المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( 2) ألا و إن كل بدعة ضلالة



أهــل الحـديث
06-06-2012, 01:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثير وأشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجعلنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وأشهد أن الصحابة رضوان الله عليهم كلهم عدول وأنهم خير هذه الأمه منزلة وأكرمهم فضلا اختارهم المولى عز وجل لنصرت دينه ونبيه فكان هؤلاء العظماء رضوان الله عليهم دروعا لهذا الدين العظيم والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولا ينكر فضلهم وخيريتهم إلا منافق زنديق فجزا الله الصحابة خير الجزاء وأجزل في مثوبتهم
أما بعد
إن أكثر ما يلوث نقاء الشريعة الغراء ويدنس صفائها هذه البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان وقبح الله أهل البدع تجدهم يلفقون بإسم الدين ما يفترون من ضلالات وبدع ليضلوا الناس بغير علم ويستغلون أدنى شبهة في الإستدلال على أهواء خبيثة في نفوسهم الفاسدة ولهذا ولله الحمد سخر الله لهذا الدين رجالا ينفون عنه انتحال الغالين وتحريف المبطلين وتأويل الجاهلين فرحم الله كل من كان درعا لهذا الدين الحنيف ومرصادا للبدع وأهله
هذه مقالة لشيخنا أبي عبد الله النائلي حفظه الله عن البدعة نشرها في جريدة الشرق القطرية وهي الجزء الثاني من المقالة أحببت أن أنشرها في هذا الملتقى المبارك حتى تعم الفائدة للجميع سائلا المولى عز وجل الأجر والتوفيق لي ولشيخي حفظه الله



بسم الله الرحمن الرحيم



( 2) ألا و إن كل بدعة ضلالة

شاع عند بعض الناس ! أن البدعة على قسمين حسنة و سيئة وهذا التقسيم لا مستند له من الشرع لأنه مصادم لما صرح به نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله :"وكل بدعة ضلالة" من حديث جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- عند مسلم (867)
قال الإمام ابن رجب–رحمه الله-:فقوله صلى الله عليه وسلم"كل بدعة ضلالة "من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء،وهو أصل عظيم من أصول الدين وهو شبيه بقوله – صلى الله عليه وسلم : "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد "،فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى الدين و لم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة ، و الدين بريء منه وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة و الباطنة ".جامع العلوم والحكم( 2/128)
قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-: "إن قوله صلى الله عليه وسلم " كل بدعة ": كلية عامة شاملة مسوَّرة بأقوى أدوات الشمول والعموم (كل).
وقال : " فكل ما ادُّعي أنه بدعة حسنة ، فالجواب عنه بهذا ، وعلى هذا ، فلا مدخل لأهل البدع في أن يجعلوا من بدعهم بدعة حسنة ، وفي يدنا هذا السيف الصارم من رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل بدعة ضلالة " .
إن هذا السيف الصارم ، إنما صنع في مصانع النبوة ، وصاغه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصياغة البليغة فلا يمكن لمن بيده مثل هذا السيف الصارم أن يقابله أحد ببدعة يقول إنها حسنة ،ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" كل بدعة ضلالة ".الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع للشيخ ابن عثيمين (ص13)
ومخالف لفهم سلفنا الصالح (رضوان الله عليهم)، قال عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما - يقول: "كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ". الإبانة لابن بطة ( 1/339)
وقال عبد الله بن مسعود–رضي الله عنه-:"اتبعواولاتبتدعوا؛فقدكفيتم ،وكلبدعةٍضلالة".رواهالدارميفيسننه( 211)
وقد اتبع هؤلاء في تقسيمهم هذا!المتشابه تاركين النصوص المحكمة وراء ظهورهم،مستدلين بأدلة بزعمهم!
فمن جملة ما استدلوا به :
1- قوله النبي – صلى الله عليه وسلم – :" منسنفيالإسلامسنةحسنةفلهأج رها،وأجرمنعملبهابعدهمنغير أنينقصمنأجورهمشيء، ومنسنفيالإسلامسنةسيئةكانع ليهوزرهاووزرمنعملبهامنبعد ه.منغيرأنينقصمنأوزارهمشيء".رواه مسلم (1017) من حديث جرير ابن عبد الله البجلي ( رضي الله عنه)
فزعموا أخذا بظاهر الحديث أن في الإسلام بدعة حسنة وهي مقبولة وفيه بدعة سيئة وهي مردودة !!
وقد أجاب جمع من العلماء المحققين على هذا الفهم القاصر! ، منهم الإمام الشاطبي حيث قال :"ليسالمرادبالحديث: الاستنانبمعنىالاختراع،وإن ماالمرادبهالعملبماثبتبالس نةالنبوية،لأنالسببالذيجاء لأجلهالحديثهوالصدقةالمشرو عة؛بدليلمافي"صحيحمسلم"منحديثجريربن عبد الله -رضي الله عنه- قال:" كناعندرسولالله صلى الله عليه وسلم فيصدرالنهار؛قال: فجاءهقومحفاةًعراةمجتابيال نمار-أوالعباء -متقلدي السيوف، عامتهممنمضر،-بلكلهممنمضر- فتمعروجهرسولالله صلى الله عليه وسلم لمارأَىبهممنالفاقة،فدخلثم خرج.فأمربلالافأذنوأقام، فصلىثمخطبفقال: ]يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة[[النساء:1[ إلىآخرالآية ]إن الله كان عليكم رقيبا[ والآيةالتيفيالحشر:]يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله[]الحشر:18[ وبعد : تصدقرجلمنديناره،مندرهمه،م نثوبه،منصاعبره،منصاعتمرهح تىقال:"ولوبشقتمرة"، قال:"فجاءرجلمنالأنصاربصرةكادتك فهتعجزعنهابلقدعجزت.قال: ثمتتابعالناس.حتىرأيتكومين منطعام وثياب.حتىرأيتوجهرسولالله صلى الله عليه وسلم يتهللكأنهمذهبة،فقالرسولال له صلى الله عليه وسلم: "منسنفيالإسلامسنةحسنةفلهأج رها،وأجرمنعملبهابعدهمنغير ِأنينقصمنأجورهمشيء، ومنسنفيالإسلامسنَةسيئةكان عليهوزرهاووزرمنعملبهامنبع ده.منغيرأنينقصمنأوزارهمشي� � ".
فتأملوا رحمكم اللهأينقالرسولالله صلى الله عليه وسلم:"منسنفيالإسلامسنةحسنة"؛تجدواذلكفيمنعملبمقتضىالم ذكورعلىأبلغمايقدرعليه،حتى بتلكالصرةفانفتحبسببهبابال صدقةعلىالوجهالأبلغ ،فسررسولالله صلى الله عليه وسلمحتىقال:"منسنفيالإسلامسنةحسنة"،فدلعلىأنالسنةهاهنامثلماف علذلكالصحابي،وهوالعملبماث بتكونهسنة،فظهرأنالسنةالحس نةليستبمبتدعة".الاعتصام للشاطبي (1/233)
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله- :" أن من قال :" من سن في الإسلام سنة حسنة" هو القائل :" كل بدعة ضلالة " ولا يمكن أن يصدر عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قول يكذب له قولا آخر ،ولا يمكن أن يتناقض كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا " . الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع ( ص19)
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : " من سن" ولم يقل " من ابتدع"، وقال : " في الإسلام" و البدع ليست من الإسلام ، وقال :" حسنة" و البدعة ليست بحسنة ". الإبداع لابن عثيمين (ص20)
ومما يدل على أن معنى " من سن سنة " أي من أحياها و أظهرها بعد أن خفيت قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس ، كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا ،و من ابتدع بدعة فعمل بها ، كان عليه أوزار من عمل بها لا ينقص من أوزار من عمل بها شيئا " رواه ابن ماجة (209 ) من حديث عوف المزني (رضي الله عنه) و صححه العلامة الألباني ( رحمه الله)
2- وأيضا استدلوا بما نسبوه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : "مارآهالمسلمونحسناً؛فهوعند اللهحسن،ومارآهالمسلمونسيئ اً؛فهوعنداللهسيئ".
والجواب:
هذاالحديثلا يصحمرفوعاإلىالنبي صلى الله عليه وسلم، بلهوثابتمن قولعبد اللهابنمسعود-رضي الله عنه-، أخرجه الإمام أحمد في المسند ( 1/379)
قالالزيلعي –رحمه الله-في نصبالراية (4/133):"غريبمرفوعا،ولمأجدهإلاموقو فاعلىابنمسعود -رضي الله عنه-".
وقالابنالقيم-رحمه الله-في"الفروسية" (ص61):"ليسمنكلامرسولالله صلى الله عليه وسلم وإنمايضيفهإلىكلامهمنلاعلم لهبالحديث،وإنماهوثابتعناب نمسعود –رضي الله عنه-".
وقالالعلامة الألباني –رحمه الله-في"السلسلةالضعيفة"(2/17):"لاأصللهمرفوعاً،وإنماوردمو قوفاًعلىابنمسعود –رضي الله عنه-".
ثم قال- رحمه الله-: " إنمنعجائبالدنياأنيحتجبعضا لناسبهذاالحديثعلىأنفيالدي نبدعةًحسنةً،وأنالدليلعلىح سنهااعتيادالمسلمينلها!! ولقدصارمنالأمرِالمعهودأني بادرهؤلاءإلىالاستدلالبهذا الحديثعندماتثارهذهالمسألة ،وخفيعليهم:
أ - أنهذاالحديثموقوف- أيعلىالصحابي-فلايجوزأنيحتجبهفيمعارضةال نصوصالمرفوعة- أيإلىالنبي صلى الله عليه وسلم - القاطعةفيأن "كلبدعةٍضلالة " كماصحعنه صلى الله عليه وسلم.
ب-وعلىافتراضصلاحيةالاحتجاجِ به،فإنهلايعارِضتلكالنصوصل أمور:
الأول: أنالمرادبهإجماعالصحابةوات فاقهمعلىأمر،كمايدلعليهالس ياق،ويؤيدهاستدلالابنِمسعو دٍ -رضي الله عنه -بهعلىإجماعالصحابةعلىانتخا بأبيبكرخليفةً حيثقال:" إناللهنظرفيقلوبالعباد،فوج دقلبمحمدصلى الله عليه وسلم خيرقلوبالعباد،فاصطفاهلنفس ه،فابتعثهبرسالته،ثمنظرفيق لوبالعباد،بعدقلبمحمد،فوجد قلوبأصحابهخيرقلوبالعباد،ف جعلهموزراءنبيه،يقاتلونعلى دينه،فمارأىالمسلمونحسناًف هوعنداللهحسنومارأواسيئاً، فهوعنداللهسيئ"أخرجهأحمد(1/379)،وروىالحاكم في المستدرك (3/78)الجملةالأخيرة،وزاد: "وقدرأىالصحابةجميعاًأنيستخ لفواأبابكر"،وعليهفاللامفي"المسلمون"ليسللاستغراقكمايتوهمون،بل للعهد.
الثاني:سلمناأنهللاستغراق،� �لكنليسالمرادبهقطعاًكلفرد� �منالمسلمين،ولوكانجاهلاًل� � يفقهمنالعلمشيئا،فلابدإذنم نأنيحملعلىأهلالعلممنهم،وه ذاممالامفرلهممنهفيماأظن".السلسةالضعيفة (‎2/17)
ويؤيد ما ذكره الشيخ ( رحمه الله) : أنهاستدلبهكثيرمنالعلماءعل ىالإجماع:
قالابنالقيمفيكتابه الفروسية (ص60)بعدإيراده،رداًعلىالمست دلينبه:"فيهذاالأثردليلعلىأنماأجمع عليهالمسلمونورأوهحسناً؛فه وعنداللهحسن،لامارآهبعضهم!� �هوحجةعليكم".
وقالابنقدامة-رحمه الله- :"‎الخبردليلعلىأنالإجماعحج� �،ولاخلاففيه". روضةالناظر (ص86)
وقالالعزبنعبدالسلام –رحمه الله-:"إنصحالحديثعنرسولالله صلى الله عليه وسلم، فالمرادبالمسلمينأهلالإجما ع". فتاوىالعزبنعبدالسلام (ص379)
وهنانقوللمناستدلبهذاالأثر علىأنهناكبدعةحسنة: هلتستطيعأنتأتيببدعةواحدةأ جمعالمسلمونعلىحسنها؟إنهذا منالمستحيلولاشك،فليسهناكب دعةأجمعالمسلمونعلىحسنهاول لهالحمد.
وأيضا كيفيستدلبكلامهذاالصحابيال جليلعلىتحسينشيءمنالبدع،وه و رضي الله عنه أشدالصحابةمحاربة للبدعوتحذيراًمنها و النهي عن اتباعها ،وهوالقائل "اتبعواولاتبتدعوا؛فقدكفيتم ،وكلبدعةٍضلالة" رواهالدارميفيسننه( 211)
3- واستدلوا أيضا في شبهتهم بما جاء عن عمر (رضي الله عنه) أنه قال بعد أن جمع الناس في التروايح على أبي بن كعب(رضي الله عنه) : " نعمت البدعة هذه". البخاري (2010)
قالشيخالإسلامابنتيمية –رحمه الله-: "وأماقولعمر –رضي الله عنه- :"نعمتالبدعةهذه"‏‏فأكثرالمحتجينبهذا؛لوأر دناأننثبتحكماًبقولعمرالذي لميخالففيه؛لقالوا:"قولالصاحبليسبحجةٍ!"، فكيفيكونحجةًلهمفيخلافقولر سولالله صلى الله عليه وسلم ؟!ومناعتقدأنقولالصاحبحجة؛� �لايعتقدهإذاخالفالحديث.فعل ىالتقديرين: لاتصلحمعارضةالحديثبقولالص احب. ثمنقول: أكثرمافيهذاتسميةعمرتلكبدع ةً،معحسنها،وهذهتسميةلغوية لاتسميةشرعية،وذلكأنالبدعة فياللغةتعمكلمافعلابتداءًم نغيرمثالسابق،وأماالبدعةال شرعية؛فمالميدلعليهدليلشرع ي". اقتضاءالصراطالمستقيم(2/592-593)
قال ابن رجب –رحمه الله- : "وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع ، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية ، ومن ذلك قول عمر ( رضي الله عنه) لما جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد وخرج ورآهم يصلون فقال :"نعمت البدعة هي" و مراده أن هذا الفعل لم يكن على هذا الوجه قبل هذا الوقت ، ولكن له أصول من الشريعة يرجع إليها ". جامع العلوم و الحكم( 2/128)
4- ومن شبهتهم أيضا قولالإمامالشافعي-رحمهالله -:"البدعةبدعتان: بدعةمحمودة،وبدعةمذمومة،فم اوافقالسنة،فهومحمود،وماخا لفالسنة،فهومذموم"رواهأبونعيمفي حليةالأولياء(9/113)
والجواب:
أولا : إن صح هذا القولعنالشافعيفلايصحأنيكو نمعارضاًأومخصصاًلعمومحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،والشافعينفسهنقلعنهأص حابهأنقولالصحابيإذاانفردل يسحجةولايجبعلىمنبعدهتقليد ه
ثانيا: كيفيقولالشافعي- رحمهالله- بالبدعةالحسنةوهوالقائل: "مناستحسنفقدشرع".والقائلفيالرسالة(‎ص507):"إنماالاستحسانتلذذ" ، وعقدفصلاًفيكتابهالأم(7/293-304)بعنوان:"إبطالالاستحسان"،لذلكمنأرادأنيفسركلامالشا فعي-رحمهالله-فليفعلضمنقواعدوأصولالشافع ي،وهذايقتضيأنيفهمأصوله،وه ذاالأمرمشهودفيكلالعلوم،فم نجهلاصطلاحاتأربابهاجهلمعن ىأقاويلهم،وأبعدالنجعةفيتف سيرها فالمتأملفيكلامالشافعي-رحمهالله-لايشكأنهقصدبالبدعةالمحمود ةالبدعةفياللغة،وهذاواضحفي احتجاجالشافعي- رحمهالله-بقولعمر-رضياللهعنه-وعلىهذاالأصليفسركلامالشاف عي،وأنهأرادماأرادهعمربنال خطاب -رضي الله عنه- أي: البدعةاللغوية(‎كماسبقبيان ه)لاالشرعية؛فإنهاكلهاضلال� �؛لأنهاتخالفالكتاب،والسنة� �والإجماع،والأثر).البدعة وأثرهاالسيئفيالأمة لسليم الهلالي(ص63-66)بالتصرف.
ولهذا يقول ابن رجب- رحمه الله- بعد أن نقل كلام الشافعي:"ومراد الشافعي–رحمه الله-أن أصل البدعة المذمومة ما ليس لها أصل في الشريعة ترجع إليه وهي البدعة في إطلاق الشرع ،وأما البدعة المحمودة فما وافق السنة :يعني ما كان لها أصل في السنة ترجع إليه وإنما هي بدعة لغة لا شرعا لموافقتها السنة ".جامع العلوم و الحكم (1/266)
هذه أهم الشبه التي يستدل بها من قال بالبدعة الحسنة،وقد يسر الله لنا بمنه وكرمه دحضها وبيان زيفها بنقل كلام العلماء فيها،وفي هذا المقام ننصحكم أيها الأحبة ببعض الكتب المفيدة لكم بإذن الله منها:-الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع للشيخ ابن عثيمين-الإبداع في مضار الابتداع للشيخ علي محفوظ-وكل بدعة ضلالة لمحمد منتصر الريسوني-البدعة وأثرهاالسيئفيالأمة لسليم الهلالي-اللمع في الرد على محسني البدع لعبد القيوم السحيباني.
ومن البدع المنتشرة أيها الأحبة قديما وحديثا ما يفعله بعض الناس في هذا الشهر -أي شهر رجب- فنجد أن كثيرًا منهم يفعلون أفعالاً في رجب يظنونها هديا شرعيا، وسننا دينية، وليست هي من ذلك في شيء!
و سنبين لكم بإذن الله في تتمة المقال أيها الكرام ما يحدثه بعض الناس في هذا الشهر من بدع ، لتعلموها وتجتنبوها وتحذروا الناس منها نصحا للإسلام و المسلمين ، سائلين الباري لنا ولكم العون والتوفيق على العمل بالسنة ونشرها ،والعلم ببدعة و التحذير منها وخمدها.


وصلي اللهم وسلم على نبين محمد و على آله وصحبه أجمعين .



أبو عبد الله النايلي