معلم
04-06-2012, 02:20 AM
نشرة تربوية للمعلمات
فن التعامل مع الطالبات
تمر التربية بأزمات خطيرة وتحديات صعبة لا تخفى عليكم ، فواقع العصر
الذي نعيشه وما طرأ على المجتمع من تغيّرات اجتماعية واقتصادية
وإعلامية وثقافية ......؛ أثّـر سلباً على التربية والتعليم، فساهم في ظهور
سلوكيات ممقوتة عند بعض الطالبات خاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية ،
ومما زاد في ذلك تخلي بعض الأسر عن دورها التربوي.
والقضية التي سأطرحها بين يديكم من أهم القضايا التي تشغل بال المعلمات
و المعنيات بالتربية إنها: ( فن التعامل مع الطالبات ). فهي من أهم المهارات
التي يجب على المعلمة و إجادتها وإتقانها . وفي هذه النشرة التربوية سينصب
حديثنا على ثلاث قواعد رئيسة .
القاعدة الأولى : مفاهيم خاطئة للشخصية .
يعتقد بعض المعلمات أن التعامل مع الطالبات برفقٍ وشفقةٍ ورحمة ٍ وإحسانٍ ،
وأن النزول إلى مستواهن ضعفٌ في الشخصية. ويرى البعض أن قوة الشخصية
ترتبط بالشدة المفرطة والعبوس والتعسف والجور وذلك بجعل الفصل
ثكنة عسكرية . ويزداد الأمر سوءاً عندما يضع بعض المعلمات حواجز مصطنعة بينهن وبين
الطالبات من خلال نظرتهن التشاؤمية. كما أفرط بعض المعلمات في تعاملهن
مع الطالبات بترك الحبل على غاربه متنكبين وفارين من المسئولية الملقاة
على عاتقهن متحججات بذرائع هشة وأوهام خاطئة .
ولو تساءلنا لماذا تملك هذه المعلمة حب الطالبات واحترامهن داخل
وخارج المدرسة ؟ بينما نجد المعلمة الأخرى لا تملك إلا بغضهم وكراهيتهم !!
إذاً لابد من وجود خلل !!
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فهو المعلم والمربي والقائد ،
فقد كان يحسن إلى البر والفاجر والمسلم والكافر. قال تعالى مخاطباً نبيه
صلى الله عليه وسلم : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ
ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلاٌّمْرِ }
آل عمران /159.
وانظري أختي المعلمة إلى رفقه عليه الصلاة والسلام بالأعرابي الذي بال
في المسجد ، وحلمه على الشاب الذي استأذنه في فعل فاحشة الزنا ،
فهما خير دليل على نظرته التربوية الصائبة . ولا غرابة في ذلك ،
وهو القائل :
" إن الرفق ما يكون في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه
" رواه مسلم .
القاعدة الثانية : مؤهلات مطلوبة لكسب الطالبات .
لكي تنجح المعلمة في كسب الطالبات لابد أن تكون مؤهلة تأهيلاً نفسياً
وعلمياً وتربوياً . وأهم هذه المؤهلات "القدوة الحسنة " فعلى المعلمة أن
تتحلى بالصبر والحلم والأناة والحكمة والشفقة والرحمة والتواضع ، وأن
تكون على دراية بأحوال الطالبات وخصائص المرحلة
التي هن فيها ومتغيرات الزمان وفلسفة التربية وأن تبتعد عن المثالية فطالبة
اليوم ليست كطالبة الأمس . كما أن حسن المظهر وقدرة المعلمة العلمية
وفنها في إيصال المعلومة من المؤهلات الضرورية التي تساهم بشكل كبير في
جذب الطالبات واحترامهم وحبهم للمعلمة وتفاعلهم معها .
القاعدة الثالثة : كيف تكسبِ الطالبات ؟
لكسب الطالبات عليكِ أختي المعلمة بهذه الخطوات العشر :
1-كوني سمحة هاشة بشوشة لينة سهلة ، وأكثري من السلام عليهم تمتلكي
قلوبهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه
تحاببتم أفشوا السلام بينكم " .
2- ابتعدي عن العبوس وتقطيب الجبين ، واتركي الشدة المفرطة فإنها
لا تأتي بخير، ولا تكثري من الزجر والتأنيب والتهديد والوعيد.
(رفقٌ من غير ضعف وحزمٌ من غير عسف ).
3-لا تسخري منهن أو تحتقريهن ، وجرّبي النصيحة الفردية معهن .
4-أكثري من الثواب والثناء عليهن ، واستمري في تشجيعهن .
5- اعدلي بين طالباتك ، ولا تحابي إحداهن على الأخريات .
6- اعفِ عن المسيئة وأعطها الفرصة لإصلاح خطئها ، ثم عالجي الخطأ
باعتدال .
7-لا تضعي نفسك في مواضع التهم ،ولا تستخدمي طالباتك في أموركِ
الشخصية وقضاء حاجاتكِ
8- أدخلي الدعابة والفكاهة عليهن ولا تبالغي في ذلك .
9- تحسسي ظروفهن ، وساهمي في حل مشكلاتهم ، وتعاوني مع
المرشدة الطلابية في ذلك، وأشعريهن بأنكِ كالأم لهن أو الأخت الكبرى
تغاري على مصلحتهن ويهمك أمرهن .
10- ابذلي كل جهدك في إفهامهن المادة واصبري على الضعيفات وراعي
الفروق الفردية بينهن ، ونوعي في طرق تدريسك ، وسهّلي الأمر عليهن ،
ولا ترهقيهن بكثرة التكاليف المنزلية .
وأخيراً أختي المعلمة: تذكري أمانة المهنة وجسامة الدور وأهمية التربية
واحتسبي الأجر والثواب وأخلصي النية ، فأنتِ الأمل بعد الله في إصلاح الجيل،
ولا تجعلي من المعوقات والمحبطات والحالات الشاذة عذراً للتقاعس وعدم
العمل . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن
رعيته " .
وقال الشاعر : إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام
فن التعامل مع الطالبات
تمر التربية بأزمات خطيرة وتحديات صعبة لا تخفى عليكم ، فواقع العصر
الذي نعيشه وما طرأ على المجتمع من تغيّرات اجتماعية واقتصادية
وإعلامية وثقافية ......؛ أثّـر سلباً على التربية والتعليم، فساهم في ظهور
سلوكيات ممقوتة عند بعض الطالبات خاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية ،
ومما زاد في ذلك تخلي بعض الأسر عن دورها التربوي.
والقضية التي سأطرحها بين يديكم من أهم القضايا التي تشغل بال المعلمات
و المعنيات بالتربية إنها: ( فن التعامل مع الطالبات ). فهي من أهم المهارات
التي يجب على المعلمة و إجادتها وإتقانها . وفي هذه النشرة التربوية سينصب
حديثنا على ثلاث قواعد رئيسة .
القاعدة الأولى : مفاهيم خاطئة للشخصية .
يعتقد بعض المعلمات أن التعامل مع الطالبات برفقٍ وشفقةٍ ورحمة ٍ وإحسانٍ ،
وأن النزول إلى مستواهن ضعفٌ في الشخصية. ويرى البعض أن قوة الشخصية
ترتبط بالشدة المفرطة والعبوس والتعسف والجور وذلك بجعل الفصل
ثكنة عسكرية . ويزداد الأمر سوءاً عندما يضع بعض المعلمات حواجز مصطنعة بينهن وبين
الطالبات من خلال نظرتهن التشاؤمية. كما أفرط بعض المعلمات في تعاملهن
مع الطالبات بترك الحبل على غاربه متنكبين وفارين من المسئولية الملقاة
على عاتقهن متحججات بذرائع هشة وأوهام خاطئة .
ولو تساءلنا لماذا تملك هذه المعلمة حب الطالبات واحترامهن داخل
وخارج المدرسة ؟ بينما نجد المعلمة الأخرى لا تملك إلا بغضهم وكراهيتهم !!
إذاً لابد من وجود خلل !!
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فهو المعلم والمربي والقائد ،
فقد كان يحسن إلى البر والفاجر والمسلم والكافر. قال تعالى مخاطباً نبيه
صلى الله عليه وسلم : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ
ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلاٌّمْرِ }
آل عمران /159.
وانظري أختي المعلمة إلى رفقه عليه الصلاة والسلام بالأعرابي الذي بال
في المسجد ، وحلمه على الشاب الذي استأذنه في فعل فاحشة الزنا ،
فهما خير دليل على نظرته التربوية الصائبة . ولا غرابة في ذلك ،
وهو القائل :
" إن الرفق ما يكون في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه
" رواه مسلم .
القاعدة الثانية : مؤهلات مطلوبة لكسب الطالبات .
لكي تنجح المعلمة في كسب الطالبات لابد أن تكون مؤهلة تأهيلاً نفسياً
وعلمياً وتربوياً . وأهم هذه المؤهلات "القدوة الحسنة " فعلى المعلمة أن
تتحلى بالصبر والحلم والأناة والحكمة والشفقة والرحمة والتواضع ، وأن
تكون على دراية بأحوال الطالبات وخصائص المرحلة
التي هن فيها ومتغيرات الزمان وفلسفة التربية وأن تبتعد عن المثالية فطالبة
اليوم ليست كطالبة الأمس . كما أن حسن المظهر وقدرة المعلمة العلمية
وفنها في إيصال المعلومة من المؤهلات الضرورية التي تساهم بشكل كبير في
جذب الطالبات واحترامهم وحبهم للمعلمة وتفاعلهم معها .
القاعدة الثالثة : كيف تكسبِ الطالبات ؟
لكسب الطالبات عليكِ أختي المعلمة بهذه الخطوات العشر :
1-كوني سمحة هاشة بشوشة لينة سهلة ، وأكثري من السلام عليهم تمتلكي
قلوبهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه
تحاببتم أفشوا السلام بينكم " .
2- ابتعدي عن العبوس وتقطيب الجبين ، واتركي الشدة المفرطة فإنها
لا تأتي بخير، ولا تكثري من الزجر والتأنيب والتهديد والوعيد.
(رفقٌ من غير ضعف وحزمٌ من غير عسف ).
3-لا تسخري منهن أو تحتقريهن ، وجرّبي النصيحة الفردية معهن .
4-أكثري من الثواب والثناء عليهن ، واستمري في تشجيعهن .
5- اعدلي بين طالباتك ، ولا تحابي إحداهن على الأخريات .
6- اعفِ عن المسيئة وأعطها الفرصة لإصلاح خطئها ، ثم عالجي الخطأ
باعتدال .
7-لا تضعي نفسك في مواضع التهم ،ولا تستخدمي طالباتك في أموركِ
الشخصية وقضاء حاجاتكِ
8- أدخلي الدعابة والفكاهة عليهن ولا تبالغي في ذلك .
9- تحسسي ظروفهن ، وساهمي في حل مشكلاتهم ، وتعاوني مع
المرشدة الطلابية في ذلك، وأشعريهن بأنكِ كالأم لهن أو الأخت الكبرى
تغاري على مصلحتهن ويهمك أمرهن .
10- ابذلي كل جهدك في إفهامهن المادة واصبري على الضعيفات وراعي
الفروق الفردية بينهن ، ونوعي في طرق تدريسك ، وسهّلي الأمر عليهن ،
ولا ترهقيهن بكثرة التكاليف المنزلية .
وأخيراً أختي المعلمة: تذكري أمانة المهنة وجسامة الدور وأهمية التربية
واحتسبي الأجر والثواب وأخلصي النية ، فأنتِ الأمل بعد الله في إصلاح الجيل،
ولا تجعلي من المعوقات والمحبطات والحالات الشاذة عذراً للتقاعس وعدم
العمل . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن
رعيته " .
وقال الشاعر : إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام