المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توحيد ألامه بتوحيد ألائمه



أهــل الحـديث
01-06-2012, 01:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم






توحيد ألامه بتوحيد ألائمه




المسجد الحرام هو مهد الإسلام ومطاف المسلمين كافة , فما يظهر فيه من ألفه ومحبه , وما يتم فيه من إصلاح , يفوح شذى عرفه في سائر الأقطار الاسلاميه , فيكون له أجمل وقع في نفس كل مسلم غيور علي دينه وأمته .ليثت جراثيم الفساد تفتك في جسم ألامه المحمدية دهراً طويلاً , وكان المستبدون الظالمون ومن تبعهم من دعاة السوء يجعلون الدين الذي هو اقوي جامع للمسلمين , ومؤلف بينهم أداة لتفكيك روابطهم , وحل عرى وحدتهم . كان الدور الأول منذ قرن ونصف تقريباً دور تكفير المسلمين بعضهم لبعض, وتليه حروب وفتن كقطع الليل المظلم .

ونبز أخوننا النجديون بأسوأ الألقاب , وافتريت عليهم المفتريات إن النجديين قاطبة يكفرون عامة المسلمين الإحياء منهم والأموات من عصر الستمائة إلى عصرنا هذا , إلا من كان من مذهبهم أو على طريقتهم !!

فاخذ علماء نجد الغيورون على الدين وحفظ وحدة الإسلام , يؤلفون الكتب والرسائل , ويدفعون بها عن أنفسهم المطاعن والمثالب ويبينون للناس حقيقة ماهم عليه من صحه المعتقد ويبرؤون إلى المولى سبحانه مما عزى إليهم من المزاعم الباطلة , لاسيما تكفيرالمسلمين , اللهم إلا من أنكر امراً معلوماً من الدين بالضرورة , مجمعاً عليه إجماعا صحيحاً .

وهم يسترشدون في أعمالهم بنصوص الكتاب والسنة , وعمل النبي صلى الله عليه وسلم , وسنة الخلفاء الراشدين من بعده , وقد طبعت تلك الرسائل ووزعت في كثير من الأمصار الإسلامية فأزالت عن القول الحيرى المسترشدة كل شبة , وكشفت عن وجه الحقيقة كل تمويه وتضليل وقربت مسافة الخلف بين امة التوحيد .

ثم ان الإمام الملك المحبوب رأى ان أفضل ماتدوى به القلوب , وينتزع به منها مثارات الشكوك هو جمع المصلين في كل صلاة على امام واحد , كما تقتضيه وحدة الإسلام التي بنى عليها عمل السلف الصالح , في خير القرون وأهداها فبأمر أيده الله ان يتناوب الإمامة عدة أئمة من فقهاء المذاهب الأربعة يأتم بكل واحد منهم في نوبته جميع المصلين , فتم ذلك والله مزيد الحمد على أحسن وجه , وعاد المسلمون في بيت الله الحرام كما كانوا جماعة واحدة .

قضى الإمام عبد العزيز آل سعود ( أجزل الله ثوابه ) بهذا التوحيد العملي على كل خلاف قديم , وادخل عصر التفريق والتمزيق في خبر كان , وبات القول بأن النجديون يكفرون إخوانهم المسلمين وإخوانهم يكفرونهم , أضحوكة العجائز والصبيان وأسطورة الكذب والبهتان .

فنحن نذكر أخوننا المسلمين في سائر الأمصار الإسلامية بأن يحذوا حذو البيت الحرام , قبلة الإسلام بالاقتصار على امام واحد لكل صلاة توحيداُ للأمة وجمعاً للكلمة , ونحذرهم من ضرر تعدد الجماعة في وقت واحد . ونرى إن هذا من أهم مايجب إن يذكر به في الدروس , وينبه عليه في الخطب , وينشر على أعمدة الصحف , تحقيقاً لقوله عز من قائل : ( وان هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون )

كتبه الشيخ محمد بهجة البيطار الدمشقي
المدرس في الحرم المكي
يوم الجمعة 11 جمادى الثانية 1345هـ الموافق 17 ديسمبر 1929م


إعداد اخوكم : ابو ابراهيم سعد عبد الله العتيبي
[email protected]