المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعـطّــر بِالإسـتـغـفار .. فـقد فـاحـت مِـنـك رائـحـة الذنـوب



تاجر مواشي
31-05-2012, 03:40 PM
اغنام - ابل - دواجن - طيور

الإستغفار :
أولاً : هوسبب لتفريج الهموم، وجلب الأرزاق، والخروج من المضائق :
ففي سنن أبي داود وابن ماجة، ومسند الإمام أحمد وحسنه العلامة الشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ " .
كلمات قليلة ذات تأثيرات عجيبة، فالله سبحانه يرضى من عباده بالقليل، ويجزيهم عليه بالكثير، فأكثروا من الاستغفار، أكثروا من الاستغفار، والهجوا بألسنتكم لله الواحد القهار، واعلموا أن فضائل الاستغفار لا تكون إلا للمستغفرين الله حقاً وصدقاً، فليس الاستغفار أقوال ترددها الألسن، وعبارات تكررها الأفواه، إنما الاستغفار الحق ما تواطأ عليه القلب واللسان، وندم صاحبه على ما بدر منه من ذنوب وآثام، وعزم على ترك سفيه الأحلام والأوهام، فهذه أركان التوبة النصوح التي أمر الله تعالى بها العباد، ووعد عليها بتكفير الخطيئات، والفوز بنعيم الجنات، فقال عز شأنه : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ تُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفّرَ عَنكُمْ سَيّئَـٰتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ } .
فمن استغفر بلسانه، وقلبه مصرّ على معصيته، فاستغفاره يحتاج إلى استغفار، قال الفضيل بن عياض رحمه الله : " استغفار بلا إقلاع، توبة الكذابين "، وقال بعض العلماء : " من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب، والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه " .
فحذاري أن تتخذوا ربكم هزواً، ودينكم لعباً، فقد قال الله جل وعلا : { وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [ الجاثية9 ] .

ثانياً :أن المستغفرين أقل الناس وأخفهم أوزاراً :
عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً " [ رواه ابن ماجة، وقال المنذري في الترغيب بإسناد صحيح، وكذا قال الألباني ]، قيل لبعض السلف : كيف أنت في دينك ؟ قال : أمزقه بالمعاصي، وأرقعه بالاستغفار .
يقول بن القيم رحمه الله : سألت شيخ الإسلام ابن تيميه فقلت : يسأل بعض الناس : أيما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار ؟ فقال : " إذا كان الثوب نقياً فالبخور وماء الورد أنفع له، وإن كان دنساً فالصابون والماء أنفع له " [ الوابل الصيب ص : 124]