المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أضرارُ العشق



أهــل الحـديث
26-05-2012, 11:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




السلام عليكُن ورحمة الله وبركاته

بـسـم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله
مُحمد صلوات الله وسلامهِ عليهِ..





ومن المعلوم أَنَّه ليسَ فِي عشقِ الصورِ مصلحةٌ دينيةٌ وَلاَ دنيويةٌ
بل مفسدتُه الدينيِة والدنيويةِ أضعافَ ما يقدرُ فيه من المصلحةِ
ووذلِكَ من وجوهٍ:


أحدهما:

الاشتغالُ بحُبَّ المخلوقِ وذكرِه عن حُبَّ الرَّبَّ تَعَالَى
وذكره فلا يجتمعُ فِي القلبِ هَذَا وهَذَا إلا ويقرُّ أحدُهما الآخرَ
ويكونُ السلطانُ والغلبةُ له...

الثاني:

عذابُ قلبِه بِه,فإنَّ من أحبَّ شيئاً غيرَ اللهِ عُذَّب وَ لاَبدَّ
كَمَا قِيْلَ:

فَمـا فِي الأرضِ أشقَي من محبًّ
وإنْ وجدَ الهوَي حلوَ المذاقِ
تـرَاهُ بَاكياً فِي كلَّ حِـينٍ
مخافةَ فرقةٍ أو لاشتياقِ
فيَبْكي إن تَأوا شوقاً إِلَيـْهِم
ويَبْكِي إن دنـوا حذرَ الفراقِ
فتسخنُ عينُه عنـدَ الفراقِ
وتسـخنُ عينُه عنـدَ التَّلاقي


والعشقُ وإن استعذبَه صاحبُه,فهو أعظمُ من عذابِ القلبِ


الثالثُ:

أنَّ قلبَه أسيرٌ فِي قبضةِ غيرِه يسومه الهوان ولكن لسكرتهِ
لا يشعرُ بمصابهِ,قلبُه كعصفورٍ فِي كفَّ طفلٍ يسومها حياضُ الردَي
والطفلُ يلهو ويلعبُ...


الربُع:

أَنَّهُ يشتغلُ عن مصالحِ دينهِ ودنياه, فليسَ شئٌ أضيعَ لمصالحِ
الدينِ والدُّنْيَا من عشقِ الصور,أما مصالحُ الدينِ فإنَّها منوطَةُ بلم شعث
القلبِ وإقبالهِ عَلَى اللهِ,وعشقُ الصورِ أعظمُ شئٍ تشعيثاً وتشتِيتاً له..

 

وأما مصالحُ الدُّنْيَا فهي تابعةٌ فِي الحقيقةِ لمصالحِ الدينِ فمن انفرطت
عَلَيْهِ مصالحُ ديِنه وضاعَت عَلَيْهِ فمصالحُ دنياه أضيعُ وأضيعُ..

الخامسُ:

أنَّ آفاتِ الدُّنْيَا والآخرةِ أسرعُ إِليَ عُشاقِ الصورِ من النارِ فِي يابسِ الحطبِ,وسببُ ذَلِكَ أن القلبَ كلَّما قربَ من العشقِ وقوي اتصالُه به بعد مِن الله,فأبعدُ القلوبِ من الله قلوبُ عُشاقِ الصورِ, وإذَا بَعدَ القلبُ من
اللهِ طَرقتُه الآفاتُ وتولاه الشَّيْطَانُ من كلَّ ناحيةٍ واستوليَ عَلَيْهِ ولم
يدع أذي يمكنه إيصالُه إليه إلا أوصلَه...


السادسُ:

أَنَّهُ إذا تمكَّنَ من القلبِ واستحكَمَ وقويَ سلطانهُ أفسدَ الذهنَ
وأحدثَ الوسواسَ,وربَّما ألحقَ صاحبَهُ بالمجانين الذين فسدت عقولُهم
فلا ينتفعونَ بها ..



السابعُ:

فهو يُعمي عينَ القلبِ عن رؤيةِ مساوئِ المحبوبِ وعيوبهِ
فلا تَري العينِ ذلك, وَيَصمُّ أذنَه عن الإصغاءِ إِلَي العذلِ(أي اللوم)
فيه فلا تسمعُ الأذنُ ذَلِكَ, والرغبات تسترُ العيوبَ فالراغبُ فِي الشئٍ
لا يري عيوبَه, حَتَّي إذا زالت رغبتُه فيه أبصرَ عيوبَه,فشدةُ الرغبةِ
غشاوةٌ عَلَي العينِ تمنعُ رؤيةَ الشئٍ عَلَي ما هو بِه(1)..



 
(1)الداء والدواء لابن القيم(ص:245) وما بعدها بإختصار


 

مـ كتاب أمراض القلوب لـ ام تميم