المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اتفق علماء الاجتماع أن أسس الأخلاق أربعة (الشنقيطي)



أهــل الحـديث
04-06-2012, 10:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



في شرحه على قوله تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم) قال صاحب أضواء البيان رحمه الله :


اتفق علماء الاجتماع أن أسس الأخلاق أربعة :


هي : الحكمة ، والعفة ، والشجاعة ، والعدالة ، ويقابلها رذائل أربعة :

هي الجهل ، والشره ، والجبن ، والجور ، ويتفرع عن كل فضيلة فروعها :



الحكمة : الذكاء وسهولة الفهم ، وسعة العلم ، وعن العفة ، القناعة والورع والحياء والسخاء والدعة والصبر والحرية ، وعن الشجاعة النجدة وعظم الهمة ، وعن السماحة الكرم والإيثار والمواساة والمسامحة .


أما العدالة وهي أم الفضائل الأخلاقية ، فيتفرع عنها الصداقة والألفة وصلة الرحم وترك الحقد ومكافأة الشر بالخير واستعمال اللطف . فهذه أصول الأخلاق وفروعها فلم تبق خصلة منها إلا وهي مكتملة فيه صلى الله عليه وسلم .


وقد برأه الله من كل رذيلة ، فتحقق أنه صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم فعلا وعقلا .


وقال الفخر الرازي : لقد كان صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم . والخلق ما تخلق به الإنسان ، لأن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } [ الأنعام : 90 ] ، ولا بد لكل نبي من خصلة فاضلة . فاجتمع له صلى الله عليه وسلم جميع خصال الفضل عند جميع الأنبياء . وهذا وإن كان له وجه إلا أ واقع سيرته صلى الله عليه وسلم أعم من ذلك .


فقد كان قبل البعثة والوحي ملقبا عند القرشيين بالأمين ، كما في قصة وضع الحجر في الكعبة إذ قالوا عنه الأمين ارتضيناه .


وجاء عن زيد بن حارثة لما أخذ أسيرا وأهدته خديجة رضي الله عنها لخدمته صلى الله عليه وسلم .


وجاء أهله بالفداء يفادونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : « ادعوه وأخبروه فإن اختاركم فهو لكم بدون فداء » ، فقال زيد : والله لا أختار على صحبتك أحدا أبدا ، فقال له أهله : ويحك أتختار الرق على الحرية؟ فقال : نعم ، والله لقد صحبته فلم يقل لي لشيء فعلته لم فعلته قط . ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعله قط « ورجع قومه وبقي هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده وأعلن تنبيه على ما كان معهودا قبل البعثة .

إننا لو قلنا : إن اختيار الله إياه قبل وجوده وتعهد الله إياه بعد وجوده من شق الصدر في طفولته ومن موت أبويه ورعاية الله له


كما في قوله تعالى : { ما ودعك ربك وما قلى } [ الضحى : 3 ] إلى قوله : { ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضآلا فهدى ووجدك عآئلا فأغنى فأما اليتيم فلا تقهر وأما السآئل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث } [ الضحى : 6 - 11 ] .


إنها نعمة الله تعال عليه وعلى أمته معه صلوات الله وسلامه عليه ، ورزقنا التأسي به .
(8/372