقيام بما أمروا به اتخذ حكامنا سبلا شتى لتنفيذ مخطط الأعداء .
وهذا ما سوف نتكلم عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.