تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسَالة من "مُجَاهد" في سُوريا إلَى " أمِّه " في فَلسطِين.



أهــل الحـديث
28-05-2012, 02:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هذه رسالة حقيقة كتبتها الأم لابنها -وهو صديقي- حينما خرج إلى أرضِ سوريا مجاهدًا في سبيل الله عزوجل.


تقولُ هذه (الأم المسكينة!):

" إلى السادة الشيوخ والمفتين في هذا العصر، لا أسمح بتدخل أي شخص كان في حياة ابني او جره الى ارتكاب الحماقات وتشجيعه عليها، وكل شخص يرى أن لديه المقدرة ان يبعث باولاده الى التهلكة فليفعل ولن يتدخل أحد بك، اما بالنسبة لقلة الحياء وقلة الادب ان تعطي رأيك بامور لا تعنيك وتدخلك في خصوصيات الاخرين . .والرجاء الى كل شخص لا تبعثوا برسائل تشجيعية لابني فقد عانى من حياة السجون وعذابها من قبل، وهذه رسالة من أم قلبها يشتعل خوفا على ابنها..

إذا أنت ناوي على ان تفعل ما تريد فنحن أولى! وفلسطين أولى من غيرها من البلاد وانت تقول: بأنك تريد دخول الجنة! فكيف ستدخل الجنة وامك ليست براضية عنك؟ وقد أوصى الله والرسول بالأهل وانت ما فعلت شيئا غير أنك أحرقت قلبي وجعلتنا نغضب عليك ، عد لكي تتخرج وتتزوج ولنرى أولادك وان لم تعد فلن اسامحك ابدا !!

فأجابها الابن المكلوم الصابر المجاهد:

أمي الحبيبة ، أنا ابنك المحب المشتاق منتصر ..

أمِّيَ الغالية ، مالك تأبين أن يَرِدَ ابْنُكِ حِيَاضَ الجَنَّةِ وَ يَغْرفَ مِنْ نَعِيْمِهَا ..

أي حَبِيْبَةُ ، قَدْ عَلِمْتِي قَدِيْمَاً مَنْ هُوَ ابْنُكِ ، و عَلِمْتِ مَا اخْتَارَ لِنفسه ، فَلِمَ لَا تَقْبَلِيْنَ أن أكُونَ مِنَ المُصْطَفِيْنَ إن شَاءَ الله ..

أي أمَّاه ، و اللهِ مَا أحبُّ عليَّ الآن مِنْ تَقْبِيْلِ قَدَمَيْك الطاهرتين ، إلا أن دين الله عز وجل أحب إلي مما يستهوي النفس و ترضاه لها دينا ..

أي عزيزة ، أمَا رأيْتِ الرِّقَابَ التِي أزهِقَت و الأعْرَاضَ التي انْتُهِكَت ، أما رأيْتِ الذين يفسدون الحرث و النسل و قد عاثُوا فِي اخوتي و أهلي قتلاً و اغتصاباً و تشريداً ..

لا يا حبيبة ، لست بذلك الديوث الحقير الذي يسكت عن عرضه و دمه إذما ما انتهك ..

و على هذا رُبِّيتُ و تَرَعْرَعْتُ ..

حبيبتي ، و اللهِ إنِّي لَأجِدُ ريْحَ الجَنَّةِ هُنَا و إنِّي أطْمَعُ أن أكونَ فِيْكِ مِنَ المُشَفَّعِيْنَ فَحَافِظِي على الصَّلَاةِ يا حبيبة و أدع لأبي بالهداية ، فإنَّهُ على خَطَرٍ عَظِيْمٍ ..

ستصلُكِ وَصِيَّتِي قَرِيبَاً إن شَاءَ اللهُ ..

عذراً يا حبيبتي ، رضى الله عز و جل هنا يَتَعَارَضُ مع رضَاكِ و هو مُقَدَّمٌ ..

أبَشِّرُكِ حُزْتُ بُندُقِيَّتاً و جُعْبَةً و مَا هِيَ إلا أيَّامٌ لأثْخِنَ في عَدُو الله إن شاء الله .

حبيبتي ، ما عدت جُوَيْهِلَاً ، و الله قد تعلمت ..

و الجهاد علي واجب و على كل مسلم الآن ، فلست أعصي ربي ما أمرني إن شاء الله ..

أتمنى أن ترضي عني يا حبيبة ، فيسكن القلب و تطمئن الروح ، و اعلمي إن جاءك خبر مقتلي أني أحبك و أني اسعى لإتمام حفظ القرآن قبل استشهادي عسى أن يمن الله علي بأن ألبسك تاج الوقار يوم القيامة ..

الإتصال عندنا صعب جداً ، قد لا أقدر على الإتصال بكم أو الوصول للإنترنت قريباً ،

سلمي لي على والدي و اخوتي جيداً ، و أخبري أبي بأني قد وجدت ما وعدني ربي في الدنيا حقاً ، و و الله إني على يقين أن ما وعدني به في الآخرة حقاً ، فهل وجد ما وعدته به العلمانية حق ، قولي له : يقول لك ابنك المحب ، اتق الله عز و جل و لِيُخْتَم لك بخير ، كنت من خيار الناس عقلاً و خلقاً ، لتكن من خيرتهم ديناً على منهج النبوة ، لا على ما يسوله لك عقلك ..

ابنك المحب ،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


نسأل الله أن يلحقنا به للشهادة في سبيله عزوجل !