معلم
04-06-2012, 01:00 AM
التجديد في وسائل التدريس وأثره على المعلم
الأثنين 04 جمادى الأولى 1433 هـ , 26 مارس 2012
تنوع وتجدد وسائل التعليم -حسب الإمكانات والمرحلةِ المتزامنةِ- لها وقعُها على المعلم نفسِه قبل أن تكون على المتعلم؛ وهذا ظاهر في تأثّرِه عليه الصلاة والسلام حينما قرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه
روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ((قال لي رسول اللهr : "اقرأ علي القرآن" قلت: "يا رسول الله, أقرأ عليك وعليك أُنزل؟" قال: "إني أشتهي أن أسمعه من غيري" فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت : "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً" (النساء: 41) فقال: "حسبك" (أي كفى) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان)).
حسبي في هذا المقام أن ألفت الاهتمام لهذا الموضوع وانعكاساته الإيجابية على المعلم، سيما وقد كُتب الكثير عن وسائل التعليم، وأساليب التدريس من المسموعة والمرئية، والمباشرة وغير المباشرة بين المعلم والمتعلم، ومابين الترغيب والترهيب ما فيه الغنية عن التكرار هنا..
وحسبنا أن نـقتبس من هذا الحديث وغيره من الأحاديث أن النبي عليه الصلاة السلام كان مثلاً باهراً في التنوع والتجديد في وسائل التعليم والتربية لأصحابه، وكان لهذا التنوع أثراً بارزاً في نفسه عليه الصلاة والسلام وفي نفوس متعلميه من الصحابة على حد سواء، فكان يعلّم بالسؤال تارة ، وبالتوجيه المباشر تارة أخرى، وأن يُقرأ عليه كذلك كما ورد في هذا الحديث؛ ولم يستقر عليه الصلاة والسلام على حالة واحدة في تعليمه أصحابه.
وتنوع وتجدد وسائل التعليم -حسب الإمكانات والمرحلةِ المتزامنةِ- لها وقعُها على المعلم نفسِه قبل أن تكون على المتعلم؛ وهذا ظاهر في تأثّرِه عليه الصلاة والسلام حينما قرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه هذه الآيات؛ فمن الرتابة بمكان أن يكون المعلم هو الذي يتلو، وهو الذي يقرأ، وهو الذي يسرد المعلومات على طلابه مما يجعله في حالة من الضعف في التأثُّر على أدائه التعليمي والمعلومات المكتسبة في حياته العلمية.
فما حصله المعلم من العلم قبل أن يكون إدلاءً بمعلومات للآخرين يكون عاملاً مهماً في التأثير على حياته وسلوكه، بمعنى إذا كان زيادة العلم هو مدعاة للتأثيرِ على سلوك وتصورات المعلم، ومساعداً على رقيِّ المعلم في أدائه العلمي - باعتبار كون العلم يدعو صاحبه للعمل بما يعلم ويصير قدوة في التطبيق لما يعلمه- كذلك السعي إلى كسب وسائل جديدة في التعليم -سيما في وقت توفرت فيه كثير من المهارات والوسائل المتجددة والتكنولوجيا التعليمية الحديثة- هي عامل هام لتطوير المعلم نفسِه وكسبِه مزيداً من المعارف الجديدة التي تخدم عمليته التعليمية.
والتجديد في وسائل التعليم يكون أثرُه على المعلم متعددٌ ومتنوعٌ، من ذلك التأثير تأثِيرٌ في السلوك كما تأثر النبي عليه الصلاة والسلام بقراءة عبدالله بن مسعود رضي الله عنه مما جعله يذرف دموعه؛ وما فعله النبي عليه الصلاة والسلام من التنوُّع في وسيلته للقرآن الكريم بأن يُقرأَ عليه من قبل المتعلم فهو دلالة على التجديد والتنوع في وسائل التعليم، بحيث لا تكون العملية التعليمية حبيسة على وسيلة بعينها، بل لا بد من مراعاة ما فيه مصلحة التعليم، وسبل تعزيز وسائل التأثير الإيجابي.
والمهم هنا هو أن يحرص المعلم على السعي إلى اكتشاف وسائل جديدة تخدم العملية التعليمية، ويسعى إلى تطويرها، وقبل ذلك يتوجب أن تتولد لدى المعلم القناعة التامة، والجدية في عدم تقوقعه على الحياة الرتيبة في التعليم بحجة أو بأخرى.
والحقيقة أن الاهتمام بالتجديد هو رصيد تراكمي يحسب للمعلم لا يقل أهمية عن كسب المعلومات، ويعتبر رافداً من روافد الحياة العلمية، وتجارب تضاف إلى خبراته في الأساليب والوسائل التي من شأنها تعزز وتطور المجال التعليمي، وتساعد المعلم كذلك على حث الخطى في العمل وبذل الجهد أكثر، وتساهم في نجاحه وتفوقه في الأداء والتأثير على الآخرين؛ بحيث تسهل عليه مهمة إيصال المعلومات والمفاهيم إلى الشريحة المستهدفة.
الأثنين 04 جمادى الأولى 1433 هـ , 26 مارس 2012
تنوع وتجدد وسائل التعليم -حسب الإمكانات والمرحلةِ المتزامنةِ- لها وقعُها على المعلم نفسِه قبل أن تكون على المتعلم؛ وهذا ظاهر في تأثّرِه عليه الصلاة والسلام حينما قرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه
روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ((قال لي رسول اللهr : "اقرأ علي القرآن" قلت: "يا رسول الله, أقرأ عليك وعليك أُنزل؟" قال: "إني أشتهي أن أسمعه من غيري" فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت : "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً" (النساء: 41) فقال: "حسبك" (أي كفى) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان)).
حسبي في هذا المقام أن ألفت الاهتمام لهذا الموضوع وانعكاساته الإيجابية على المعلم، سيما وقد كُتب الكثير عن وسائل التعليم، وأساليب التدريس من المسموعة والمرئية، والمباشرة وغير المباشرة بين المعلم والمتعلم، ومابين الترغيب والترهيب ما فيه الغنية عن التكرار هنا..
وحسبنا أن نـقتبس من هذا الحديث وغيره من الأحاديث أن النبي عليه الصلاة السلام كان مثلاً باهراً في التنوع والتجديد في وسائل التعليم والتربية لأصحابه، وكان لهذا التنوع أثراً بارزاً في نفسه عليه الصلاة والسلام وفي نفوس متعلميه من الصحابة على حد سواء، فكان يعلّم بالسؤال تارة ، وبالتوجيه المباشر تارة أخرى، وأن يُقرأ عليه كذلك كما ورد في هذا الحديث؛ ولم يستقر عليه الصلاة والسلام على حالة واحدة في تعليمه أصحابه.
وتنوع وتجدد وسائل التعليم -حسب الإمكانات والمرحلةِ المتزامنةِ- لها وقعُها على المعلم نفسِه قبل أن تكون على المتعلم؛ وهذا ظاهر في تأثّرِه عليه الصلاة والسلام حينما قرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه هذه الآيات؛ فمن الرتابة بمكان أن يكون المعلم هو الذي يتلو، وهو الذي يقرأ، وهو الذي يسرد المعلومات على طلابه مما يجعله في حالة من الضعف في التأثُّر على أدائه التعليمي والمعلومات المكتسبة في حياته العلمية.
فما حصله المعلم من العلم قبل أن يكون إدلاءً بمعلومات للآخرين يكون عاملاً مهماً في التأثير على حياته وسلوكه، بمعنى إذا كان زيادة العلم هو مدعاة للتأثيرِ على سلوك وتصورات المعلم، ومساعداً على رقيِّ المعلم في أدائه العلمي - باعتبار كون العلم يدعو صاحبه للعمل بما يعلم ويصير قدوة في التطبيق لما يعلمه- كذلك السعي إلى كسب وسائل جديدة في التعليم -سيما في وقت توفرت فيه كثير من المهارات والوسائل المتجددة والتكنولوجيا التعليمية الحديثة- هي عامل هام لتطوير المعلم نفسِه وكسبِه مزيداً من المعارف الجديدة التي تخدم عمليته التعليمية.
والتجديد في وسائل التعليم يكون أثرُه على المعلم متعددٌ ومتنوعٌ، من ذلك التأثير تأثِيرٌ في السلوك كما تأثر النبي عليه الصلاة والسلام بقراءة عبدالله بن مسعود رضي الله عنه مما جعله يذرف دموعه؛ وما فعله النبي عليه الصلاة والسلام من التنوُّع في وسيلته للقرآن الكريم بأن يُقرأَ عليه من قبل المتعلم فهو دلالة على التجديد والتنوع في وسائل التعليم، بحيث لا تكون العملية التعليمية حبيسة على وسيلة بعينها، بل لا بد من مراعاة ما فيه مصلحة التعليم، وسبل تعزيز وسائل التأثير الإيجابي.
والمهم هنا هو أن يحرص المعلم على السعي إلى اكتشاف وسائل جديدة تخدم العملية التعليمية، ويسعى إلى تطويرها، وقبل ذلك يتوجب أن تتولد لدى المعلم القناعة التامة، والجدية في عدم تقوقعه على الحياة الرتيبة في التعليم بحجة أو بأخرى.
والحقيقة أن الاهتمام بالتجديد هو رصيد تراكمي يحسب للمعلم لا يقل أهمية عن كسب المعلومات، ويعتبر رافداً من روافد الحياة العلمية، وتجارب تضاف إلى خبراته في الأساليب والوسائل التي من شأنها تعزز وتطور المجال التعليمي، وتساعد المعلم كذلك على حث الخطى في العمل وبذل الجهد أكثر، وتساهم في نجاحه وتفوقه في الأداء والتأثير على الآخرين؛ بحيث تسهل عليه مهمة إيصال المعلومات والمفاهيم إلى الشريحة المستهدفة.