المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأهم فالأهم ...



أهــل الحـديث
28-05-2012, 09:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ..

أيها الأفاضل في الملتقى .. كلكم خير مني .. بل كل مسلم خير مني ..
لا أدري .. أود أن أعبر عن شيء يدور في نفسي من مدة من الزمان .. ولا أدري هل أكون فيه على صواب أم لا ..
أقول :
أرانا نعطي الكثير من جهدنا ووقتنا في أمور ليست هي من الأولويات .. ولو صرفنا ذلك الجهد والوقت في الأمور الأهم كان ذلك هو الأولى ..
وللتوضيح عن مكنون نفسي أقول :
لماذا إذا ذكرنا حديثاً معروفا نتوسع في تخريجه وذكر طرقه ، ممضين في ذلك الوقت الطويل أحيانا ، مع أنه قد يكفي عزوه لكتاب أو اثنين من أمهات كتب الحديث .. ويكفي نقل الحكم عليه من قول إمام في هذا الشأن .... وقل مثل ذلك في مسائل الفقه وغيرها ..
ولا أقصد غلق باب البحث والاجتهاد .. لكني أكاد أزعم أن كثيراً من وقتنا يذهب في إثبات ما هو ثابت ، أو بحث ما هو مبحوث ..
أليس من الأولى تسخير هذا الوقت والجهد في أمور أهم .. من دعوة إلى دين الإسلام .. وتفاعل مع قضايا الأمة .. وأمر بمعروف ونهي عن منكر .. وهداية ضال.. وإرشاد مستنير .. وفضح لإعداء الملة من رافضة ومنافقين ... وتحريض للمؤمنين على نصرة الحق وأهله ... الى غير ذلك من المقاصد الكبيرة في ديننا ..
وليس معنى هذا أنه لا يمكن الجمع بين الأمرين .. لكن هنا يأتي فقه الأولويات وتقدير المصالح ..
وإني لأستحضر في هذا ما جاء في سير النبلاء في ترجمة الإمام الحافظ حمزة بن محمد بن علي بن العباس أبو القاسم الكناني المصري ، قال :
خرجت حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه وسلم من نحو مئتي طريق، فداخلني لذلك من الفرح غير قليل، وأعجبت بذلك، فرأيت يحيى بن معين في المنام، فقلت : يا أبا زكريا، خرجت حديثا من مئتي طريق، فسكت عني ساعة ، ثم قال : أخشى أن تدخل هذه تحت : (ألهاكم التكاثر).
أيها الأفاضل .. نحن نعيش في ملمات عظيمة .. تحتاج إلى سواعدكم الجبارة .. وإلى عقولكم النيرة .. فلنعطي الأمور قدرها .. ولنحاول أن نجعل الأولوية للأهم فالأهم ..
وفقكم ربي جميعاً لكل خير ..