المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرحا , بشيء ما !



االزعيم الهلالي
25-05-2012, 05:40 AM
صباحكم ورد ,,


فرحا بشيء ما !


فرحا بشيء ما خفي .. كنت أمشي حالما بقصيدة زرقاء من سطرين .. عن فرح


خفيف الوزن .. مرئي و سري معا ..!


هكذا أنهى الراحل درويش , قصيدته الرائعة " فرحا بشيء ما " .. التي يتوسطها


مقطع " أعطنا يا حب فيضك كله ... إلى آخر المقطع ,,


و الحقيقة أن العلاقة بين الحب و الفرح تبدو عكسية في أغلب الأحيان , أو على


الأقل هكذا يقول الشعراء ,,


أعرف أنها بداية غريبة , و لربما يتبادر إلى ذهن أحدكم , أن لدي لبسا بين منتدى


الجمهور و المجلس العام , و لكني أطمئنه و أطمئنكم أني أكتب هذا الموضوع هنا


بقصد ,,


كنت تحدثت عن الحب و الفرح , و حقيقة أنهما قل أن يجتمعا , لكن و لأن الهلال


مختلف , فإنه يقدم لك الفرح مقابل الحب , و هذا تبادل عادل بالطبع , و ليس على


طريقة النفط مقابل الغذاء .. < ليس موضوعنا !


في الهلال , أشياء كثيرة تدعوك إلى الحب , و أشياء أكثر تمنحك الفخر , و أشياء


أكثر و أكثر تستحق التوقف و ربما التغيير ,,


و بعد التهنئة على التأهل المميز بالأمس , أعتقد أن علينا التوقف مع عدة أمور ,,


" كلنا عشاق , لكن .. كل واحد له حكاية "


يقول د. عبد الله الغذامي : " الحرية معنى صعب صعب جدا لا يمكن أن تكون حرا


ما لم تعط غيرك الحق نفسه , من استكثر على غيره الحرية فهو طاغية وليس حرا "


و لذلك , فإني أستغرب كثيرا , أن تطلق أوصاف مثل مندس , أو مطبل , لشخص


كل ذنبه أنه اختلف في فكرة ما أو رأي ما معك .. أستغرب أن نسمي بعضنا جمهور


ياسر أو جمهور سامي , لمجرد اختلاف على أشياء فنية لا يمكن أن يُتفق عليها


بالكامل , مهما حاولنا .. و لذلك فنحن ملزمون باحترام آراء الآخرين , إذا أردنا منهم


تقبل آرائنا , و احترامنا لآرائهم يجب أن يسبق _ برأيي _ رغبتنا في تقبل الآخرين


لنا و لآرائنا .. كما أن نقاشاتنا يجب أن تكون حول الأفكار أولا و ثانيا و أخيرا , فلا


فائدة من النقاش حول الانتماءات أو النوايا .. و لذلك فإن حريتك مسؤولية أيضا ..


يقول أوشو : " الحرية و المسؤولية وجهان لعملة واحدة , إذا لم تكن قادرا بعد على


تحمل المسؤولية , فأنت لا تستحق أن تكون حرا " .. أنا على ثقة من أن كل النقاشات


الزرقاء دافعها الحب لهذا الفريق الكبير .. لكنها ستكون أجمل و أكثر نفعا إذا ما


اقترنت بالاحترام المتبادل مع الآخر و لأفكارهـ ..!


لنأخذ الأمر كما يقول البدر : " كلنا عشاق , لكن كل واحد له حكاية " .. و بدلا من أن


نعطي ظهرنا للمرايا كما يقول هو , علينا أن نعطي ظهرنا لكل قناعاتنا التي تدعونا


للتمسك بأفكارنا و آرائنا , و أن نقدم القليل من التنازلات التي تمنعنا أحيانا كبرياء


قناعاتنا القديمة من تقديمها !


It's All About Mentality


حقق رافائيل بينيتيز لقي دوري أبطال أوروبا عام 2005 , في المباراة الأكثر إثارة


في تاريخ المباريات النهائية للبطولات الأوروبية الكبرى , بعد أن حوّل خسارته أمام


الكبير الإيطالي ميلان بثلاثة أهداف نظيفة , إلى تعادل في الشوط الثاني , ثم إلى فوز


بركلات الترجيح .. سئل رافا مرة عن سر تفوق الليفر معه رغم أنه لا يملك لاعبين


بأسماء كبيرة , فأجاب ببساطة : " كل شيء يتمحور حول العقلية " !


و برأيي العقلية فقط هي ما تنقص نجوم الأزرق حاليا , أعرف أنه من الصعب أن


تغير عقلية لاعب في الثانية و العشرين مثلا , لكن على الأقل , قد تستطيع تغيير


طريقة تفكيره في بعض الأمور , أشعر أنه بإمكان الهلال و مع مدرب كبير , أن يمنح


لاعبيه الشباب تحديدا , فرصة التطور بشكل أكبر , من خلال تغيير طريقة نظرتهم


للكرة , و رفع مستوى احترافيتهم , تماما كما حدث مع الرائع إيريك غيرتس , شرط


أن يكون عقد المدرب القادم أطول , و أن يستمر بغض النظر عن نتائج الفريق ,


فالاستقرار يمنح المدرب فرصة العمل على تطوير اللاعبين أيضا , لأن الوقت أمر


مهم جدا بالنسبة للمدرب , و أتذكر أن أولاريو كوزمين كان يتحدث عن نقص ساعات


التدريب , و أن الوقت لا يكفي في أغلب الأحيان لتطوير مهارات اللاعبين الفردية ,


و صقل مواهبهم , فيكتفي المدرب بالعمل على النواحي البدنية و التكتيكية للفريق


بأكمله !


حياة أو موت !


يقول بيل شانكلي , الأب الروحي لليفربول : " يعتقد البعض أن كرة القدم مسألة


حياة أو موت , للأسف هذا يجعلني حزينا فهي أكثر من هذا بكثير "


و هذا هو بالضبط ما يجب أن يشعر به أي لاعب كرة قدم , خاصة حينما يلعب مع


فريق مثل الهلال , أحيانا , تستفزني بعض النتائج , و أحيانا تغيب المتعة , لكن أكثر


ما يغضبني , و أعتقد أنه أكثر ما يغضب الجماهير عامة , هو أن تشعر أن اللاعب


لا يملك الرغبة في اللعب , هذا الشعور يقتلني , أحيانا هذا دور المدرب , الذي عليه


أن يحفز لاعبيه , و أحيانا هذا دور الجمهور , الذي ينقل حماسه للاعب بطريقة


تشجيع مختلفة و أكثر فاعلية , لكنه في كل الأحيان مسؤولية اللاعب الأولى , و هذا


شيء لا يجب أن يعرفه اللاعب حين يكون في الفريق الأول , بل عليه أن يعرف ذلك


منذ اللحظة الأولى التي يرتدي فيها زي قميص فريقه في فئات الفريق السنية !


كما أن الطموح الذي يملكه اللاعب , يجب ألا يتوقف عند حد معين , تماما كما يفعل


كل النجوم العالميين , مهما وصل مستواهم , و مهما بلغ دخلهم , و مهما ملأته


شهرتهم الآفاق , إن لاعبينا بحاجة لإحساس دائم بالشغف , نحو النجاح و الإبداع


و الفوز !


إنهم بحاجة لأن يضعوا مقولة أخرى لشانكلي نفسه أمام أعينهم دائما , حين قال : " أن


تكون الأول فهذا يعني أنك الأول , و أن تكون الثاني فهذا يعني أنك لا شيء " !


تعريجات ,,


- أعجبتني اللغة التي تحدث بها عبد الرحمن بن مساعد بالأمس , فقد اعترف بأخطاء


الإدارة , كما أنه أشار إلى تعاقد الهلال مع مدير فني كبير , إضافة إلى أن القرارات


كلها ستكون بالاتفاق معه , و هذا مؤشر إيجابي بإذن الله ,,


- يقع البعض في مصيدة ثقافة البطل الأوحد , سأختار سامي مثالا , فحين يخسر


الهلال , ينبري الكثير لتحميله المسؤولية , و حين يفوز الهلال , يعيد الكثير الفضل


له بعد الله , و هذا برأيي لا يستقيم مع منطق الكرة , و كونها لعبة جماعية , ولا مع


منطق أي عمل منظم , لكل شخص في منظومته صلاحيات و واجبات محددة !


- الإعلام الرياضي السعودي أكثر الأشياء سخافة في هذا البلد , بما في ذلك ما يسمى


بالإعلام الهلالي , أو الإعلاميين الهلاليين , و إذا أراد الهلال أن يتفوق و يتحول إلى


مستوى أفضل , عليه أن يترك كل هؤلاء خلف ظهره , و كم أتمنى أن يتغير المركز


الإعلامي في نادي الهلال رئيسا و خطابا , فما زالت عبارة " يكسر روسهم " , مؤلمة


جدا بالنسبة لي !


- أنا آسف حقا , للاعبي الهلال الأجانب هذا الموسم , و لتوماس دول , أعتقد أن


الظروف لم تخدمهم , و أنا متأكد من أنهم لو استمروا أكثر , و في ظروف أفضل ,


لقدموا الكثير ..


- شكرا لو قتكم , و أعتذر على الإطالة , و لكنها كلمات محب قبل المشوار الأهم ..


خاتمة ..


من لا يحب الآن في هذا الصباح , فلن يحب !


- أكتب هنا الكثير من تفاصيلي , و بعض عناويني ..


https://twitter.com/#!/FahadALshehri2 (https://twitter.com/#!/FahadALshehri2)


إلى لقاء ,,