تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ترجيح معنى القول الختلف في سورة الذاريات



أهــل الحـديث
06-06-2012, 06:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ترجيح معنى القول المختلف في سورة الذاريات
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي سامي التميمي و جزاك الله خيرا .
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷
قبل الحكم على تفسير الشيخ المغامسي حفظه الله و جزاه الله خير الجزاء و بارك الله في جهوده الطيبة لخدمة كتاب الله العزيز ، لابد من استعراض أقوال العلماء في تفسير الآية الكريمة وما سبقها من آيات حتى يكون القارئ على إلمام بالموضوع من جميع جوانبه ثم يأتي الترجيح بعد ذلك للرأي الأقوى و ذلك من خلال قرائن من نفس السورة الكريمة ومن سور أخرى في نفس سياق السورة .
و الله المستعان ، رب يسر و و فق آمين .
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
قال الامام ابن كثير
{وَٱلذَّٰرِيَـٰتِ ذَرْوًا} قال علي رضي الله عنه، الريح،
قال: {فَٱلْحَـٰمِلَـٰتِ وِقْرًا} قال رضي الله عنه: السحاب،
قال: {فَٱلْجَـٰرِيَـٰتِ يُسْرًا} قال رضي الله عنه: السفن،
قال: {فَٱلْمُقَسِّمَـٰتِ أَمْرًا} قال رضي الله عنهالملائكة.
وهذا قسم من الله عز وجل على وقوع المعاد، ولهذا قال تعالى:
{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَـادِقٌ} أي لخبر صدق {وَإِنَّ ٱلدِّينَ} وهو الحساب {لَوَٰقِعٌ} أي لكائن لا محالة.
ثم قال تعالى: {وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ} قال ابن عباس رضي الله عنهما:
ذات الجمال والبهاء والحسن والاستواء،
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷
وقوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَفِى قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ} أي إنكم أيها المشركون المكذبون للرسل لفي قول مختلف مضطرب لا يلتئم ولا يجتمع، وقال قتادة: إنكم لفي قول مختلف ما بين مصدق بالقرآن ومكذب به. {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} أي إنما يروج على من هو ضال في نفسه، لأنه قول باطل إنما ينقاد له ويضل بسببه، ويؤفك عنه من هو مأفوك ضال غمر لافهم له.
كما قال تعالى: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَـٰتِنِينَ * إِلا مَنْ هُوَ صَالِ ٱلْجَحِيمِ}
قال ابن عباس رضي الله عنهما والسدي {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} يضل عنه من ضل.
وقال مجاهد {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} يؤفن عنه من أفن، وقال الحسن البصري: يصرف عن هذا القرآن من كذب به.
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
وقوله تعالى: {قُتِلَ ٱلْخَرَّٰصُونَ} قال مجاهد: الكذابون، قال: وهي مثل التي في عبس {قُتِلَ ٱلانسَـٰنُ} والخراصون الذين يقولون لا نبعث ولا يوقنون. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ * قُتِلَ ٱلْخَرَّٰصُونَ} أي لعن المرتابون. وهكذا كان معاذ رضي الله عنه يقول في خطبته. هلك المرتابون. وقال قتادة: الخراصون أهل الغرة والظنون. وقوله تبارك وتعالى: {ٱلَّذِينَ هُمْ فِى غَمْرَةٍ سَـاهُونَ} قال ابن عباس رضي الله عنهما وغير واحد في الكفر والشك غافلون لاهون {يَسْـَٔلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ} وإنما يقولون هذا تكذيباً وعناداً وشكاً واستبعاداً، قال الله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ} قال ابن عباس ومجاهد والحسن وغير واحد يفتنون يعذبون. قال مجاهد كما يفتن الذهب على النار، وقال جماعة آخرون كمجاهد أيضاً وعكرمة وإبراهيم النخعي وزيد بن أسلم وسفيان الثوري: يفتنون يحرقون {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} قال مجاهد: حريقكم، وقال غيره: عذابكم {هَـٰذَا ٱلَّذِى كُنتُم بِهِۦ تَسْتَعْجِلُونَ} أي يقال لهم ذلك تقريعاً وتوبيخاً وتحقيراً وتصغيراً، والله أعلم.
تفسير ابن كثير 7 /386
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
قال الامام القرطبي
وروى الحرث عن علي رضي الله عنه {وَٱلذَّٰرِيَـٰتِ ذَرْوًا} قال: الرياح
{فَٱلْحَـٰمِلَـٰتِ وِقْرًا} قال: السحاب تحمل الماء كما تحمل ذوات الأربع الوقر
{فَٱلْجَـٰرِيَـٰتِ يُسْرًا} قال: السفن موقرة
{فَٱلْمُقَسِّمَـٰتِ أَمْرًا} قال: الملائكة تأتي بأمر مختلف؛ جبريل بالغلظة، وميكائيل صاحب الرحمة، وملك الموت يأتي بالموت. وقال الفراء: وقيل تأتي بأمر مختلف من الخِصب والجَدْب والمطر والموت والحوادث.
ثم قيل: «وَالذَّارِيَاتِ» وما بعده أقسام، وإذا أقسم الرب بشيء أثبت له شرفاً.
وقيل: المعنى ورب الذارياتِ،
والجواب (أي جواب القسم ){إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَـادِقٌ}
أي الذي توعدونه من الخير والشر والثواب والعقاب {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَـادِقٌ} لا كذب فيه؛ ومعنى «لَصَادِقٌ» لصدق؛ وقع الاسم موقع المصدر. {وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٰقِعٌ} يعني: الجزاء نازل بكم.
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷
ثم ابتدأ قسماً آخر فقال: {وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ * إِنَّكُمْ لَفِى قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ}
قوله تعالى: {وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ} قيل: المراد بالسماء هاهنا السُّحُب التي تظل الأرض. وقيل: السماء المرفوعة.
وفي «الْحُبُكِ» أقوال سبعة: الأول قال ابن عباس وقتادة ومجاهد والربيع: ذات الخَلق الحسن المستوي.
(ثم ذكر الأقوال السبعة ) المهم أن القول الأرجح هو القول الأول .
قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَفِى قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ} هذا جواب القسم الذي هو «والسَّمَاءِ»
أي إنكم يا أهل مكة «فِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ»
في محمد والقرآن فمن مصدّق ومكذّب. وقيل: نزلت في المقتسمين. وقيل: اختلافهم قولهم ساحر بل شاعر بل افتراه بل هو مجنون بل هو كاهن بل هو أساطير الأوّلين. وقيل: اختلافهم أن منهم من نفى الحشر ومنهم من شك فيه. وقيل: المراد عبدة الأوثان والأصنام يقرون بأن الله خالقهم ويعبدون غيره.
قوله تعالى: {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ}
أي يصرف عن الإيمان بمحمد والقرآن من صُرِف؛ عن الحسن وغيره. وقيل: المعنى يُصرَف عن الإيمان من أراده بقولهم هو سحر وكهانة وأساطير الأوّلين. وقيل: المعنى يُصرَف عن ذلك الاختلاف مَن عصمه الله. أَفَكَه يَأْفِكُه أَفْكاً أي قلبه وصرفه عن الشيء؛ ومنه قوله تعالى: {قَالُوۤا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ ءَالِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} . وقال مجاهد: معنى «يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ» يُؤفَن عنه من أُفِن، والأَفْنَ فساد العقل. الزمخشري: وقرىء «يُؤْفَنُ عَنْهُ مَنْ أُفِنَ» أي يحرمه من حرم؛ من أَفَن الضَّرْعَ إذا أنكهه حَلْباً. وقال قُطْرُب: يُخدَع عنه من خُدِع. وقال اليزيدي: يُدفَع عنه من دُفِع. والمعنى واحد وكله راجع إلى معنى الصرف.
تفسير القرطبي 17 /22
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷
و للحديث بقية إن شاء الله تعالى