المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تساقط الرؤساء من دلائل النبوة



أهــل الحـديث
06-06-2012, 06:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ وَكَانَتْ لا تُسْبَقُ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ فَسَبَقَهَا، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَقَالُوا سُبِقَتْ الْعَضْبَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا إِلاّ وَضَعَهُ" رواه البخاري وغيره.
هذه الناقة العضباء كان الناس يظنون أنها لاتسبق لما رأوا من سرعتها وكفاءتها في مواطن عديدة يضاف إلى ذلك أنها ناقة النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن ناقة أعرابي مجهول سبقتها. لا ندري من هذا الأعرابي ولاندري لم جاء ولا من أين جاء لكنه علمنا درسا بليغا في ترك التعلق بالدنيا وزخرفها.
لقد كان وقع ذلك السبق شديدا على أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم. فأجابهم النبي، صلى الله عليه وسلم، جوابا عجيبا أحسبه من دلائل نبوته وهو أن هذا كله من شأن الدنيا وكل ما في الدنيا أو لأجل الدنيا فلا بد أن يزول.
كل شيء في التاريخ والجغرافيا يدل على صدق هذه العبارة النبوية المعجزة. لقد رأينا في حياتنا كثيرا من المشاهير تحولوا إلى أحاديث وذهب عنهم وهج الشهرة وطواهم النسيان وأصبحوا في كثير من الأحيان حديثا للاعتبار.
خذ مثلا الرياضيين من الملاكمين كمحمد علي كلاي الذي كان يقول أنا الأعظم أصبح مريضا يرتعش وكثير غيره من الرياضيين والفنانين. خذ من السياسيين رئيس أمريكا رونالد ريغن الذي كان سباقا لما سمي بحرب النجوم أصيب في آخر حياته بالزهايمر وأصبح في أسوأ حال.
سفينة التيتانك التي قال مالكها إنها صممت لتقاوم المستحيل ابتلعتها مياه البحر فأصبحت في ظلمات يغشاها موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض.
سفينة الفضاء الأمريكية تشالنجر (التحدي، ولاندري تتحدى من) انفجرت بعيد إقلاعها بقليل وتحولت إلى كتلة من النار وسط ذهول أهل الدنيا الذين كانوا يتطاولون بها على العباد.
الاتحاد السوفيتي وكيف تحول إلى دول جائعة ينتشر فيها البؤس من كل جانب بعد أن كانت مرهوبة الجانب يحسب لها العالم ألف حساب. وقبلهم الفرس والروم وغيرهم كبريطانيا وفرنسا.
رؤساؤنا الذين كانت أنباؤهم تقرع أسماعنا صباح مساء وكانت تنشد لهم الأناشيد والأغاني ويسمى بأسمائهم كل شيء من الأطفال إلى الجسور إلى المدارس إلى المساجد إلى المطارات إلى المدن تحولوا بين عشية وضحاها إلى قتيل وأسير وشريد.
حتى الأبنية الشاهقة التي كانت تنطح السحاب ذهبت والجبال الشاهقة سوف تزول: فففوَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا، فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا، لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًاققق
حتى الشمس الهائلة بضوئها الساطع سوف تزول والقمر والنجوم كذلك: فففإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْققق
ولهذا قال الله تعالى في شأن الدنيا: فففكَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًاققق
ولايبقى إلا العمل الصالح وما كان لله: فففوَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِققق
والله أعلم